القراءة : بشكل أساسي سنعتمد على النظام الذي تعلمناه من كتاب عادات ذرية، والذي يعتمد على أربع قوانين أو خطوات لاكتساب أي عادة.
في كل قانون من هؤلاء، سنطرح فكرة أو أكثر يساعد على تطبيق القانون، مع العلم أن بعض الأفكار ممكن تكون مفيدة في أكثر من قانون من الأربعة، يعني الفكرة التي تساعد على وضوح العادة واضحة وظاهرة، ممكن أن تساعد أيضاً أن تكون سهلة وهكذا.
لا يشترط تطبيق جميع الأفكار التي سنتحدث عنها، ولكن طبعاً بقدر التطبيق بقدر القدرة أكثر على اكتساب عادة القراءة، عموماً سنبدأ مع أول قانون.
اجعلها واضحة وظاهرة Make It Obvious
لكي تكتسب عادة جديدة لا ينفع الاكتفاء بالنية، أو تعتمد على الذاكرة فقط، يجب أن تهيئ عوامل خارجية تكون ظاهرة وواضحة ومحددة، تدفعك للتذكير والالتزام بالعادة، فأول نصيحة هي:
· تحديد الكتاب
فيجب أن تحدد الكتاب الذي ستقرأه وتجهيزه، سواء أكان نسخة ورقية أو رقمية.
· قائمة الكتب
يجب أن تحتفظ بقائمة بأسماء الكتب التي تهتم بها، أو لديك فضول لقراءتها.
وكل مرة تتعرف على الكتاب يثير اهتمامك من فيديو أو مقال أو ترشيح من أي شخص، تضيف اسم الكتاب من هذه القائمة.
أسهل طريقة لعمل القائمة والاحتفاظ بها، هو استخدام الموبايل مع أي تطبيق لإدارة
القوائم، وسنرشح تطبيق Google Keep فهو برنامج بسيط ومتعدد الاستخدامات ومجاني.
وهكذا كلما انتهيت من قراءة كتاب، ستعود للقائمة لكي تختار منها الكتاب الثاني، من دون حيرة البحث عن كتاب جديد، والتي تأخذ منك وقتاً طويلاً، وممكن أن تتوقف عن عادة القراءة.
· وضع الكتاب نفسه في مكان ظاهر
بحيث لا يمكن تجاهله أو نسيانه، فبعض القراء الذين تعودوا أن يقرأوا قبل النوم، يضعون الكتاب على الوسادة، وبذلك مستحيل النوم دون أن تراه.
ولو الكتاب الذي تقرأه ليس ورقياً بل هو نسخة رقمية، فضع التطبيق الذي تستعمله للقراءة على شاشة سطح المكتب، ويفضل أن تضعه في مكان أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتي تعودت على استعمالها، بحيث ستتذكر الكتاب خلال اليوم أكثر من مرة.
اجعلها جذابة Make It Attractive
لو نظرت على العادات الثابتة لديك، خصوصاً العادات السيئة، ستجد أن لديها عنصر جذاب هو الذي يجعلك تقوم بهذه العادات.
فالمطلوب أن نجعل في عادة القراءة عنصر جاذب، يدفعنا للإلتزام بها، ومن الأفكار لتحقيق ذلك:
· إقرأ في مواضيع أنت شغوف بها
أو عن مشاكل تواجهها في حياتك، لا تقرأ الكتب التي يقرأها المثقفين، لمجرد أنك تريد التشبه بهم، لأنك لو بدأت تقرأ كتاب لمجرد شهرته، وأنت غير مهتم بمحتواه.
فالقراءة ستكون ثقيلة عليك، وبالتأكيد لن تشعر بالرغبة في القراءة، وهناك مقولة: الشخص الذي لا يحب القراءة هو شخص لم يجد الكتاب المناسب بعد.
لذلك ابحث عن الكتب التي تشعر أنها مناسبة لك، عندها ستجد الدافع والرغبة في القراءة.
· دمج نشاط القراءة مع نشاط آخر محبب للنفس
أي ممكن أن تقرأ أثناء تناول مشروبك المفضل مثلاً.
· قراءة ومناقشة الكتب مع أحد أصدقاءك
فلو وجدت صديق يريد أيضاً اكتساب عادة القراءة، يمكن أن تقرأون نفس الكتاب، وتتناقشون عن كل فصل في الكتاب وعن الأشياء التي أعجبتكم به.
اجعلها سهلة Make It Easy
طبعاً كلما كانت العادة سهلة، كلما كانت فرصة اكتسابها والاستمرار عليها أكبر، وهنا سنتبع أسلوب العادات الصغيرة، فميزت هذا الأسلوب أنه يسهل عليك الاستمرارية دون حرمانك من لحظات الحماس في إحراز تقدم كبير.
فالذي ستفعله هو أنك ستحدد حد أدنىِ، تلزم نفسك به يومياً، حد صغير بالدرجة التي تسمح لك الالتزام بها حتى في أسوء الأيام وأكثرها انشغالاً.
مثلاً أن تكون صفحة واحدة يومياً، فقراءتها لن تستغرق أكثر من دقيقتين، وهذا الحد الأدنى الذي لا ينفع التخلف عنه تحت أي ظرف.
ولكن لو في يوم وجدت في نفسك الرغبة والقدرة على القراءة أكثر، فهذا يعود لك، فلو قرأت مئة صفحة مثلاً انطلق.
ومن الطبيعي أنه في معظم الأيام ستجد في نفسك الرغبة أن تزيد من الحد الأدنى، وهذا سيعطيك الفرصة على احراز تقدم وتنتهي من الكتاب في وقت أقل.
لكن المهم أنك في الأيام التي لن يكون لك مزاجاً، أو أنك مرهقاً، ستظل قادراً على قراءة صفحة واحدة، وبالتالي ستستطيع تحقيق الاستمرارية المطلوبة لاكتساب أي عادة.
اجعلها مُرضية Make It Satistying
فأي فعل تحصل منه على نتيجة مشبعة أو مرضية، غالباً ما يتحول لعادة، فلكما كنت تشعر بالرضى والسعادة بعد كل مرة تقرأ بها، سيشجعك ذلك على تكرار هذا الفعل مرة أخرى، وبالتالي تثبيت العادة مع مرور الوقت.
ما الذي يمكن أن تفعله لكي تكون القراءة مُرضية:
سنكرر نصيحة القراءة في موضوعات أنت شغوف بها أو عن مشاكل تواجهها في حياتك
لأنه في هذا الوقت ستكون مشبعة ومُرضية، وكل مرة تتعرف على معلومات أو حلول أو أفكار جديدة تحبها، أو عن المشاكل التي تواجهها بالفعل في حياتك.
وهناك ملاحظة مهمة، لو بدأت بقراءة كتاب واتضح لك أنه سيء، لا ننصح أن تضغط على نفسك وتكمله، وخاصة في بداية اكتسابك لعادة القراءة.
لأن هذا من الممكن أن تجعل عملية القراءة غير جذابة، فتتوقف بعدها، ولو كنت تشعر أن هذا الكتاب مفيد ولكنه ممل، ممكن أن تقف وتعيد قراءته بوقت آخر، بعد أن تتكون عادة القراءة لديك.
فلا تقع في مغالطة التكلفة الغارقة، والتي تجعلك تكمل في مسار خاسر، لمجرد أنك استثمرت في هذا المسار بوقت أو جهد أو مال.
· شارك ما تعلمته مع الآخرين
من الممكن أن يكون منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، ليكون محفزاً على الاستمرار.
وهذا سيكون
وإن لم تستطع صياغة بأسلوبك، ممكن أن تنقل فقرات معينة أعجبتك من الجزء الذي قرأته، مع ذكر المصدر طبعاً.