كيف انتشرت بشكل سريع في وقت قصير، ما هي أرباحها ومن الشركة المالكة لهذه اللعبة، وجدت أن الصين لها علاقة وشركة Tencent تنسنت الصينية.
ما لفت نظري هو صاحبها بوني ما، يعد أغنى أغنياء الصين، ما جعلني أندهش لأنه من المفترض أنه من أغنى أغنياء الصين وكل سنة يكون ترتيبه على القائمة منافساً لجاك ما مؤسس علي بابا Alibaba.
لكن لا نسمع عنه شيئاً، وما نسمع عنه هو جاك ما وقصة نجاحه وحكمه الملهمة، ولكن بوني ما لا أعتقد أن أغلبنا يملك معلومة عنه.
بحثت عن هذا الرجل فوجدت أن قصته ظريفة، لذا سنتكلم اليوم عن بوني ما وعن شركة Tencent، وبداية الشركة وسأؤجل الحديث عن Fortnite إلى حلقة أخرى.
السلام عليكم وأهلاً بكم بحلقة جديدة من اقتصاد الكوكب، معكم مصطفى الصعيدي وسنتكلم اليوم إن شاء الله عن بوني ما، وشركة Tencent.
وكيف صعدت هذه الشركة من الصفر، وكيف كانت بدايتها أنها سرقت الفكرة من شركة إسرائيلية وعملتها في الصين وبدأت بالنجاح بها.
بداية بوني ما
البداية من بوني ما مهندس حاسبات صيني، ولد سنة 1971 يعني بعمر 47 سنة حالياً، تخرج من الكلية عام 1993.
وكما أي مهندس يبحث عن عمل بعد الكلية، ووجد عملاً فعلاً في شركة اتصالات وكان راتب في ذلك الوقت 176 دولاراً.
قبل الوظيفة وعمل في الشركة لمدة خمس سنوات، خلال هذه السنوات الخمس كان يجهز لشركته الخاصة مع أربعة من زملائه.
قرروا تأسيس شركة مستقلة، وأن يقوموا بكل شيء بأنفسهم، لكن لم يكن هناك فكرة، فقرروا أن يفعلوا ما تفعله كل الشركات الصينية في ذلك الوقت.
البحث عن فكرة تعمل جيداً في الدول الأخرى وتقليدها في الصين، حيث أنهم محترفون في موضوع النقل. وهذا ما حصل.
تقليد برنامج ICQ
في ذلك الوقت كانت هناك شركة إسرائيلية أنشأت برنامج المحادثات الفورية ICQ والبرنامج ظهر عام 1996 وكان من أوائل برامج المحادثات الفورية.
بعد ذلك بسنتين، بوني ما وأصحابه أعجبتهم الفكرة، فقرروا تقليد ذلك في الصين، وقاموا بذلك فعلاً وأسموه OICQ .
وانتشر البرنامج فعلاً وخلال سنتين وصل عدد المستخدمين إلى أكثر من مليون مستخدم.
البحث عن مستثمرين
بعد ذلك بدأت الشركة تكبر ومصاريفها تكبر معها، وأصبحوا يحتاجون تمويلاً ليتوسعوا أكثر.
بدأ صاحبنا بالبحث عن مستثمرين، ووجد الكثير منهم، وبينهم شركات أمريكية واستطاع أن يجمع 32 مليون دولار كتمويل مبدأي.
دعوى شركة AOL
بدأ الحظ يبتسم لبوني ما لكن حصلت مشكلة كبيرة معه، وهو أن الشركة الإسرائيلية صاحبة برنامج iCQ بيعت لشركة AOL الأمريكية.
والشركة رفعت عليهم دعوى أن Tencent سرقت حقوق ملكية فكرة ليست لهم، وسرقوا الإسم أيضاً، ولم يغيروا فيه سوى حرف واحد.
تم الحل الأمر واضطر بوني ما أن يغير إسم برنامجه من OICQ إلى QQ، وحتى تلك الفترة لم تكن شركة Tencent تجني أرباحاً حقيقية.
وما زاد الطين بلة هو انفجار فقاعة الدوت كوم التي وصلت Tencent إلى أعتاب مرحلة الإفلاس، لكنها تم إنقاذها من قبل مستثمرين آخرين من الإفلاس.
الانتقال إلى مستوى أعلى
ثم بدأت شركة Tencent تعمل على برنامج المحادثات الخاص بها لتكسب منه، من خلال وضع الإعلانات.
وطلب اشتراكات شهرية للمستخدمين الذين يحبون استخدام مزايا أكثر في البرنامج لكن المزايا مدفوعة.
في عام 2004 قرر بوني ما أن يطرح الشركة في البورصة، وجمعت الشركة في ذلك الوقت ما يقرب من 180 مليون دولار.
هنا بدأت الشركة تنطلق عالياً واستمر إنطلاقها إلى سنة 2011، وهنا تم إطلاق تطبيق وي تشات WECHAT وهو ما سنتكلم عنه.
تطبيق Wechat
هذا التطبيق كان أشبه بتطبيق Whatsapp واتس اب لكن مع مرور الوقت بدأوا بتزويده بخدمات أكثر، لدرجة أصبح مجموعة تطبيقات في تطبيق واحد بالنسبة للصينيين.
فمثلاً لدينا Facebook و الانستغرام Instagram وWhatsapp وبعض التطبيقات الأخرى، كلهم ستجدهم في تطبيق Wechat الصيني.
لأنهم أصلاً لا يملكون Facebook، أو أن الفيسبوك Facebook ممنوع استخدامه في الصين والسبب أنه لا يتماشى مع سياسات الحكومة الصينية من حيث المراقبة.
منع Facebook في الصين
الحكومة الصينية تطلب أن يكون لديها سماح للدخول على بيانات الجميع، وكل شيء تحت سيطرتها، وترى وتراقب كل شيء.
والشركات الأمريكية ليست مبنية على هذه الفكرة، فكرة أن تشارك الحكومات البيانات بسهولة قطعاً لا، يمكن أن تشاركها مع شركات أخرى مقابل أموال.
ليس فقط Facebook ممنوع في الصين، بل كل منتجات Google من Youtube وWhatsapp و جيميل Gmail، كل أولائك محظورون في الصين.
وطبعاً كل الشركات تتمنى أن تعمل في الصين، لأن الصين أكبر سوق في العالم بمليار ونصف نسمة، فتخيل ذلك.
ربط Wechat بالمعاملات المالية
في عام 2014 تم تطبيق ميزة جديدة في برنامج Wechat هو أن تربط التطبيق بحسابك البنكي، فترسل وتستقبل مالاً من أي شخص.
ليس ذلك فقط، بل بدأت هذه الفكرة بالتطور إلى حد أنك يمكنك شراء أي شيء من خلال التطبيق ، وتدفع مثل البطاقة الإئتمانية وخدمة Apple Pay من الهاتف مباشرة.
وهذه الفكرة بدأت تتيح لهم أفكار تطبيقات أخرى، يمكن أن يدخلوها في التطبيق الرئيسي، مثل طلب سيارة أجرة، أو تحجز موعداً عند الطبيب ونحوها.
دخول Tencent مجال الألعاب
وكل ذلك من خلال التطبيق وتدفع من خلاله أيضاً، وحتى لو عندك وقت فراغ وتريد أن تلعب، ستجد ألعاباً موجودة على التطبيق نفسه.
لدرجة أن Tencent عندما دخلت سوق الألعاب استحوذت على 51% من سوق ألعاب الجوالات في الصين، حيث وصلوا لدرجة أنه الصينيون لا يخرجون من التطبيق.
حيث يستمرون بالعمل عليه دائماً. فوصل عدد مستخدميه إلى أكثر من مليار ومائة ألف مستخدم في الصين فقط.
مقارنة مع Facebook، حيث أعداد مستخدميه يصل 2.3 مليار مستخدم حول العالم ما عدا الصين. تخيل لو أنها تعمل في الصين لكنت وجدت الرقم ارتفع كثيراً.
التنافس مع Alibaba
Tencent و Alibaba بينهم الحرب شرسة للسيطرة على السوق الصيني، وخاصة إن علمت أن Tencent لم تكن أول شركة تطلق فكرة الدفع عن طريق الهاتف في الصين.
بل سبقتها قبل سبع سنوات شركة Alibaba في 2004، عندما أسست الفكرة وبقيت شركة Alibaba مسيطرة على السوق حتى سنة 2014.
حين أزاحت PayPal عن الصدارة عالمياً كونها أكبر منصة دفع عبر الهاتف.
في ذات السنة ظهرت Tencent بإضافة ميزة الدفع عن طريق التطبيق، ومع الوقت أصبحت تستحوذ على جزء كبير جداً من السوق الصيني، وتعد الآن الأكثر انتشاراً.
استثمار Tencent في مجال الألعاب
تفوق Tencent لم يكن في مجال تطبيق الرسائل أو الانتقال بعد ذلك كتواصل اجتماعي صيني ولا في فكرة الدفع من خلال التطبيق.
بل دخلت مجال online gaming وقدرت في وقت قصير جداً أن تصبح الشركة الأولى من حيث الإيرادات متجاوزة Sony التي دخلت المجال في سنة 1994.
عندما تعرف أنه في عام 2018 Tencent جمعت إيرادات تقترب من حدود 20 مليار دولار، تأتي في المرتبة التي بعدها Sony ب 14 مليار دولار فقط.
ما السبب في كل هذه الأرباح؟
السبب هو النظرة المستقبلية من Tencent إلى شركات الألعاب الصغيرة، ففي عام 2012 استحوذت Tencent على 40% من شركة Epic games.
وهي الشركة التي ستصنع لعبة Fortnite بعد ذلك، نظير هذا الاستحواذ 330 مليون دولار. حالياً حجم شركة Epic games وصل إلى حدود 15 مليار دولار.
حجمها وقتما اشترت Tencent 40% كان 800 مليون دولار، حالياً 15 مليار دولار. ولو نظرت إلى إيرادات Epic games في 2018 ستجدها تجاوزت 2.4 مليار دولار.
استثمارات Tencent الخارجية
شركة Tencent لها استثمارات في أكثر من 400 شركة، ونسبة كبيرة منهم شركات أجنبية وليس صينية.
تقريباً من 30% إلى 40% من استثماراتها في شركات أجنبية، مثل Snapchat و reddit و Lyft وشركات أجنبية كثيرة ودائماً عندما تعتمد على الاستثمار تعتمد على شراء الحصص الصغيرة.
بمعنى أنهم لا يفضلون الاستحواذ الكامل، كما تفعل Amazon في شرائها الشركة كلها، كما شركة سوق.كوم Souq.com ، في Tencent الوضع مختلف حيث يمكن أن تستحوذ فقط على 30 إلى 40%.
ودائماً يركزوا على المجالات التي تخدم التطبيق الرئيسي خاصتهم wechat .
مصطفى الصعيدي
المصادر
https://www.businessinsider.com/wealthiest-people-in-china-2019-2019-3#2-jack-ma-20
https://www.bloomberg.com/billionaires/profiles/huateng-ma/
https://www.businessoffashion.com/community/people/pony-ma
https://www.cnbc.com/2018/05/10/tencent-ceo-ma-huateng-pony-ma-is-now-the-richest-man-in-china.html
https://walkthechat.com/the-cross-border-payment-war-of-wechat-pay-and-alipay/
https://www.ft.com/content/0903adee-416c-11e9-9bee-efab61506f44