إسلامالآدابالحياة والمجتمعحول العالم

الثورة الجنسية الكبرى القصة الكاملة التي لم تروى

الثورة الجنسية : إن ما يحدث اليوم على الأرض من موتٍ أخلاقي وفساد، أمرٌ لم يشهد البشر مثله طوال التاريخ, حتى في أرذل المدن التي دمرها الله.

لم تصل إلى ما وصلنا إليه اليوم, فعبر التاريخ الذي قرأته جيداً, كانت النساء من أشراف القوم يعرفن من لباسهن المحتشم.

الذي كل ما زادت طبقاته دل على عزة المرأة ومكانتها بين قومها, وكان العكس صحيحاً في جميع الحضارات الغربية والشرقية, جنوباً وشمالاً وعلى مدار آلاف السنين.

كيف وصل بنا الحال إلى هنا, كيف انتكست الفطرة, كيف قتل الحياء باسم الموضة والفن, بل كيف تغيرت المفاهيم وأصبح الحياء تخلفاً والتعري تحرراً.

والدين من أساطير الأولين, من وضع هذه المفاهيم الكاذبة التي أفسدت الأخلاق واشعلت الشهوة والنفاق حتى جعلت من الإنسان حيواناً بلا عقل, تسيره الغرائز إلى وحلٍ عميق في الظلام.

وما من أحدٍ استسلم لها إلا غرق في بحر مظلم بلا قرار, هذه قصة الثورة الجنسية الكبرى, قصة النار الوردية التي أغوت البشر كالفراش.

الثورة الجنسية وسلعة جسد المرأة

الثورة الجنسية وسلعة جسد المرأة

عندما يصبح جسد المرأة سلعة وعقل الرجل مستودع لها, فاعلم أننا نعيش في قاع بحر الجحيم

على مر التاريخ ومن زمن آدم عليه السلام نزلت الرسالات السماوية التي تدعو لطهارة الإنسان وتحث على القيم والأخلاق وعبادة الواحد القهار.

وإلى نبذ الفسق والفجور والتمسك بالعقيدة التي هي مفتاح السعادة والسرور, فكيف كانت فطرة البشر التي وضعها الله.

إلا أنهم في مراحل مختلفة من التاريخ نسوا هذه الوصايا الربانية واتبعوا الخطوات الشيطانية, فظهرت الفاحشة والزنا التي أهلكت ممالك وأمم, وجعلها سبباً مباشراً في تدمير قرى ومدن.

يقول المؤرخ ديورانت Will Durant أنه من الأسباب المباشرة لسقوط الحضارة الرومانية هو الفحش الذي ساد المجتمع وهدم أركانه.

وأضعف رجاله وقطع أوصاله, ويكمل في فقرة ثانية إن نهوض الحضارة الإسلامية على حساب الفرس والروم.

كان بسبب الرقي والسمو عند المسلمين, وتمسكهم بتعاليم دينهم الذي أعطاهم السطوة والقوة على جميع الأمم, وجعل منهم رجالاً لم تعرف البشرية مثلهم أبداً.

إن الغرب من مختلف طوائفه واديانه فهم إن من أبرز الأمور التي تضعف المجتمع وتفرقه بل وتجعله كقطيع سهل القيادة, هو الانحلال الأخلاقي وانتشار الزنا والخلاعة والتعري بين أركانه.

وقد يتفاجئ البعض بأن أقل من 10% من الأمور التي تحدث اليوم كانت كافية لدمار المجتمعات السابقة وانهيار حضارتها, فما بالك بما يحدث الآن.

وهذا ليس من محض الخيال أو ضرب من ضروب المبالغة, بل هو أمر واقعي فهمت خطورتها الأجيال السابقة وحاربته.

في القرن السابع عشر في أوربا كان يحكم على كل من يمارس الزنا بعقوبات جنائية تصل للموت, وينبذ اجتماعياً و يوصم بالعار, فقد كان عامة الشعب ضد هذا الفعل الفاضح.

لأنهم كانوا على علم بأنه ينشر الأمراض, ويمزق العائلات ويشيع الجريمة, وأيضاً لإيمانهم بالأنجيل الذي يقول إن غضب الرب ينزل على المجتمع الذي يسمح بانتشار الزنا والفحشاء.

ولم تكن الكنيسة وحدها التي رفضت العلاقات الحميمية خارج الزواج, بل طبقة النبلاء أيضاً كي لا تنتابهم أي شكوك حول نسب أطفالهم.

المرأة الأوروبية في القرون الوسطى

كانت المرأة الأوروبية في القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر تخرج بين العامة بلباس كامل يصل إلى عنقها.

إذ كان ينظر إلى المرأة التي تظهر جزء من جسدها نظرة سيئة من المجتمع, ويطعن بعفتها وأدبها.

لذلك كانت المرأة البريطانية من طبقة النبلاء تضع بما يسمى بساتر العنق, وترتدي طبقات فضفاضة بطبقات كثيرة تستر جسدها باكامل.

في حين أن كانت تضع قبعات حريرة أو قماشية تخفي أجزاء كبيرة من شعرها.

وفي المقابل المرأة التي تظهر فسحة من الصدر بملابس قليلة هي علامة على أنها تعمل بدور البغاء السرية التي حاربتها الملكة فكتوريا في عام 1150.

وكل هذا في محاربة الفاحشة والانحلال الأخلاقي في أوربا حدث بعد أن قدم رجال دين للكنيسة درتسةً للبابا, تظهر أسباب ضعف الصليبيين وقوة المسلمين المتصاعدة.

من أهم النقاط المطروحة بها هي تمسك المسلين بأخلاقهم وتعاليم دينهم, وأن اللإمبراوطرية الرومانية ضعفت عندما أصبح فيها الملوك ورجال الدين يرتادون دور البغاء بلا قيود.

ومن هنا كانت الصحوة الأخلاقية الغربية لخطورة الإنحلال الأخلاقي على مجتمعاتهم, فوجدوا من الإسلام خير منهج لقوة الأمم وتقدمها.

ففي عهد الإسلام لا تكاد المرأة تعرف من عفتها وحشمتها بين الناس, فقد حافظ الإسلام على المرأة كما يحفظ اللؤلؤ من الدنس.

إذ يقول المؤرخ البريطاني السير هاملتون Sir William Hamilton لا توجد حضارة أو أمة كرمت المرأة كما فعل الإسلام.

ومن هنا نرى أن الله دمر المدن والقرى التي جهرت بالفاحشة, كمدينة بومباي الإيطالية وقوم لوط, وفهم البشر في الغرب والشرق والشمال والجنوب.

خطورة الإنحلال الأخلاقي وتفشي الرذيلة على المجتمعات

ظل مفهوم الأخلاق قائماً حتى أواخر القرن التاسع عشر, وفي حلول القرن العشرين بدأ أمرٌ في الخفاء يجهز للبشرية, سيقودها فيما بعد إلى أمور لم يشهد التاريخ مثلها أبداً.

في بداية القرن العشرين بدأت محافل سرية بالظهور علناً تحمل أفكاراً شاذة لا تنتمي إلى دين إلهي, ومجردةً من المبادئ والقيم الأخلاقية.

ولكنها مكسوةٍ بلون وردي وخيوط ذهبية, نادت بتحرر المرأة من قيودها والشباب من كبتهم, بأسلوبٍ منمق ورقيق ومليء بالخبث والخداع.

حيث كانت ترى العفاف و التقيد الأخلاقي قيدُ من قيود المرأة, وفي نفس الوقت دعت الشباب للتحرر من الكبت وإطلاق العنان للغرائز والشهوات.

أي قامت بتعرية المرأة وتقديمها للرجال كسلعة رخيصة بدون حياء أو خجل, ومن أجل نجاح هذا الأمر قاموا بالاستعانة بأمهر الأخصائيين النفسيين والكتاب.

ومن بين أشهر من ساهم في تنفيذ هذا المخطط سيغموند فرويد Sigmund Freud طبيب نمساوي من أصل يهودي مؤسس علم التحليل النفسي.

فيلهلم رايش Wilhelm Reich طبيب نفسي نمساوي مؤسس كتاب الثورة الجنسية, فقد ساعد كل من هؤلاء على تحرير فكرة غريزة الشهوة الجنسية.

وارتكز الإقناع على فكرة أن الشهوة يجب أن تعتبر طبيعية, ولا أن تقمع من الأسرة أو الدين أو حتى الدولة, ومن أجل إقناع الناس ونشر هذا الفكر الشذوذي حول العالم.

دور الإعلام في نشر الفساد

كان لابد من استخدام الإعلام بما فيها الصحافة ثم المذياع والتلفاز, مما ساهم على نشر الأفكار الجديدة التي تتعارض مع المفهوم الفطري للبشر.

ومن أقوى الأفكار التي ساعدت على نشر الفاحشة وتدمير الأخلاق البشرية كانت عبر المجلات الفنية, التي تتطورت فيما بعد لتبث على الإذاعات العالمية.

وأخيراً وجهت نحو التمثيل, وذلك بأسلوب إيحائي يرتكز على الحب والهوى, وهي الكلمة التي خدعت مليارات البشر ودفعتهم نحو الرذيلة والإنحلال.

فالمعنى الحقيقي للحب في السابق هو الزواج والعفة, أما اليوم فهو العلاقات المحرمة والشهوات الغريزية, لذلك تم توجيه كتاب محترفين لتأليف كتب تسمى بعلم النفس لإقناع العقل الباطني اللاوعي.

بحيث يتم نشر القيم الفاسدة عبر قصص مشوقة, تستعرض ما يحدث بين رجل وإمرأة منحلين أخلاقياً.

أو كما يسمون بالنجوم ويصور على أنه أمر طبيعي ناتج عن الحب والإخلاص بينهما, وهكذا يتم الخداع التدريجي نحو الفساد الكبير.

أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي

في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي تصدرت الأفلام الأمريكية شاشات الغرب, بينما تصدرت الأفلام المصرية شاشات العرب.

وهنا بدأ التحضير النفسي والجسدي للثورة الجنسية الكبرى, عبر عرض مقاطع مخلة للآداب والشرائع الإسلامية وحتى الفطرة البشرية, واعتبارها أمر عادي ينطوي على التحرر والحرية الفكرية.

وأنها نوع من أنواع الفنون الراقية, ومع كل ذلك لم يتقبل الشارع المصري المحافظ هذه العروض في ذلك الوقت.

بالإضافة إلى رفض عربي في أغلب الدول الإسلامية, فكان لابد من الاستعانة بالكتاب العرب ومنحهم ألقاب وأوسمة, وذلك بالتحريض الفكري الشاذ عن طريق قصصهم وروايتهم المنحلة.

من أجل خداع الأمة المسلمة وجرها نحو الانحلال, واستخدم نفس هذا الأسلوب أيضاً في العالم الغربي, مما يعني أنه مخطط شيطاني لإضعاف الشعوب وتدمير القيم, يدار من خلال أتباعه المخلصين عرباً وغرباً.

الجدير بالذكر زعيم الحزب النازي و الرايخ الألماني, قام بمحاربة جميع المسارح والمجلات والكتب التي تحفز على نشر الفساد والانحلال الأخلاقي بين الشباب الألماني.

وقام بإغلاق المسارح الخلاعية وأي شيء يحرض على الفاحشة, وذلك على مدار عامين منذ عام 1938 ولكن العالم كان يشهد تحركات كبيرة نحو تدمير القيم البشرية وتحضير الوقود بكافة الأدوات, لإشعال نار ستحرق الفطرة والمنهج الفكري السليم.

وما هي إلا سنوات حتى الإعلان عن بدأ الثورة الجنسية الكبرى, عام 1960 وذلك بدءاً في العالم الغربي, حيث إن العالم العربي في ذلك الوقت ما يزال متمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية.

كانت الخطة الأولية أن تؤثر هذه الأفكار التي قامت عليها هذه الثورة في نفوس وعقول فتيات وشباب المسلمين, لأنه من الصعب تغيير أخلاق أبائهم أو تدمير قيمهم, فتحدت كافة الأخلاق السائدة في العالم.

فبدأت الأفلام الغربية والعربية تكثر من عرض المقاطع المخلة بالآداب والشرع الإسلامي باسم الحب والحرية, وفي نفس العام تم تطوير عقاقير منع الحمل للنساء لإعطائهم حرية أكبر دون خوف أو مسؤولية.

وتم إلغاء قوانين تحريم الإجهاض في أمريكا والسماح بالعلاقات المحرمة في مجمل الدول الأوروبية, واستمرت هذه الثورة الفاسدة على مدار عشرين عاماً, حتى غاية عام 1980 تحت تغطية وسائل الإعلام الغربية والعربية, وبأساليب مختلفة تخدع المغفلين وضعاف الدين, فخدر العالم الغربي بعدها في وحل الشهوات.

وبات ينظر للزنا على حالة طبيعية وضرورية, ونشرت الكثير من المقالات التي تحذر من الكبت وتشجع على الرذيلة, ومن ثم أنتجت الأفلام التي تحث الشباب على الاستمتاع بحياتهم قدر المستطاع.

تصوير الزواج على أنه سجن وقيود مفروضة

وجهت الضربة الكبرى للعالم بنشر الإباحية بشكل علني وبدون رادع, بل وبحماية دولية لها, تحت إطار الحرية الشخصية.

وقام الإعلام العربي بالترويج لفكرة التخلف والرجعية لكل من يقف ضد هذا التحرك الشيطاني, وأنتجت الأفلام والمسلسلات التي أثرت بشكل كبير على عقول وأخلاق الشعب العربي والإسلامي.

فأظهرت المفاسد على أنها مغامرة, وصورت التعري على أنه موضة, والمقاطع اللأخلاقية على أنها فن ورقي, وانتشرت الخلاعة بكافة أشكالها تحت مسمى النجومية والفنون, فتغيرت الأسماء وبدلت العقول وانهارت القيم وماتت الأخلاق.

وباتت تصور المحجبة في أفلامهم ومسلسلاتهم الفاسدة بصورة الفتاة الجاهلة والمسكينه والفقيرة والضعيفة, في حين تظهر المتبرجة في دور الناجحة والطموحة المثابرة الخلوقة.

فخدعت العقول سراً وباطنياً وعلناً, وبدلت كلمة التعري بلباس الرياضة والسباحة والفن والأزياء, وأصبح الحجاب رمزاً لتغطية الرأس فقط.

في حين يكشف كامل جسم الفتاة بلباس ضيق وفاضح, واتهم كل من يخالف هذا بالتخلف والتعصب والرجعية, فأصبح العالم بأسره غارق في وحل الشهوات المحرمة التي أطفئت العقول وقادت المجتمعات إلى ظلمة القبور.

لكن لكل شيء ثمن, فشيوع الزنا أدى إلى ارتفاع حالات الإكتئاب, إذ يتناول 26% من الأمريكيات فقط أدوية الاكتئاب, وهذه أقل الخسائر حيث تعرض الشعب الأمريكي وحده من جراء هذه الثورة إلى ما يلي:

أولاً: انخفاض معدلات الزواج, وانتشرت ثقافة العلاقات الترفيهية والعارضة.

ثانياً: انتشار الإباحية بشكل هائل رفع من معدلات الإدمان العقلي المدمر لها, إذ يؤكد الأطباء النفسيون أن أكثر من 70% من الأشخاص الذين يذهبون للعيادات النفسية يعانون من إدمان الإباحية.

ثالثاً: منذ عام 1973 إلى الآن تم تسجيل خمسين مليون حالة إجهاض حول العالم.

رابعاً: رصد تقرير مركز السيطرة على الأمراض لمراقبة فيروس نقص المناعة البشرية عام 2016 وجود مليون ومائة ألف إصابة, وأكثر من سبعمائة ألف حالة وفاة, بالإضافة إلى إصابة خمسين ألف إصابة إضافية بالمرض كل عام في الولايات المتحدة.

خامساً: وفقاً لتقرير مركز السيطرة الأمراض عام 2013 تقدر نسبة الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بالولايات المتحدة بشكل عام بمئة وعشرة مليون إصابة, إذ يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية 79 مليون أمريكي مصاب بالمرض الحليمي البشري, و24 مليون مصاب بمرض الهربس التناسلي, و3,7 مليون لديهم داء المشعرات, و1,5 مليون مصاب بالكاميديا, و800 ألف مصاب بمرض السيلان, و420 ألف مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي, و 171 ألف يعانون من مرض الزهري, و 50% من الإصابات الجديدة هي في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 سنة.

سادساً: وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض, هناك 20 مليون إصابة بالأمراض التناسلية كل عام, كما أن هناك 14 مليون إصابة جديدة بمرض الورم الحليمي البشري سنوياً, إلى جانب 3 مليون إصابة جديدة بمرض الكلاميديا, و مليون إصابة جديدة بداء المشعرات, أي ما لا يقل عن إصابة 100 مليون شخص سنوياً يصاب بأمراض قاتلة بسبب العلاقات المحرمة.

سابعاً: ارتفاع عدد حالات الانتحار إلى ما يفوق 4% نتيجة الأسباب السابقة التي ولدتها الحرية الجنسية.

استغلال التكنولوجيا

الأمر المرعب أنهم استغلوا التكنولوجيا والتطور التقني لإغراق الشباب المعارض للزنا والمتمسك بدينه عن طريق الإباحيات التي أصبحت تبث على الإنترنت بشكل كبير جداً.

حيث أكد مصدر بريطاني لحماية الشباب أنه في عام 2017 تم رفع أكثر من مليار مقطع قذر على الإنترنت ووصل عدد المتصفحين لهذه المواقع 525 مليون زائر.

وتؤكد هذه الدراسة اليوم أن 10% من سكان العالم يتصفحون هذه المواقع يوماً, ووفقاً لهذه الأرقام المرعبة قامت إحدى الدراسات الحديثة التي نشرت على موقع شركة جاما للطب النفسي بعمل دراسة لتأثير الأفلام الإباحية على الدماغ.

فوجد الباحثون أن مشاهدة الأفلام الخلاعية مرتبط بشكل وثيق مع تقلص حجم الدماغ لدى الإنسان.

بالإضافة إلى ضعف الاستجابات الحسية وقلة الإدراك والشرود الذهني وارتفاع نسبة البلاهة والتلعثم والخوف والقلق والانعزال الاجتماعي والضعف الجنسي.

والأهم من كل هذه الأمراض المادية هو البعد عن الله, ولكن من رحمة الله بنا جعل لنا باباً للتوبة لا يغلق في وجه عبدٍ تائبٍ أبداً, والذي من أهم ثماره عودة العلاقة الطيبة مع الله.

وفي نفس الوقت شفاء العقل والدماغ والروح من آثار الإباحيات السلبيات عليهم, فقد أثبت الطب الحديث قادر على أن يتعافى من مرض مشاهدة الإباحيات بعد 90 يوماً من تركها.

وسيشعر المدمن بالتحسن في أول 40 يوم, سبحان الله تعصيه لسنوات ويتوب عليك في لحظات, ويصلح قلبك وعقلك ويأبى إلا أن يشفيك.

تدمير أوصال العالم

وفي النهاية إن الثورة الجنسية ساهمت في تدمير أوصال العالم أجمع, في ظل حماية دولية لها بالقوانين والتشريعات, وتحت مسمى الحريات وإعطاء الحقوق للأقليات.

وفقاً لخدعة الحداثة والتطور, فلا تنخدع بأساليبهم واحذر من قصصهم المبطنة وأفلامهم, واعلم أن التقدم بالعلم والرقي بالأخلاق والدين, وليس بالملابس الفاضحة والعلاقات المشبوهة وخطوات الشيطان.

اعلم أن الله يراك وإذا اتهموك بالتخلف لرفضك لثورتهم فاعلم أن على حق, وأنك على الطريق السليم, واحزن على من ضحكوا في وجهه واستخفوا بعقله.

وجعلوا من جسده سلعة ومن حياته متعة, فأصبح كالأنعام يجري خلف غرائزه وينام, ويقول كل يوم لو كان لي بالإمكان, أن يزداد بضلالته وينتكس بالعصيان, باسم الشهرة والفن وبحجة تغير الزمان.

ولكن سنة الله واحدة من نشأة الأرض إلى نهاية الأعوام, فاستقيظ قبل يومٍ لا ينفع فيه الندم, ولا يسمح بالأعذار ولا الكلام.

قال الزعيم الألماني هتلر: لقد اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعلٍ مغاير للأخلاق, وما من جريمة بحق المجتمع, إلا ولهم يد فيها.

سرعة انتشار وتفشي هذا النوع من الفساد أصبح المجتمع في خطر وأصبح الوضع خطير ومرعب.

لأن فساد الأخلاق أكثر خطورة من أي نوع آخر من أنواع الفساد, والتهاون حيال هذا الأمر أكثر خطورة وتهديداً للمجتمع.

من أجل ذلك لابد من وضع منظومة تبدأ من الأسرة والبنى التربوية والثقافية والاجتماعية, تسعى لحماية أهم ركن من أركان الدولة والمجتمع والوطن, وهي الأخلاق لأن تفشي الفساد الأخلاقي, يعني انهيار المجتمع أخلاقياً وإدارياً ومالياً.


المصادر

يوتيوب


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى