حول العالم

كيف نشأت الولايات المتحدة الأمريكية


ملخص تاريخي لنشأة الولايات المتحدة الأمريكية ، من قبل تأسيس الدولة إلى الوقت الحاضر.

نبدأ الحلقة اليوم سنة 1750 في أمريكا الشمالية بعد أن مرت 150 سنة من تاريخ وصول أول المستوطنين من أوروبا الغربية من بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وهولندا وألمانيا إلى أمريكا.

ومعظمهم كان يعانون من الفقر والاضطهاد الديني أو السياسي.

كان وصول المستوطنين الأوروبيين على حساب الملايين من السكان الأصليين الأمريكيين الذين عاشوا هناك لآلاف السنين في قبائل.

تأسيس نواة الولايات المتحدة الأمريكية

أسست بريطانيا على الساحل الشرقي الأمريكي مستعمرات سكنها مليون ونصف مستوطن.

كانت المناطق الشمالية تعتمد بصورة أساسية على صيد الأسماك والتجارة، في حين في الجنوب كان الطقس مناسباً لزراعة منتجات مثل التبغ والرز والقطن.

أصحاب الأراضي استحوذوا على مساحات واسعة وأصبحوا أغنياء، واشتروا عبيداً من أفريقيا عن طريق التجارة الثلاثية لزراعة الأراضي.

شكلت جبال الأبالاش حدوداً طبيعية بين المستعمرة البريطانية على الساحل الشرقي والمستعمرة الفرنسية التي اسمها فرنسا الجديدة التي كانت تعيش على تجارة فراء الحيوانات.

حرب السنوات السبع

سنة 1756 اشتد التوتر بين المستعمرة الفرنسية والمستعمرة البريطانية في أمريكا وهذه كانت من ضمن أسباب قيام حرب اسمها حرب السنوات السبع بالذات بين بريطانيا وفرنسا.

انتصرت بريطانيا في هذه الحرب واستطاعت أن تسيطر على فرنسا الجديدة.

إنشاء المحميات

اتحدت القبائل الأمريكية الأصلية التي كانت تعيش هناك، وطالبت بالاعتراف بدولتهم الخاصة وبرحيل البريطانيين.

ولتهدئة الموقف قررت بريطانيا إنشاء محمية مستقلة للسكان الأصليين بين جبال الأبالاش ونهر المسيسيبي والبحيرات العظمى.

مما أزعج المستوطنين الذين كانوا يطمحون لتوسيع ومد مستوطناتهم في اتجاه الغرب.

الضرائب

فرضت بريطانيا على المستوطنين الأمريكيين ضرائب لتغطية ديون حربها مع فرنسا في أوروبا، مما أثار غضبهم أكثر.

وبالذات عندما شعروا أنهم يدفعون ضرائب بدون أن يكون لديهم أي تمثيل أو صوت في البرلمان البريطاني.

حفلة شاي بوسطن

سنة 1173 في بوسطن واحتجاجاً على الضرائب الجديدة التي فُرضت على السلع تنكر المستوطنون في هيئة السكان الأمريكيين الأصليين.

وصعدوا على السفن البريطانية التي تشحن الشاي، ورموا الحمولة في المحيط، وسميت هذه الحادثة حفلة الشاي في بوسطن.

حرب الاستقلال الأمريكية

مع توتر الموقف اجتمع ممثلو المستوطنين من الثلاثة عشر مستعمرة أمريكية في مدينة فيلادلفيا لتنظيم المؤتمر القاري، وقرروا بالفعل مقاطعة البضائع البريطانية.

ومن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الذين كانوا جزءاً من هذا المؤتمر القاري: بينجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون.

وبعد ذلك بسنة قامت حرب الاستقلال التي واجه فيها الثوار الأمريكيون، الذين اشتهروا باسم patriots، بريطانيا.

في 4 تموز الذي يحتفل به الأمريكيون اليوم لعام 1776 أعلن الآباء المؤسسون استقلال أمريكا عن بريطانيا.

التدخل الفرنسي والإسباني

في خلال حرب الاستقلال الأمريكية قررت فرنسا أن تساند أمريكا ضد بريطانيا، لأسباب من ضمنها أن الأمريكيون كانوا أقرب للنصر.

ولإضعاف بريطانيا التي كانت تعتبر القوة العالمية المسيطرة، وبعد ذلك انضمت إسبانيا للحرب في صف الأمريكيين.

وفي سنة 1783 انتصرت الثورة الأمريكية، واضطرت بريطانيا أن تعترف باستقلال البلاد وأصبحت أمريكا بالتالي أول مستعمرة أوروبية تحصل على استقلالها.

أصبحت دولة أمريكا الجديدة ممتدة من الساحل الشرقي لغاية نهر المسيسيبي، في حين أن بريطانيا أعادت فلوريدا إلى إسبانيا.

قيام الولايات المتحدة الأمريكية

تبنت أمريكا دستوراً ديمقراطياً قائماً على الفصل التام بين السلطات الثلاث:

السلطة التشريعية

ممثلة بالكونغرس الذي يناقش القوانين والميزانيات والكونغرس مكون من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

السلطة القضائية

هي المحكمة العليا التي تصيغ الدستور.

السلطة التنفيذية

متمثلة بالرئيس وهو أيضاً رئيس الحكومة.

واحتفظت الثلاثة عشر ولاية بنوع من السيادة والاستقلال بوجود دستور وحاكم خاص بكل ولاية.

أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية

وأصبح جورج واشنطن الذي قاد الثورة الأمريكية وكان أحد الآباء المؤسسين أول رئيس في تاريخ أمريكا.

تم إنشاء مدينة اسمها واشنطن على إسمه كعاصمة للبلاد.

في الغرب أصبح مسموحاً لكل أقليم جديد يضم 60 ألف مواطن حر على الأقل، أن يشكل ولاية جديدة تضاف إلى الولايات الثلاثة عشر المؤسسة.

وبالتالي بدأ المستوطنون الأمريكيون بالانتقال إلى الغرب، ودفعوا بشكل تدريجي قبائل الهنود الحمر نحو غرب نهر المسيسيبي.

ولاية لويزيانا

سنة 1800 قامت فرنسا باتفاقية مع إسبانيا لتعود لويزيانا مستعمرة فرنسية مقابل حصول إسبانيا على مملكة اتروريا في أوروبا.

وبعد ذلك بثلاثة سنوات قررت فرنسا تحت قيادة نابليون، بيع لويزيانا لأمريكا بخمسة عشر مليون دولار تقريباً.

لأسباب من ضمنها احتياج فرنسا لتمويل حروبها في أوروبا ضد دول كبريطانيا وخوف فرنسا من خسارة لويزيانا في أي حروب محتملة.

مساحة لويزيانا كانت واسعة جداً وتشمل أجزاءً من خمسة عشر ولاية أمريكية حالية، وانضمامها لأمريكا ضاعف تقريباً مساحة البلاد.

بعد ذلك موّل الكونغرس حملات استكشاف المحيط الهادي والوصول إليه.

في أوروبا قامت حروب التحالف في 1808 بين تحالفات بقيادة فرنسا من ناحية، وبريطانيا من ناحية أخرى.

في البداية التزمت أمريكا الحياد ولكنها بعد ذلك دخلت الحرب ضد بريطانيا بعد توتر العلاقات بين البلدين.

غزو كندا

وحاولت أمريكا خلال حربها مع بريطانيا أن تغزوا مستعمرة كندا البريطانية، لكنها فشلت ونتيجة الهجوم الأمريكي انتقم البريطانيون بغارة بحرية أحرقت مدينة واشنطن العاصمة.

ومع نهاية الحرب في 1815 تخلت أمريكا عن طموحاتها في الشمال، وركزت في التوسع باتجاه الجنوب الإسباني، حيث كانت الإمبراطورية الإسبانية في حالة ضعف.

ولاية فلوريدا

قامت أمريكا في 1818 بغزو عسكري على فلوريدا في الجنوب، واستطاعت السيطرة عليها بعد مفاوضات مع الإسبان.

حاربت أمريكا الهنود الحمر الذين كانوا يعيشون في فلوريدا، ونقلتهم إلى خارج المنطقة، بينما في الغرب فقد تم تقسيم أوريغون مع بريطانيا.

عام 1825 في شرق نهر المسيسيبي بدأت بعض قبائل الهنود الحمر بالتأقلم على أسلوب حياة المستوطنين الذي كان يعتمد على الزراعة.

ورغم ذلك أصدرت أمريكا قانون لإزالة الهنود وطردتهم  إلى محمية في غرب المسيسيبي، مما أدى لوفاة الآلاف من الإجهاد والتعب في الطريق.

الحرب المكسيكية الأمريكية

قام المستوطنون الأمريكيون في تكساس، والذين كان عددهم كبيراً وكانت جزءاً من دولة المكسيك، بثورة وجعلوا تكساس جمهورية مستقلة.

المكسيك كانت على خلاف مع جمهورية تكساس على الحدود بينهما، وكانت تأمل باسترداد الأرض لغاية سنة 1845 عندما انضمت تكساس رسمياً لأمريكا كولاية جديدة.

الموضوع كان من ضمن أسباب اندلاع الحرب بين المكسيك وأمريكا، وانتصرت أمريكا واستغلت الفرصة لضم ولايتين جديدتين وهما نيو مكسيكو وكاليفورنيا.

اكتشاف الذهب

اكتشاف الذهب في الولايات الغربية مثل كاليفورنيا جذب مئات الآلاف من الأمريكيين للهجرة من الشرق إلى الغرب.

وبعدما تبينت خطورة الطرق البرية قام المستثمرون الأمريكيون بالدفع لإنشاء سكة حديد في بنما تصل بين المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهادي.

العبودية

في منتصف القرن التاسع عشر بدأت تحصل فجوة بين الولايات الأمريكية. وكانت ولاية كاليفورنيا كانت من ضمن الولايات الأمريكية التي تناهض العبودية.

من ناحية كانت أغلب الولايات الجنوبية مثل ألاباما ولويزيانا ولايات زراعية تعتمد على العبيد الأفارقة في العمل في الأراضي ومزارع القطن.

ومن ناحية أخرى كانت الولايات الشمالية ولايات صناعية وضد العبودية، وكل فريق بدأ يحاول أن ينقل نموذجه إلى الولايات الغربية الجديدة، مما تسبب في اتساع الفجوة أكثر وأكثر.

الحرب الأهلية الأمريكية

سنة 1860 كسب المرشح الجمهوري أبراهام لينكولن المعادي للعبودية الانتخابات، وأصبح رئيساً للبلاد.

وكان ذلك أحد أسباب انفصال الولايات الجنوبية واحدة تلو الأخرى عن الولايات المتحدة الأمريكية. ثم اتحدت الولايات الجنوبية معاً لإنشاء الولايات الكونفيدرالية الأمريكية.

بدأت عام 1861 الحرب الأهلية الأمريكية التي استمرت أربعة سنوات بين الولايات المتحدة الأمريكية في الشمال وولايات الاتحاد الكونفدرالي في الجنوب.

فرض الشمال حصاراً بحرياً على الجنوب من ناحية المحيط الأطلنطي، لقطع أي دعم محتمل من أوروبا ولوقف تصدير الجنوب للمنتجات الزراعية.

كانت الولايات الشمالية متقدمة أكثر في الصناعة والسلاح، فانتصرت وفرضت سياستها وأعلنت انتهاء العبودية وتحرير 3.5 مليون عبد.

التمييز العنصري

الأمريكيون من أصول أفريقية والذين أصبحوا أحراراً، أصبحوا ضحية للتمييز والعنصرية في الجنوب، ولا سيما بعد ظهور منظمات عنصرية مثل كوكلوكس كلان KKK.

وكثير من الأمريكيين من أصول أفريقية هاجروا إلى الشمال أو إلى المدن البعيدة عن المناطق الزراعية في الولايات الكونفيدرالية القديمة.

التطور الصناعي والزراعي

سنة 1867 قررت الإمبراطورية الروسية بيع ألاسكا للولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 7 مليون دولار لخوفها من فقدانها لصالح بريطانيا .

في خلال القرن التاسع عشر بنت أمريكا خطوط سكك حديدة كثيرة من ضمنها سكك عابرة للقارات وهدفها تعجيل المد باتجاه الغرب.

ساعد اختراع الآلات الجديدة على زيادة الإنتاج الزراعي، وتمت زراعة مساحات كبيرة من القمح والذرة وإقامة مراعي كثيرة.

في حين تم توزيع آخر 250 ألف إنسان من السكان الأصليين على محميات مخصصة لهم.

وبدأ يحدث تطور سريع للصناعة الأمريكية، وبدأت القارة العجوز أوروبا تنظر لأمريكا على أنها أرض الأحلام والفرص.

هجرة العمالة الأوروبية

بدأ بالفعل عدد كبير من سكان أوروبا الجنوبية والشرقية الذين عانوا من الفقر والاضطهاد الديني بالهجرة إلى أمريكا وعملوا هناك كعمالة رخيصة.

لكن القليل منهم فقط استفادوا من الإزدهار الاقتصادي، حيث أن مجموعة قليلة من أصحاب الشركات، اغتنوا بسرعة لاحتكارهم صناعات الصلب والسكك الحديدية والنفط والبنوك.

وهذا على حساب العمال والفلاحين الذين كان منهم نساء وأطفال عملوا في ظروف قاسية.

بدأت تحدث إضرابات واحتجاجات للمطالبة بظروف عمل أفضل، ولكنها في الغالب كانت تخمد بعنف من جانب الميليشيات الخاصة أو الحرس الوطني.

الانفتاح الأمريكي على العالم

في حين أن القوى الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا كانت مسيطرة على أجزاء كثيرة حول العالم، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تبحث أيضاً عن بسط نفوذها على المستوى العالمي.

فضمت بالفعل جزر هاواي وسط المحيط الهادي، وبدأت تنظر أيضاً إلى كوبا التي كان فيها ثورة ضد الحكم الإسباني.

استقلال كوبا

بعد انفجار غامض لسفينة بحرية أمريكية في ميناء هافانا، دعمت أمريكا الثوار في كوبا ودخلت حرباً صغيرة ضد أسبانيا.

انتصرت أمريكا في الحرب مما ساعد على استقلال كوبا عن إسبانيا، بالإضافة إلى أن أمريكا سيطرت على مستعمرات إسبانية في بورتوريكو وغوام والفلبين.

ومن حينها أصبحت تعتبر أمريكا قوة استعمارية عالمية.

قناة بنما

في كولومبيا بدأت إحدى الشركات الفرنسية في إنشاء قناة تربط بين المحيطين وتقلل بشكل كبير الرحلة بين الساحل الأمريكي الشرقي والغربي.

اشترت أمريكا هذا المشروع ومن ثم تدخلت لدعم استقلال بنما عن كولومبيا.

في المقابل قدمت حكومة بنما الجديدة قطعة من أرضها للولايات المتحدة الأمريكية، يتيح لها السيطرة على القناة التي افتتحت في سنة 1914.

الحرب العالمية الأولى

اندلعت الحرب العالمية الأولى في أوروبا سنة 1914 مما أدى إلى تراجع الصناعة في القارة العجوز.

في البداية بقيت أمريكا على الحياد، لكنها استغلت الموقف لتصنيع وبيع الذخيرة والطعام والملابس والسيارات بالدين لقوات الحلفاء كبريطانيا وفرنسا.

رداً على ذلك قامت ألمانيا بحصار بحري أغرق السفن التجارية المتجهة إلى بريطانيا، والتي من ضمنها سفن أمريكية.

بالإضافة إلى ذلك اعترضت أمريكا برقية ألمانية موجهة للمكسيك، تقترح تحالفاً عسكرياً بين البلدين ضدها، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى دخول الحرب في صف الحلفاء.

أرسلت أمريكا بالفعل مليوني جندي للجبهات الأوروبية مات منهم 116 ألف جندي. وبعد انتهاء الحرب وانتصار الحلفاء وجدت أوروبا أنها مدينة لأمريكا.

وأصبحت أمريكا منذئذ من أغنى وأقوى البلاد في العالم.

ما بين الحربين العالميتين

خلال العشرة سنوات بعد الحرب العالمية الأولى شهد الاقتصاد الأمريكي فترة ازدهار.

في المصانع أدى التحسن في خطوط التجميع إلى زيادة الإنتاج وتراجع الأسعار بفضل ارتفاع القوة الشرائية وطريقة البيع بالدين.

وحدث ازدهار في مبيعات السيارات، وأنواع الأجهزة وأسهم البنوك، وأصبحت ثقافة الإعلانات والاستهلاك جزءً من طريقة الحياة الأمريكية، وأصبحت هوليوود صناعة كبيرة ولها تأثير عالمي.

وبفضل مبيعات أجهزة الراديو أصبحت بعض أنواع الموسيقا مثل الجاز مشهورة.

حظر الكحول

في نيويورك ومدن أخرى فتحت الملاهي الليلية أبوابها وشجعت على بيع الكحول. فحاولت الحكومة المتحفظة التصدي لهذه الظاهرة بأن قررت منع انتاج أو نقل أو بيع الكحول في أمريكا.

وكرد فعل انتشرت آلاف الحانات بشكل غير قانوني في جميع أنحاء البلاد، وسيطرت شركات المافيا على سوق الكحول وحققت ثروات سريعة.

في ذات الوقت كانت الولايات الجنوبية الزراعية بعيدة عن موجة الازدهار، حيث أدى تراجع أسعار المحاصيل الزراعية إلى دخولهم في موجة فقر.

العنصرية من جديد

ومشكلة أخرى حدثت في أمريكا في العشرينات كانت العنصرية من جديد، حيث بدأت حركة كوكلوكس كلان تنشط ثانية.

وقامت باستهداف اليهود والكاثوليك والمهاجرين بالإضافة إلى الأمريكيين من أصل أفريقي، ووصل عدد أعضاء المنظمة إلى خمس ملايين عضو قبل أن يتم حظرها بعد العديد من العمليات الإرهابية.

الكساد الكبير

سنة 1929 بدأ انهيار بورصة وول ستريت وحدثت أزمة مالية أمريكية عملاقة

خلال سنوات قليلة أدى إفلاس الشركات والبنوك لارتفاع معدلات البطالة لحوالي 25%

سنة 1933 تم رفع الحظر عن الكحول واتخذت الحكومة خطوات لمحاولة إحياء الاقتصاد وتحسين ظروف العمل.

الحرب العالمية الثانية

اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا سنة 1939، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت رسمياً على الحياد إلا أنها استعدت للحرب بإعادة الاستدعاء للخدمة العسكرية.

بالإضافة إلى ذلك باعت أمريكا كميات كبيرة من السلاح لبريطانيا، ومن ثم للاتحاد السوفييتي.

قصف بيرل هاربر

للسيطرة على المد الاستعماري الياباني في المحيط الهادي، فرضت أمريكا حظر على بيع الصلب والنفط للإمبراطورية اليابانية.

مما دفعها لتوجيه ضربة جوية مفاجئة لميناء بيرل هاربر الأمريكي في هاواي، وكانت نتيجة ذلك دخول أمريكا الحرب بالإضافة إلى سعيها سرياً لتطوير القنبلة الذرية.

القنبلة الذرية

سنة 1945 تغلب الحلفاء على ألمانيا النازية واتحد الاتحاد السوفييتي مع أمريكا ضد اليابان.

اضطرت اليابان للاستسلام بعد الهجوم البري السوفييتي بعد القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما أمريكا على ناجازاكي وهيروشيما.

منظمة الأمم المتحدة

في نهاية الحرب، دعمت أمريكا إنشاء منظمة الأمم المتحدة التي كان دورها الأساسي حفظ الأمن والسلام في العالم.

وجدت أوروبا نفسها ضعيفة ومستنزفة ومحاطة بالدمار بعد انتهاء الحرب وتركت الساحة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كقوى عظمى عالمية.

الحرب الباردة

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حاولت أمريكا والاتحاد السوفييتي مد نفوذهما وسيطرتهما حول العالم.

خطة مارشال

نفذت أمريكا مشروعاً اقتصادياً باسم خطة مارشال لإعادة بناء أوروبا الغربية الحليفة، في حين دعم الاتحاد السوفييتي الحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية. وهكذا أصبحت أوروبا مقسمة بستار حديدي.

سباق التسلح

أمريكا والاتحاد السوفييتي دخلا في سباق تسلح ومنافسة للسيطرة على العالم بدون أي احتكاك مباشر في حرب دعيت بالحرب الباردة.

بشكل عام الولايات المتحدة الأمريكية كان لها الأفضلية الصناعية والاقتصادية والعسكرية على الاتحاد السوفييتي، وذلك بفضل عدم تعرض أرضها تقريباً لتدميرات الحرب العالمية الثانية.

الموجة المكارثية

في حربها الإيديولوجية ضد الاتحاد السوفييتي، عزلت الحكومة الأمريكية المسؤولين الذين تعاطفوا مع الأفكار الشيوعية واستغلت هوليوود لنشر الدعاية المعادية للشيوعية.

مبدأ ترومان

على الصعيد الدولي نفذت أمريكا سياسة الاحتواء، حيث كان هدفها وقف المد الشيوعي مهما كانت التكاليف.

وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل في مناطق كثيرة حول العالم، مثل اليونان والصين واشركت جيشها في حروب في كوريا وفيتنام.

غزو الفضاء

استثمر الاتحاد السوفييتي بقوة كي يجاري أمريكا، وبعد تطوير الأسلحة النووية الخاصة به، أصبح أول دولة ترسل قمراً صناعياً، ومن ثم إرسال إنسان إلى الفضاء.

بعدها أطلقت أمريكا برنامج أبولو الذي كان هدفه إرسال أول إنسان إلى القمر.

حرب خليج الخنازير

بعد فشل محاولة أمريكا لإسقاط الحكومة الشيوعية الجديدة في كوبا، تقارب الاتحاد السوفييتي مع الجزيرة ووضع صواريخاً نووية على أرضها موجهة لأمريكا.

أزمة الصواريخ الكوبية

اشتد التوتر لدرجة اعتقد البعض أن الحرب العالمية الثالثة أصبحت وشيكة، ومع ذلك تم التوصل لاتفاق بين القوتين العظمتين أدى لانسحاب الاتحاد السوفيتي من كوبا.

الحقوق المدنية

بدأت حركات الحقوق المدنية في أمريكا تكتسب المزيد من الشعبية، مما اضطر الحكومة أن تراجع سياساتها الاجتماعية.

الأمريكيون من أصول أفريقية بقيادة مارتن لوثر كينج وغيره، نظموا حركات سلمية لمقاومة التمييز والعنصرية.

ازداد عدد النساء التي انضمت للقوى العاملة، وأصبح هناك مطالبة بالمساواة في الأجور. وبدأ الأمريكيون الأصليون أيضاً بالمطالبة بتحسين أحوالهم.

حرب فيتنام والسلام

مع دخول أمريكا الحرب في فيتنام كجزء من الحرب البادرة، قامت حركات طلابية وشبابية كثيرة تظاهرت مطالبة بالسلام.

رجل على القمر

سنة 1969 أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية أول رجل إلى القمر، وهذا كان حدثاً مهماً شاهده الملايين مباشرة على شاشات التلفزيون.

السياسات الدولية والتدخلات الأمريكية

حاولت أمريكا تخفيف توتر الحرب البادرة حيث أنها بدأت تتقارب دبلوماسياً مع الصين، ووقعت على اتفاقيات مع الاتحاد السوفييتي للحد من سباق التسلح العالمي.

في الشرق الأوسط ساندت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل في حرب 1973 ضد مصر وسوريا، مما تسبب بحظر تصدير النفط إليها من دول الأوبك.

أما في فيتنام، فقد سحبت أمريكا جيوشها بعد المفاوضات، وبعد ذلك بسنتين سيطر الشيوعيون على البلاد وأصبحت صورة أمريكا سيئة حول العالم.

وأصبحت أفغانستان مسرحاً للحرب الباردة حيث أن حرباً وقعت دامت عشر سنوات بين الحكومة الأفغانية الشيوعية المدعومة من السوفييت والثوار الإسلاميين المجاهدين المدعومين من أمريكا.

في أمريكا الوسطى تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في نيكاراغوا وغواتيمالا لدعم الثورات ضد الحكومات الشيوعية.

في إيران نجحت الثورة ضد الشاه المدعوم من أمريكا وأصبحت الدولة جمهورية إسلامية معادية للسياسة الأمريكية، وعززت أمريكا من وجودها العسكري في الشرق الأوسط كي تضمن إمدادها بالنفط.

حاول الاتحاد السوفييتي أن يحتوي الثورات المختلفة في أوروبا الشرقية، لكن لأسباب كثيرة انهارت تماماً عام 1991.

النظام العالمي الجديد

أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى الوحيدة في العالم.

على الصعيد المحلي دعا الشعب الأمريكي لمزيد من الاهتمام لمكافحة الفقر والجريمة والعصابات والمخدرات.

لكن استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بالتركيز بشكل كبير على سياساته الخارجية وكشفت عن نيتها الواضحة بأن تكون شرطي العالم.

حرب الخليج الثانية

عندما غزت العراق دول الكويت عام 1991 شكلت أمريكا تحالفاً دولياً وهزمت الجيش العراقي وحررت الكويت في حرب الخليج الثانية.

وضعت أمريكا قائمة بالدول التي اعتبرتها تهدد السلام والأمن العالمي، وفرضت على هذه الدول حصاراً وحظراً.

الحركات الجهادية

وفي هذا الوقت بدأت تنشط حركات إسلامية متشددة ضد أمريكا منها تنظم القاعدة الحليف السابق لأمريكا في حربها في أفغانستان.

واستهدفت الهجمات الجهادية المنشآت الأمريكية حول العالم.

الحرب على الإرهاب

في 11 أيلول 2001 تعرضت أمريكا لأكبر هجمة إرهابية في تاريخها، ومن حينها أصبح الإرهاب هو العدو الجديد للبلاد.

لكن ثبت ان من الصعب خوض هذه الحرب لأن المنظمات الإرهابية تعمل في سرية وفي شبكات متحركة بدون حدود.

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حربها ضد حركة طالبان في أفغانستان، وتبنت موقفاً معادياً ضد كوريا الشمالية وإيران والعراق التي أطلقت عليهم إسم محور الشر.

غزت امريكا العراق في 2003 ولكن القوات الأمريكية بعدما أسقطت الحكومة بسرعة وجدت أنها تحارب ضد جماعات كثيرة في المنطقة.

الأزمة المالية

في عام 2008 حصلت أزمة الرهون العقارية وبعدها الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد الأمريكي والعالمي.

حاولت أمريكا انعاش اقتصادها بإجراءات مختلفة من ضمنها دعم استخراج النفط الصخري لزيادة إنتاج النفط المحلي.

واليوم سياسة التدخل الأمريكية تواجه مقاومة متزايدة من قوى صاعدة مثل روسيا والصين.

رغم ذلك ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2019 هي أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى