إسلامحول العالمقصص وحكايات

من بنى المسجد الأقصى

في المسجد الأقصى خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس قبل مغادرته القدس:

يا أهل الإسلام، إن الله تعالى قد صدقكم الوعد، ونصركم على الأعداء وأورثكم البلاد، ومكّن لكم في الأرض، فلا يكون جزاؤه منكم إلا الشكر.

وإياكم والعمل بالمعاصي، فإن العمل بالمعاصي كفرٌ بالنِعم، وكلّما كفر قوم بما أنعم الله عليهم، ثم لم يتوبوا إلا سُلموا عزّهم، وسلّط الله عليهم عدوّهم.

أعرفتم لماذا تضيع بلاد المسلمين؟ وضاعت فلسطين؟ ما ضاعت إلا عندما انحرفنا عن منهج الإسلام، وعصينا الله عز وجل.

وفتحت باقي المدن في الشام جميعها، وأخذ الإسلام ينتشر بين أهل البلاد الأصليين، وأصبح أهل فلسطين نفسهم مسلمون.

لذلك اليهود الآن عندما يدعون أنها لهم، كيف لهم؟ أهل البلاد نفسهم أصبحوا مسلمين ودخلوا في دين الله أفواجاً.

وبقي منهم نصارى بعدد قليل، ويهود بعدد قليل، والباقون الأغلبية الساحقة صارت مسلمة.

فإذا كانت البلاد لأهل البلاد الأصليين فهي للفلسطينين الذين صاروا مسلمين، فمن أين لهم حق في فلسطين بعد كل الذي ذكرناه؟

بناء المسجد الأقصى وتوالي الخلفاء

بناء المسجد الأقصى وتوالي الخلفاء

في عام 641 من الميلاد الموافق عام 20 للهجرة، ترك عمرو بن العاص فلسطين وانتقل نحو مصر ففتحها، وهكذا بدأ الإسلام ينتشر.

وظلت أحوال المسلمين في إزدهار، وبلاد الشام في عمران وعلم وثقافة وبناء الحضارة وبناء للمباني والفنون والأدب والعلم والترجمات.

فصارت الشام وفلسطين مركز من مراكز العلم في العالم، وظل الأمر على هذا الحال حتى جاء عام 661 من الميلاد.

معاوية بن أبي سفيان

فكانت بداية الأمويين في حكم معاوية رضي الله عنه. وإستمرت المسألة في إزدياد وخير ولا يوجد مشاكل وفتن، والناس من خير إلى خير.

ثم جاءت فترات عظيمة على المسلمين كفترة عمر بن عبد العزيز.

عبد الملك بن مروان

ومن الأحداث التي حدثت في زمن الأمويين عام 685 من الميلاد، حين بدأ عبد الملك بن مروان بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

ورصد لهذا البناء خراج مصر لسبع سنين، فكان كل ما يأتي من مصر من أموال إلى أرض الخلافة، يذهب لبناء هذا المسجد الأقصى.

وتوفي عبد الملك بن مروان قبل إكتمال البناء.

الوليد بن عبد الملك

هناك بعض الناس يخطئ بأن الذي بنى المسجد الأقصى هو الوليد، وهذا خطأ. فالذي بناه هو عبد الملك والده لكنه مات أثناء البناء، وأكمل البناء الخليفة الذي بعده ابنه الوليد بن عبد الملك.

سليمان بن عبد الملك

واستمر المسلمون في نهضة وحضارة، وفي عام 716 ميلادي أسس سليمان بن عبد الملك مدينة الرملة وبناها بالكامل.

فأنظروا ماذا فعل المسلمون عندما إستقرت بهم الأمور.

عمر بن عبد العزيز

فلما تولى عمر بن عبد العزيز بعد سليمان، الخليفة الراشد الخامس الحكم، فانتشر العدل والخير.

وأمر جميع الولاة أن يجتمعوا معه عند المسجد الأقصى، فصلوا جميعاً هناك وأقسموا اليمين بالطاعة للخليفة وأقسموا بيمين العدل بين الناس.

فصار المسجد الأقصى معظّماً إشتهر بين الناس، وكل قادة المسلمين يجتمعون فيه ويقسموا بالعدل.

وعندما أصاب المسجد الأقصى زلزال في عام 747 من الميلاد، بدأ المسلمون يرممونه ولكن بشكل بسيط.

وبعد ثلاث سنوات أي في عام 750 الموافق عام 132 للهجرة كانت نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي وسيطر العباسيون على الحكم.

أبو جعفر المنصور

وحين تولى الخلافة أبو جعفر المنصور عام 754 من الميلاد وبعد أربع سنوات من خلافته، أمر بترميم المسجد الأقصى بالكامل بعد الذي أصابه.

وظلت الزلازل تصيب المسجد الأقصى.

المهدي بن هارون الرشيد

وبعد عشرين سنة أصابه زلزال آخر دمر معظم المسجد الأقصى، فقام الخليفة المهدي بن هارون الرشيد ببناء كامل، وتوسعة كبيرة للمسجد الأقصى.

فبدأ العمران يزداد في المسجد الأقصى، وبدأت الحضارة تنهض.

وفي عام 786 من الميلاد قام هارون الرشيد بإصدار قرار بالسماح لإمبراطور بيزنطة الروماني شارلمان بترميم كنائس القدس.

فأرسلوا البنائين والأموال لترميم كنائسهم، وأصدر قراراً بأن أي مسيحي يريد زيارة الأماكن المقدسة المسيحية في القدس، فإن جنود المسلمين سيحمونه منذ دخوله حتى يعود.

المأمون بن هارون الرشيد

وإستمرت هذه النهضات وتعظيم المسجد الأقصى والقدس، وتعرض مرة أخرى لزلزال، فقام الخليفة المأمون بن هارون الرشيد عام 216 للهجرة بترميمه مرة أخرى.

ثم قتل الخليفة المتوكل على يد الأتراك، وسيطروا على الخلافة.

أحمد بن طولون

وفي عام 254 للهجرة الموافق عام 868 من الميلاد، حدث خلاف بين والي مصر أحمد بن طولون وأحمد الموفق طلحة أخو المعتمد الخليفة العباسي.

وفي عام 264 للهجرة الموافق عام 877 من الميلاد، حيث استقل بالخلافة وحرك الجيش لإحتلال دمشق وحلب وحمص.

ودخلت في أملاكه القدس وطبعاً المسجد الأقصى، فأصبحت هذه المناطق تحت حكم الطولونيين فعلياً.

محمد بن طغج الإخشيدي

وتوالى الخلفاء العباسيين ومن بعدهم جاء القرامطة والفاطميون، حتى حصلت المعارك في مصر بين الفاطميين والعباسيين وكان بقيادتهم محمد بن طغج بن الإخشيد. وقد إستطاع أن يقف وقفة قوية أمام الفاطميين وهو قائد صغير.

وفي عام 935 من الميلاد والموافق عام 323 للهجرة، أعلن محمد بن طغج الإخشيدي الاستقلال عن الخلافة العباسية وعن الفاطميين. وأنشأ الدولة الإخشيدية.

ظل يخطب بإسم الخليفة العباسي ولكنه كان هو الحاكم الفعلي. ثم بدأ يهاجم الشام وتصدى له ابن رائق والي الشام العباسي فانتصر الإخشيدي.

لكنه تفاوض معه بأن يأخذ شمال الشام وأن يعطيه جنوبها فوافق ابن رائق، لأن الإخشيدي لم يرد التوسع كثيراً بمعاركه تحسباً من هجوم الفاطميين والعباسيين.

فسيطر على جنوب الشام فلسطين وما حولها ومصر، واستقرت له الأمور. وعندما توفي ابن رائق هجم على باقي الشام واستولى عليها.

الإخشيديون في تلك الفترة هم الذين حكموا القدس، فعظموا القدس والمسجد الأقصى تعظيماً شديداً حتى أنه كلما توفي خليفة ما يحملونه إلى القدس ليدفن فيها.

المصدر يوتيوب قناة الدكتور طارق سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى