الآدابكتب إلكترونية

الأسود يليق بك : ملخص رواية لأحلام مستغانمي – كتاب PDF



الأسود يليق بك

تسرد رواية الأسود يليق بك قصة حب بين البطلة واسمها هالة الوافي وهي مغنية جزائرية الأصل تتصف بالعناد، التحدي، الكبرياء وتبلغ من العمر السابعة والعشرين، مع البطل  وهو رجل أعمال كبير ومشهور بثراءه يملك سلسلة من المطاعم في مختلف أنحاء العالم ويتصف بالغرور وهو مقيم في البرازيل

ذات يوم رأى هالة الوافي تتكلم على شاشة التلفزيون في مقابلة

وذات يوم شاهدها لأول مرة ما توقع لتلك الفتاة من مكانة في حياته، فلم يكن سمع باسمها يوما ولا هي كانت تدري بوجوده

فشدته وأعجبته جرأتها وشجاعتها وحضورها، وقرر في نفس اللحظة أنها ستكون له فهو لم يتعود على الخسارة مطلقا، بل خلق لكي يربح ويحصل على اي شيء يريده

أول مرة رأها فيه كانت ترتدي فستان أسود أنيق وجذاب، فألهم بها حين سألها مقدم البرنامج: “لم تظهري يوما إلا بثوبك الأسود إلى متى سترتدين الحداد”

فأجابته”الحداد ليس في ما نرتديه بل في ما نراه، إنه يكمن في نظرتنا للأشياء “

بعد انتهاء البرنامج ظل جالسا مذهولاً

، أي لغة تتكلم هذه الفتاة، كيف تثنى لها الجمع بين الألم والعمق وبالرغم من مرور الايام على ذلك اللقاء التلفزيوني مازال يتذكر كل كلمة لفظتها، ندم لأنه لم ينتبه لتسجيل البرنامج فهو لم يعرف عنها شيء

في الطائرة التي كانت تقله الى باريس تصفح صحف الصباح، ففوجئ بصورتها في صفحة فنية لإحدى المجلات

عرف حينها ان اسمها هالة الوافي عاد الى البيت بعد انتهاءه من عشاء عمل طويل لكن الليلة هو على موعد مع شريطها الذي عثر عليه سائقاه في معهد العالم، لقد انتظر شهرا ليراها مجددا في برنامج تلفزيوني

شهراً ليلقي إليها بالطعم الذي لا يمكن لسمكة صغيرة مثلها الا ان تزدهره

أطلت مع ثلاثة ضيوف الذين شاركوها بإحتفال بعيد الحب، إنها تبدو أبهى بثوبها الاسود الذي كانت ترتديه

عندما انتهى البرنامج أمدها مقدم البرنامج بباقة ورد وقال بأن المرسل قد طلب ان يقدم اليها على الهواء

فتحت الظرف بلهفة فلم يكن على البطاقة سوى ثلاثة كلمات ” الاسود يليق بك “

جمدت مذهولة، كان في الجو شيء شبيه بالحب

إنقضت ثلاثة أسابيع قبل أن تأتي أول مناسبة حفل فكتب على البطاقة أرقام هاتفه فحسب ووضعها في ظرف مرفقا بالباقة نفسها

كان لا يتوقف على استراق النظر إلى ساعته، يمكن للهاتف ان يرن في أية لحظة

أطال البقاء في المكتب حتى لا يفاجئه الهاتف وهو مع زوجته

أما هي قد ترددت في طلبه مساءا، لا يليلق بفتاة أن تتصل ليلا برجل غريب

وفي الصباح اتصلت ببه وكان صوتها مرتجفاً:

قالت: ألو

رد: أهلا سعيد بالتحث إليكِ، كنت أستعجل هذه اللحظة

ردت: ظننتك تملك كل الوقت

قال: أن أملك الوقت لا يعني أن املك الصبر

علقت: أما أنا فطوعتني الحياة، لا أكثر صبراً من الأسود!، وشكرا على الورود

أجاب: منذ أول يوم عندما شاهدتك في برنامج على التلفاز وأنا أود أن أبدي إعجابي بك

قالت: ظننتك أحببت حدادي

رد: ربما كان علي أن أقول إنك تليقين به، الأسود ياسيدتي يختار سادته…

ثم قال منهياً: رقمي معك، يسعدني سماعك

بعد عدة مكالمات أخبرته بأنها ستقيم حفلاً في باريس، فعرض عليها أن يلتقيا هناك، فقال لها سأكون هناك بانتظارك، وإن لم يدلك قلبك علي فلن تريني أبداً

فاجأها بمنطق التحدي العاطفي الظالم

فقالت: فليكن…موعدنا في المطار

عند وصولها لم تتعرف عليه ورحلت خائبة

في الصباح تلقت باقة ورد تقول ” تمنيت أن لا تخسري الرهان”

بعد أيام كان لها موعد بمصر لتغني فتفاجأت بأن أحداً ما اشترى جميع بطاقات الحفل قبل أيام

فظهر رجل في الخمسين من عمره أنيق المظهر يدخل القاعة، وهي بدأت بالغناء له لمدة ساعة ونصف

وبعدها غادرت الحفلة ووجدت باقة ورود فيها بطاقة كتب عليها “هل تقبلين دعوتي على العشاء؟ حتما ستتعرفين علي هذه المرة”

ومنذ ذلك اللقاء اصبحت تعرفه، وكان يصر عليها في لقاءاتهم بعد ذلك ان ترتدي اللون الأسود لأنه يليق بها كما كان يردد في كل لقاء لهما وليس لتبدو نجمة فهو يراها أكثر من ذلك بكثير

وكان في كل لقاء يتركها جائعة له، دائما يختم اللقاء مستعجلاً متسرعاً ليتركها ظمئى له

في لقائهما الأخير عندما دعته عندها في الغرفة سلم علييها وقال لها انني مشغول فرصة أخرى!

وعند خروجه  قبلها وذهب بدون أي كلمة! أي رجل هذا!

 فقررت بعدها بأنها يجب أن تشفى من هذا الحب، ولن ترد على اتصالاته، تبتعد عنه وتتركه فقيراً بحبه

” لقد أفقره بعدها لكنه ليس نادماً على ما وهبها خلال سنتين”

من دوار اللحظات الشاهقة وجنون المواعيد المبهرة، حلق بها حيث لن تصل قدماها يوماً، فقد وهبها من كنوز الذكريات ما لم تعشه الأميرات

فهي امرأة جاءت من جبال الأوراس مليئة بالكبرياء والتحدي، وهذه الصفات من شأنها أن تلخص تاريخ حياتها وتقرر منحاها بعد ذلك منذ دخولها عالم الفن والموسيقى

دخلت متحدية الموت والإرهابيين الذين لم تكترث لتهديده، كي تنازل القتلة بالغناء

في الحفل الذي نظمه بعض المطربين في الذكرى الاولى لاغتيال والدها فشاركت بالاغنية التي يحبها والدها لأنها إن واجهتهم بالدموع سيكونوا قد قتلوها أيضاً واصبحت بعد ذلك مضطرة للمغادرة بإصرار مع والدتها لتهرب إلى سوريا من الإرهابيين مبتعدة عن سوء الأوضاع

فقد عانت الجزائر لسنوات من الإرهاب وحل بالناس الغبن والظلم فالعلاقة التي بينهما يحكمها التحدي، هو بماله وسلطته وصبره وغروره وفي كل ما يقوم به يدري ان لا احد سيأتي بمثله

في كل قصة حب هو لا ينازل من سبقه او من سيليه مثله لا ينازل العشاق

وهي برهافة إحساسها ورقة قلبها وكبرياءها وكرامتها، وهي شجاعة ومكابرة ولها قضية

أما هو فقد أفقدته غربته في البرازيل قضيته وكان رجل أعمال كبير لا يتوقف عن الربح وزيادة ثروته في كل العالم، لكنه لم يستطع رغم ذلك أن يمتلكها لأن الكبرياء من شيمتها لأنها تعلمت وهي على أعلى منصة للطبيعة وألا تقبل أن يطل عليها أحد من فوق

لكن المفارقة أن هالة ترفض بعد اقترانها به ان تستمر في تلك الصورة

فلا تبالي بسلطة قهره وماله بل تتعمد أن تواجهه بشخصية اختلفت عن موقفها السابق تاركة اللون الأسود بعد أن كانت تعتبره رمزاً لهذا الحب

لتعلن رفضها ذاك الحب فتقصدت إرسال رسالة له وهو يراها أنها تعافت منه ولم تعد أسيرة له ولحبه لأنها كانت تعرف في قرارة نفسها

” أنه وهو يمجد سوادها كان يريد استعبادها” لتكتشف بعد ذلك ” ان السعادة تملك مشروعاً، أما العافية فهي أن تضحك من القلب أخيراً”

وكان يخطر في بالها أنه: “ربما هو كان يفضل لو خانته مع رجل على أن تخونه مع النجاح”

وبصوتها تحررت من ألمها وحبها، عندما أطلت على مسرحها في العراق

تغني بحرية للعراق الموجوع وللناس جميعاً ليس ثوبها بل صوتها هو من يأخذ بالثأر منذ لك الحفل الذي أجبرها فيه يوما على أن لا تغني سواه ومجرد أن أطلت على المسرح اختفى طيفه من حياتها وكانت حرة بثوبها وبصوتها

ذات يوم عثرت على حكمة أبقتها في ذهول، بدا لها أنها سرقت أخر أسراره، كأنه هو من كتبها:

“أيتها الحياة، دعي كمنجاتك تطيل عزفها.. وهاتي يدك.. لمثل هذا الحزن الباذخ بهجة..راقنصيني..”

وكأنها بعد أن تعافت من الألم في حبه أرادت أن تقول أنها لم تندم على الحب وهي مستعدة للحب والرقص من جديد.. وهذه هي الحياة

وربما هذا ما أرادته من روايتها نسيان دوت كوم..

عندما وجهت نصيحة لكل من يقارب الحب، أن يكون مستعداً لألمه ولعذابه وللشفاء من جديد والعودة له من جديد فالحياة لا يمكن ان تكون جميلة بدون حب، ومرة أخرى كن مستعداً للحب: “حاذر أن تغادر الرقص كي لا تغادرك الحياة”

ولا تكترث للنغمات التي تتساقط من صولفيج حياتك فما هي إلا نوتات.. فالرجل الذي لم يعطها شيئا.. وعلمها كل شيء تناسى ان يعلمها درسه الأهم وهو الإخلاص للحياة فقط

عن المؤلفة:

أحلام مستغانمي أدبية جزائرية حائزة على الدكتوراة من جامعة السوربون في باريس حصلت على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد، لديها روايات عديدة، منها فوضى الحواس، عابر سرير

لتحميل الرواية من هنا

اقرأ أيضاً… ليطمئن قلبي – ملخص رواية للكاتب أدهم الشرقاوي

اقرأ أيضاً… أغنى رجل في بابل – قواعد إدارة المال – ملخص كتاب

اقرأ أيضاً… الكونت دي مونت كريستو: ملخص رواية الكونت دي مونت كريستو للكاتب ألكسندر دوماس

الأسود يليق بك : ملخص رواية لأحلام مستغانمي – كتاب PDF

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى