صحة

علاج الإبر الصينية مع مصطفى محمود


بسم الله الرحمن الرحيم أهلاً بكم.

في فيديواليوم سنتحدث عن الإبر الصينية وهي علاج قديم جداً منذ 6 آلاف سنة، ومبني على معرفة الصينيين القدماء بمداخل الطاقة الحيوية إلى أعضاء الجسم.

ما هو علاج الإبر الصينية

يقولون أنهم حين يضعون الإبر في هذه المداخل فيمكنهم تنشيط مناعة الأعضاء ومداواة أمراضها ويمكنهم تخدير هذه الأعضاء والقيام بعمليات جراحية مفتوحة كالقيصرية.

واستطاعوا فعلاً بهذه الطريقة أن يشفوا بعض الأمور، مثل الربو الحساسية وأمراض جلدية مثل الإكزيما والصدفية.

والآلام بأنواعها وخاصة الآلام التي لا ينفع فيها الطب العادي، والصداع المزمن والسمنة والقرحة وغيرها.

ويشفون الحول في الأطفال، وشلل الوجه ويقومون بتجارب على حصى المرارة بأن يذيبوها عن طريق إبر يضعونها في الأذن، ولديهم تجارب على الجلطة والذبحة الصدرية.

وهذا العلاج أثبت أنه يقوم بشيء، وقد جربت شخصياً الإبر الصينية وكان لها فائدة، ولذلك أدخلتها في المركز لدينا.

لماذا العودة إلى الطب البديل

هناك ثورة عالمية على الطب التقليدي لأن الطب التقليدي تحول إلى تكنولوجيا وإلكترونيات وأجهزة مكلفة جداً.

وكل ستة أشهر يظهر جهاز جديد يلغي الجهاز الذي قبله وطبعاً أغلى منه وبالتكلفة بالملايين على الحكومات والمستشفيات والمرضى.

ظهر جهاز كمبيوتر سكانر للفحص المقطع بالكمبيوتر وهذا نوع من الأشعة يمكن أن يقوم ب 12 مقطعاً للدماغ ، و 46 مقطعاً في البطن، ويظهر تفاصيل ما يحدث داخل غرف الدماغ.

فرح الجميع بهذا الجهاز لأنه سلاح رهيب في التشخيص، وتحمل الجميع السعر المرتفع لهذا الجهاز مقابل ما يؤديه من عمل.

ومن ثم بعد سنة ظهر جيل جديد من نفس الجهاز ليلغي الجيل السابق، وبعد سنة يظهر الجيل التالي وهكذا دواليك.

ومن ثم ظهر MR الرنين المغناطيسي Magnetic Resonance وهو جهاز غالي جداً ونتائج فحصه أدق بكثير من الكمبيوتر سكانر ويعطي تفاصيل أكثر.

ومن بعده وليس ببعيد عنه ظهر جهاز خارق آخر وهو Positron Emission Temography وهو جهاز ليس فقط يظهر تشريح المخ بل يقوم بإظهار نشاط المخ ووظائفه.

مافيا الشركات الدوائية

إضافة إلى كل ذلك مافيا الشركات الدوائية وما تقوم به، يصنعون البنسلين، ومن ثم كل ستة أشهر يخرجون بمركب جديد من البنسلين أقراص أو حقن.

ومن ثم عائلة المضادات الحيوية كلها، Penicillin، Streptomycin، Acromycin، Chloromycetin وغيرها.

كل يوم يخرج علينا مضاد حيوي أنتي بيوتيك جديد وأثمانها ليست بالرخيصة، ولها زمن محدود وبعد انتهائه ترمى.

وهذه الأدوية مؤذية تخرب الدم وتسبب فشلاً كلوياً وأوراماً في الكبد، وبعضها Carcinogenic يسبب سرطانات. وهذه كارثة.

ونعود إلى فصيلة أدوية أخرى والتي هي مسكنات الألم Analgesics، التي تؤخذ للروماتيزمات Rheumatism والآلام المفصلية وما شابه.

وهي فيلدين وفولتارين وهي تسبب قرحة في المعدة Peptic Ulcers. والكورتيزون الذي يسبب تآكلاً في العظام.

ومن ثم أدوية الأمراض العصبية Psychoactives التي تحول المريض إلى جسد في السرير لا يدري ما يدور حوله، ينام طوال الوقت ولا يستطيع المشاركة في أي نشاط يومي.

ولا ننسى فرقة الأسبرين، والفيتامينات والهرمونات ومن ثم مضادات الحساسية وصادات البيتا، وكثير من الأدوية التي لا تنتهي.

الدعاية والترويج

ووراء هذه الأدوية أسلحة إعلانات وترويج ضخمة جداً كالمافيا، وليس ذلك فقط بل ومجلات علمية، وترسانة من الترويج والدعايات. وكلهم يريد استهلاك المريض حتى آخر قرش.

نظرة الطب التقليدي للإنسان

شيء آخر في الطب التقليدي أنه ينظر للإنسان كأنه عدة أجهزة أوعُدة، جهاز تناسلي جهاز بولي جهاز هضمي جهاز تنفسي وقلب وشرايين.

فإن خرب جهاز اقطع وارمِ  وازرع بدلاً منه، وادفع مبلغاً رهيباً. وكأنه تركيب اكسسوارات أو قطعاً ميكانيكية.

وهذه النظرة التي تنظر للإنسان بشكل تجزيئي على أنه عُدد وآلات واكسسوارات لا تنفع، لأن الإنسان روح وجسد وهو شامل وكل واحد ينظر إليه بكُليّته.

وكانت نتيجة هذا أن أصبح هناك حالة احتجاج شامل في العالم على الطب التقليدي، والبحث والتنقيب في الأدوية القديمة والنظم القديمة للعلاج.

فظهر تيار جديد في العالم كله وهو البحث في الطب البديل وأنواعه، والعودة إلى الماضي.

أنواع الطب البديل Alternative medication

طب الأعشاب والإبر الصينية، والعلاج بالبندول والطاقة الهرمية والتنويم المغناطيسي، واليوغا، والعودة إلى الطبيعة وحياة الخلاء والرحلات والمياه المعدنية وتنظيم الأكل والنوم.

العلاج بالصلاة والتسبح والدعاء، العلاج بتنبيه الطاقة الذاتية والقوة النفسية الذاتية للمريض، الهوموباثي أيضاً وهي مدرسة ظهرت في أوروبا.

الهوموباثي Homeopathy التطعيم

وهي كما يقول العرب قديماً وداوني بالتي كانت هي الداء، بأن يداوي الجدري بالجدري ويداوي التيفوئيد بالتيفوئيد. بصنع طعومات تؤدي إلى وقاية ومناعة في الجسم.

وذات الشيء بالنسبة للسل والملاريا، وهو نظام ضد الطب التقليدي، والذي يعطيك مضاداً حيوياً لتقتل المكروب بينما هنا أنت تعطيه ميكروب منضبط ليصبح لديه الحصانة.

أو عقار يؤدي إلى أعراض شبه الملاريا بجرعات ضئيلة وفيعطي الجسم مناعة ضد الملاريا الحقيقية.

ونظامه بالجرع الصغيرة كالنقط، وهناك صيدليات في أوروبا وأطباء متخصصون يقومون بمؤتمرات وأصبح لدينا مدارس متعددة تسمى بمجموعها الطب البديل.

والصيحة الجديدة هي الاتجاه نحو الطب البديل هرباً من الطب التقليدي المكلف وذو الآثار الجانبية الخطيرة والذي ينظر نظرة تجزيئية للإنسان.

كيف تعمل الإبر الصينية

يقوم المختص بوخزها في أماكن معينة في جسم المريض ويقوم بتدويرها أو يوصلها بالكهرباء. ويمكن أن يوجهوا جهاز الليزر على نفس نقاط اللبر.

فمثلاً يضع في صيوان الأذن في كل نقطة تناظر عضواً،أو تغرز في الجسم عميقاً وتغطى بلاصق. وقبل كل ذلك يقومون بفحص النبض واللسان.

ومن ثم يتتبع بجهاز فوق الصوتية Ultrasonic تأثير أداء الإبر الصينية.

وحتى الغربيون أصبحوا يلجأون لهذا النوع من العلاج بعد أن عجز الطب التقليدي عن شفائهم، فيأتون إليه كملجأ أخير.

ويمكن معالجة القولون العصبي باستعمال هذه الإبر في الساق. والشيزوفرينيا والفصام العقلي بوضع الإبر في الوجه. وإدمان التدخين أيضاً يقومون بعلاجه بالإبر الصينية.

العلاج بالشيح

وهو التبخير بلفائف الشيح، وهي مهمة كعلاج، حيث يركبون اللفافة كالسيجارة وتقوم بتسخين المكان المراد علاجه.

ويعالجون التهاب العصب البصري بدخان لفائف الشيح أيضاً، حيث يصنعون نظارة خاصة تحويان لفافتي شيح بطريقة ما. ولا أعرف بالضبط كيف يتم تأثيره.

العلاج بالشيح

غرائب العلاج بالإبر الصينية

ولعلاج مفاصل الساقين يقوم المعالج بإدخال الإبر الصينية في حاجب العين بالإضافة إلى الساق وهذا شيء مدهش حقاً.

وهناك حالات كثيرة جداً رأيتها تتحسن تحسناً ملحوظاً.

وهناك طريقة للعلاج بالإبر بالإضافة إلى الحجامة. حيث أن كاسات الهواء تسحب الدم لعلاج الاحتقان الرئوي وتتم مراقبة التأثير بجهاز Electrocardiograph.

غرائب العلاج بالإبر الصينية

العمليات الجراحية

تقوم بعض النساء بالولادة القيصرية بدون تخدير، وذلك أيضاً بالإبر الصينية، وهي بكامل وعيها، والتخدير بهذه الإبر من الأمور الغريبة حقاً.

العمليات الجراحية

وطبعاً يقومون بمراقبة الضغط والنبض بالأجهزة الحديثة. ويستعملون التيار الكهربائي الموصول بالإبر. ومن ثم يقومون بالعملية الجراحية.

ورغم أن الأطباء يفتحون بطن الأم ويخرجون الطفل، تكون الأم بكامل وعيها ولا تشعر بشيء كأنها مخدرة فعلاً.

وهناك من يعادي هذا النوع من العلاج ويتهمونه بأنه إيحاء وأوهام، وأنه لا ينفع لكل الحالات.

فقاموا بالتجارب على الكلاب وأجروا عمليات عليها ومن ثم قاموا بإجراء عمليات جراحية على حصان واعٍ. وهذا أبلغ رد على من يرفضون هذا النوع من العلاج المؤثر.

التدريس الأكاديمي

هذا العلاج لا يتم جزافاً وإنما لديهم في الصين معاهد متخصصة في ثلاث مدن رئيسية نانكينغ وبيجينغ وشنغهاي، حيث يأتيهم أطباء من كافة أنحاء العالم.

وقد تم استقدام اثنين من المدرسين إلى مصر لإعطاء محاضرات عن هذا النوع من العلاج. ويمكن استخدام الإبر الدقيقة جداً في التدريب بتدوير الإبرة ومع التيار الضعيف.

تاريخ الإبر الصينية

كانت الإبر قديماً تشبه الخناجر والمخارز في شكلها، ويعود تاريخها إلى 4 آلاف أو 5 آلاف سنة، وهناك مخطوطات قديمة طبية تشرح كيفية استعمالها ومواضع النقاط الهامة.

وكانت الإبر تصنع من الذهب لكن حالياً تصنع من الفولاذ.

صورة 4 التوقيت 25:53

صيوان الأذن

في صيوان الأذن يستخدمون العلاج بالإبر لأغلب أعضاء الجسم حيث تحوي نقاطاً لجميع أعضاء الجسم.

فيمكن إذابة حصى المرارة عن طريق إبرة في الأذن بعدة جلسات، ويعتمدون في ذلك على ممرات وظيفية وليست تشريحية. ولا تظهر هذه الممرات في التشريح العلمي.

فخريطة الجسم في الأذن وكذلك في الكف والقدم.

نقاط الطاقة الجوهرية

المحير في الأمر هو النقاط التي يسمونها مداخل الطاقة الجوهرية وههذ لانقاط يحددونها بدقة شديدة جداً. فما قصتها؟ وكيف عرفها الصينيون منذ ستة آلاف سنة؟

في أمريكا يريدون بشدة معرفة هذه النقاط ويبعثون بالبعثات إلى الصين ويقومون بالتجارب، وتبين لهم أن هذه النقاط لها خواص كهربية متميزة.

وهي أن النقطة يكون فيها فرق الجهد أعلى ما يكون في الجلد في تلك النقطة، وكلما اقتربوا منها يرتفع الجهد الكهربي.

وفي المسافات بين هذه النقاط يهبط الجهد الكهربي، إذن المسألة لها دلالة فيزيولوجية فعلاً. وتدل على بداية ممرات الطاقة وإلا لم يرتفع الجهد في هذه النقطة بالذات؟

ومسألة أن يكون هناك ممرات كتلك فليست موجودة تحت الجلد ولا يظهر شيء، فالممرات باملعنى الفيزيولوجي أي وظيفية وليست تشريحية.

ما هي الطاقة الجوهرية

إن قلنا أن الكون مليء بالطاقة الجوهرية ونحن نعوم فيها، ربما هذا يعيدنا إلى النظرية الأثيرية لنيوتن التي كان يتحدث فيها عن سائل غير منظور يملأ الكون ويتخللنا وهو السائل الأثيري.

وحالياً هناك عودة إلى هذه النظرية لكن بمفهوم جديد. وهي نظرية الفراغ فإن قمت بتفريغ الهواء داخل ناقوس لا تسمع صوت جرسه لأنه لا يوجد هواء لينقل الصوت.

لكن لو أنه توجد لمبة فسترى نورها، لأن الأمواج الضوئية تسير حتى في الفراغ وكذلك اللاسلكي والرادار.

الموقف الحديث في الفيزياء يقول أنه حقيقة لا يوجد فراغ، وما نقول عنه فراغ بعد سحب كل الهواء في الناقوس ليس فراغاً.

وذلك لأنك فرّغت الناقوس من ذرات الغازات الأوكسيجين والنتروجين، لكنك بعد أن أزلتهم بقي شيء آخر وهي جسيمات تحتذرية .

وماهي هذه الجسميات إلا النيوترينو والبوزيترون والكوارك، والكوارك عدة أنواع، وهذه الجسيمات تنحل إليها كل المواد وهي أصغر شيء استطاعوا العثور عليه.

جسيمات متناهية في الصغر لدرجة الشك أنها جسيمات أم موجات وتحتل الفراغ، فعندما نتحدث عن سحب الهواء فهذا يعني أن هذه الجسيمات لا يمكن أن يشدها أي جهاز شفط.

وهذه الجسيمات بحالة فوران واتحاد وانحلال مستمر أشبه ببحر متلاطم من الطاقة. فهل هذه هي الطاقة التي يقصدها الصينيون؟

وهل لهذه الطاقة مداخل خاصة تدخل منها؟ لكن هذه أسرار كبيرة من الفيزياء ما تزال طي المجهول.

كيف يتم تخدير المريض بالإبر الصينية ؟

يقولون أن هذه بوابات الألم وهذه المجاري للإحساس بالإضافة إلى الطاقة.

وبينما نحن درسنا في كلية الطب الأعصاب الحسية وكيف يعمل المخدر عليها، إن كان تخدير عضوي أو تخدير عام، نتساءل هل هناك طريقتين للألم؟

طريق للألم عن طريق الأعصاب الحسية وطريق آخر عن طريق قنوات الإبر الصينية؟ هذا لغز محير. وإن سألت الصينيين هذا السؤال لا يجيبون، وليس لديهم تفسير.

الباب مفتوح لجميع التساؤلات والاكتشافات، وخاصة أن نقاط الإبر الصينية لها خصائص بالفعل.

وشيء مهم يجب أن نعرفه أن الإبر الصينية لا تعالج كل شيء، فلها تخصصات ومجالات معينة وأمراض يمكن أن يكون لها تأثير وأمور لا تنفع فيها.

والطبيب المعالج بالإبر الصينية يجب أن يكون طبيباً بشرياً ويعرف الطب التقليدي وخبير، لأنه يمكن أن يأتيه مريض لديه ألم ويريد التخلص منه بالإبر ومن ثم يتضح أن لديه متلازمة قناة الرسغ.

وهذه تحتاج إلى عملية جراحية فوراً، ويعرف ذلك طبيب التشريح.

وكذلك الأمر لأوجاع البطن والصداع، يجب فحص المريض وقياس ضغطه ومعرفة تحاليل الدم، فالأمر ليس بسيطاً.

والأمر ينطبق على التنويم المغناطيسي العلاجي، فالمباشر يجب أن يكون طبيباً وممارساً خبيراً، لأن الطب البديل لم يأتي لإلغاء الطب التقليدي بل جاء مكملاً له.

فالطب التقليدي أصبح من الدقة والوضوح بشكل لا غنىً عنه ومهم جداً، لكن هناك الكثير من الحالات يمكن للمريض الاستغناء عن المضادات والعقاقير المؤذية ويستخدم أسلوباً بديلاً.

خلاصة

يجب أن نكون منفتحين ونستفيد من تجارب التراث والأمم ونحاول أن نفتح الأبواب، ويجب أن يكون معالج الإبر الصينية أن يكون ملماً وطبيباً متمرساً ليقوم بعمله.

مصطفى محمود

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى