مرض التوحد يصنف من الأمراض النمائية، أي مرض ينتج عن تأخر في نمو بعض المراكز العقلية أثناء الفترة الأولى من نمو الانسان.
متى يظهر مرض التوحد؟
ممكن أن يظهر مرض التوحد من عمر ستة أشهر، إلى سنة ونص، وممكن في ثلاث سنوات.
أعراض مرض التوحد
من الأعراض الواضحة والأساسية والتي يجب على الوالدين الانتباه عليها منذ البداية هي:
أعراض حركية
أن يسير الطفل على أطراف أصابع أقدامه، مع السير بشكل دائري حول نفسه، فخلال دقيقة واحدة يمكن أن يكررها لعشر مرات وأكثر.
أعراض تواصل
قلة التركيز، عدم التواصل النظري، التأخر اللغوي، قلة الانتباه، يحرك يديه بطريقة جناح الطائر.
لا يلتفت إلى من يتحدث إليه، وكأنه غير موجود، يكرر حركاته كثيراً، يحب الأشياء التي تكون على شكل دائرة.
يتحدث بصفة الغائب عن نفسه، مثل أن يقول أحمد يريد، أحمد يقول، ولكن في الغالب لا يتحدثون بشكل سليم، مثلاً إذا أراد شيئاً يأخذك إلى مكان الشيء.
الايكولاليا أي تكرار الكلمة التي تقولها له، ضعف التواصل مع المجتمع والتأخر الاجتماعي.
لا يخاف من شيء، حيث أنه لا يقدر الخطر، يدخل في نوبات غضب مبالغ بها في كثير من الأوقات ويؤذي نفسه.
نوبات الغضب
نستطيع السيطرة على طفل مريض التوحد في نوبة غضبه، غالباً نستخدم أسلوب القوة البدنية بشكل بسيط.
التأخر في الدراسة، عدم الإحساس بالألم، لا يميز بين الناس المحيطين به، بين أمه وخالته، وأبيه وعمه، وهذه مشكلة كبيرة قد تودي بحياته لا قدر الله.
وسواس قهري
الوسواس القهري في بعض الأوقات، وهذا من ضمن الأمراض المصاحبة للتوحد، فيكون الطفل يحتاج شيء ليفعله ويكرره، ولو عارضه أحدهم فهي مشكلة.
مثل إطفاء المصباح فيمكن أن يطفئه وينيره أكثر من مرة، فيجب على الأهل أن يلجأوا لوسائل تغلق مفتاح الاضاءة مثلاً.
وقد يصاحب مرض التوحد مرض الصرع.
انتشار مرض التوحد
مرض التوحد من الأمراض الشائعة جداً في المجتمع، وقد تتخطى نسبته من 3 إلى 4 من 10، نسبة ليست قليلة، ولكن يتم اكتشافها بعد فوات الأوان.
ونقول أن الطفل إذا تم اكتشاف مرضه منذ بدايته، تكون فرص التدخل الطبي والدوائي سريعة، ومجدية أكثر، ويمكن أن يصل الطفل لبر الأمان بسرعة في العلاج.
هل يمكن لمولود التوحد أن يكون المولود بعده لديه مرض التوحد أيضاً؟
ليس بالضرورة فهي نسبة قليلة، السبب الرئيسي لمرض التوحد بنسبة 90% غير معلوم.
وبالتالي لا يمكن تحديد أن يكون الطفل الذي يمكن أن يأتي بعد طفل التوحد، أن يكون مصاب بمرض التوحد.
درجات مرض التوحد
وله درجات كثيرة جداً، فالأعراض التي ذكرناها، قد تكون موجودة في بعض الحالات بشكل كامل.
ولكن هناك حالات تكون موجودة بدرجة أقل، وعلى حسب الدرجة يكون التدخل الطبي، لذلك يقسم مرض التوحد إلى:
- درجة بسيطة
- درجة متوسطة
- درجة عليا
هل هناك علاج لمرض التوحد؟
نعم هناك علاج لأنه من ضمن الأمراض التي يشاع عنها أنها لا علاج لها.
ولكن كما قلنا سابقاً أن المرض إذا اكتشف في البداية، وتم التعامل معه بسرعة والبدء بزيارة الطبيب المتخصص.
فمن الممكن أن الطفل بعد فترة قليلة، يخف مرضه ويختفي.
مرض التوحد المؤقت
هناك مرض التوحد المؤقت ويأتي غالباً لدى الأطفال الذين يغيرون مكان سكنهم، لمجتمع جديد عليهم.
فإذا كانت الأسرة منغلقة قليلاً، ولا تتواصل مع المجتمع مثلاً، فيتكون حياة الطفل داخل أربع جدران.
فلا يكتسب الأشياء الجديدة، ولا يختلط مع المجتمع، ويلجأ الأهل لأن يتركوا الطفل أمام التلفاز، أو ممكن لعاملة المنزل.
فهي غالباً تكون لغتها مختلفة عن لغة الطفل، وتنحصر مشاهدته إلى التلفاز فقط والتعامل مع آلة صماء.
ويمكن أن يكون الطفل ليس مريض توحد، ولكن لديه الاستعداد لهذا المرض، وعند تعرضه لهذه الأمور، تبدأ أعراض المرض بالظهور.
هل لمرض التوحد المؤقت علاج؟
نعم يوجد علاج فلو غيرنا البيئة المحيطة التي ذكرناها، ستختفي هذه الأعراض مباشرةً.
إن مرض التوحد يجب الانتباه على أعراضه عند الطفل، فبحر التوحد كبير ويحتاج صبراً في العلاج.
وأن لا يخاف الوالدين من تعرض طفلهم لمرض التوحد، فهو إعاقة مؤقتة فقط، ويجب المسارعة في علاجها.
الدكتور حاتم زاهر