إسلامشخصيات

عماد الدين زنكي وأسباب النصر


عماد الدين زنكي : سبب الحملة الصليبية الأولى هزيمة كبيرة للمسلمين، من الناحية المعنوية تبين للمسلمين ولأعدائهم مدى الضعف الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية.

وأما على الأرض فقد نتج عنها سقوط مدينة القدس، وقيام مملكة جديدة فيها تحت حكم الصليبيين، كما نتج عن هذه الحملة قيام عدة إمارات صليبية بالقرب من بلاد المسلمين وفي أعماقهم.

مثل إمارة أنطاكية، كانت إمارة صليبية وطرابلس الشام والرها وغيرها، ما كان ممكناً أن يتعرض المسلمون لهذه الهزيمة أمام الحملة الصليبية لولا تفرق قوتهم بين خلافتين ضعيفتين.

الأولى هي الخلافة العباسية في بغداد، والتي كان السلاجقة يتحكمون في شؤونها وما حولها.

والثانية هي الدولة الفاطمية التي هي حقيقة عبيدية إسماعيلية من فرقة منحرفة قامت في القاهرة، ولم تعاون في أي نصر للمسلمين.

سطوع نجم عماد الدين زنكي

بينما الأمة في هذا الضعف إذ يقدر الله تعالى أمراً عظيماً، ظهر القائد المسلم عماد الدين زنكي واستطاع بناء إمارة قوية ضمن الخلافة العباسية.

وعماد الدين زنكي هو الأصل الذي جاء من بعده إبنه نور الدين زنكي والذي كان سبباً في ظهور صلاح الدين الأيوبي وتحرير القدس.

عماد الدين زنكي أخذ بأسباب النصر، فدعونا نتعرف على أسباب النصر من خلال قصة هذا الرجل العظيم في حلقتنا من قصة وفكرة.

حال الأمة الإسلامية

الخلافة العباسية في بغداد كانت تمارس دوراً شكلياً، ورمزاً دينياً فقط، وجانب معنوي أن الخلافة ما زالت موجودة، وما كان تحت يد الخليفة أي قوة عسكرية.

ولم يكن لها أي تأثير يذكر على مجرى الأحداث خارج نطاق مدينة بغداد، بينما الهيمنة الفعلية كانت بيد الدولة السلجوقية التي بدأت عظيمة بنظام الملك وألب أرسلان وأمثالهم من الأبطال.

في هذا الوقت كانت الدولة السلجوقية مفككة مقسمة إمارات مختلفة، وكل مدينة لها أمير وفقدت هذه المدن أواصر الإرتباط بينها والوحدة، دولة سلجوقية شكلياً أيضاً.

والحقيقة أنها إمارات حسب المدن، بل أكثر من ذلك، استفحل الصراع على الحكم والسلطة بين البيت السلجوقي نفسه، وهذا ما زاد من استقلال المدن.

تغلغل الصليبيين في بلاد المسلمين

كانت أهم المدن في ذلك الوقت التي لها خطوط مباشرة في التماس مع الدول الصليبية، والحملات الصليبية استطاعت أن تؤسس عدة دول في ذلك الوقت ومنها القدس، التي كانت بيدهم.

ومنها الكثير من مدن ساحل فلسطين ولبنان وسوريا على البحر المتوسط، وأهم هذه المدن الإسلامية المواجهة لهم إمارة دمشق وإمارة الموصل، وكان بين هذه المدن نفسها وما حولها من الإمارات صراعات.

فكان حجم الضعف الذي وصلته الأمة عظيم جداً، والذي يظن أننا نحن الآن في منتهى الضعف ليراجع تلك الفترة.

انقسام الأمة وضعفها

فإذن، أمراء تلك المدن ما كانوا يتفقون فيما بينهم حتى على حدود السلطة، لذلك كان يحدث بينهم صراع، وفي نفس الوقت كان الصليبيون يهاجموهم.

فكان كل منهم مشغول بمدينته و مشغول بالمدينة الأخرى ومشغولين بأي لغة يمكن للغزاة الصليبيين المحتلين أن يهاجموهم. هذه هي الأوضاع.

فخان بعضهم البعض وبعض القادة بدأ يهادن الصليبيين ويعقد الاتفاقيات معهم، يتفق مع الصليبيين ضد المدن الأخرى من باب دفع شرور الصليبيين، ومن باب هذه العداوة على الملك.

للأسف هذا كان الأمر الواقع أن كل منهم كان حريصاً على مكاسب عرشه وإمارته، وتفرق المسلمون على هذا الحال.

وتفرقهم هذا من سنن الله تعالى الكونية في الهزيمة ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين.

أمير الموصل عماد الدين زنكي

واستمر الوضع كذلك إلى أن ظهر الإسم العظيم عماد الدين زنكي رحمه الله تعالى، تسلم إمارة الموصل بأمر من الخليفة العباسي المسترشد بالله.

لكن في الحقيقة بترشيح من السلطان محمود السلجوقي سلطان السلاجقة، فالإمارة كانت تحت إمرته فاستلمها عماد الدين زنكي.

عماد الدين زنكي هو ابن آق سنقر التركماني، فأصله من التركمان، وكان والياً على الموصل واستطاع أن يفك حصار الصليبيين على حلب.

ساعد حلب في معركتها ضد الصليبيين قبل توليه في عام 518 وكان كريماً خيراً، عرف بالتقوى وحب الإسلام والدين وحب العلم والصالحين.

حبه للجهاد

منذ تولى عماد الدين زنكي هذه المهمة، برز في قلبه حب الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى، وكان لديه هم طرد الصليبيين المعتدين على هذه الأمة من هذه المناطق وبالذات القدس.

ما كان يستطيع فعل ذلك والأمة ممزقة وهو يأمر إمارة صغيرة، ورأى الخلافات والإقتتال الذي يحصل أحياناً بين السلاطين السلاجقة والخليفة في بغداد ومع حتى الفاطميين.

شعر أن هذا يضعف المسلمين أكثر، فآثر أن يبتعد عن هذا كله وترك بعض القضايا التي لها حساسية وانشغل في إدارة الموصل وبنائها.

والروايات تشير إلى أنه تدخل في بعض المعارك أحياناً ولكنه كان مضطراً لذلك، والأصل عنده أنه يبتعد عنها. وعرف عند أهل الموصل بعقله وحكمته وحسن سيرته وخبرته الحربية وشجاعته.

وصف المؤرخين له

يقول عنه ابن كثير المؤرخ العظيم في كتابه البداية والنهاية: كان زنكي من خيار الملوك وأحسن سيرة وشكلاً كان شجاعاً مقداماً حازماً خضعت له ملوك الأطراف.

وكان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية، وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة والرعية.

اشتغل عماد الدين زنكي بإعداد جيش في الموصل، أعدهم خير الإعداد ولم يتأخر في إنفاق الأموال على بناء هذا الجيش ونشر بينهم الدعاة والعلماء فمن جهة الإيمان ومن جهة القوة.

متمثلاً بقوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل

ومع كل العقبات التي وقفت في وجه عماد الدين زنكي فقد تمكن بفضل خبرته العسكرية وكفاءته القيادية والإدارية من توطيد وإحكام سلطانه في مدينة الموصل، وبناء جيش قوي فيها.

وعزز قدراتها الإقتصادية بالإضافة لقدراتها العسكرية.

البدء بتوسيع عماد الدين زنكي إمارة الموصل

لما استقر الأمر له ورأى الإمارات الضعيفة حوله، بدأ بضم الإمارات والأقاليم الصغيرة المجاورة له، وأصبح سيد الجزيرة.

والجزيرة هي المنطقة الجغرافية بين دجلة والفرات، فصار زنكي سيد الجزيرة بلا منازع ورسخ نفوذه في مدينة حماه ومدينة حلب، وبدأ بعد ذلك بضم المدن المحيطة به.

تذكروا هذا، من أسباب النصر القوة في ثلاث مجالات قوة السلاح، وقوة الإيمان، وقوة الوحدة. ثلاث هي أساس أي نصر. وأضيفوا لها قوة العلم عندها تتمكن الأمة من النهضة والحضارة.

تحالف أمراء المسلمين مع الصليبيين

فبدأ يحكم بعض المدن التي كان يحكمها بعض الأمراء المسلمين الذين كان همهم الحفاظ على ملكهم وشهواتهم وسلطانهم حتى لو كان بالتحالف مع الصليبيين.

فتحالف بعضهم مع الصليبيين ضد زنكي لكن زنكي لم يعبأ بذلك واستمر، ولم يكف عماد الدين زنكي عن إرسال السرايا المقاتلة لحرب الصليبيين التي كانت همه الرئيسي.

معارك صغيرة انتصر في معظمها، وكان قائد جيشه في معظمها سوار بن أبتيكين والي حلب، ولعل من أهم هذه المعارك، معركة تل باشر التابعة لأهم إمارة صليبية هي إمارة الرها.

فاستطاع أن ينتصر عليهم وقتل منهم ألفاً وغنموا منهم مغانم كثيرة، والهدف من هذه المعارك والسرايا لم يكن تحرير فلسطين وتحرير الشام، وإنما إثبات القوة الإسلامية التي ما زالت في بدايتها.

لم تكن تكافئ القوة العسكرية التي لدى الصليبيين فكان هدفها الردع، ردع القوة الصليبية عن التفكير في احتلال أي مدن إسلامية جديدة، وبالذات حلب التي كانوا يتوفون لاحتلالها.

هدفه في محاربة الصليبيين

وكان لديه هدف أن يزيد من حدود النفوذ الإسلامي على حساب النفوذ الصليبي في الأرياف وخارج المدن. وأشغل الصليبيين في معارك مستمرة، حتى لا يهدأ لهم بال ويفكروا في التوسع في العمق الإسلامي.

بعد سنوات كان عماد الدين قد شكل قوة لها شأن وأصبح أقوى من جميع السلاطين الذين بجواره بل صار أقوى نفوذاً من الخليفة نفسه الذي في  بغداد.

وكان بإمكانه أن يعلن لنفسه الخلافة، ولا أحد يستطيع أن يقاومه ويعلن انفصاله عن الخلافة وعن السلاجقة بقوته ونفوذه كان من الممكن أن ينازع هؤلاء في سلطانهم إن شاء.

اتخاذ عماد الدين زنكي القرار التاريخي

لكن عماد الدين اتخذ في هذه اللحظة قراراً تاريخياً، قرر وضع كل هؤلاء وراء ظهره وأن يتوجه نحو الصليبيين الغزاة.

حتى لو كان وحده غير مدعوماً من خليفة عباسي أو فاطمي ولا حتى من السلطان السلجوقي كل اعتماده على قوته الذاتية، لكنه فعل ذلك دون أن يعلن إنشقاقه عن الخلافة.

بل على العكس أرسل الهدايا إلى الخليفة المسترشد بالله، وأرسل ابنه سيف الدين غازي ليؤكد طاعته للخليفة وولاءه له، وتقديره لمكانته فاطمأنت بذلك نفس الخليفة وتبادل الهدايا مع عماد الدين زنكي.

إذن، حيد الخلافة التي يمكن أن تؤثر عليه سلباً ولن تنفعه إيجاباً فعمل زنكي على تحييدهم، وفي نفس الوقت عمل على كسر وتفتيت التحالف الذي قام بين الصليبيين في الشام والصليبيين البيزنطيين.

حملته الأولى ضد الصليبيين

بعد كل هذه الاستعدادات والترتيبات السياسية والعسكرية، عندها بدأ حملته ضد الصليبيين، فاختار ولاية ضعيفة وهي ولاية أنطاكيا التي كان يحكمها الصليبيون.

فبدأ يهاجم حصونها وقلاعها وبدأ يضم المدن الإسلامية التي كانت تحت سيطرتها وقريبة من أنطاكية، وبعد عدة ومعارك متتالية استطاع أن يحرر قرطاب ومعرة النعمان وزردنة وغيرها.

البداية كانت هذه الفتوحات بداية النفس والبشائر لأمة الإسلام لكن كانت إشارة رئيسية للصليبيين أن هناك قوة خطيرة بدأت تظهر.

وبدأ الصليبي يفكر كيف يستطيع كيف يوقف عماد الدين زنكي واستمر عماد الدين في معاركه وهدفه الرئيسي أهم إمارة رئيسية في طريقه  إلى القدس وهي إمارة الرها.

معركة الرها

وأدرك عماد الدين أن معركة المسلمين الحقيقية وسيوفهم يجب ألا تكون بينهم كما كانت حال الإمارات الإسلامية المتقاتلة بينها وإنما يجب أن تتوجه السيوف نحو الصليبيين.

وأدرك أن أقرب ولاياتهم إليه والتي تشكل تهديداً كبيراً للمسلمين وتشق بلادهم في عمقها هي إمارة الرها.

فقرر قبل أن يحاول التفكير في قضية إعادة القدس أن يبدأ بإمارة الرها، لأنه إن توجه للقدس ستكون في ظهره وستكون كارثة عليه.

فقرر التوجه إليها كأول إمارة صليبية يجب البدء بتحريرها. وكان عماد الدين يعلم أن قائد الصليبيين كونت الرها جاسلين معروف بذكائه وشجاعته وحنكته الحربية.

فأرسل عماد الدين عيونه في كل مكان لتقصي أخبار هذه الإمارة وتابعها فجاءت الأخبار بأن جاسلين يغادر مملكته في بعض الأوقات مثل الاحتفال بعيد الميلاد فيذهب إلى إمارة أنطاكيا على البحر أو تل باشر أو غيرها.

فجاءته الأخبار بأن قلعة الرها قد تصمد لأشهر إن كان أهلها مستعدين مسبقاً لخوض حرب طويلة لكن لو فوجئوا يمكن ألا يصمدوا هذه المدة.

كيف خطط لمعركة الرها

فقرر عماد الدين قراراً لم يخبر به أحداً قرر أن يفتح الرها بوقت خروج جاسلين منها، وتظاهر عماد الدين بتحريك جيشه نحو ديار بكر ليضمها إلى مملكته بالموصل.

وصلت الأخبار وعيون جاسلين أن عماد الدين متجه نحو ديار بكر، فارتاح لهذه الأخبار، وغادر الرها دون خوف من عماد الدين وجيشه لأنهم سيكونوا مشغولين بمعارك ديار بكر.

وصلت الأخبار إلى عماد الدين أن جاسلين قد غادر المدينة، فأرسل عماد الدين إلى والي حماه يطلب منه تحريك جيوشه فوراً لمحاصرة الرها.

وتوجه عماد الدين بجيشه غرباً نحوها، فأحكم حصارها. وكان عماد الدين بانتظار هذه الفرصة فلما حلت لم يتأخر ولم يبطئ عن استثمارها فوراً.

هنا معنى رئيسي وهو معنى الإعداد والتخطيط بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، لا بد من بذل السبب، ولا بد من اتقان الخطط، ولا بد من معرفة المنافس والاستعداد له.

مؤازرة الأمة للأمير

وفعلاً هبت الأمة لنصر ذلك الجيش، ولما سمع المسلمون في تلك المناطق بتحرك عماد الدين لحصار الرها، هالت عليه جموع المتطوعين للمشاركة في هذه المعركة من كل مكان.

شاركت بها العرب والأكراد والأتراك ظهرت فيها الوحدة الإسلامية بأجمل مظاهرها، وتمكن الجيش بهذا العدد الكبير من محاصرة الرها من جهاتها الأربع قبل أن تستعد.

هكذا تبقى شعوب الأمة دوماً عارفة للحق متحمسة له.

اليوم مشكلتنا ليست في الشعوب، مشكلتنا في الحكام لكن الشعوب في الغالب تنتظر من يحرك العجلة من يأخذ زمام المبادرة.

الله سبحانه وتعالى ينصر الجموع المؤمنة وهذا من سننه الكونية: وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.

عرض عماد الدين زنكي لأهل الرها

عرض عماد الدين زنكي على أهل هذه المدينة النصارى أثناء حصاره لها الإستسلام وتسليم المدينة وفتح أبوابها وأعطاهم الأمان أن يخرجوا منها في مقابل ذلك.

ليس هدف جيوش الفتح الإسلامية إثارة الدمار والفوضى أو قتل الناس، لكن أهلها رفضوا هذا العرض.

وقبل القتال وضع عماد الدين مائدته للطعام وقال للحاضرين معه: لا يأكل معي إلا من يطعن معي غداً باب الرها.

وهذا كناية عن شدة القتال والشجاعة، فالذي يطعن الباب سيكون أول فارس في الجيش يصل إلى باب المدينة وهذا لا يفعله إلا أشجع الناس.

فكل الجالسين قاموا إلا شاب صغير. فقيل للشاب: ارجع ما أنت في هذا المقام. فظل جالساً. فقال لهم عماد الدين زنكي: دعوه فوالله إني أرى وجهاً لا يتخلف عني.

وبالفعل أثمرت هذه الكلمات بحماس هذا الشاب، وفعلاً كان في المعركة من أوائل الطاعنين لهذا الباب، إذاً الإقدام الشجاعة من أسباب النصر.

الذين يخافون على الرزق والمناصب وما وصلوا إليه من جاه، هؤلاء لا يقودون أمة ولا ينصورا ديناً ولا ينهضوا بحضارة، تخلفت الجبناء المترددين لا يقودون.

حصار المدينة

استمر حصار المدينة 28 يوماً خلالها، وصلت الأخبار إلى جاسلين حاول أن يعود، لكن الحصار شديد من كل مكان ما استطاع أن يخترقه.

فارسل إلى إمارة أنطاكية وإلى مملكة بيت المقدس، وكلاهما بيد الصليبيين يطلب منهما عونه على المسلمين فما استجاب له إلا الوصي على بيت المقدس.

وصلت قواتهم لكن وصلت متأخرة بعد أن تم فتح مدينة الرها، وفعلاً بعد اقتحام حصنها دخل عماد الدين زنكي مدينة الرها بعد 50 سنة من بقائها بيد الصليبيين. 50 سنة ما يئس المسلمون.

لاتيأسوا يا مسلمين على فلسطين أن ترضوا بما أعطيتم وتتركوا الباقي، لا بل حقنا كل فلسطين لا تنازلوا عنه إذا تنازل عنه الجبناء والذين يفكرون فقط في مصالحهم الشخصية.

حقق المسلمون نصراً عظيماً، أسروا الكثير من أهل الرها، وعماد الدين زنكي بعدما انتصر، أمر جنوده بردّ كل ما غنموه من أهلها.

معاملته لسكان الرها

وسار في أهل الرها بالعدل والسيرة الحسنة ومنع التعرض لكنائسهم وعبادتهم. ليس كما يفعل هؤلاء الإرهابيون الذين يذبحون الناس على ملتهم ليس في تاريخنا.

واطمأن أهل الرها على أنفسهم وعلى أموالهم عرفوا التعامل الإسلامي، والفرق بينه وبين ما فعلوه هم عندما قتول ا70 ألفاً عندما فتحوا القدس.

فرح المسلمون بهذا الفتح فرحاً عظيماً، وتعززت مكانة عماد الدين بين أمراء المسلمين، وانتشرت الأخبار في كل الأمة.

حتى إن الخليفة العباسي في بغداد أرسل له الهدايا ومنحه بعض الألقاب، منها الأمير المظفر وملك الأمراء والملك الغازي.

وكان هؤلاء الخلفاء فقط للمظاهر فقط يملكون الألقاب والمراسيم، وليس لهم في أرض الواقع حقيقة ولا تغيير.

مقتل عماد الدين زنكي

بعد فتح الرها بعام واحد فقط تم اغتيال القائد عماد الدين زنكي من قبل بعض حراسه، الذين دسوهم الباطنية جماعة الحشاشين.

فرقة باطنية تخصصت في اغتيال المجاهدين، بدل أن يقاتلوا الصليبيين الذين احتلوا الأمة، وجهوا جهودهم على اغتيال نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.

قتلوا عماد الدين زنكي ألا يذكركم هذا بشيء نراه اليوم من هذه الجماعات الإرهابية التي كل جهودها متجهة نحو قتل المجاهدين وضرب الناس الأبرياء ولم يوجهوا طلقة واحدة على إسرائيل عرفتم ؟

الحق بين ظاهر وتعرفوه من هذه العلامات

مات رحمه الله تعالى وهو مستمر في جهاده، وأثبت هؤلاء الباطنية والفرق المنحرفة من جديد خطورتهم على الإسلام والمسلمين.

حاول جاسلين بعدها بسنوات استعادة الرها، فتصدى له نور الدين محمود زنكي بن عماد الدين الملقب بالشهيد رحمه الله تعالى.

يا شباب الأمة اقرأوا سيرة عماد الدين زنكي واقرأوا سيرة نور الدين زنكي وتعلموا منها معاني العدل والتقوى والشجاعة وتعلموا منها أسباب النصر.

انشروا عني

القادة الحقيقيون ليسوا الين يأتون بالتعيين أو الوراثة القادة الحقيقيون هم الذين يبرزون عند الأزمات عبر المواقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى