من يملك السلطة على البنك المركزي الأمريكي

نشأة البنك المركزي في أوروبا

سنتحدث عن بعض أمور متشعبة، بداية من الدولار الأمريكي، وكيف أصبح عملة عالمية، وما علاقة هذا كله بعملية النصب التي حدثت. وهل هي حصلت في الأربعينيات فقط، أم حدثت سابقاً,

ما علاقة كل هذا الكلام بتأسيس بنك الاحتياطي الفيدرالي؟ وهل هو بنك حكومي، أم بنك يتبع للعائلات المصرفية الكبيرة؟

الموضوع مرتبط بأمور كثيرة، وأهمها ارتباطه بأسماء أكبر العائلات المصرفية، سواء روتشيلد منذ 1700 وحتى الآن، وظهور عائلة مورغان وروكفلر، وبداية دخولهم اللعبة في 1900.

تبدأ الفكرة بإقراض الناس للمال مقابل فائدة، والفائدة محرمة في الشريعة الإسلامية والمسيحية. لكن ليس في الشريعة اليهودية.

اليهود موجودون في كل مكان، وتجدهم في كل دولة. وكان مرحب بهم لأنهم كانوا يقرضوا الناس والدول والحكومات.

وكانت الحكومات تستدين من اليهود لتصرف على بلادها، في تجهيز الجيوش وصنع العديد من الحملات للسيطرة على دول أخرى، وعلى مقدراتها ومن ثم يسددوا ديونهم تلك.

وأما الناس العاديون، كانوا يحتاجون للمال ليبدأوا بتجارتهم ويكسبون ومن ثم يسددون ديونهم.

بدأ الموضوع بالتطور رويداً رويداً، حتى وصل في بداية القرن السابع عشر عند الهولنديين. ولأنهم كانوا متقدمين اقتصادياً، أنشأوا البنك المركزي الأول عام 1604 وإذا أردت أن تعرف أكثر عن هذا الموضوع فشاهد حلقة الفلفل الأسود.

حصل أن الهولنديين أصبح لديهم تطور وازدهار، ومن ثم جاء بعدهم الانجليزيون وأنشأوا البنك المركزي خاصتهم عام .1694 أي بعد 90 سنة تقريباً من إنشاء البنك المركزي الهولندي.

كانت أكبر مهمة أمام البنك المركزي في ذاك الوقت، هو إصدار السندات. بمعنى أن أي شخص يقرض الحكومة يأخذ ورقة تثبت أنه قد أقرض الحكومة مبلغاً، وسيأخذ هذه الأموال بعد عشر سنوات وستكون عليها فائدة سنوية معينة.

السندات لم تكن للناس العاديين، وإنما كانت مصممة أساساً للمؤسسات المالية الكبيرة كي تقرض الحكومة مقابل فوائد سنوية.

نشأة البنك المركزي الأمريكي

أمريكا في ذلك الوقت كانت مستعمرة تابعة للانجليز، وكانت دولة زراعية من الدرجة الأولى.

تدفع ضرائبها إلى بريطانيا والأمور تسير بشكل عادي حتى عام 1773، حيث كانت بداية أول تمرد للأمريكيين على بريطانيا لأنها رفعت الضرائب عليهم.

لم يعجب بريطانيا أن تبدأ أمريكا بالتمرد عليها، وبدأت تبعث قواتها لتأديب الأمريكيين، وبدأت الحرب رسمياً بين الدولتين عام 1775.

كان هدف الأمريكيون الإنفصال عن بريطانيا ليكونوا دولة مستقلة. وبالفعل انتصر الأمريكيون عام 1781 ووقعوا معاً معاهدة في باريس عام 1783. وكانت بمثابة بداية الدولة الأمريكية.

عام 1788 أعلن أول دستور للبلاد، وبدأت أمريكا تصبح الدولة الوليدة، ولديها فرص جديدة.

في تلك الفترة كانت أمريكا ترغب بالتوسع أيضاً، وتكون قوة كبيرة وعظمى لكن لم تكن تملك المال لذلك، بل وكانت مدينة بسبب الحرب التي دخلتها مع بريطانيا.

بدأ في تلك الفترة يكثر الكلام عن ضرورة إنشاء البنك المركزي لأمريكا، بحيث يقدر البنك على التعامل مع تلك الديون.

سبب رفض الآباء المؤسسون البنك المركزي

لكن الآباء المؤسسون لأمريكا كانوا رافضين للفكرة ويحاربونها، لأن كل ما يفعله البنك المركزي هو ترحيل الديون للمستقبل فقط، مع فوائد أكثر يعني زيادة في الدين.

وكل ما عليك أن تفعله هو أن تعيش حياة يسيرة، وتصرف الأموال ثم ينتهي عصرك، ومن ثم يأتي أبناؤك ليدفعوا هذه الأموال، وهم بدورهم يرحلونها للجيل التالي حتى وصل بأمريكا الحال أن ديونها تتجاوز 22 تريليون دولار.

كان الآباء المؤسسون لأمريكا يخافون من فكرة البنوك المركزية، لأنها برأيهم ستكون سلطة كبيرة جداً في أيدي أناس قليلون جداً. وهذا سيفتح الباب للرشاوي والفساد.

ورغم كل المعارضة، إلا أنهم في النهاية لم يقدروا على الاستمرار بدون البنك المركزي.

فأقاموا البنك المركزي الأول في أمريكا بحيث يتجدد كل 20 سنة، أي يعطونه رخصة لمدة 20 سنة، وعندما تنتهي يقرر الكونغرس هل سيجدد التصريح لعشرين سنة أخرى أم لا.

وبالفعل تم إنشاء البنك المركزي عام 1791 وانتهى عام 1811.

لكن عندما انتهت رخصة البنك المركزي، لم يجدد الكونغرس التصريح له بعشرين سنة أخرى، لأنه أغرق أمريكا بالديون في فترته الأولى.

لكن بعد ذلك بسنة وجدت أمريكا نفسها تحارب بريطانيا ثانية. حينها حدث ضغط كبير على الكونغرس ليجدد رخصة البنك المركزي. وبالفعل تم التجديد لمدة 20 سنة من 1816 وحتى 1836.