إسلامالحياة والمجتمعقصص وحكايات

نوادر العرب وطرائف البخلاء

قصة اللص التقي

قصة اللص التقي

نوادر العرب وطرائف البخلاء : 

ذُكر أن شاباً فيه تقىً وفيه غفلة، طلب العلم عند أحد المشايخ، حتى إذا أصابأصاب منه حظاً قال الشيخ:

لا تكونوا عالة على الناس، فإن العالِم الذي يمد يده إلى أبناءأبناء الدنيا لا يكون فيه خير. فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها وليتق الله فيها.

ذهب الشاب إلى أمه فقال لها: ما هي الصناعه التي كان أبي يشتغل بها؟ فاضطربت المرأة، فقالت: أبوك قد ذهب إلى رحمة الله، فما بالك والصنعة التي يشتغل بها؟

فألح عليها وهي تتملص منه حتى اضطرها إلى الكلام، فأخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصاً. فقال لها: إن الشيخ أمرنا أأمرناأن يشتغل كلٌ بصنعة أبيه، وليتقي الله فيها.

قالت الأم: ويحك، وهل في السرقة تقوى؟ فقال لها: هكذا قال الشيخ.

وذهب فسأل وتسقّط الأخبار، الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص فأعد عدة السرقة وصلى العشاء، وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ؟

فبدأ بدار جاره وهمّ أن يدخلها، ثم ذكرأن الشيخ قد أوصاه بالتقوى، وليس من التقوى إيذاء الجار. فتخطى هذه الدار ومر بأخرى. فقال لنفسه هذه دار أيتام والله حذّر من أكل مال اليتيم.

نوادر العرب – منزل التاجر

وما زال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني، وليس فيه حرس، و يعلم الناس أن عنده من الأموال التي تزيد عن حاجته.

فقال: هاهنا، وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها، ففتح ودخل فوجد داراً واسعة وغرفاً كثيرة، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئاً كثيراً.

فهم بأخذه ثم قال: لا يؤدي زكاة أمواله لنخرج الزكاة أولاً. وأخذ الدفاتر وأشعل فانوساً صغيراً جاء به معه وراح يراجع الدفاتر ويحسب. وكان ماهراً في الحساب، خبيراً بإمساك الدفاتر.

فأحصى الأموال وحسب زكاتها فنحى مقدار الزكاة جانباً، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات، فنظر فإذا هو الفجر.

فقال: تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً. وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة، فسمع رب البيت فنظر، فرأى عجباً، فانوساً مضيئاً ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة.

فقالت له امرأته: ما هذا؟ فقال: والله لا أدري. ونزل إليه. فقال: ويلك، من أنت، وما هذا؟ قال اللص: الصلاة أولاً ثم الكلام، فتوضأ ثم تقدم فصلِ بنا فإن الإمامة لصاحب الدار.

فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح، ففعل ما أمره، والله أعلم كيف صلى. فلما قضيت الصلاة، قال له: أخبرني من أنت، وما شأنك؟

قال: لص.قال: وما تصنع بدفاتري؟ على أحسب الزكاة التي لم تخرجها من 6 سنوات، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها.

فكاد الرجل يجن من العجب، وقال له: ويلك، من أخبرك؟ هل أنت مجنون؟

فخبّره خبره كله. فلما سمعه التاجر ورأى ضبط حسابه، ذهب إلى زوجته فكلمها، وكان له بنت. ثم رجع إليه فقال له:

ما رأيك لو زوجتك ابنتي، وجعلتك كاتباً وحاسباً عندي؟ وأسكنتك أنت وأمك في داري، ثم جعلتك شريكي؟ قال: أقبل.

وأصبح الصباح فدعا المأذون بالشهود وعقد العقد.

من طرائف مدعي النبوة

ادعى رجل النبوة في زمن الخليفة المهدي، فلما أحضروه إليه قال له: من أنت؟ قال: أنا كليم الله موسى بن عمران. فقال له الخليفة: والعصا التي معك هي التي صارت ثعباناً؟

قال الرجل: نعم. فقال له الخليفة: ألقها إذن، وجعلها تصير ثعباناً حتى نصدقك. فقال الرجل: قل أنت أولاً أنا ربكم الأعلى كما قال فرعون، حتى أصيّرها ثعباناً كما فعل موسى.

فضحك منه الخليفة واستظرفه.

نوادر العرب – لا نبي بعدي

ادعت امرأة في خلافة المأمون بأنها نبية، فلما أتوا بها إليه، قال لها: من أنت؟ قالت: أنا فاطمة النبي. فقال لها: أتؤمنين بما قال محمد رسول الله ؟ قالت: نعم. هو نبيٍ حق، وقوله مقبول.

فقال لها: النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول لا نبي بعدي. فقالت: صدق صلوات الله وسلامه عليه، ولكن هل قال لا نبية بعدي؟

فقال المأمون لمن حوله: أما أنا فقد عجزت، من كانت عنده حجةٍ فليأتي بها، وضحك منها حتى غطى وجهه.

النبي الكذاب

وادعى آخر نبوته فقالوا له: ما علامتك؟ فقال: علامتي أني أنبئكم بما تقولون في أنفسكم. فقالوا له: وما نقول في أنفسنا؟ قال: تقولون بأني كذّاب، ولست بنبي.

أحمد النبي

قال أحدهم: أنا أحمد النبي. فلما ذهبوا به إلى الخليفة، قال له: لماذا تقول بأنك أحمد النبي؟ فقال: أنا أحمد النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، أي أمدحه فهل تذمه أنت؟

ذلك بأنه قال هذا الكلام حيلة منه حتى يتمكن من الوصول إلى الخليفة ويشتكي من ظلم كان قد لحقه، فلما علم المأمون بذلك أنصفه وأعاد له حقه.

بعث في الصباح

ادعى رجل من الأعراب النبوة في زمن المهدي العباسي، فاعتقله الجنود وساقوه إلى المهدي. فقال له: أأنت نبي؟ قال: نعم. قال المهدي: إلى من بعثت؟

قال الأعرابي: أو تركتموني أبعث إلى أحد؟ بعثت في الصباح واعتقلتموني في المساء.

من طرائف القدماء المطبلون عبر التاريخ

رمى الخليفة العباسي المتوكل عصفوراً فلم يصبه، فقال وزيره: أحسنت. فرد الخليفة: أتهزأ بي؟ قال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور حينما تركت له فرصة للحياة.

ووقع زلزال في مصر في زمن المماليك، و قال شاعر للأمير:

ما زلزلت مصر من كيد أريد بها لكنها رقصت من عدلكم طربا

غلام بني الحارث

قال المغيرة بن شعبة ما غلبني أحد قط إلا غلام من بني الحارث، وذلك أني خطبت امرأة من بني الحارث وعندي شاب منهم. فقال: يا أيها الأمير، لا خير لك فيها. قلت: ما لها؟

قال: رأيت رجلا يقبلها. قال: فتركتها. فبلغني أن الفتى تزوجها. قلت: ألم تخبرني أنك رأيت رجلاً يقبلها؟ قال:بلى، رأيت أباها يقبلها.

الفرزدق مع الصبي

قال الفرزدق: ما هممت بجواب أحد قط إلا من صبي. كنت أنشد الشعر بجامع البصرة، فكان هناك صبي أعجبه شعري. فقلت: تتمنى أن أكون أباك؟

قال: أما أبي لا أريد له بديلاً. ولكن وددت أن تكون أمي؟ قلت للصبي: استرها علي يا بني يرحمك الله. والله لم أجد لها جواباً.

ولاية الخنازير

أراد أحمق أن يسخر من شاعر، فقال له: لقد ولاك الخليفة ولاية، قال الشاعر: وما هي؟ قال: ولاك  على الخنازير. قال: على الخنازير؟ إذن، فاسمع لي وأطع.

نوادر العرب – الحسنات والسيئات

قال رجل لآخر: اصمت وإلا لطمتك لطمة تذهب بك إلى يثرب. فقال: عزوها بأخرى، لعل الله يرزقني الحج على يديك.

جيء بأعرابي إلى السلطان في مجلس قضاء ومعه كتاب وهو يقول: ها أم اقرأوا كتابي؟ فقيل له: يا هذا إنما تقال هذه يوم القيامة.

فقال: هذا والله شر منه، فيوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي، وأنتم جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.

بعض من طرائف العرب

جاء في كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، أن رجلاً من الأعراب يسعى في الزواج من بنت من قبيلة من قبائل العرب، وكانت البنت تسمى الرباب. فأكثر عليه أبوها في المهر ليحول بينه وبين زواجه منها.

فسعى الأعرابي في طلب المهر بين قومه فلم ينجده منهم أحد. فلما ضاق به الحال قصد رجل من المجوس فأنجده وأعانه حتى تزوج من هذه الفتاة.

فقال في المجوسي شعراً. قال:

كفاني المجوسي مهر الرباب ففداً للمجوسي خالٍ وعم

وأشهد أنك رطب المشاش وأن أباك الجواد الخضم

وأنك سيد أهل الجحيم إذا ما ترديت في من ظلم

تجاوز قارون في قعرها وفرعون والمكتني بالحكم

فقال له المجوسي: أعنت بالمال لتكمل المهر وتتزوج، ثم كافأتني بأن جعلتني في الجحيم؟ فقال له الأعرابي: أما يرضيك أني جعلتك مع ساداتها فرعون وقارون وأبي جهل؟

فتنة

تزوج رجل بامرأة اسمها فتنة، وظن من إسمها أنها ستكون جميلة. ولما دخل عليها وجد فيها من القبح ما لا يعلمه إلا الله.

فصدم صدمة عظيمة فتركها حتى نامت، ثم حزم أمتعته وخرج من البيت، فرأته أمه فقالت:أين تريد؟ قال: مسافر يا أمي. قالت: وفتنة؟

قال: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

حنكة الجواب

قال أعرابي: ليس لي من فلان إلا ضرب الصدر والجبهة، إن جئته لحاجة ضرب صدره وقال: قضيت. وناديته بعد فترة ضرب جبهته وقال: نسيت.

استأجر رجل من البصرة في بيتاً، وكان سقف البيت متهالك يصدر أصواتاً تفزع من تحته. فاشتكى لصاحب البيت.

لكن صاحب البيت طمأنه وقال له: إن السقف يسبح أوما علمت أنه ما من شيء إلا يسبح بحمده؟ فقال: الرجل أخاف أن يدركه الخشوع فيسجد علينا.

جلس شيخ بين شابين، فاتفقا أن يسخرا منه، فقال أحدهما: يا شيخ، أنت أحمق أم جاهل؟ فقال الشيخ: أنا بين الأحمق والجاهل.

طرائف الأعمش

كان الأعمش مشهوراً بحدة مزاج خالطها شيء من الظرافة، فقد زاره في مرضه جماعته وأطالوا جلوسهم. فقام حاملاً وسادته قائلاً: شفى الله مريضكم.

كان الأعمش ذميم الشكل والمظهر، وله بنت صغيرة اقتربت منه تتأمل وتدقق النظر في ملامحه، فقال لها: ما بك؟ قالت: أتعجب من قوم زوجوك.

رأى رجل امرأة فقال لها: كم أنت جميلة. فقالت له: ليتك جميل لأبادلك نفس الكلام. فقال لها: لا بأس اكذبي كما كذبت.

من طرائف البخلاء

اجتمع ثلاثة من البخلاء وقرروا التبرع بجزء من مالهم بعدما كثر كلام الناس عنهم. قال البخيل الأول: أنا سأرسم دائرة على الأرض وأرمي في السماء.

المال الذي يسقط بداخلها لي والمال الذي يسقط خارجها للفقراء.

قال الثاني: أما أنا سأرسم خطاً على الأرض وأرمي المال في السماء، فالمال الذي على يمين

الخط لي والمال الذي على شمال الخط للفقراء.

فقال الثالث: وكان أشدهم بخلاً، أما أنا فسأرمي المال في السماء، فالمال الذي يسقط على الارض لي  والمال الذي يبقى في السماء للفقراء.

وليمة

اتفق ثلاثة أشخاص من بينهم بخيل على أن يقيموا حفلاً، قال الاول: أنا سأحضر اللحم، قال الثاني: وأنا سأحضر الفاكهة. قال البخيل: أما أنا فسأحضر أبي وأمي وزوجتي وأولادي إنها وليمة.

رهان

تقابل صديقان فقال أحدهما للآخر: هل قرأت أخبار اليوم؟ قال: لا. فقرأ له الخبر من الصحيفة

تراهن بخيلان على أنه من يمكث تحت الماء أكثر من الآخر يكسب مئة دينار. فقال له صديقه: ومن كسب المئة دينار؟ رد عليه: تقاسمتها أرملتاهما.

أبو الأسود الدؤلي والأعرابي

وقف أعرابي على باب أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى، فسلم فرد عليه، ثم أقبل على الأكل ولم يعزم عليه. فقال له الأعرابي: أما إني قد مررت بأهلك. قال: كذلك كان طريقك.

قال: وامرأتك حبلى. قال: كذلك كان عهدي بها. قال: قد ولدت. قال: كان لابد لها أن تلد. قال: ولدت غلامين. قال: كذلك كانت أمها. قال: مات أحدهما. قال: ما كانت تقوى على إرضاع إثنين.

قال: ثم مات الآخر. قال: ما كان يبقى بعد موت أخيه. قال: ماتت الأم. قال: على حزناً على ولديها. قال: ما أطيب طعامك. قال: لأجل ذلك أكلته وحدي. ووالله لا ذقته يا أعرابي.

القاضي ابن أبي ليلى

يحكى أن امرأتين دخلتا على القاضي ابن أبي ليلى، وكان قاضياً معروفاً وله شهرته في زمانه. فقال القاضي: من تبدأ؟ قالت إحداهن: ابدأي أنتِ.

فقالت: أيها القاضي مات أبي وهذه عمتي وأقول لها يا أمي لأنها ربتني وكفلتني حتى كبرت. قال القاضي: وبعد ذلك قالت جاء ابن عم لي، فخطبني منها فزوجتني إياه، وكانت عندها بنت.

فكبرت البنت فعرضت عمتي على زوجي أن تزوجه ابنتها بعد ما رأت بعد ثلاث سنوات من خلق زوجي معي، وزينت ابنتها لزوجي لكي يراها.

فلما رآها أعجبته، فقالت العمة: أزوجك إياها على شرط واحد، أن تجعل أمر بنت أخي زوجتك الأولى إليّ. فوافق زوجي على الشرط.

وفي يوم الزفاف جاءتني عمتي وقالت: إن زوجك قد تزوج ابنتي وجعل أمرك بيدي، فأنت طالق فأصبحت أنا بين ليلة وضحاها مطلقة.

و بعد مدة من الزمن ليست ببعيدة، جاء زوج عمتي من سفر طويل فقلت له: يا زوج عمتي تتزوجني؟ وكان زوج عمتي شاعراً كبيراً وافق زوج عمتي.

وقلت له: لكن بشرط أن تجعل أمر عمتي إلي وافق زوج عمتي على الشرط. فأرسلت لعمتي وقلت لها: قد تجعل أمرك إلي وأنت طالق. ثم تزوجته فأصبحت عمتي مطلقة وواحدة بواحدة أطال الله عمرك.

الهول أصاب القاضي

فوقف القاضي عندما سمع الكلام من هول ما حدث، وقال: يا الله. فقالت له: اجلس إن القصة ما بدأت بعد. فقال: أكملي.

قالت: وبعد مدة مات هذا الرجل الشاعر، فجاءت عمتي تطالب بالميراث من زوجي الذي هو طليقها. فقلت لها: هذا زوجي فما علاقتك أنت بالميراث؟

وعند انقضاء عدتي بعد موت زوجي جاءت عمتي وبنتها وزوج بنتها الذي هو زوج الأول، وكان قد طلقني وتزوج ابنة عمتي ليحكم بيننا في أمر الميراث.

فلما رآني تذكر الأيام الخوالي معي ووححن إلي. فقلت له: تعيدني؟ قال: نعم. قلت له: بشرط أن

تجعل أمر زوجتك، بنت عمي إلي. فوافق. فقلت لبنت عمتي: أنت طالق.

حكم القاضي

فوضع أبو ليلى القاضي يده على رأسه وقال: أين السؤال؟ فقالت العمة: أليس من الحرام أيها القاضي أن نطلق أنا وبنتي، ثم تأخذ هذه المراة الزوجين والميراث؟

قال ابن أبي ليلى: والله لا أرى في ذلك حرمة، وما الحرام وفي رجل تزوج مرتين وطلق وأعطى وكالة؟

وبعد ذلك ذهب القاضي إلى الوالي وحكى له القصة فضحك حتى تخبطت قدماه في الأرض، وقال: قاتل الله هذه العجوز من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وهذه وقعت في البحر.

من طرائف العلماء

كان الإمام الطبري مع علمه الواسع ضحوك السن محباً لأهل الفضل، وذات يوم وضع حذائه عند الإسكافي ليصلحه فتأخر عليه الحذاء.

وكان يمر عليه فكلما رآه الإسكافي وضع الحذاء في الماء ليوهمه بأنه يريد أن يصلحه. فقال

له الطبري: أعطيناك الحذاء لتصلحه لا لتعلمه السباحة. يا هذا أعطني حذائي.

حكاية سفيان بن عيينة

كان بعض الرجال ينتهزون أي فرصة لتلقي الأحاديث بأي وسيلة، ومن جميل ما يروي ما حكى الدينوري عن الحميدي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث ماء زمزم لما شرب له.

فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال: يا أبا محمد، أليس الحديث الذي حدثتنا في ماء زمزم صحيحاً؟ قال: نعم. قال رجل: فإني شربت الآن دلواً من زمزم على أنك تحدثني بمئة حديث.

فقال سفيان: اقعد فقعد فحدثه بمئة حديث.

حصاة المسجد

سأل رجل عمر بن قيس عن الحصاة في حصى المسجد يجدها الإنسان في ثوبه أو خفه أو جبهته. فقال له: ارم بها.

قال الرجل: زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد. قال: دعها تصيح حتى ينشق حلقها. قال الرجل: أولها حلق؟ قال: فمن أين تصيح؟

روح العشبي

قيل للشعبي: أتمرض الروح؟ قال: نعم، من ظل الثقلاء. قال بعض أصحابه: فمررت به يوماً بين ثقيلين. فقلت: كيف الروح؟ قال: إنها تحتضر.

الفتاة والأعمى

قالت فتاة لأخرى: لقد رأيت شحاذاً أعمى، فقال: أعطيني درهماً أيتها الحسناء. فكيف رآني ليقول ذلك؟ فأجابتها: إنه لم يقل ذلك إلا ليبرهن على أنه أعمى.

الأخطل وابن بنان

روي أن الأعور بن بنان التغلبي دعى الأخطل إلى منزله فأدخله بيتاً نجد بالفرش الجميلة والأثاث الزاهي، وكانت له زوجة في غاية الحسن.

فسأل بنان الأخطل: يا أبا مالك إنك تدخل على كبار القوم في مجالسهم، فهل ترى في بيتي عيباً؟ فأجابه الأخطل: ما أرى في بيتك عيباً غيرك.

الحطيئة يهجو نفسه

أراد الحطيئة يوماً أن يهجو أحداً فلم يجد، وضاق عليه فأنشد يقول:

أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً بشر فما أدري لمن أنا قائله

وجعل يردد هذا البيت ولم يجد أحداً، حتى نظر في حوض ماء فرأى وجهه فقال:

أرى لي وجهاً شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله

من طرائف النحويين

 يروى أن شيخاً سأل تلميذه قائلاً: ما اسمك؟ فأراد التلميذ أن يختبر شيخه، فقال: إسمي هو آخر اسم في سورة البروج. فقال الشيخ: لوح؟ فقال التلميذ: محفوظ يا شيخ.

فقال الشيخ: محفوظ صفة يا لوح.

الكموج

من طرائف الشعر أن رجلاً سأل أحد علماء اللغة: ما الكموج؟ فقال له: أين قرأتها؟ قال: في قول امرئ القيس وليل كموج البحر . فقال: الكموج دابة تقرأ ولا تفهم.

النصب والجر

جاء رجل إلى أحد النحويين فقال له: ما تقول في رجل مات وترك أبيه وأخيه؟ فقال له النحوي: ترك أباه وأخاه. فقال: فما لأباه وأخاه؟ قال النحوي: فمال أبيه وأخيه.

فقال الرجل: إني أراك كلما طاوعتك خالفتني، ألا لا بارك الله فيك وفي أباك وأخاك. فقال: قل فيك وفي أبيك وأخيك.

قال رجل لنحوي: أتوصيني بشيئاً؟ قال: نعم، أوصيك بتقوى الله وحذف ألف شيئاً.

زيد وعمر

يروى أن رجلاً جاء إلى حضور درس من دروس النحو، فلما حضر لاحظ أنهم أي النحاة، يقولون في أمثلتهم دوماً ضرب زيد عمراً، نهر زيد عمراً.

فشعر بضيق من ذلك وأنشأ يقول:

لا إلى النحو جئتكم لا ولا فيه أرغب

دعوه زيداً وشأنه أينما شاء يذهب

أنا مالي ومال امرءٍ أبد الدهر يُضرب

 نوادر العرب / يوتيوب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى