أغرب خمسة من المخلوقات الأسطورية العربية ، يمكننا تسميتها بالمخلوقات الخيالية بما أننا لا نراها على أرض الواقع .
هذه المخلوقات ليست وليدة عصرنا الحالي ولا حتى العصر الذي سبقه ، فهذه المخلوقات يتداول قصصها العرب منذ بداية وجودهم .
أجدادنا القدماء تبادلوا هذه القصص عن المخلوقات فيما بينهم ، فمنهم من يقول أن هذه المخلوقات حقيقية فعلاً ومنهم من يقول أنها مجرد خرافات .
لكن كيف لشخص عربي بسيط عاش قبل ألفي سنة أن يتخيل هذه المخلوقات بألوان و أشكال و أصوات و مواصفات معينة ؟
لنوضح أكثر ، خيال الإنسان لا يتكون من فراغ بل تؤثر عليه البيئة والمناظر التي يراها .
فشخص عاش قبل ألفي سنة جل ما تراه عينه هو صحراء و بعض الغنمات و خيمة أو بيت من الطين و بعض الجمال .
و من بين كل هذه المناظر التي تراه عيناه خطر بباله أن يتخيل مخلوقاً مثل النداهة مثلاً .
أشهر المخلوقات الأسطورية العربية الخيالية
لنبدأ بأول مخلوق أسطوري عند العرب وهو
الطنطل
الطنطل كائن أسطوري عند العرب ، كائن متحول يستطيع أن يأخذ شكل إنسان أو شكل حيوان ، وكان يسبب رعباً كبيراً للعرب .
تسمية هذا الكائن بالطنطل مأخوذة من حضارة السومريين في العراق ، حيث تقول الأسطورة أن في بلاد العراق كان يوجد مملكتان مزدهرتان لديهم من الخيرات والثروات ما يشاء الله .
هاتان المملكتان عصتا الله سبحانه وتعالى فأرسل عليهم الطوفان وأغرق السكان ، وبدلهم بالجن والطناطل ، والطناطل كانت وظيفتهم أن يمنعوا البشر من الوصول إلى هاتين المملكتين .
غالباً ما يذكر الطنطل في القصص الشعبية العراقية ، فهو يخرج في الليل متربصاً وعندما يرى بشراً يقتربون يخرج عليهم ويتشبه إما بإنسان أو بحيوان .
لكن هناك نقطة أخرى مهمة في الطنطل وهي أنه لو ظهر لك فإنه ينظر إليك إن كنت خائفاً أو مرتبكاً أو قوياً أو شجاعاً بحسب خوفك منه يتشكل .
فإما يتشكل بشكل طويل و مخيف أو يتشكل بشكل صغير خائف منك إن كنت تملك قلباً قوياً ، وهذه الصفات تذكرنا بالذئب .
لذلك يمكننا أن نعرف كيف تخيل العرب مواصفات الطنطل .
النداهة
وهي من الأساطير المصرية الموجودة عند الفلاحين، فالنداهة عبارة عن إمرأة في غاية الجمال تلبس ملابس بيضاء ذات صوت ناعم ووجهها حسن .
تسكن في مناطق الفلاحين في المزارع و القرى وتخرج في الليل تسير بين الحقول و الزرع والشجر، إلى أن ترى رجلاً يسير في الليل وحيداً .
وهنا تبدأ بالمناداة عليه بإسمه بصوت جميل فينجذب لها حيث يقال أن لصوتها سحر ، فيلاحق الصوت إلى أن يلتقي بالنداهة وعند الالتقاء تأخذه إلى منطقتها وهي في الغالب ترعة وتقتله .
والنداهة من المخلوقات المثيرة للجدل ، ففي وقتنا الحالي ما زال أناس يزعمون أنهم رأوها ، ويقال أيضاً أن النادهة أحياناً لا تقتل بل تصيب بالجنون والصرع فقط .
الغول
الغول وما أدراك ما الغول عند العرب ، فقد قال عنترة بن شداد بيتاً شعرياً يصف فيه الغول :
والغول بين يدي يخفى تارة ويعود يظهر مثل ضوء المشعل
بنواظر زرق ووجه أسود وأظافر يشبهن حد المنجل
الغول هو عند العرب ثالث المستحيلات ، وهو مخلوق أسطوري وتراثي عند العرب بامتياز ويعتبر أيضاً مخلوقاً أسطورياً عالمياً لأنه موجود في كل الحضارات .
تقول الأسطورة أن الغول مخلوق من الجن يظهر للناس في طرق السفر ، فيظهر للمسافر على أنه صديق قديم لم يره منذ زمن ويظل يسامره حتى يضله عن الطريق .
أو بعض الأحيان يظهر كضوء بعيد فيلحقه المسافر ، وكلما شعر بأنه قريب يبتعد الضوء أكثر .
والغول له قصص كثيرة عند العرب أشهرها قصة الغول و تأبط شراً أحد كبار صعاليك العرب .
تقول القصة أنه في يوم من الأيام كانت أم تأبط شراً خارجة من بيتها فوجدت ابنها قادماً إليها يحمل غولاً تحت إبطه فقالت له أمه : تأبطتَ شراً .
ومنذ ذلك الحين سمي الرجل بتأبط شراً . وقال الشاعر بيتين يصف فيهما لقاءه مع الغول فيقول :
بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان
فأضربها بلا دهش فخرت صريعاً لليدين وللجيران .
النسناس
النسناس أيضاً أحد المخلوقات الأسطورية العربية شكله يشبه شكل الإنسان لكن ببعض الاختلافات منها أنه له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة ونصف جسم .
يقال عند العرب أن النسناس يعيش في جبال اليمن ، ومن صفاته أنه سريع جداً لأنه لا يسير بل يقفز قفزاً ، وأيضاً يلقي الشعر وهو غبي .
العرب قديماً كانوا يأكلون هذا النسناس وتقول القصة أن كان هناك مجموعة صيادين اتفقوا في يوم من الأيام أن يخرجوا إلى البراري ليصيدوا النسناس ليأكلوه .
فخرجوا مع كلابهم وتوجهوا إلى البراري ووجدوا نسناساً يسير فاطلقوا كلابهم عليه ، فسمعوه يقول شعراً :
الويل لي مما به دهاني دهري من الهموم والأحزان
قفا قليلاً أيها الكلبان واستمعا لقولي وصدقاني
أنكما حين تحاربناي ألفيتماني حظراً وعنان
لولا سباتي ما ملكتماني حتى تموتا أو تفارقاني
بعد ذلك أمسك الكلبان بالنسناس وأخذوه للصيادين الذين بدأوا بسلخه وتقطيعه ليأكلوه على العشاء ، لكن أحد الصيادين نظر إلى لحم النسناس و قال أن لحمه أحمر كثيراً .
و كان هناك نسناس مختبئ خلف صخرة قريبة من الصيادين فطلع عليهم و قال لهم : هذا النسناس الذي صدتموه كان يأكل الكثير من السماق لذلك لحمه أحمر .
فصاد الصيادون النسناس الثاني ووضعوه في نفس قدر قريبه على النار ، فقال أحد الصيادين : هذا النسناس غبي لو أنه سكت لما عرفنا عنه .
فخرج نسناس آخر مختبئ خلف شجرة إلى الصيادين وقال : انظروا أنا أذكى منه، فقد سكتُ ولم أفضح نفسي .
فصاده الصيادون ووضعوه مع أخوته ، وهذه هي القصة المتداولة عن النسناس .
والنسناس أيضاً من المخلوقات الاسطورية المثيرة للجدل عند العرب ، فقد ذكر في كتب مؤرخين وعلماء كبار .
مثل كتاب غريب الحديث لابن الجوزي وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير وفي معجم البلدان لياقوت الحموي وغيرها من الكتب .
العنقاء
المخلوق الخامس من المخلوقات الأسطورية عند العرب وهي عبارة عن طائر كبير جداً ، يقال أن لها أربعة أجنحة ووجهها كوجه الإنسان وتعيش مدة 500 إلى ألف سنة .
وهي مخلوق محير لأن لديها الكثير من القصص عند العرب أشهرها رواية عن ابن عباس التي تقول :
أن الله سبحانه وتعالى خلق في زمن موسى عليه السلام طائراً يسمى العنقاء له أربعة أجنحة من كل جانب ووجها كوجه الإنسان وخلق لها ذكراً مثلها .
وأوحى لموسى عليه السلام أني خلقت طائرين عجيبين وجعل رزقهما في الوحوش التي حول بيت المقدس فتناسل الطائران وتكاثرا .
وعند موت النبي موسى عليه السلام انتقلوا إلى نجد والحجاز وعندما نزلوا في تلك المنطقتين بدأوا في أكل الوحوش والصبيان .
و في الروايات أن في ذلك الزمن الذي وجدت فيه العنقاء ظهر نبي يقال له خالد بن سنان العبسي وهذا النبي تجمعت عنده الأقوام وشكوا له أمر العنقاء وزوجها وأولادها الذين يأكلون الصبيان والوحوش والخيرات .
فدعا النبي لله سبحانه وتعالى أن يخلصهم من العنقاء فانقطع نسلها ومنذ ذلك اليوم لم توجد في الحياة أبداً .
العنقاء تعتبر رمز المخلوقات الأسطورية العربية ، فقصتها فيها معلومات غريبة نوعاً ما وليس بالضرورة أن نصدقها ونأخذ بها ولا بالضرورة أيضاً أن يصدقها القارئ لكننا نذكرها للعلم فقط .
المصادر
كائنات أسطورية مرعبة من التراث العربي
تعرف إلى أشهر 7 مخلوقات خرافية والحكايات والأساطير المرتبطة بها
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com
