محطة الفضاء الدولية international space station
في الفترة الفائتة، كانت وسائل التواصل الاجتماعي مقلوبة، لأن هناك شخص إماراتي اسمه هزاع المنصوري، تم اعتباره أول عربي، يذهب إلى محطة الفضاء الدولية.
وأراء العرب في هذا الموضوع، كانت مختلفة، هناك أشخاص يرون أن هذا انجاز للعرب، والإمارات على وجه الخصوص.
بينما أشخاص آخرين، قالوا أن هذا لا يضيف شيئاً جديداً، وهي رحلة سياحية، مصبوغة بصبغة علمية لا غير.
ولكن على كل حال، رحلة هزاع ستبقى رحلة تاريخية، والتي استمرت لثمانية أيام، أجرى فيها هزاع المنصوري 16 تجربة علمية، بالتعاون مع شركاء دوليين.
منهم وكالة الفضاء الأوروبية esa، ووكالة الفضاء اليابانية jaxa، ووكالة الفضاء الروسية roscosmos، وأخيراً وكالة الفضاء الأمريكية ناسا nasa.
وبين هذه التجارب، كان هناك ستة تجارب على محطة الفضاء الدولية، في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي بيئة منعدمة الجاذبية.
لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان، في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت، على سطح الأرض.
ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت، عند رواد الفضاء.
بالاضافة إلى ديناميكيات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، وهذه هي المرة الأولى ،التي يتم بها هذا النوع من الأبحاث، على شخص من المنطقة العربية.
وفي الحقيقة هزاع، لم يكن أول عربي يذهب إلى الفضاء، ولكن كان قد سبق وذهب الأمير السعودي، سلطان بن سلمان بن عبد العزيز عام 1985.
والسوري محمد فارس في عام 1987، ولكن رحلاته هذه، كانت قبل انشاء محطة الفضاء الدولية، الموجودة الآن.
محطة الفضاء الدولية international space station
تدور على ارتفاع حوالي 390 كيلو متر، عن سطح كوكب الأرض، وبسرعة تقدر 20 ألف كيلو متر في الساعة.
وهذه السرعة، تجعل المحطة تدور بدورة كاملة، حول الكرة الأرضية، كل 90 دقيقة تقريباً، أي بمعدل 16 دورة في اليوم.
وهذا معناه، أن رواد الفضاء الموجودين في محطة الفضاء، يرون كل يوم 16 غروب، وشروق للشمس.
محطة الفضاء الدولية، لم تكن الأولى، فقد سبقها أكثر من محطة، منها من كان ليس مأهولاً برواد الفضاء، ومنها محطات مأهولة.
أول محطة فضاء تم انشاءها، كانت من قبل الإتحاد السوفييتي، في عام 1971 وكان اسمها سالي توان، وكانت تدور حول الأرض، على ارتفاع 222 كيلو متر.
واستمرت في الخدمة لمدة 125 يوم، وبعدها تم اطلاق أكثر من محطة فضاء، من أمريكا وروسيا وغيرها.
تاريخ انشاء محطة الفضاء الدولية international space station
تاريخ محطة الفضاء الدولية الحالية، يعود إلى مارس في عام 1993، عندما عرض مدير عام وكالة الفضاء الروسية، يوري كوبتيف، على مدير عام وكالة ناسا الأمريكية دانيال غولدن.
فكرة التعاون المشترك، لانشاء محطة فضاء دولية، وبعدها في نفس العام، أعلن رئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنو ميردين، ونائب الرئيس الأمريكي ألبرت غور، بداية التعاون المشتركة.
ومن هذه اللحظة، أطلقوا عليها اسم محطة الفضاء الدولية international space station، وفي عام 1998 التقى المسؤولين الحكوميين، من 15 بلد في واشنطن.
وتم التوقيع على اتفاقيات، وضعت اطار التعاون بين الشركات، في مجالات تطوير المحطة الفضائية، وتشغيلها واستخداماتها.
والذي يقوم بهذه المهام، خمس وكالات فضائية، تمثل 16 دولة، وهي:
الولايات المتحدة الأمريكية nasa
روسيا roscosmos
اليابان jaxa
كندا csa asc
الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية، وهي بلجيكا والدانيمارك، وفرنسا وألمانيا، وإيطاليا وهولندا، والنرويج وأسبانيا، والسويد وسويسرا وبريطانيا.
وفي عام 1998 بنفس العام، وقعت وكالة nasa وحكومة اليابان، مذكرة تفاهم منفصلة.
متى تم اطلاق محطة الفضاء الدولية international space station؟
أقيم البناء الفعلي لمحطة الفضاء الدوليةٍ، في عام 1998 عندما تم اطلاق قطاع الحمولات الوظيفي، زاريا، وهذه كانت أول وحدة وظيفية، في محطة الفضاء الدولية.
وانطلقت مع اطلاق الصواريخ، من ميناء بايكونور، في دولة كازاخستان، وكانت محمولة على صاروخ، من نوع سويوز.
وبعدها في نفس العام، التحمت معها وحدة الفضاء الأمريكية unity، وفي عام 2000 التحمت بها وحدة الفضاء الروسية.
ومنذ وقت اطلاق محطة الفضاء الدولية، اتبعت ما لا يقل عن 136 رحلة فضائية، بواسطة سبعة أنواع مختلفة من الصواريخ، لايصال الوحدات المكونة للمحطة.
وتتم توصيل الوحدات الكبيرة، في 42 رحلة 37 منها على متن المكوكات الأمريكية، و5 على متن صواريخ بروتن الروسية.
واستمر تطوير محطة الفضاء الدولية، عن طريق اسهامات كل الدول المشتركة في المحطة، وأبرزها كندا، بجهاز تحكم عن بعد اسمه كندا آرم.
وكالة الفضاء الأوروبية، ساهمت بمختبر مكيف الضغط، اسمه كولومبس، واليابان ساهمت بمختبر كيبو، وهو يضم غرفة مكيفة الضغط، وذراع آلية ومنصة اختبارات مكشوفة للتجارب.
ونتيجة هذه الأجزاء، تم تكون أكبر بناء للسكان، بأبعاد 109 متر، وبعرض 175 متر، وفي مساحة ملعب كرة قدم أمريكي تقريباً.
أما وزن المحطة، فيمثل حوالي 450 طن، وهذا يعتبر وزن 450 سيارة، بتكلفة إجمالية تقدر بمائة بليون دولار، ليصنف كأغلى بناء صنعه الإنسان.
مواصفات المحطة من الداخل
محطة الفضاء الدولية من الداخل، تعتبر كبيرة جداً، أي أكبر من المنازل الكبيرة، ويكون بها ستة غرف، وحمامين وقاعة ألعاب رياضية.
مع المختبرات، والأماكن المخصصة لاجراء التجارب والأبحاث، ولكن للأسف محطة الفضاء الدولية، ليس بها كراسي.
وذلك بسبب انعدام الجاذبية، وبالتالي فإن رواد الفضاء، يأكلون ويشربون، ويقومون بكل أعمالهم، وهم يطيرون في الهواء.
محطة الفضاء الدولية، تعتبر أطول محطة مأهولة برواد الفضاء، استمرت في الخدمة منذ عام 1998، أي 21 عاماً تدور حول الأرض.
رواد الفضاء في المحطة
أول رحلة مأهولة برواد الفضاء، لمحطة الفضاء الدولية، كانت في 2 نوفمبر لعام 2000 على متن مركبة فضاء روسية، وبعدها توالت الرحلات، على محطة الفضاء الدولية.
وبلغ عدد رواد الفضاء، الذين عاشوا في محطة الفضاء الدولية، سواء للسياحة، أو لإجراء التجارب أو الإصلاحات، حوالي 236 رائد فضاء، من 18 دولة مختلفة.
ومن ضمن الدول التي أرسلت زيارات للمحطة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية، التي بعثت 149 شخص، وروسيا 47 و9 من اليابان و8 من كندا.
و5 من إيطاليا، و4 من فرنسا و3 من ألمانيا، وشخص واحد من بلجيكا والبرازيل، والدانيمارك وكازاخستان، وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية، واسبانيا والسويد، وانجلترا والإمارات.
أطول مدة متصلة قضاها رائد فضاء، على محطة الفضاء الدولية، شارك بها الروسي ميخائيل كورنييكو، والأمريكي سكوت كيلي ب340 يوم.
ولكن يبقى الروسي فاليري بوليا كوف، صاحب أطول مدة متصلة، قضاها إنسان في الفضاء، وهي 437 يوماً، ولكن هذه المدة كانت في محطة الفضاء الروسية مير.
الغرض الأساسي من انشاء محطة الفضاء الدولية
كان الغرض الأساسي لانشاء محطة الفضاء الدولية، هو اجراء التجارب، والتوصل إلى اكتشافات علمية، لا يمكن التوصل إليها، إلا في حالة انعدام الجاذبية.
ومن الأهداف التي يعمل، عليها رواد الفضاء في المحطة، معرفة أثر انعدام الجاذبية، لوقت طويل على جسم الإنسان، واختبار تقنيات جديدة.
وهذه المعلومات، أخذت من الرحلات الطويلة المتجهة للمريخ، أو أجرام حزام الكويكبات، وحصل لها الكثير من التجارب، لتحسين نوعية الحياة على الأرض.
وذلك عن طريق الأبحاث، التي أجريت خارج الأرض، وتقوم أيضاً الأجهزة الموجودة بها، برصد بعض المعالم على سطح الأرض، والغلاف الجوي.
كما تقوم برصد الشمس، والأجرام الفلكية الأخرى، دون أن تتأثر بالتشويش، الذي يسببه الغلاف الجوي، لو تم الرصد من على سطح الأرض.
كيف يعيش رواد الفضاء في محطة الفضاء؟
الشمس هي مصدر الطاقة الوحيد لمحطة الفضاء الدولية، التي تشغل أجهزتها ومعاملها المختلفة، ومحطة الفضاء الدولية على بعد 149 كيلو متر من الشمس.
الطاقة الضوئية الناتجة عن الشمس، يتم استقبالها بواسطة، ألواح ضوئية ضخمة، ويتم تحويلها إلى طاقة كهربائية، لتشغيل الأجهزة الكهربائية، والمستشعرات والمعامل.
وتضم الأنظمة الكهربائية في محطة الفضاء الدولية، 13 كيلو متر من الاسلاك، وتحتاج إلى صيانة دورية بشكل يومي، للحفاظ على كفاءتها.
الموارد الأساسية للحياة على محطة الفضاء الدولية، هي الماء والأوكسجين، ويتم استغلالهم لأقصى درجة ممكنة.
الأوكسجين الموجود على محطة الفضاء الدولية، ناتج عن عملية التحليل الكهربائي للماء، وهذا يكون عن طريق تيار كهربائي بين قطبين في الماء.
لينتج عنه تحليل جزيئات الماء، إلى أوكسجين صالح للتنفس، وينتج معه أيضاً هيدروجين، رواد الفضاء يتنفسون الأوكسجين.
والهيدروجين يتم امتصاصه، ويتحد مع الأوكسجين، الناتج مع ثاني أوكسيد الكربون، ويتحول إلى الماء.
وبالنسبة إلى مياه البول والعرق، ومياه الاستحمام، وحتى بخار الماء، كل هذا يتم امتصاصه وتحليته، عن طريق نظام تحليل الماء الموجود، على محطة الفضاء الدولية، ويتم استهلاكه مجدداً، كماء صالح للشرب، والاستخدام الآدمي.
أهمية محطة الفضاء الدولية
محطة الفضاء الدولية حالياً، تعتبر ثالث ألمع الأجرام السماوية، بعد القمر والزهرة، وتظهر في السماء مضيئة مثل النجوم، ويتم رصدها من قرب كأنها طائرة سريعة.
لهذا من الصعب التعرف عليها بالعين المجردة، لأنها تشبه النجوم، لهذا وكالة nasa خصصت على موقعها الرسمي، صفحة spot the station.
ومن خلال الصفحة، تستطيع أن تعرف متى وكيف، تمر محطة الفضاء الدولية، على النقطة التي أنت تتواجد بها.
محطة الفضاء الدولية، التي لها إلى اليوم في الخدمة حوالي 21 عاماً، كان من المحدد أن تنهي خدماتها في عام 2013.
ولكن الدول المؤسسة للمحطة، مولتها بدعم إضافي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، لتستمر المحطة في الخدمة إلى عام 2024.
والعلماء اليوم، ليس لديهم سيناريو واضح، للذي سيحصل للمحطة بعد عام 2024، ولكن في بعض السيناريوهات، تقترح استخدام أجزاء منها في بناء محطات فضائية جديدة.
أو نقل المحطة إلى مدار أعلى، واستمرارها في العمل، ولكن الأكيد، أن وكالة الفضاء الأمريكية nasa بعد عام 2024، ستركز جهودها على الرحلات المأهولة، على المريخ والقمر، أو أي من الأجرام السماوية الأخرى.
محطة الفضاء الدولية خلال فترة عملها، كشفت الكثير من أسرار الأرض والفضاء والكون، ولكن المرحلة القادمة بعد عام 2024، ستكون مرحلة مختلفة تماماً.
لأنها ستكشف أسرار أكثر عن الكون والكواكب، وستساعدنا في فهم أشياء كثيرة، لا يتوقعها أحد، عن أسرار الكون والكواكب والمجرات، التي لا يعرفها أحد، فما الذي من الممكن أن ينتظرنا بعد عام 2024.