علوم الفلك والأرض

الثقب الأسود العملاق: رصده علماء الفلك وهو يلتهم ثقباً ثانياً

الثقب الأسود العملاق

إن الثقوب السوداء أشبه بالحيوانات القارضة فهي تلتهم أي شيء ان اقترب منها بما يكفي،  بما في ذلك الكواكب والنجوم وسحب الغاز او بعض المسافرين بين المجرات ليس لأنها تتضور جوعا وتلاحق الاجرام الفضائية،

بل تلتهم باختصار كل ما يعترض طريقها وتتمدد الأجرام السماوية العملاقة حتى تصبح رقيقة كالسباغيتي وتمزقها الى إرب صغيرة واحدة تلو الأخرى

إن الثقب الاسود تجمع لكميات هائلة من المادة تتركز في نقطة صغيرة جدا، الامر أشبه باعتصار نجم أكبر وأثقل بعشرات المرات من شمسنا ليصبح منطقة صغيرة بقطر مدينة نيويورك، ستحصل بعدها على حفرة عملاقة ومضغوطة وكثيفة بجاذبية مهولة لا يمكن للضوء ولا لثقب اسود اخر الافلات من قبضتها

لا توجد للثقب نقطة محددة في الفضاء، النجوم والكواكب والكويكبات والمذنبات والثقوب السوداء وكل شيء في الكون في حركة دائمة لهذا السبب تحدث بعض الفوضى بين الفينة والاخرى،

وجد الباحثون ثقب اسود عملاقا في مركز احد المجرات يلتهم ثقب اسود اكبر منه حتى يمكن ان تصل احجام الثقوب السوداء الى مستويات هائلة وفي مراكز المجرات الكبيرة نجد ثقوب سوداء اكبر من الشمس بملايين المرات

احدى الطرق ليصبح الثقب بهذا الحجم هي التهام الثقوب الاخرى، اندماج ثقب اسود بثان من اكثر الاحداث قوة وضراوة في الكون

تخيل التالي، قبل 1.3 مليار سنة حام ثقبان أسودان حول بعضهما البعض وسحب الثقب الاكبر الثقب الاصغر لناحيته فصارا مرتبطان بشكل لولب ومع الوقت اختل ذلك المدار ولكن ببطئ شديد

اقترب الثقبان من بعضهما البعض بشكل متواصل وكلما اقتربا اكثر امتزجت اقراص الغبار والغازات المتطايرة التي احاطت بهما لتخلق دوامة عالية وقوية

توسعت وارتفعت مع الوقت فوق مركز ذلك القرص وفي مرحلة ما اندمج اخيرا في شكل ثقب اسود هائل بكتلة لا تصدق،

حينها طرد موجات الجاذبية قامت الاخيرة في كشف الكثير عن الثقوب السوداء لكنها لم تطلعنا على موقعها بالضبط لذا يحتاج العلماء الى نوع من الاشارات الكهرومغناطيسية لرصد الثقوب السوداء مثل الموجات الراديوية والاشعة السينية او وميض من الضوء

لا يمكننا رؤية الثقوب السوداء لكن يمكننا تحديد تأثيرها على الأجرام الفضائية التي تحيط بها، حينما يمر ثقب اسود عبر سحابة من المادة فإن جاذبيته القوية تسحب المادة الى قلبه وان اقترب نجم او كوكب منه سيحدث الشيء ذاته،

 ومن ثم ستتسارع المادة الي انجذبت الي مما يعني انها ستبدأ التحرك بسرعة ساحقة وتسخن في النهاية وبعدها سيبدأ الثقب الاسود في بعث الاشعة السينية التي تشع في المنطقة التي تحيط به،

تؤثر طاقة الاشعة السينية على المناطق المجاورة ويمكنها مثلا تحفيز نشأته من جديد وأخيرا لقد اصطدما ببعضهما البعض،

ترى الان انفجار هائل في الطاقة واكبر الانفجارات منذ الانفجار العظيم، في اقل من ثانية أطلق الاصطدام طاقة اكبر من طاقة النجوم في الكون المرئي مجتمعة،

يمكن ان تصبح الثقوب السوداء عملاقة لكن ليس بالضرورة، ان الثقوب السوداء العملاقة بوزن قريب من وزن الشمس لكنها صغيرة جدا

يقع ذلك الثقب الاسود الذي عثر عليه العلماء في سنة 2019 على بعد 10 ألاف سنة ضوئية عن الأرض وقطره لا يتجاوز 19.3 كيلو متر

تعرف الثقوب السوداء بقوتها التدميرية ولكنها ليست سوى مصدر لقوة الجاذبية مثل النجوم وهذا يعني انه من الممكن ان يدور حولها جرم فضائي إن كان يسير بسرعة كافية بطبيعة الحال

لنفترض وجود ثقب اسود بنفس كتلة الشمس، السرعة التي يجب ان يسير بها الجرم الفضائي ينبغي ان تكون شبيهة بسرعة الارض لتدور حول الشمس هذا ان كانت المسافة ذاتها،

هذه مجرد نظرية اما الواقع ان الكواكب لا تدور حول الثقوب السوداء لان الكواكب تتمتع بكتلة شبيهة بنجمنا الام هي في الغالب بقايا نجوم عملاقة نفذ منها وقودها النووي وانفجرت في النهاية،

هكذا تنشئ الثقوب السوداء في المقام الاول، والغريب ان تلك الكواكب القريبة منه لن تنجو من قبضته لكن قبل 30 سنة اكتشف العلماء اول الكواكب خارج نظامنا الشمسي

ووجدوا ان هذه الكواكب تدور حول نجم نباض وهو من بقايا مستعر أعظم لا نعرف كيف نجت الكواكب بعد انفجار نجمها المضيء من الممكن انها نشأت بعد الاصطدام من الحطام الذي تشكل بعد الانفجار

يفترض العلماء نظرية ان الثقوب السوداء ثقوب دودية وهي ظاهرة شبيهة بالانفاق التي تؤدي الى المجرى الاخرى وهذا يعني انها لا تدمر الاجرام التي تبتلعها بل ترسلها الى مكان اخر،

تقول النظرية ان الجسم الذي يدخل ومن ثم يخرج من الجانب الاخر يترك النفق عبر جسم معاكس للثقب الاسود وهو الثقب الابيض

ربما يبدو الاخير شبيها بمرافقه فهو دوار وبالكتلة ذاتها مع حلقة من الغاز والغبار حول افق الحدث، افق الحدث هو نقطة اللا عودة، ذلك الجزء من الثقب الاسود الذي لا تهرب منه المادة،

وعلى عكس الثقوب السوداء فإن الثقوب البيضاء تسمح بهروب الضوء وكل المادة، لكن لن تتمكن اي منها من دخول البوابة مجددا

قبل حوالي 50 عاما أدرك ستيفن هوكنغ ان الثقوب السوداء تسرب الطاقة ومن ثم طور العلماء هذه النظرية وقالووا ان الثقب الابيض يمكن ان يولد من ثقب اسود، لا يزالون غير واثقين من الطريقة التي يختفي بها الثقب الاسود،

لكن في هذه الحالة سيتضائل حجمه حتى يفقد جاذبيته الهائلة التي تمكنه من التهام باقي الاجسام ويتحول الى ثقب ابيض حينها

 ومثل هذا الثقب قد يشبه شيئا خفيفا مثل شعرة الانسان، لن يكون مروعا كابن عمه الثقب الاسود لكنه يظل يخفي العديد من الاسرار داخله، معلومات عن جميع الاجرام السماوية التي التهمها من قبل

سينفث في النهاية تلك المعلومات ويزداد حجما وقد يقضي على الكون بأسره، إن سلوك الثقب الأبيض على عكس الثقوب السوداء التي تمتص المادة يمكن مقارنته بالانفجار العظيم حينما توسع الكون وتشكلت أجرام فضائية جديدة

لكن حتى إن حدث شيء كهذا فقد لا يحدث مجددا سوى بعد تريليونات الاعوام من اليوم، لكن هناك مشكلة فحتى لو تكونت الثقوب البيضاء في مكان ما في السماء المرجح ان لا تبقى طويلا

إذ ستصدم الاجرام التي تخرج منها مع المادة في المدار وقد ينهار النظام بالكامل ويتحول الى ثقب اسود مجددا بما انها تتشكل ايضا بعد انفجارات مستعر أعظم

النجوم والكويكبات والمجرات والمذنبات والكواكب، كل تلك الاجرام الفضائية التي نراها تشكل قرابة 5% من الكون، حوالى 25% من الكون هو مادة مظلمة،

تلك المادة التي لا يمكننا رؤيتها لكنها نفترض بأنها موجودة لأن كل شيء في الكون يتحرك وفقا لقوى الجاذبية،

تشبه هذه المادة المظلمة شباك العنكبوت التي تحمل كل المجرة التي تتحرك بسرعة ساحقة وتوئمها الشريد يسمى المادة المضادة

جزيئات المادة المضادة اشبه بالنسخة المعاكسة للمادة، لها الكتلة ذاتها لكن بشحنات كهربائية معاكسة وحين اصطدامهما تمحق المادة المضادة المادة المظلمة فتنتج مادة نقية

ربما تدفع المادة المظلمة الكون للتوسع اسرع من ذي قبل تفيد احد أحدث النظريات بأنها المسؤولة عن اصطدام الكويكب الهائل الذي سبب انقراض الديناصورات،

 ليس للكون مركز على عكس المجرات، تدور الارض حول مركز درب التبانة مرة كل 250 مليون سنة وهذا المدار ليس محددا

لكن بإمكاننا التنبؤ به مرة كل 60 مليون سنة يمكننا عبور منطقة مزدحمة في مجرتنا تسمى القرص المجري وفي الوقت ذاته  يمكننا تتبع بعض الانقراضات الجماعية في تاريخ كوكبنا

بما في ذلك الكويكب الذي دمر الديناصورات قبل 66 مليون سنة

اقترح البروفيسور إيمبينو من جامعة نيويورك ان المادة المظلمة تتمتع بجاذبية يمكنها القاء الاجرام الفضائية القريبة في طريق الارض كلما دخلت القرص المجري وهذا يعني ان بعض الكويكبات والمذنبات البعيدة عنها قد تحلق فجأة ناحية كوكبنا

اكبر شيء في الكون اكتشفناه الى حد الان هو جدار هيرقل كورونا القطبي العظيم وهو عنقود مجري بقطر عشرة مليارات سنة ضوئية لمجرات متصلة ببعضها البعض بفعل قوة الجاذبية، أكبر مجرة بيضاوية تسمى ic1101 وقطرها يصل الى  أربع ملايين سنة ضوئية

أما أصغر مجرة تم اكتشافها الى حد الان بقطر يتجاوز 220 سنة ضوئية بقليل انها باهتة وتضم 1000 نجم فقط، بالمقارنة تضم مجرتنا 100 ألف مليون نجم وتدور حول درب التبانة.

اقرأ أيضاً… تلسكوب ناسا الجديد: رصد أضواء اصطناعية على كوكب القنطور الأقرب “ب”

اقرأ أيضاً… مركبة فضائية: بناء مركبة فضائية عملاقة بطول كيلومتر

اقرأ أيضاً… مذنب ليونارد ألمع مذنب لهذا العام

الثقب الأسود العملاق – الثقب الأسود العملاق – الثقب الأسود العملاق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى