الآداب

عقلك و الإنترنت


الإنترنت يمثل معضلة لمعظمنا، فمن ناحية هي أداة تكنولوجية مفيدة، وإقامة ثورة في العمل والتعليم والتواصل بين الناس.

لكن من الناحية الثانية استخدام له سلبيات كثير جداً على المستوى الشخصي، لو سألتك ما هو أكبر ضرر يسببه لك الإنترنت؟

 يمكن معظمنا يجيب بمشكلة إضاعة الوقت، وإضاعة الوقت طبعاً هي مشكلة، وناس كتير أعمارها تسرق منها بسبب الإنترنت.

ولكن مع ذلك قد لا تكون إضاعة الوقت، هي أكبر سلبيات استخدام الإنترنت، فاستخدام الإنترنت لفترات طويلة يعيد تشكيل مخك حرفياً.

بشكل يجعلك تدمن التشتت، ويفقد القدرة على التركيز حتى وأنت بعيد عن internet  الإنترنت، معظمنا لديه مشاريع في العمل وأهداف نريد أن نحققها.

أهداف ومشاريع قد يكفي العمل عليها ساعة وحدة يومياً لإنجازها، ورغم من من الصعب أن توفر ساعة من يومك لمشروعك أو هدفك.

إلا أن معظمنا غير قادر على عمل ذلك، بسبب ضعف القدرة على التركيز، وعدم التشتت سرعة الملل.

في حلقة اليوم من علي وكتاب، اخترت أن أدمج الأفكار من كتابين، لعل وعسى نستطيع أن نفهم المشكلة بشكل أعمق، ونستطيع أن نصل إلى حلول أفضل.

كتاب the shallows

أو كتاب معنا اليوم هو كتاب the shallows ويقصد به المناطق الضحلة في البحيرات والأنهار المناطق غير العميقة.

وهذا تشبيه بما يفعله الإنترنت في عقولنا، بأنها تجعلنا نكتفي بقشور الأمور، بدون القدرة على التركيز أو التعمق فيها.

ميزة الكتاب هو أنه يتعمق في تحليل تأثير الإنترنت، على عقلنا و طريقة تفكيرنا، لكن هذا الكتاب يعتبر من كتب تطوير الذات.

من ناحية أنه لا يقدم أي حلول تقريباً، أو فقط يكتفي بتحليل المشكلة بشكل جيد، ولهذا قررت أن أدمج أفكاره بأفكار كتاب آخر أفضل، من ناحية تقديم الحلول.

كتاب digital minimalism

أي تبسيط الحياة الرقمية، مؤلف هذا الكتاب هو cal Newport نفس مؤلف كتاب العمل العميق الذي عرضناه في حلقة خاصة.

ويتحدث  عن موضوع مرتبط بشدة بمواضيع حلقة اليوم، عموماً دعونا نبدأ بعرض أفكار حديثنا اليوم.

تأثير استخدام الأدوات والتقنيات على المخ

مخنا فيه قدرة مهمة جداً اسمها المرونة العصبية neuroplasticity،  المرونة العصبية هي قدرة المخ على التغير والتشكل على مدار حياتك.

نتيجة الخبرات التي تتعرض لها البيئة التي تعيش فيها، أو التقنيات والأدوات التي تستخدمها، المرونة العصبية ممكن ينتج عنها تقويض دوائر عصبية خاصة بوظيفة معينة.

لو كنت تقول بهذه الوظيفة لو كنت تقوم بها في شكل دوري، وينتج عنها أيضاً ضعف في الدوائر العصبية الخاصة بأي وظيفة أنت توقفت عن القيام بها.

عضلات المخ

الأمر يأتي من العضلات، العضلات  التي تستخدمها في شكل دوري تكون قوية، والعضلات التي لا تستخدمها تضمر وتضعف.

 أي تقنية أو أداة تستخدمها، عادة تجعلك تستخدم قدرات ذهنية معينة بشكل أكبر، وتقلل اعتمادك على قدرات ذهنية أخرى.

وبالتالي استخدامك لهذه الأداة أو التقنية، يعيد تشكيل مخك، يقوي بعض القدرات الذهنية، ويضعف قدرات أخرى.

الكتاب يضرب أمثلة لعدة أدوات وتقنيات قديمة، أي انتشار استخدام الساعات مثلاً، كما ساعدنا في معرفه الوقت بدقة وسهولة.

هو أضعف  قدراتنا على تخمين الوقت بالنظر لضوء النهار وشكل الظلال، لأن بمجرد وجود الساعة لم تعد هناك حاجة أن نركز مع الظواهر، التي تساعدنا على تخمين الوقت خلال اليوم. في الواقع الساعات غيرت طريقة تفكيرنا عن الوقت، من كونوا خط مستمر، إلى فترات زمنية متقطعة تقدر بالساعات والدقائق.

هذا شيء قديم مثل الكتابة، اعتمد الإنسان على كتابة الأشياء المهمة، حتى لا يفقدها، جعلته يقلل اعتماده على الذاكرة، وبالتالي نتج عنها ضعف في قوة الذاكرة.

ومثال آخر أيضاً يطرحه الكتاب عن كاتب مشهور في نهاية القرن التاسع عشر، هذا الكاتب استبدل الورقة والقلم بالآلة الكاتبة.

بعد فترة من استخدامه لهذه الأداة الجديدة، لاحظ أن أسلوبه في الكتابة، تغير، لاحظ أنه أصبح يستخدم عبارات أكثر وكلمات أبسط في الكتابة.

يمكن لأن الكتابة في الآلة الكاتبة بالنسبة له كانت أصعب من استخدام الورقة والقلم، فهذا بشكل غير واع جعله يستخدم أسلوب يسهل عليه الكتابة.

أي اختلاف الأداة جعله يغير أسلوبه في التعبير عن أفكاره، والملاحظة المهمة هنا أن هذا تم بدون قصد منه.

هذا ليس معناه أن أداة معينة لها بعض السلبيات أنها سيئة في المجمل، أو المفروض أن تتوقف عن استخدامها.

التصرف المنطقي أن نوازن بين قدر الأفعال الذي نحصل عليه من هذه الأداة وبين قدر الضرر الناتج عن استخدامها

ونختار من ثلاثة خيارات:

أن نستمر في استخدام التقنية رغم الضرر

ربما لأن الضرر بسيط مقارنة بمقدار المنفعة، أي مثلاً أنا أستخدم أدوات رقمية لحفظ وتنظيم أفكاري ومشاريعي، هذا سينتج عنه أني سأقلل اعتمادي على ذاكرتي.

وهذا ينتج عنه بعض الضعف في قوة الذاكرة مثلاً، ولكن أنا أرى أن هذا ضرر بسيط مقارنة بالفائدة الكبيرة التي أحصل عليها من حفظ وتنظيم أفكاري ومشاريعي.

نستمر في استخدام التقنية لكن نحاول أن نصلح الضرر الناتج عنها

أي لو استخدمت نفس المثال السابق، أنا من الممكن أن أستمر في إستخدام الأدوات الرقمية لحفظ وتنظيم أفكاري.

وفي نفس الوقت ممكن أن أعمل تمارين لتقوية الذاكرة من وقت إلى آخر، وهذا الخيار يفترض أن المنفعة التي أحصل عليها، من التقنية هذه.

تستحق الجهد الإضافي الذي سأفعله لإصلاح الضرر الناتج عنها

نتوقف عن استخدام هذه التقنية

وهذا في حالة أن الضرر أكبر من المنفعة، ومقدار المنفعة لا يستحق الوقت والجهد الإضافي الذي من الممكن أن نضيعه في محاولة إصلاح الضرر.

طبعاً اختيار أي واحد من هذه الخيارات، يتوقف على مدى معرفتك وتقديرك للمنفعة والضرر، أنت يمكن تستخدم أداة أو تقنية معينة، بدون أن تدرك بمقدار الضرر الحقيقي، الذي يسببه لك.

فلو سنتحدث عن الإنترنت كأداة تقنية، نستخدمها كلنا بشكل يومي حالياً، بالنسبة للمنفعة، لن نتحدث عنها كثيراً، فكلنا نعرف كم الفرص التي يتيحها الإنترنت، في مجالات العمل والتعلم.

استخدام الإنترنت أصبح ضرورة لمعظمنا، بشكل يجعل التوقف عن استخدامه، لا يبدو أنه خيار مطروح من الأساس.

أما بالنسبة للضرر، فهل نحن مدركين لكل أضرارها بشكل يسمح لنا حتى أننا نحاول إصلاح هذه الأضرار، ونقلل منها قدر الإمكان؟

ما الذي يفعله الإنترنت بعقولنا؟

هناك موقف غريب يحصل مع الكثير منا، تكون مثلاً تقرأ مقال أو تشاهد فيديو أنت معجب بمحتواه، ولا تشعر بأي ملل.

ومع ذلك تجد نفسك توقفت عن القراءة والمشاهدة، وذهبت تلقي نظرة على شيء آخر، واتس آب أو الفيس بوك مثلاً.

عادة تعود لتكمل القراءة أو المشاهدة، لأنك معجب بالمحتوى كما قلنا، لكن السؤال هنا، أنت أصلاً لم تشعر بالملل فما الدافع الذي جعلك تتوقف وتذهب إلى شيء مختلف؟

مؤلف كتاب the shallows يقارن بين الإنترنت والكتب، كوسائل لإكتساب المعرفة، هيكلة الكتاب من حيث أنه يغطي موضوع واحد بعمق.

وأنه مرتب بشكل تسلسلي بحيث تكون كل فكرة تنقلك إلى فكرة أعمق، وأكثر تفصيلاً، هذا يدفعك ويساعدك على التركيز، والتعمق في موضوع الكتاب.

الإنترنت هيكلية تشجع على التشتت والتنقل السريع

بينما على الإنترنت فالوضع مختلف، أنت لو كنت تقرأ مقال على الإنترنت، حتى لو كان عن التركيز، فالصفحة التي تقرأ بها.

ستجد فيها عشرات الروابط والأزرار التي تدعوك أن تضغط عليها لعمل شيء آخر غير الإستمرار في قراءة المقال.

المخ البشري فضولي جداً، ويحب أن يتعرض إلى أشياء جديدة باستمرار، وكل رابط موجود في الصفحة، يظهر لك شيء جديد، مختلف عن الذي تقرأه.

الإنترنت لا يساعدك على التركيز والتعمق في شيء واحد، بل بالعكس يشجعك على التشتت والتنقل السريع بين الصفحات.

الإنتقال السريع بين السطور

لو شبهنا الأمر في البحر مثلاً، فالكتاب يشجعك أن تغوص في العمق، بينما الإنترنت يجعلك تتنقل في الأماكن الضحلة والسطحية للمعرفة.

الكثير من الذي نقرأه على الإنترنت يمكن أن لا يكون له قيمة، فالكثير منا وبدون قصد، تعود على نوع من القراءة السريعة اسمه اسكمينغ.

مثل قراءة الجرائد، فعينيك تقفز بين العبارات والفقرات، وأحياناً تكتفي بالعناوين، ووبالتالي يكون تركيزك وفهمك لما تقرأ، يكون أقل وسطحي.

ما هي المشكلة في القفز والتنقل السريع؟

إن أي معرفة تطلع عليها، تحفظ أولاً فيما يسمى بالذاكرة قصيرة الأمد short term memory وبعدها تنتقل ببطئ إلى الذاكرة طويلة الأمد.

المعرفة المحفوظة في الذاكرة طويلة  الأمد، هي التي تبقى معك وتستطيع أن تعتمد عليها لاحقاً في عملك وحياتك.

المشكلة أنك عندما تتنقل بين موضوعات مختلفة، مخك لن يلحق للمعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، وبالتالي أنت تخسر كثيراً مما تقرأ وتشاهد على الإنترنت.

ذاكرتك لن تلحق بأن تحتفظ به، مؤلف الكتاب يقول: الانتباه والتركيز هو الوسيلة التي تنقل المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد، إلى الذاكرة طويلة الأمد.

هذا السبب الذي يجعل معظمنا ينسى الكثير مما يشاهده، هو أننا مشتتين وتركيزنا ضعيف، فلا نساعد المخ أن ينقل المعرفة التي نحصل عليها للذاكرة طويلة الأمد.

الشبكات التي تستفيد من تصفحك لها

لو نظرت إلى أكبر الشبكات التي تتابعها يومياً، Google جوجل و فيسبوك Facebook و تيوتير Twitter ستلاحظ مشكلة كبيرة.

المصدر الأساسي للربح في كل هذه الشركات، هو الإعلانات، وهذا معناه أن الشركات لديها دافع قوي لتجعلك أن تشاهد أكبر قدر من الإعلانات.

لهذا الكثير يصفون نشاط هذه الشركات باقتصاد جذب الإنتباه attention economy، Google و الفيسبوك Facebook، ممكن أنهم يقدمون لك خدماتهم بدون مقابل مادي مباشر.

لكن هذا ليس معناه أنهم يقدمونها مجاناً، يقدمونها مقابل جزء من تركيزك وانتباهك وصراع محتدم بين كل الشركات وهذه المواقع للاستحواذ على تركيزك ووقتك، لكي يعرضوا لك أكبر قدر من الإعلانات.

من الممكن أن تقضي ساعة واحدة من يومك على يوتيوب، فمن مصلحة يوتيوب أنك في هذه الساعة تشاهد عشرين أو ثلاثين فيديو، لأن هذا معناه عرض أكبر عدد من الإعلانات.

فستجده يعطيك فيديوهات مقترحة في كل مكان، لهذا متوسط وقت المشاهدة على اليوتيوب، يكون دقائق قليلة، والغالبية العظمى لا تكمل هذه الفيديوهات.

ومع ذلك فإن يوتيوب هو أفضل حالاً من باقي الشبكات، مثل Facebook و انستغرام  Instagram لو كانت فترة الانتباه على اليوتيوب تقدر بالدقائق

فعلى Facebook و Instagram تقدر بالثواني، لو تأملت يستخدم هذه الشبكات ستجده كل عدة ثواني ينتقل إلى صورة جديدة أو منشور جديد.

وهو فعلياً لا يركز إلا لثواني معدودة، وعادة المنشورات متنوعة جداً، نحن فعلياً نجعل مخنا يقفز كل عدة ثوان بين موضوعات مختلفة تماماً.

ما هي المشكلة في كل ذلك؟

معظم ما تطلع عليه سطحي ولا يبني معرفة الحقيقة

ولا نقصد بسطحي أنه تافه، لكن حتى المحتوى المفيد، لا تبني أي معرفة حقيقة، وإن كانت تعطي البعض وهم المعرفة.

صعوبة الاحتفاظ بالكثير مما تطلع عليه بسبب التنقل السريع

وهذا يصعب عليك الإحتفاظ بالمعرفة التي تطلع عليها، حتى عندما تصل إلى محتوى مفيد، مخك لا يستفيد منه بشكل مناسب

تدريب مكثف للمخ على التشتت

وذلك مع استخدامنا للإنترنت بشكل يومي، فذلك يدفع المخ إلى عدم التركيز والذي يبقى تأثيره السلبي معنا في العمل والدراسة.

فنحن نقوي الدوائر العصبية لعادة التشتت وطلب الجديد بشكل مستمر وللأسف التشتت وضعف التركيز لا يكون مقتصراً على الوقت في الإنترنت بل يؤثر في عملك ودراستك

بدون التركيز من الصعب جداً أن تتعمق في أمر مهم، صعب أن تتميز في عملك ودراستك وأن تحقق أهدافك ومشاريعك الشخصية

لذلك أنا أرى أنه بالرغم من أن إضاعة الوقت على الإنترنت مشكلة كبيرة، إلا أنها ليست أكبر من إدمان التشتت وضعف التركيز.

ماذا نفعل إذاً؟

نحن أقررنا بأن الإنترنت لمعظمنا لا يمكن الإستغناء عنه، وبالتالي الفكرة التي سنقدمها ستكون أن نقلل من الضرر بقدر الإمكان، وذلك باستخدام خمس نصائح:

ما قل وكفى خير مما كثر وألهى

لقد طرحنا سابقاً حدث عن ما يسمى بفن تبسيط الحياة، وقد تحدثنا عن تبسيط البيئة والممتلكات والعلاقات وغيرها.

وقلنا أننا لو اخترنا شعار يلخص فكرة تبسيط الحياة، فلن نجد أفضل من قل الرسول عليه الصلاة والسلام، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.

فكرة التقليل هنا تتخطى التخلص مما هو غير مفيد، الفكرة تشمل التخلص من الأشياء التي فيها قدر من المنفعة.

لكن تكلفة امتلاكها أكبر من المنفعة التي تعود عليك منها، والطريقة التي سنطبقها بهذا المبدأ على حياتك الرقمية هي:

اكتب قائمة بكل الشبكات والمواقع التي تأخذ جزء كبير من وقتك يومياً، وبعدها ستمر على كل عنصر في القائمة وتسأل التالي:

هل هذا العنصر يضيف قيمة أو منفعة واضحة في حياتك؟

ودع في بالك لو كل الذي يقدمه هذا العنصر هو التسلية فقط، فهي مشكلة، فمن حقك أن تتسلى وترفه عن نفسك.

لكن الشبكات الإجتماعية ومواقع الإنترنت من أسوأ الطرق التي ممكن أن تسلي بها نفسك، بسبب قابليتها للإدمان.

مع كونها تؤثر سلباً عليك ذهنياً وجسدياً ونفسياً، فالأفضل أن تبحث عن وسيلة أخرى للتسلية والترفيه.

لو أجبت على السؤال بلا، إذاً المفروض أن تتوقف عن استخدامه، اقفل الحساب واحذف التطبيق من موبايلك.

أما لو كانت الإجابة هي نعم، فانتقل إلى السؤال التالي.

هل هذا العنصر هو أفضل وسيلة للحصول على المنفعة أو القيمة؟

مثلاً لو كنت تستفيد من الانستقرام لمتابعة حساب معين مفيد، فهل هذه الفائدة لا يمكن الحصول عليها بشكل أفضل من مكان آخر؟

لو هذا العنصر هو مسنجر الفيس بوك مثلاً، والفائدة التي تحصل عليها منه، هي التواصل مع الأصدقاء المقربين.

فهل أنت لا تستطيع أن تقوم بهذا باستخدام الواتس آب؟ حالياً أنت تحتاج إلى ثلاث أو أربع وسائل للتواصل، فتذكر أن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.

لو هناك وسيلة أخرى أفضل فاستخدمها، وتوقف عن استخدام هذا العنصر، ولو لم تجد انتقل إلى السؤال التالي.

هل الطريقة التي تستخدم فيها هذا العنصر هي أفضل طريقة لتحقيق المنفعة منه؟

مثلاً أنت قررت أن يوتيوب يقدم المنفعة والقيمة، التي يصعب الحصول عليها من مكان آخر، لكن هل تستخدمه بالطريقة التي تعظم من المنفعة؟

أم أنك بمعظم الوقت الذي تقضيه، يذهب إلى أشياء أخرى غير المنفعة، لو كنت تستخدمه بالطريقة المناسبة هذا جيد.

لكن لو غير ذلك، إذاً يجب أن تغير طريقة استخدامك له.

من أسهل الأمور التي ممكن أن تفعلها، هو تنظيف شبكاتك الإجتماعية بشكل دوري، من متابعة الكثير من الحسابات غير المفيدة.

اختار أفضل الحسابات في مجال معين، ولا تتابع كل الذي تجده، ظناً منك أنك تحصل على فائدة أكبر، لأنك ستصل إلى التشتت والتركيز.

تخلص من فوبيا فوات الأشياء

وجود الإنترنت معنا في كل مكان، أصابنا بنوع من الخوف اسمه، fear of missing out الخوف من فوات الأشياء.

الشخص الذي كان يخرج من منزله، دون وسيلة اتصال، الآن لا يستطيع أن يبتعد عن الموبايل نصف ساعة.

ولو اكتشف أنه نسي الموبايل، سيعود ليجلبه، حتى لو تأخر على عمله، نحن نشعر بضرورة زائفة لمتابعة الأحداث.

نشعر أننا لو انقطعنا عن الإنترنت لفترة طويلة، ستفوتنا أشياء عظيمة، لا يمكن تعويضها، وهذا شعور زائف، ينتج عنه إدمان الإنترنت.

ولكي نقضي عليه نحتاج أن نتدرب على البقاء بدون اتصال، لفترة من الزمن، حتى نعتاد ونكتشف أنه شعور زائف.

ومن الأشياء التي ستساعدك لهذا الأمر:

قضاء يوم كامل بهاتف قدم، ليس فيه شبكة اتصال على الإنترنت.

قضاء بعض المشاوير بدون اصطحاب الهاتف.

إغلاق أحد حسابات الشبكات الاجتماعية لعدة أيام.

اتبع نظام جلسات العمل

وأسلوب جلسات العمل، هو أنك تختار شيء واحد تعمل عليه، والفترة الزمنية هي، من 15 إلى 20 دقيقة حسب قدرتك.

هذا الأسلوب سيزيد إنتاجك في العمل والدراسة، وهو تمرين على التركيز، وهناك ثلاث أشياء تساعدك على النجاح باستخدام هذا الأسلوب:

لا تضع هاتفك الذكي بجانبك

استخدم قائمة المشتتات

استخدم برامج حجب المواقع

لا تُضح بنصيبك من العزلة

الإنسان يحب الانعزال من وقت لآخر، ولكنه أصبح في حالة اتصال دائم، ليس هناك مجال للوحدة والتأمل.

السوشيال ميديا هي تحرمك من إيجابيات العزلة، لكنها تعطيك سلبياتها، فالسلبيات منها الشعور بالوحدة.

وعند متابعة أخبار الناس على السوشيال ميديا، ستقارن حالهم بحالك، لأنهم يشاركون أحداثهم السعيدة، فتجعلك تشعر بالعزلة.

العزلة مهمة لنضوج الأفكار، ومن الصعب الحصول عليها، عند متابعتك هذا الشباك المفتوح على المئات من الناس.

فالنصيحة أن تعود نفسك أن تجلس أو تتمشى لوحدك، مع أفكارك، بدون الموبايل، وبدون اتصال مع أي شخص.

كن واعياً بحجم المشكلة

من السهل تقليل مشكلة ضعف التركيز، والضرر الناتج على مستوى اليوم، ولكن خلال سنوات يمكن أن تكون فارقاً بين الإنسان الناجح والفاشل.

مصادر العلم والمعرفة أصبحت متاحة، وسهلة الوصول، لكن القدرة على اكتسابهم، أصبح أصعب.

والسبب الأساسي هو ضعفنا على الصبر على العلم، فالشخص الذي لديه قدر تركيز على فيديوهات ذات منفعة، لديه نقطة تفوق أكبر.

وفرصته في تحقيق أهدافه، أفضل من الشخص الذي يجلس، لينتظر شخص آخر يقدم له العلم بطريقة مسلية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى