مراجعة مسلسل la casa de papel الجزء الرابع الذي تم نشره أخيراً على نتفليكس.
أريد أن أوضح أن هذه المراجعة بدون حرق للأحداث بشكل تام وذلك احتراماً لمن لا يريد أن يعرف.
الجزء الرابع للمسلسل هو استكمال للجزء الفائت ولا يوجد أحداث جديدة نقدمها بل إكمال للعملية التي يقوم بها الفريق.
لسرقة مخزون الذهب للبنك المركزي الإسباني في عملية كبرى من المفترض أن توجه صفعة للحكومة الأسبانية والأجهزة الأمنية وما شابه.
la casa de papel أحداث الجزء الثالث
تعقدت العملية بشدة في نهاية الجزء الثالث بالقبض على راكيل ومطاردة البروفيسور الذي لا يعرف هل راكيل حية أم ميتة.
نجاح الأجهزة الأمنية بأن تصيب نيروبي بالرصاص وتركها بين الحياة والموت، ولا نعرف ما مصيرها كيف سيؤول.
الأمر كان معقد جداً على جميع كل المستويات بما فيها المستوى العاطفي، لأن العلاقة ما بين دنفر ومونيكا توطدت جداً.
والقيادة أصبح فيها نزاع والأمور في أسوأ الأحوال على الإطلاق.
والجانب الأمني تحت قيادة أليتيا أصبح متحكم بشكل كبير جداً لدرجة أننا نترقب ما الذي يحدث في هذا الجزء.
أعتقد أن من المهم أننا عندما نتحدث عن أي جزء من أجزاء المسلسل نضع الأمور في نصابها الصحيح.
كما وصفت في مراجعتي الأولى للمسلسل في الجزء الأول لأنه حقيقة متميز ومختلف ويطرح أشياء جديدة ويوازن بين:
- ألعاب الذكاء.
- العملية المعقدة.
- التنافس ما بين الفريق والأجهزة الأمنية.
- العلاقات العاطفية المتقلبة داخل الأحداث.
ولكن دائماً نتذكر أن هذا ليس The Godfather أو Breaking Bad أو مسلسل المفروض أخذه على درجة كبيرة من الجدية.
la casa de papel مسلسل فيه قدر كبير من المبالغات والمخاطرات والمفترض أن يعود على المشاهد بالمتعة والتسلية.
هناك إخفاقات في المسلسل عندما تتخطى المبالغات الحدود على مستوى الأكشن والتعقيد لدرجة أنها تقع في بحر المبالغات الهندية.
طالما هو ملتزم أنه عمل يصنف في الدرجة الثانية على مستوى الأعمال لكنه يقدم تسلية تجعله يستحق الاحترام والمتابعة.
فكل كلامنا يجب أن يكون داخل هذا الإطار.
توقعات الأحداث في الجزء الرابع
عندما نقول أننا أحببنا الجزء الأول منه لكن هناك مشاكل بسبب المبالغات في هذا الجزء، فهذا الكلام لا يعطي المبالغات حقها.
في هذا الجزء بدأناه بعدد كبير من الأسئلة التي تتلخص في كيف ومتى:
كيف ومتى البروفيسور سيتم انقاذه أو ينجو بنفسه من الفخ الذي وقع فيه
كيف ومتى سيعرف أن راكيل ما زالت حية؟
كيف ومتى راكيل شخصياً ستدرك أن البروفيسور يعلم أنها ما زالت حية؟
كيف ومتى الفريق سيحاول انقاذ نيروبي وهل سينجح أم لا؟
كيف ومتى سيعود البروفيسور للتحكم بالعملية؟ لأن العملية في حالة سقوط مستمر وستنتهي في وضع غريب غير متوقع.
كيف ومتى الجانب الأمني سيفقد السيطرة على بعض الأمور؟ لأنه حالياً أصبح في وضع من أروع وأمتع وأجمل ما يمكن.
يجب أن تتعادل الكفتان وإلا فإن المسلسل في حالة سقوط حر والله أعلم ما سيحدث في النهاية.
مقارنة أحداث بين الأجزاء
أنا رأيت أن هذا الجزء الذي يتكون من ثمانية حلقات على دفعتين:
الدفعة الأولى من خمسة حلقات رأيتهم على نتفليكس قبل عرض المسلسل.
ومن ثم ثلاث حلقات رأيتهم بشكل متلاحق عندما تم عرض المسلسل بشكل عام.
للأمانة أحببت الحلقات الخمس الأولى جداً، في الجزء الأول من المسلسل والثاني أعجبت بهم مع التحفظات التي ذكرتها.
الجزء الثالث من la casa de papel كان أفضل من الجزئين الأول والثاني وكانت توقعاتي مرتفعة إلى حد كبير جداً.
وأول خمس حلقات من هذا الجزء الرابع كانوا على قدر مستوى التوقعات بالنسبة للجزء الثالث.
وكنت مستعداً أن أصل بالمسلسل إلى تقييم تسعة من عشرة بعد الحلقات الخمس ولأبعد من ذلك أيضاً، لأن إجابة الأسئلة كانت مناسبة في كل مرة.
فكل الإجابات كانت مناسبة مع الحفاظ على المعقول فيما هو مبالغ فيه، مع أنه يصل إلى الحدود لكنه لا يتخطاها.
الدراما
ما زال المسلسل محافظاً على التقدم بكثير من الأصعدة، ما زال يوضح أولوية المشاهدين الذين لديهم ولاء وحب كبير للمسلسل.
فلا يمكن تجاهل النواحي العاطفية أو تجاهل الأمور المتعلقة بالعملية التي نحن بداخلها أو تجاهل مصير الشخصيات التي تعلقنا بها.
وهذا من عوامل نجاح المسلسل الذي لا يمكن إغفالها، فارتباط المشاهد بالشخصيات يعطي القدرة في التسامح في كثير من الأمور.
التقنيات
الجوانب التقنية ما زالت معقولة وجيدة وعموماً هذا الجزء في كل حلقاته يوجد مجهود واضح جداً على مستوى السيناريو والإخراج.
الاستعانة بالفلاش باك لأنها أداة يتمسك المخرج بها أعتقد أنها جيدة، ولا أعتقد أنه وقع في الملل على الإطلاق بل يسير بشكل متزن ومفيد.
إما ليقدم معلومات عن المرحلة التي وصل إليها أو لبناء الارتباط العاطفي مع الشخصيات المتعلق بالقرارات التي سيذهب إليها حالياً.
وكلما احتاج إلى تقديم شيء يجب أن يثبتها في الأرض بشكل جيد وقبل أن يتم تقديمها يذهب في فلاش باك ليقدمها ويثبتها بشكل جيد.
القصة
الحلقات الخمس الأول أحببتهم جداً وتجربة الانقطاع عن المشاهدة بعد خمس حلقات كانت قاسية أكثر من الانقطاع عن المشاهدة بعد انتهاء الجزء الثالث.
بعد الحلقات الخمس لم أعلم أنه بقي فقط ثلاث حلقات، فبدأت بالقلق لأني أحسست أنه يحتاج إلى أكثر من ذلك.
فالقصة لا يمكن تحجيمها لهذه الدرجة بعد أن وصلنا بالإثارة والشد العصبي المرتفع جداً التي اختبرناها في الحلقات الخمس.
الشخصيات
خصوصاً بعد دخول جانديا الذي تم تقديمه بشكل جيد جداً في الفيلم الترويجي، حيث أن خطة إدخال جانديا جذابة جداً.
واستخدمت استدلالاً معيناً لوصفه بالتحديد تم استخدامه نفسه في مسلسل la casa de papel.
جانديا كان عنصراً منعشاً داخل الأحداث وغيّر بوصلة الأمور بشكل كبير، وقدم شيئاً مختلف عن مجريات العملية في الأجزاء السابقة.
وهذا كان شيئاً جيداً، فالإثارة أصبحت مرتفعة والمنافسة بين الطرفين أصبحت بين ثلاث أطراف والنتيجة متقاربة ومن ثم توقف.
ما الذي حدث في الحلقات الأخيرة من la casa de papel
الحلقة السادسة اكتشفت أنها أفضل حلقة في الجزء كله، فهي متميزة تثبت كل الأمور الجيدة التي تحدثت عنها لصالح المسلسل.
من بدايته حتى الآن، ولكن أخيراً يبدو أنه لديه الشجاعة والقدرة لاتخاذ قرارات جريئة تتركز في ذهن المشاهد بشكل جدي.
بعد الحلقة السادسة أصبحت مترقباً أكثر لما سيأتي مع أني لست متخيلاً كيف سيربط كل شيء في الحلقتين الباقيتين.
في الحلقة السابعة والثامنة بدأت بالشعور أن هناك سوء تفاهم حدث وهذا أكثر وصف دقيق لما حدث فيهما.
لأول مرة أشعر أن صناع المسلسل والمشاهدين ليسوا على نفس الصفحة.
فالأولويات ليست متزنة فقد رأيت قرارات تؤخذ وأولويات لأمور معينة بينما ونحن نشاهد ننتظر أشياء أخرى تماماً، فما الذي حصل؟
لماذا الأحداث غير المهمة أصبحت مهمة؟
فقد جلسنا أربع أجزاء إلا حلقتين نفهم ما يجري، ثم تم فصل الأمور عن مسار القصة، وقد يكون رأيي مخطئاً.
الحلقتين سيئتين جداً وحتى المجهودات في السيناريو والإخراج لربط وموازنة الأمور لم تؤتي نتيجة.
بذلت مجهودات لإقناع المشاهد بأمور ليست مهمة ولا لزوم لها في المسلسل ولا المفروض أن تحدث في هذا الوقت.
طرفا الصراع في المسلسل خبت نشاطهم وبدأوا باتخاذ قرارات غريبة ويقعوا في أخطاء غير معقولة والمسلسل أصبح متفرعاً بشكل كبير.
أخطاء ومبالغات
أصبح من السهل إدخال شخصيات جديدة كل لحظة عن طريق الفلاش باك، لكن لا يفيد استخدام هذه التقنية.
فلم تعد تساعد، وأصبح تقديم الشخصيات الجديدة متأخر جداً لترسيخ أمر لم يقنع المشاهد أنه مهم.
وقدر المبالغات التي اختبرناها في الحلقتين الأخيرتين تصيب بالحزن، أن المسلسل يقع في فخ الأخطاء والمبالغات التي تتخطى الخط الهندي.
فالمبالغات وصلت لدرجة لم أرها في السابق ولا حتى في الأفلام المصرية في الثمانينات مع احترام مجهود الإخراج والسيناريو.
أنهم ما زالوا يحاولون التسويق لكن أعتقد فات الأوان.
وقد تشعر أن المسلسل أجبر على وجود هذه الأخطاء لتسيير الأمور أصبحت معقدة أكثر من قدرته على حلها.
ألعاب الذكاء في المسلسل عموماً تراجعت بشكل كبير وكنت متقبلاً لذلك مع تصاعد الدراما في الحلقات الستة الأول.
لكن بعد ذلك لم أعد قادراً على تقبله وصولاً إلى النهاية التي أعتقد أنها أقل درجة يمكن الوصول إليها مع المسلسل على الإطلاق، فالنهاية أحبطتني بشكل كبير.
تقييم الجزء الرابع من مسلسل la casa de papel
بشكل عام الموسم لم يعجبني ولا أستطيع أن أتقبل ستة حلقات مجبراً ثم أتغاضى عن حلقتين سيئتين للغاية.
ولم أستمتع بأي لحظة فيهم على الإطلاق ولا حتى الحلول للمشاكل العاطفية التي كنا قبلناها وأصبحت مقنعة.
لأن المسلسل عقّدها لدرجة أبعد من قدرته على تداركها وهذا ضايقني جداً في تجربة المشاهدة.
تقييمي للجزء الرابع ستة من عشرة وهذا الرقم مخصص للحلقات الستة الأول، فالحلقتين الأخيرتين مستعد أن أعطيهم صفر من عشرة.
ولكن لأن فعلاً الحلقات الستة كانوا جيدين والمسلسل أظهر فيهم أحداثاً رفعت مستوى آمالي وتوقعاتي لدرجة أكبر من اللازم.
وعلى المستوى العام هذا أسوأ جزء من مسلسل La Casa De Papel في رأيي.
نهاية غير مقنعة للجزء الرابع
المسلسل لم ينتهي وكنت أظن أن هذا هو الجزء الأخير فالنهاية ليست شافية وغير وافية في نقطة غير مرغوبة.
فلماذا كان على راكيل أن تدخل داخل البنك؟ لماذا عملية إنقاذها تنتهي بمشهد بها وهي داخل البنك؟
لماذا عملية إنقاذ راكيل بعد العملية السياسية الإعلامية الغريبة التي تمت والتي حدث فيها كل الإخفاق بسبب بعض التجاوزات من الجانب الأمني والأخطاء.
لم أقتنع بصراحة بهذا الحدث، وما كان يجب أن يتوقف في نقطة ساخنة حتى أتابع بعدها.
لكني لا أجد أنها نقطة ساخنة بعد ذلك ولم أعد مترقباً للجزء الخامس وهذا لم يحدث معي سابقاً ففي السابق كان ينتهي الجزء على أحداث تصلح أن تكون نهائية تماماً.
فعندما تم الإعلان عن جزء ثالث لمسلسل la casa de papel كنت متحمساً كثيراً له، لكني الآن لم أعد مهتماً.
ودرجة اهتمامي بالشخصيات تراجعت بشكل كبير ويمكن انعدمت، ومع ذلك لن أقول أني لن أشاهد ما سيأتي من حلقات.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com