الآدابكتب إلكترونية

ملخص رواية ساعة بغداد ومراجعة

رواية ساعة بغداد رواية ذاع صيتها للكاتبة شهد الراوي. وهذه الرواية في الفترة التي قرأتها فيها كنت من بين الناس الذين كانوا يسبحون في فراغ زمني.

رواية ساعة بغداد والزمن

رواية ساعة بغداد والزمن
رواية ساعة بغداد والزمن

الناس الذين قرأوها اختلطت عليهم القرون السحيقة مع السنوات الحديثة، فرأيت فيها نبوخذنصر وسمير أميس يجلسان في مطعم يعمل فيه يزدجرد كسرى نادلاً.

ويلبس هارون الرشيد ملابس عسكرية يهدي لشارلمان ساعة رملية، ما لبثت أن سقطت وتكسرت.

ورأيت الخليفة المعتضد يحمل قاذفة ويهرول من أجل تدمير تمثال الجنرال مود.

وتألمت أيّما ألم وأنا أستلم من الرحالة العربي الشهير ابن الجبير كتابه تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار يصف بغداد بالمدينة العتيقة التي ذهب رسمها ولم يبقى إلا إسمها.

يحصي الحرائق في شارع الرشيد وشارع السعدون شارع أبي نواس.

والأغرب من كل هذا وذاك أني وجدت نفسي فرداً تاريخياً يمر من أمامه أناس يلبسون الخرق البالية ويعتمرون أغطية رأس قديمة يطلقون اللحى ويذبحون البشر الذين لا يشبهونهم.

حين حاولت العودة وجدت نفسي أمام ساعة بغداد بوجوهها الأربعة المختلفة، كل جهة تشير لوقت مختلف وتاريخ مختلف لا يمكن وصفه إلا بالفجيعة والنكبة والمصيبة المؤلمة.

رواية ساعة بغداد في سطور

رواية ساعدة بغداد جاءت بمائتين وثمانية وخمسين صفحة، صادرة من دار الحكمة في لندن.

وما يمكن قوله أن شهد الراوي أجادت عرض الأحداث وفق الزمن المناط بها والمرحلة العمرية التي عاش فيها الأبطال.

الطفولة والمراهقة والشباب والأمنيات في محلة راقية من أحياء بغداد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

والراوي في الرواية وما يسمى الأنا الثانية للروائي، شخصية من شخصيات الرواية وهي طفلة تجد نفسها مع عائلتها في ملجأ محصن ضد الغارات الجوية الأمريكية.

ومن هذا المكان يخرج عالم المدينة وتفاصيل حياتها المثيرة، أغانيها، موسيقاها وطموحات أبنائها ومصائرهم المختلفة.

بأسلوب السرد الذي يقوم على نظام خطي واضح ضمن تصور الزمن المعتاد على التدرج في وقوع الأحداث.

الحدث الأول ثم ينتقل إلى الحدث الثاني ثم ينتقل إلى الحدث الثالث وما بعدها.

مشكلة الزمن في الرواية

الرواية رغم مشاكل الزمن في توظيف بعض أحداثها كقصة أسامة وزواجه من هيفاء ثم خيانتها مع شخص غريب وكشفها من قبل ابنتها ملائكة واختفائها معه.

يتناقض تماماً مع عمر البطلتين ودراستهما في الجامعة وغموض الإختفاء والعودة لباجي نادرة زوجة عمو شوكت وقصة المشعوذ وأمور أخرى.

إلا أن الاستنتاج النهائي والمحصلة التي تصل إليها أيها القارئ الكريم عبر قراءة هذه الرواية النظيفة ما يروق لشهد الراوي وصفها.

لأنها لا تعتمد كما تقول عن أي إثارة خارج منطق الأحداث التي صنعها الواقع والحلم والذكرى والوهم بعد الحد من دور العقل والمنطق في رسم النهايات الطبيعية المتوقعة.

وهناك في الرواية نهايات مفتوحة واسئلة لم تستطع أو لم تشاء شهد الراوي الإجابة عنها وهكذا هي الحياة بمجملها.

مغزى الرواية

إن رواية ساعة بغداد تحمل طريقة جميلة وجديدة وبارعة وغريبة في تناول أحداث من خلال توظيف الأحلام والذكريات والأوهام ومزجها بالواقع وبالعكس.

إنها رواية لجيل ولد في الحرب وعاش في الحصار وهاجر في أعقاب الإحتلال الأمريكي البغيض وما نتج عنه من حروب أخرى لم تنتهي إلى الآن.

شكراً لكم وإلى حلقة جديدة أخرى أستودعكم الله.

المصدر يوتيوب قناة سامراء الفضائية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى