صحة

كيف يمكن اختيار جنس المولود ؟



 

 

هل يمكن اختيار جنس المولود ؟ وهل هذا مسموح به في القوانين الدولية والشرعية؟

لماذا يراد ذلك؟ وهل من تداعيات أخلاقية لإمكانية اختيار جنس المولود؟

هناك كثير من الناس عبر العالم، يريدون تحديد جنس المولود، لعدة أسباب، أولهم والشائع أكثر، هو:

اختيار جنس المولود لأجل التنوع

قد يكون لبعض الأزواج عدد من البنين من جنس محدد، مثل أن شخص لديه ثلاثة أولاد من الذكور، ويريد بنتاً، وبالعكس.

اختيار جنس المولود بسبب الأمراض المنتشرة

ومن جهة أخرى، هناك بعض الأمراض التي تكون مرتبطة بجنس معين، خصوصاً الذكور، وهي أمراض خطيرة مثل.

مرض الهيموفيليا

والهيموفيليا هي عدم توقف نزيف الدم عند الجروح، وهي مشكلة أن الدم لا يتخثر، وهناك أمراض أخرى مثل مرض مسكولار دايستروفي، أي ضمور العضلات، بسبب جين لا يعطي إنتاج بروتينات كافية تقوي العضلات.

وهذا الجين مرتبط بموضوع جنس المولود، وبالتالي يظهر أكثر بالنسبة إلى الذكر، لهذا المولود سيتوفى بسرعة.

فينصحون الأسرة اختيار جنس المولود، وأن لا ينجبون إلا الاناث، أو تحاول إذا كان هناك امكانية مثل الجرعة.

السبب الثالث هو الذي شاع في الغرب، أنه يعتقد أن البنت إذا كانت هي المولود الأول من ذكر.

تكون لها فرصة النجاح، بشخصية مستقلة وقوية أكثر، منها إذا كانت ولدت بعد الذكر، فيكون قد غطى على شخصيتها.

فيأتي بعض الأشخاص لأجل هذا السبب، ويلجأون إلى اختيار جنس المولود، حتى تكون البنت هي البكر.

هل يمكن الاختيار فعلا جنس المولود؟

إن علميات الاختيار هذه التي شاعت الآن منذ حوالي ثلاثين سنة، تنقسم إلى نوعين، أولهم العملية الطبيعية، والثاني هي العملية الاصطناعية.

العملية الطبيعية

هي تعرف في الغرب أكثر، بأنها طريقة شابولز ماثود، وهو طبيب اسمه لاجروم شابولز، وقد نشر كتاباً سنة 1984، تحت عنوان كيف تختار جنس المولود.

وشاعت طريقته هذه لأن الناس اعتقدوا أنها ستنجح إلى حد ما، وتبين فيما بعد من خلال الدراسات العلمية الدقيقة.

أن هذه العملية غير ناجحة، وتكون نسبة النجاح لا تكاد تكون 50%، وهي مبنية  على ملاحظة صحيحة علمياً وطبياً وبيولوجياً.

تلقيح الحيوان المنوي بالبويضة

وهي أن الحيوان المنوي الذي يلقح البويضة، يحمل ملايير من هذه الحيوانات الصغيرة، وواحد منها فقط سيلقح البويضة.

وهذا الواحد إما يحمل الكروموزوم اكس، أي يكون المولود الأنثى، أو الكروموزوم واي وبالتالي يكون المولود الذكر.

اتضح أن هذا الحيوان إذا حمل الكروموزوم واي، سيكون أسرع وأخف ويصل إلى البويضة قبل الآخرين.

وبالتالي تكون حظوظ التلقيح بأن يكون جنس المولود ذكر، هو الاحتمال الأكبر، والعكس فالحيوان الذي يعطي الأنثى هو بطيء وثقيل.

ولكنه يقاوم الحموضة، ويتحمل الحموضة، لذلك إذا أردنا أن يكون جنس المولود الذكر، علينا أن نسرع عملية التلقيح.

فيكون الحظ الأكبر لهؤلاء الحيوانات التي تحمل الكروموزوم واي، وإذا أردنا أن يكون جنس المولود الأنثى، يجب أن نتخلص من الحيوانات الحاملة الكروموزوم اكس.

وتكون بيئة الرحم أكثر حموضة، لتتحملها الحيوانات التي تحمل الكروموزوم اكس، ولا تتحملها الحيوانات التي تحمل الكروموزوم واي.

الحياة الفيزيولوجية لتلقيح المرأة

بهذه الطريقة إذا تمت بطريقة طبيعية، أي يقال للزوجين ترقبوا وحاولوا أن تعرفوا بالضبط متى تم إنتاج البويضة.

فالمرأة لديها المبيض الذي ينتج بويضة واحدة في يوم من الشهر، وهذه البويضة عندما يلقحها المني، يكون لدينا الحمل، ويتكون المولود.

فيقولون للزوجين، أن يحددوا عن طريق تغيرات درجة الحرارة للجسم، ومتى حدث هذا، وفي هذه الحالة حاولوا أن تقوموا بعملية التلقيح عن طريق الجماع.

ولكن هذه العملية الطبيعية، بينت الدراسات العلمية أنها غير مجدية، فلا تعطي نتائج قوية، رغم ادعاءات الدكتور شاتلز.

العملية الشبه طبيعية

وهي أن يؤخذ المني من الرجل، ويتم في المختبر التفرقة بين الخلايا التي تحمل اكس و واي، عن طريق المجهر والجهاز.

وعندها يؤخذ جنس المولود المرغوب، فإذا أردنا الأنثى نأخذ فقط الخلايا التي تحمل اكس، وبالعكس.

وتزرع في رحم المرأة، ويتم الحمل في طريقة شبه طبيعية، وتكون نسبة النجاح عالية جداً

العلمية الاصطناعية

طفل الأنبوب

هي التي تتم عن طريق طفل الأنبوب، أي التلقيح الصناعي، وببساطة أن البويضة تستخرج ممن المرأة، بعد أن يتم انتاجها من المبيض.

ويؤخذ المني من الرجل ويتم التلقيح، وعندها نأخذ البويضة الملقحة، ونزرعها من جديد في رحم المرأة.

لكن في هذه الحالة إذا أردنا أن نختار جنس المولود، حينها نفرق بين الخلايا اكس و واي، بل هناك عملية تقترن بطريقة التلقيح الصناعي.

وهي التشخيص الجيني، قبل الزرع في الرحم، فلا يتم التفريق فقط بين اكس و واي، بل يتم فحص الجينات إذا كانت هذه الخلايا تحمل جينات فيها مرض أو تشوه.

ويتم التخلص منها وتؤخذ الخلايا الجيدة، ويتم اختيار الخلايا الجيدة لاختيار جنس المولود الذي نرغب به.

وهذه الطريقة هي دقيقة جداً، وعلمياً لا غبار عليها، وهي ناجحة وأفضل لأنها تعطي فرصة أن نبعد الخلايا التي يمكن أن يوجد بها بعض الأمراض.

هل هناك عيوب لهذه العملية الاصطناعية؟

التكلفة

هي مكلفة جداً بحدود 20 ألف دولار، في مقابل التي سبقتها، والتي تكلف 200 دولار فقط.

الأعراض الجانبية

لأن في مسألة أخذ البويضة من جسم المرأة، من أجل تحسين حظوظ اختيار جنس المولود، تعطى المرأة أدوية لزيادة الاخصاب.

لكي تنتج أكثر من بويضة، وبهذا الشكل يتم تلقيحها كلها، من أجل أن تكون هناك القدرة على اختيار الأفضل.

زيادة الوزن

فإن عملية زيادة الاخصاب، لها عيوب مثل زيادة الوزن عند المرأة، وهي مؤلمة إلى حد ما، وتحتاج متابعة طبية دائمة.

ارتفاع نسبة المولود التوأم

وهذه العملية الاصطناعية ثبت أنها تنتج توائم أكثر، ففي كثير من الحالات بنسبة 40% يكون المولود توأم.

هل العلمية الاصطناعية صحيحة أخلاقياً وقانونياً

قوانين معظم الدول الغربية وحتى الدول الشرقية، مثل الصين والهند، يمنع تطبيق هذه العملية، إذا كانت فقط من أجل اختيار جنس المولود.

أما إذا كان اختيار جنس المولود لأجل تجنب بعض الأمراض، وتخوفاً من تعرض المولود للتشوهات وغيرها، فتسمح به القوانين.

الأفكار المجتمعية القديمة المتعلقة باختيار جنس المولود

وهي ممنوعة لأنه ينتج شيء من النزعة التفريقية بين الذكر والأنثى، فالمجتمعات الشرقية المتخلفة والآسيوية مثل الصين والهند.

يرغب في الذكر أكثر من الأنثى، لأنه يعتبر أن الذكر سيكونون منتجين في الحقول والزراعة والعمل، ويساعدون العائلة.

فلا تزال عقلية أن الذكر هو أكثر فائدة للعائلة من الأنثى، بل أن الأنثى قد يكون لها بعض المشاكل مثل الفضائح وغيرها في عقولهم.

تحديد التغيرات الجسمانية عند اختيار جنس المولود

ومن جانب آخر تعتبر هذه العملية الاصطناعية، بداية منحدر بأنه إذا بدأنا الآن في اختيار جنس المولود، يمكن أيضاً أن أطلب من الطبيب أن يحدد لي الجينات المعينة.

وهذه الجينات تعطي مثلاً عينان زرقاوان، ولون الشعر، وأن يصبح في المستقبل بطلاً مثلاً، وطول المولود وقدارته الجسمانية، والعقلية.

فهذا قد يحدث تفرقة بشرية اجتماعية خطيرة.

ماذا يحدث للبويضات الملقحة الإضافية؟

وفي ملاحظة ثانية، كما قلنا عندما يتم تخصيب البويضات كلها، ويتم تلقيح المرأة بواحدة فقط، فما الذي يحدث لباقي البويضات؟

فإنه يتم التخلص منه، أو تسليمه للمختبرات حتى يتم إجراء البحوث عليها مثلاً، فهذه العملية قد تكون محرمة أو عليه شبهة أخلاقية.

فهذه الخلايا المخصبة قد تكون بشرية، فهل يجوز القيام بالتجارب عليها، وهذه مشكلة أخرى أيضاً.

المشاكل القانونية حول اختيار جنس المولود

وهناك مشاكل قانونية عند بعض الدول تتعلق باختيار جنس المولود، لم أجد فيما بحثت يشير إلى القوانين المتعلقة بهذا الموضوع في الدول العربية.

وفكرة اختيار جنس المولود، هي ممكنة على الأقل بالعملية الاصطناعية، ولها طرق مختلفة ومؤكدة، بعضها مكلف وبعضها لا يكلف كثيراً.

 

 نضال قسوم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى