بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أريد أن أتكلم عن موضوع شائع جداً، كثيراً ما أشرح وأفصّل للأمهات والآباء الذين يأتونني بأطفالهم ولديهم مشكلة الحساسية الصدرية.
فالغبار يثير الحساسية وخاصة هذه الأيام في الرياض، وهذا الموضوع عن حساسية الصدر وحساسية الأنف بالدرجة الأولى سنتكلم عنهم في هذه الدقائق القليلة.
أسباب الحساسية الصدرية الفيزيولوجية
الحساسية بحد ذاتها Allergic Rhinitis حساسية الأنف والحساسية الصدرية التي تسمى Bronchial Asthma أمر موروث.
بمعنى أن هناك قصة وراثية آتية من الأم أو الأب أو من كليهما معاً، فيكون لديهم نوع من الحساسية سواء حساسية أنف أو صدر أو حتى الإكزيما، فيكون لدى الطفل استعداد للإصابة.
وحسب المرئيات والإحصائيات والدراسات فإن الطفل الذي تبدأ معه الحساسية باكراً على شكل خفيف، أفضل ممن تبدأ الحساسية لديهم متأخرة لأنه مع الوقت ستتطور مناعته فتخف وتزول.
على العموم علينا أن نفهم ما هي الأمور التي يجب أن نتجنبها أو نتوقاها لنخفف من هذه الإصابات.
ما هي مثيرات الحساسية الأنفية والصدرية
إن كان لدينا طفل لديه استعداد الحساسية سواء بالأنف أو الصدر، فالمثيرات لهذه الحساسية ثلاث أشياء أساسية مهمة جداً:
الفيروس
وهو العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى الحساسية الصدرية لمن لديه قابلية تحسسية.
الإصابة بالأنفلونزا
الإصابة بالنزلات التنفسية العلوية Gripp أو الانفلونزا Flu ، وهنا يجب أن نعلم أن غالب الإصابات هي إصابات فيروسية بمعنى أنه لا يوجد لها علاج مضاد حيوي أو نحوه.
والطفل الذي لديه استعداد للحساسية فإن النزلة الفيروسية أو الإصابة الفيروسية بالانفلونزا أو Gripp تثير الحساسية لديه بشكل شديد، وبالتالي تصبح الإصابة في أنفه.
وتبقى عند الطفل من يومين إلى عشرة أيام، وبسبب الحساسية التي فهي تؤدي إلى إغلاق الأنف والسيلان مستمر لمدة أسابيع والعطاس والرشاح وكأن الانفلونزا دخلت إلى جسمه ولم تذهب.
وهي في الحقيقة انتهى موضوع الفيروس ولكن ما أثاره من حساسية الأنف استمرت.
كذلك الأمر عندما يصاب بإصابة فيروسية على الحلق وتنزل على الصدر ويصبح لديه Bronchospasm وأزيز مع كحة وصوت صفير في الصدر ويحتاج إلى الإنتولين أو الموسعات.
هذه الإصابة الفيروسية التي أثارته إصابة مؤقتة، ولكنها أثارت الحساسية الصدرية فاستمرت حتى تصل لعدة أسابيع حتى تعالج بشكل صحيح.
فأول مثير لحساسية الأنف والصدر هو الإصابة بالانفلونزا.
الإصابة المتكررة بالانفلونزا
هذا التكرر طبيعي والكثير من الدراسات في أنحاء العالم تقول أن كلها في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
والتي هي متشابهة في طقسها، وكل الدراسات تشير إلى أن الإصابة بين أكتوبر الشهر العاشر بداية الخريف وأبريل نيسان نهاية الربيع تقريباً.
في هذه الستة أشهر قد تصل الإصابات إلى 12 مرة في هذا الموسم بمعدل إصابة كل أسبوعين.
وذلك لكثرة وجود الفيروسات ولعدد الفيروسات الهائل الذي يمكن أن يصيب الجهاز التنفسي العلوي والذي هو الحلق والأنف والقصبات.
هذه الإصابة متكررة بمعنى أن الإنسان لا يستطيع أن يكوّن مناعة على كل فيروسات الدنيا الموجودة وخاصة أن كل سنة يزيد عدد السلالات من الفيروسات.
التي ليس لها إمراضية سابقة فتظهر أنواع جديدة من الفيروسات وبالتالي يحتاج الجسم إلى أن يتعرف عليها ليكون عليها المناعة. فالإصابة المتكررة معروفة لدى الكبار والصغار.
الأطفال أكثر عرضة بسبب أنهم لم يتعرضوا لإصابات سابقة وبالتالي ليس لديهم في ذاكرتهم مناعة ضد هذه الفيروسات.
علماً أن الإصابة بفيروس ما تعطي مناعة، ولكن هذه المناعة ليست دائمة مدى الحياة لأنها متغيرة فيمكن أن يصاب ثانية لكن تكون إصابته أقل من الذي لم يصب سابقاً.
لذلك عندما كانت هناك تحورات في بعض الفيروسات مثل انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور استنفر العالم كله لأنها إذا أصابت فستصيب جسم لم يتعود عليها.
وبالتالي ستكون الأعراض شديدة جداً وتكون لا سمح الله مهلكة. المهم أن هذه الإصابات الفيروسية هي العامل الأول في إثارة الحساسية سواء بالأنف أو الصدر.
الوقاية
الوقاية بالدرجة الأولى بالتوقي الطبيعي، فالأطفال خاصة الذين يذهبون إلى المدارس يجب أن يتوقوا ويعلموا ويثقفوا أن يبتعدوا عن زملائهم الذين لديهم أعراض العطاس والحكة.
ويضعوا كمامة قدر الإمكان ويتجنبوا الرذاذ المباشر قدر الإمكان، ويغسلوا أيديهم بشكل جيد قبل كل أي وجبة أو طعام في المدرسة.
لا يعرك عينيه بيديه الملوثتين، والأشياء العادية من أمور النظافة الذاتية.
التطعيم
تطعيم الإنفلونزا الموسمية الذي يعطى في أول أكتوبر يلعب دوراً جيداً في منع 60% من عدد الإصابات لأنه يحتوي على بعض الفيروسات التي يتوقع أنها سيدة الموسم.
وهذا حسب دراسات المسح الطبي الذي يقومون به كل سنة، وهو موضوع تقديري وبالتالي هو لا يمنع مائة بالمائة ولكن في حدود 50% إلى 60% وهذا أيضاً جيد.
الصحة العامة
المحافظة على الصحة العامة التي تقوّي المناعة مثل تناول الفيتامين C مع أنه لم يثبت علمياً فائدة الفيتامين C مباشرة في منع الإصابة الفيروسية.
ولكننا نرى أن الأطفال الذين يواظبون على تناول البرتقال والليمون والأشياء الغنية بالفيتامين C مع ملعقة عسل طبيعي يومياً، هذا كله يساعد في تكوين مناعة جيدة ونوعاً ما تكون إصاباتهم أقل.
والمهم في الموضوع هو التطعيم للأطفال الذين لديهم استعداد للحساسية الأنفية أو الحساسية الصدرية بالذات.
الغبار
وهو العامل الثاني من عوامل الإصابة بالحساسية.
أنواع الغيار
غبار الطلع، غبار الحيوانات الأليفة التي تصدر زغباً، غبار الجو كما في جو الرياض ايام الصيف.
غبار المنزل مثل تنظيف الكنبات والستائروالموكيت والسجاد وهذا الغبار القديم يثيره ما يسمى العثة التي تنمو على الصوف والفرو، وهذه تثير الحساسية بشكل شديد.
فأنواع الغبار كلها يجب تجنبها.
الدخان
دخان السجائر والنرجيلة ودخان البخور والقلي والشوي وكل أنواع الدخان تثير الحساسية الصدرية.
فقدر الإمكان هذه العوامل التي يجب تجنبها وتلافيها في الأطفال الذين لديهم أي حساسية في الأنف وأو الصدر.
والحمد لله رب العالمين.