أتمتة المشاريع وفوائدها لرواد الأعمال والشركات

أتمتة المشاريع وفوائدها لرواد الاعمال والشركات، عندما نقول أتمتة المشاريع يتبادر إلى الذهن معنى إدخال الأعمال والشركات في عصر التقنية الحديث.

نعم، إنه كذلك، لكن لنوضح أكثر، ليس المعنى الاستغناء عن الإنسان وإنما الاستغناء عن العمل الروتيني الذي يمكن للآلة القيام به بدلاً من الإنسان.

هذا سيؤدي إلى إعطاء الفرصة للإنسان لأداء أعمال إبداعية رائدة بعيدة عن الروتين والتكرار اليومي.

أتمتة المشاريع لرواد الأعمال

فيما يتعلق بريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا، فإن الأتمتة تتم ببساطة باستعمال التقنية الحديثة وأدواتها للقيام بالمهام الروتينية المتكررة والطويلة.

وهذه المهام الروتينة لا تحتاج إلى إعمال الفكر البشري أو اتخاذ قرار، بحيث يمكن ترك المجال للآلة بأن تقوم بهذا العمل والتخلص من الحاجة لفعلها يدوياً.

وتقتضي الفائدة من الأتمتة في هذا المجال بمساعدة رواد الأعمال مثلاً في إدارة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستاجرام.

فبدلاً من النشر اليومي بشكل يدوي لنفس المنشورات، يمكن أتمتة النشر بشكل تلقائي على جميع المواقع وفي أواقات محددة مناسبة.

كيف يمكن للأتمتة فعل ذلك؟ باستخدام البرامج بالطبع.

كبرامج جمع بيانات المستخدمين، بدل جمع بياناتهم بشكل يدوي من مكان ولصقها في قاعدة بيانات في مكان آخر، وإضافة مشتركين جدد على موقع الويب أو غيره.

أو إرسال النشرة البريدية لأحد المشتركين إن قام بإجراء معين على موقع الويب.

وكذلك برامج إدارة الهمام وتوزيعها على الأعمال والموظفين، بدل توزيع المهام بشكل يدوي أو شفوي يومياً، والذي أصلاً يبدو هذا قديماً ومملاً بمجرد ذكره.

وكذلك إدارة الرصيد والتحويلات، فهناك برمجيات متصلة بشبكة الإنترنت ومدعومة من أدوات الأتمتة التي بالإمكان أن تستعملها.

فيمكنك ذلك من أتمتة جميع نشاطاتك الروتينية بدلاً من القيام بها يدوياً، فلا حدود لإمكانيات الأتمتة طالما قبلت أن تستعمل الأدوات والبرمجيات.

فوائد أتمتة المشاريع للشركات

إن فوائد استخدام الأتمتة للشركات عديدة أبرزها التوفير، مثل توفير التكاليف والوقت والجهد.

فتوفير تكاليف الأدوات والخدمات المؤتمتة كبير جداً بالنسبة لرواتب الموظفين الذين سيقومون بنفس المهام، وستنخفض المصاريف إلى ما لا تتعدى بضعة دولارات في كل شهر.

وبالنسبة لشركة محدودة الدخل أو شركة ناشئة فإن هذا الأمر سيكون حاجة ملحة للمالك، وسيحقق إنتاجية أعلى في وقت أقل.

وأما بالنسبة لتوفير الوقت، فإن الأتمتة ستوفر كمية العمل التي تحتاج الى ساعات طويلة لإنجازها، مما يرفع الانتاجية.

وسيزيد من وقت وكفاءة الموظفين ليتفرغوا للمهام الحقيقة الأكثر أهمية المطلوبة منهم، حيث سيتخلصون من الروتين والتكرار، مما سيعود بالنفع على المشروع أو الشركة.

وبينما يبذل بعض رواد الأعمال وموظفي الشركات جهداً للقيام بالمهام المكررة، ويصاب بعضهم بالتعب والملل، فإن الأتمتة ستقوم بهذا العمل نيابة عنهم، وتوفر جهدهم.

أتمتة المشاريع لا تلغي دور الموظفين

كما ذكرنا آنفاً فإن الأتمتة لا تجعل الشركات تستغني عن موظفيها، بل تمنحهم دوراً مختلفاً في العمل وتغيراً في نوع الأداء.

فالأتمتة غير قادرة على كتابة مقال احترافي أو ترجمته من لغةٍ مختلفة، أو تصميم شعار أو ممارسة التسويق الإلكتروني، أو برمجة برنامج أو ما شابه ذلك من الأعمال.

فالأتمتة ليست بديلًا للموظفين كما يظن البعض وأنها ستنهي مسيرتهم في العمل ولن يعود هناك حاجة إليهم، فالأعمال الإبداعية لا يمكن للأتمتة بحالٍ من الأحوال أن تنجزها، بل ستظل بحاجة إلى إنسان ليقوم بها.

كل ما يمكن للأتمتة فعله ببساطة هو التخلص من المهام التكرارية الروتينية فقط، تلك المهام التي لا تحتاج اتخاذ قراراتٍ معينة عند تنفيذها من طرف إنسان.

فالأتمتة أداة مساعدة للموظفين والمستقلين في الواقع وليس العكس، وليست هنا لاستبدالهم بالكامل.

أتمتة المشاريع بواسطة الأدوات

هناك العديد من خدمات الأتمتة المتوفرة في الساحة التي يمكنك الاشتراك بها بمبلغ شهري بناءً على حجم استخدامك والمميزات التي تحتاجها.

Zapier

أداةZapier تعد أشهر أداة أتمتة معروفة، فهي واحدة من أقدمها وأكثرها استخداماً في المجال.

لكن ما يعيبها هو أنها تسمح لك فقط بسيناريو واحد و75 عملية تنفيذ في الشهر على الخطة المجانية.

كما أنها مُكلفة مقارنةً بغيرها، فحتى الخطة التي تدفع فيها 20 دولاراً في الشهر ستسمح لك فقط بـ20 سيناريو و750 عملية تنفيذ في الشهر.

ميزتها الأساسية هي أنها تحوي أكبر عدد من الخدمات المدعومة في أي أداة أتمتة، وهو 3000 خدمة مدعومة، ولهذا ستجد أن كل شيءٍ جاهز للعمل مباشرةً بعد الاشتراك فيها.

IFTTT

إن أداة IFTTT للأتمتة أبسط من سابقتها، فهي تسمح للمستخدمين على الخطة المجانية فقط باستخدام سيناريوهات جاهزة مُعدة مسبقًا لكل خدمة تدعمها، كما أنها محدودة في عدد الخيارات والإعدادات الممكنة.

لكن ما يميزها هو أنها سهلة الاستعمال على المبتدئين الجدد، فالواجهة الرسومية لا تحوي الكثير من الأمور للتجريب أو الاختبار، بل مجرد أزرار سهلة الاستعمال لتفعيل السيناريو وربط الخدمات مع بعضها البعض.

يمكنك على الخطة المدفوعة بالطبع أن تحصل على خياراتٍ أكثر وأن تقوم بعمل السيناريوهات التي تريدها.

Integromat

هي واحدة من أفضل خدمات الأتمتة الموجودة على ساحة، وتتميز بكونها تدعم عدداً كبيراً من الخدمات والتطبيقات، كما أنها تمتلك واجهة جذابة وعصرية للتعامل مع الخدمة وإنشاء السيناريوهات وإدارتها.

وهي واحدة من أرخص خدمات الأتمتة في الساحة، فهي لا تكلف سوى 9 دولارات بالشهر للخطة الأولى وستسمح لك بـ10000 عملية تنفيذ (Tasks) في الشهر وعدد لانهائي من السيناريوهات.

كما أن الخطة المجانية أفضل من البدائل الأخرى، حيث تسمح لك بـ1000 عملية تنفيذ بالشهر وإنشاء سيناريوهين مختلفين.

بينما هناك قيود أكبر على الأدوات اﻷخرى، ولهذا يمكنك البدء في عالم الأتمتة بسهولة مع Integromat.

أتمتة المشاريع بواسطة خبراء

بعد أن تحدثنا عن الخدمات السابقة ستجد أن المجال بحاجة قليلاً إلى التعلم والممارسة، فلا يكفي أن تسجل بالخدمة لتتمكن .

بل ستحتاج أن تفهم كيف تربط بين الخدمات المختلفة التي تريدها، وكيف تقوم بفعل الأمور عبرها، وقد تظهر بعض المشاكل في العملية، كبعض الأخطاء أو العلل التي لم تكن في الحسبان.

كما أنك قد تحتاج لتجريب أكثر من أداة أتمتة لتصل إلى ما ترغب به، فبعض الأدوات قد تكون محدودة أكثر من غيرها أو تحوي مميزات لا توجد في غيرها.

وهو ما سيزيد حجم الوقت الواجب عليك صرفه في تجريب هذه الخدمات بهدف الاستفادة منهان لذا فإنك ستحتاج أحد الخبراء ليقدم لك استشارات حول المهام التكرارية التي تريد أتمتتها.

والخبير بدوره سيخبرك أي أداة ستكون أفضل لعملك، كما يمكنك توظيفه لإنشاء السيناريوهات المطلوبة بالكامل نيابةً عنك إن أردت ذلك.

وهكذا تستفيد من مبادئ الأتمتة في شركتك ومشروعك دون الحاجة لأن تجهد تفكيرك وتصرف وقتك فيه، وتقلل التكاليف ، فتزيد الانتاجية.

وقد يكون فيها بعض التعقيدات للوهلة الأولى، ولكن بمجرد الاعتياد عليها واستخدام الأداة المناسبة يزول ذلك التعقيد وتصبح أمراً سهلاً للغاية.

لا تتردد في البحث والاشتراك في الأدوات المتوفرة في السوق، فبضع دولارات تدفعها كل شهر ستعود عليك بالكثير من الإنتاجية وتوفير آلاف الساعات التي كنت وموظفيك لتصرفوها على أداء المهام الروتينية.

الوسوم