…. إن نظام الرَّداءة والتفاهة -كما يقول “آلان دونو”- يسمح لإنسانٍ تافهٍ وجاهلٍ بأن يُتاجر في المخدِّرات، ويعمد إلى تبييض أمواله، فيبني مستشفى يُشغِّل فيه الأطباء، أو يُشيِّد مدرسة أو جامعة تُشغِّلُ مدرسين وأساتذة، أو يُنشئ مقاولة يُوظف فيها مهندسين، فيغدو هذا التافه النكرة رمزاً وقُدوةً في المجتمع، لا بل صاحب الرأي والمشورة والسلطة والقول أمراً ونهياً، بل ويصبح أيضاً صاحب السيادة في الدولة، ويوجِّه ثقافة المجتمع مع زُمْرةٍ من الإعلاميين التافهين حتى يحقق التَّطْبيع بين الفساد والمجتمع لدرجة تصبح فيه الفضيلة خطيئةً تستوجب العقاب، والخطيئة فضيلة الفضائل، وتغدو الطِّيبةُ حماقةً، والخبثُ عبقريَّةً وذكاءً.
مقتطف من كتاب ” التتفيه والتجهيل- وسائل واستراتيجيات “
ما هو رد فعلك؟
+1
1
+1
+1
1
+1
+1
1
+1
+1