الحياة والمجتمعتقنيةحول العالم

مدينة شينجين عاصمة التقنية


شينجين مصنع الأجهزة الإلكترونية

حياكم في قناة هيزن، لو أنك اشتريت جهازاً

إلكترونياً خلال الأعوام الماضية، فمن الأرجح أنه صنع هنا في شينجين أو على الأقل بعض من قطعه.

سوق هواتشونغ باي Huasheng Bay في شينجين يعد جنة لكل محبي التقنية، يوجد فيه كل القطع التي تحتاجها لصنع جهازك الخاص.

هاتفاً كان أم جهازاً لوحياً، يمكنك أن تصنع السكوتر الخاص بك، أو الشيء الذي سيحدث الثورة التالية.

شينجين حيث تصنع أي جهاز تريد

شينجين حيث تصنع أي جهاز تريد

شينجين ليس مكاناً لتصنع فيه فحسب، بل المكان الذي يمكنك شراء القطع فيه بكميات وفيرة، المكان الذي يمكنك أن تستلهم منه فكرة مشروعك التالي.

يمكنك أن تجد فيه أي قطعة تريدها، أي دائرة إلكترونية تريدها، أو حافظةً لهاتفك، يمكنك أن تجد فيه من يجمع لك القطع التي تريدها، لتصنع المنتج الذي تريده بكميات وبفترة وجيزة.

هذا السوق يعد القلب النابض لإنتاج الأجهزة الإلكترونية، شينجين قد يسكنها عشرة ملايين شخص، ولكنها توفر 80% من الالكترونيات للعالم بأكمله.

97% من الكمبيوترات المحمولة تصنع في شينجين ، 87% من الهواتف، بالإضافة إلى مختلف الأجهزة التي لا يمكن إحصاؤها.

من التقليد إلى التصنيع

قبل ما يقارب أربعة سنوات لو أنك زرت السوق كنت ستجد منتجات مقلدة فحسب، لأن من صنعهم هم مهندسون سابقون في فوكسفاكن Volkswagen أو موتورلا Motorola أو نوكيا Nokia.

يكتسبون الخبرة ثم يصنعون عتاداً مشابهاً وبسعر أرخص، لكن خلال الفترة الماضية ارتقت شينجين وأصبحت مكاناً للشركات الناشئة المحلية.

خذ على سبيل المثال شركة DJI أصبحت الشركة الأولى عالمياً لصناعة طائرات التحكم عن بعد.

وكذلك هناك شركات مثل HAK التي توفر الدعم للأفراد مقابل حصة من مشروعهم، مثل دعمهم للشركة الناشئة Train Bot التي صنعت روبرت ليدربك على لعب تنس الطاولة.

سوق هواتشونغ باي Huasheng Bay 

سوق هواتشونغ باي Huasheng Bay 

السوق ضخم للغاية بعرض نصف كيلو متر وطول كيلو متر، ويحتوي على ثلاث محطات مترو، يقع هذا السوق في شينجين أحد المدن الرئيسية لمنطقة جوان دونغ الصينية.

تعد هذه المنطقة الأكثر كثافة سكانية في الصين، حيث يبلغ تعداد سكانها 104 مليون نسمة، بالمقارنة بالسعودية التي عدد سكانها بالمجمل 26 مليون نسمة.

مبنى SEG Plaza

يوجد فيها مبنى SEG Plaza من أطول المباني في العالم، وترتيبه التاسع والستون.

عشرة أدوار منه مخصصة لبيع الأسلاك وأجهزة GPS والحواسيب المحمولة والأجهزة الملبوسة مثل الساعات الذكية.

مبنى عالم هواتشونغ باي Huasheng Bay

مبنى عالم هواتشونغ باي Huasheng Bay الذي يتخصص في بيع قطع الغيار الجديدة والمستخدمة، وفي صيانة الأجهزة.

وهناك مول يول وانغ للهواتف واكسسواراتها، و SED لبيع الاكسسوارت بالجملة، ويوجد غيرها الكثير والكثير.

الباعة المتجولين

وسوق التقنية ليست محدودة بجدران، ما أن تخرج من المباني ستجد عدداً ضخماً من المحلات الأخرى، والباعة المتجولين في كل الأزقة المجاورة.

ستجد أناساً يفككون الأجهزة ويستخلصون قطعاً منها، وآخرين يعيدون استخدام قطع الهواتف لصناعة أجهزة أخرى.

وستجد ناساً يبيعون حزماً من لوحات الأم للأيفون منزوعة من هواتف تالفة.

بإمكانك شراء لحم مشوي، ثم تشتري بجانبه قطعاً لهاتفك، فاللوحة الأم المصنعة من قبل آبل لم تجتز اختباراتهم فتجلب وتباع في الشارع.

إذا كنت تريد زراً معيناً لمنتجك، قد تريد زراً يعطيك شعوراً معيناً، تأتي إلى أحد المحلات وتختار ما تريد من ضمن خيارات واسعة، تطلب كمية كبيرة، ألفاً أو ألفين قطعة، وتبدأ إنتاجك على الفور.

لو أردت إنشاء منتج كهاتف، سيستغرق الأمر عاماً، لكن في شينجين يمكنك إنجاز ذلك في ثلاثة أشهر، بسبب توفر كل القطع والمصممين والمهندسين بسهولة.

كيف تتعامل الشركات مع المقلدين

لدى الغرب يمكنك أن ترى شركات لا تصنع منتجاً حقيقياً، لكنها تملك براءات اختراع كثيرة، فتقاضي الشركات الأخرى وتحصل على جزء من أرباحها.

في الصين الأمر ليس كذلك، هم يسمونها مشاركة حيث تحدث كثيراً، ينسخ المهندسون في مصنع لشركة ما مخططات لدائرة الكترونية أو جهاز معين، ويتركون عملهم ويعملون ما يريدون مستقلين.

مثلاً ساعة الأطفال فيها GPS يستخدمها الآباء لتحديد مكانهم، صنعوها بالتعاون فيما بينهم، أحدهم يوفر تصميم الدوائر وآخر يجمع القطع وهكذا.

سرعة نسخ المنتجات وتقليدها

قدرتهم على نسخ المنتجات قد تكون مخيفة في بعض الأحيان، إليك يوكتل شيرمان Oukitel Sherman صنع حافظة جوال وتكون عصا السيلفي في نفس الوقت.

وطرحها في موقع Kick Starter ولكن قبل أن يجمع الدعم اللازم وقبل أن يبدأ بإنتاجها حتى، كان المنتج جاهزاً ويباع في السوق الصينية وبكميات تجارية.

لكن العديد من الإبداعات والمنتجات تظهر بدون علامة تجارية، مثل السكوتر الذكي وعصا السيلفي، التي انتشرت هنا قبل عدة سنوات، ثم راجت عالمياً.

الانتقال إلى التصنيع

في عام 2003 بدأت حركة Maker المدعومة من قبل الشركات الكبيرة مثل إنتل Intel وكذلك الحكومة الصينية بنشر ثقافة صنع الأجهزة كهواية للأفراد.

حيث كانوا مجرد عمال في مصانع الشركات، وعدد قليل منهم يعمل على صناعة الأجهزة لنفسه.

وبدأوا بتنظيم المسابقات التي تهدف إلى استخراج ابداعاتهم، وتعليم الأطفال على البرمجة في سن مبكرة.

حيث أطفال في التاسعة من عمرهم يعملون على صنع دوائر كهربائية بسيطة يمكنها استقبال إشارة من حساس الحركة إلى الضوء أو الحرارة.

فمثلاً أحد الأطفال صنع لأمه جهازاً بسيطاً يذكرها كي لا تنسى مفاتيحها عند الخروج من المنزل.

أتمنى أن تكون أعجبتكم الحلقة عن شينجين وشكراً لكم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى