استراتيجية التشويه والشَّيْطَنة
تقوم هذه الاستراتيجية على تشويه أيِّ شخصٍ وأيِّ رمزٍ يكون مصدر قلق أو خطر للسلطة التي تنفذ هذا المشروع.
ويكون التشويه بشكلٍ منظَّمٍ ومستمرٍّ ومنهجيٍّ، وتوَظَّف له كل الإمكانيات سواء بالهجوم على هذا الرمز بنفسه، أو بالهجوم على أفكاره وشيطنته وإلصاق التُّهم به.
والمـــُـلفِتُ في هذه الاستراتيجية أنها تحاكي باستهدافها مكانة هذا الشخص بإلصاق التُّهمة المناسبة له!
فمثلاً الرمز السياسي تُلصَق به تهمةٌ سياسيَّةٌ أو أخلاقيَّةٌ، والرمز النضالي تُلصق به تهمة الخيانة والتخابر مع العدو وقبض الأموال، والرمز الديني تلصق به تهمة دينية أو أخلاقية وغيرها من التهم التي تسبب سقوطه، وهكذا دوالَيك، فكل رمزٍ تُلصَقُ به تهمةٌ تناسب تخصصه ومكانته.
وهي ذات الاستراتيجية التي استعملها فرعون موسى لما رأى أن الدِّين الجديد الذي يدعو له سيدنا موسى كفيل بإسقاط حكمه وعرشه وجبروته، فأخذ يتفنَّن في تشويه صورة سيدنا موسى عليه السلام، تارةً بالتُّهم الدينية بأنه يريد أن يبدِّل دين بني إسرائيل في المملكة الفرعونية، وتارةً بالتُّهم الأخلاقية بأنه يريد أن ينشر الفساد فيها، وهكذا دواليك حتى وصل الأمر إلى محاولة القتل.
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ } [غافر: 26].
ما هو رد فعلك؟
+1
+1
+1
+1
+1
+1
+1