الحياة والمجتمعحول العالم

أفضل مدن تركيا للعيش فيها

أين تسكن في تركيا – صابر مشهور

أين تسكن في تركيا – صابر مشهور

مشاهدينا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهل بكم في هذه الحلقة عن أفضل مدن تركيا للعيش فيها.

كثير من الأخوة يرسلون لي ما أفضل مدينة تركية نعيش فيها من حيث المجتمع والتكلفة والأسعار.

مدن تركيا من حيث التكلفة والأسعار

وهي  أسعار المعيشة وأسعار السكن والسلع الاستهلاكية وغيرها من مصاريف:

أسعار المعيشة

أغلى مدينة في تركيا هي اسطنبول، أسرة مكونة من زوج وزوجة وثلاثة أطفال الحد الأدنى للمعيشة المطلوب في اسطنبول من ألف دولار إلى ألف وخمسمائة دولار.

بينما المعيشة في المدن التركية الساحلية التي فيها موانئ متوسط المعيشة فيها الحد الأدنى من سبعمائة دولا ر إلى ألف دولار.

ونحن نستخدم الحد الأدنى بين رقمين لأنه يمكن أن يكون لديك ثلاثة أطفال لا يزالون في المرلة الإبتدائية ستلحقهم بمدرسة حكومية تركية والتعليم فيها مجاني.

والأجانب مثلهم مثل الأطفال الأتراك لا يوجد أي تفرقة نهائياً.

أو لديك أبناء في المرحلة الجامعية فتكون التكلفة أعلى، لذلك نقول في اسطنبول من ألف دولار إلى 1500 دولار.

والمدن الساحلية مثل بورصة وإزمير وغيرها من مدن البحر المتوسط تكون التكلفة الأسرة من 700 دولار إلى ألف دولار.

أما في مدن الأناضول الداخلية وكذلك في العاصمة أنقرة، فمتوسط تكلفة المعيشة من 500 دولار إلى ألف دولار. وهذا حسب عدد أفراد الأسرة وحسب سنهم.

أما بالنسبة مدن تركيا الجنوبية، والتي هي المحاذية لسوريا، فالمعيشة فيها مرتفعة أيضاً من 700 دولار كحد أدنى إلى 1200 دولار.

فيمكن شخص لا يستطيع العيش بأسرته في مدن جنوب تركيا إلا بمبلغ 1200 دولار في الشهر.

وسبب ذلك أن هجرة السوريين وإقامتهم في هذه المدن جعل الأسعار ترتفع جداً هناك، بهذه الطريقة

أسعار السكن

نجد أن الشقة ثلاث غرف وصالة في اسطنبول الحد الأدنى لها 1500 ليرة تركية.

والشقة ثلاث غرف وصالة في باقي مدن الأناضول الداخلية وأنقرة، يكون الحد الأدنى لإيجارها 500 ليرة تركية.

أي يمكن أن تجد شقة ب 500 ليرة جديدة ونظيفة ومبنى حديث وجيد. لكن نفس الشقة بنفس المواصفات باسطنبول ب 1500 ليرة.

هذه الشقة في اسطنبول تدفع عائدات شهرية لها نحو 500 ليرة شهرياً، والتي هي حراسة المجمع السكني والنظافة والزهور والحدائق وكاميرات المراقبة إلى آخره.

لكن في مدن الأناضول بما فيها العاصمة أنقرة، يمكن مبلغ العائدات الشهرية يصل الى 100 أو 150 ليرة تركية.

أسعار السلع

أيضاً أسعار السلع تكون في اسطنبول أعلى من باقي المدن. والسبب هو أن صاحب المحل المستأجر والذي يبيع مثلاً السمك، سيبيعه في اسطنبول بعشرين ليرة تركية.

بينما في مدينة داخلية سيبيعه ب 15 ليرة أو 10 ليرات تركية لأنه سيحمّل تكلفة الإيجار والفواتير على المنتج.

كيف تختار مكان معيشتك

إذن، أيهما أفضل؟ المعيشة في اسطنبول أم في المدن الساحلية أم في مدن الأناضول الداخلية؟

الأمر يتعلق بطبيعة عملك. فإذا كان لك عمل في الاستيراد والتصدير والتجارة إلى آخره، اختر اسطنبول أو المدن الساحلية، لأن هذه المدن فيها موانئ.

فحركة الطيران لها كثيرة، وكذلك الميناء والتصدير. فيمكنك التصدير لمصر والخليج والجزائر للمغرب لبريطانيا وفرنسا وغيرها.

فالمسألة أسهل للتصدير والتواصل مع الشركات الأجنبية بكثير.

بينما لو سكنت في مدينة داخلية في الأناضول ستجد صعوبة شديدة جداً في مسائل التجارة والاستيراد والتصدير.

وستحتاج دائماً أن تسافر إلى اسطنبول، ومن ثم إلى الدولة التي تريدها أو تشحن بضاعة من داخل الأناضول إلى ميناء ساحلي، ثم بعد ذلك إلى الخارج.

فإن كنت تعمل في الاستيراد والتصدير، فعليك السكن في مدينة ساحلية أو اسطنبول.

إن أغلب المصانع التركية موجودة في الجزء الأوروبي من تركيا، أي اسطنبول وما خلف اسطنبول من ولايات.

والسبب أن مصانع السيارات والتصدير كلها تصنع في ذلك الجزء من تركيا، وتشحن على ميناء اسطنبول ومنها إلى العالم.

أو عن طريق الخط البري من اسطنبول إلى بلغاريا واليونان أو ألمانيا إلى آخر ما هنالك.

وهذا يفسر لنا أن الكتلة الاقتصادية الكبيرة جداً في تركيا في اسطنبول والولايات الأوروبية. حيث أن تركيا فيها ثلاث ولايات أوروبية تقع في الجزء الأوروبي منها.

كيف تختار السكن لعائلة محافظة

كثير من الأخوة يسألون أي المدن محافظة وليست علمانية كي نسكن فيها؟

يمكن بطريقة أن تكتب في Google الانتخابات في تركيا ، ومن خريطة الانتخابات من المواقع الحكومية نفسها تعرف المدينة.

مثلاً إن اخترت صحيفة يني شفق أي الفجر الجديد، وهي تظهر خريطة عن نتائج الانتخابات عام 2018.

فالولايات التي هي باللون الأحمر فهي قد قامت بالتصويت للمرشح العلماني. وسنجدها ثلاث ولايات في القسم الأوروبي، والولايات الساحلية المطلة على بحر إيجه وعلى البحر المتوسط.

والولايات التي صوتت للحزب الكردي العلماني، موجودة في جنوب شرقي تركيا.

بينما الولايات التي باللون الأصفر هي الولايات التي صوتت للتيار الإسلامي والحزب الإسلامي وهو الحزب الحاكم.

وحتى عندما تقف بالمشيرة على أي ولاية، مثلاً اسطنبول ستجد أن الحزب الإسلامي حصل على 50% من أصوات اسطنبول والمرشح العلماني محرم أنجي حصل على 36%.

المرشح العلماني الكردي صلاح الدين دمرداش حصل على 7% وغيرها، وهكذا يمكن رؤية بقية الولايات.

أكثر ولاية إسلامية في تركيا، هي ولاية قونية فهي إسلامية جداً، وأغلب ولايات الأناضول تجد المرشح الإسلامي أردوغان يحصل على أصوات أعلى من بقية الأحزاب.

فإن اخترت أن أسكن في اسطنبول فأضغط على المدينة فيفتح خريطة أحيائها، وستجد خارطة نتائج الانتخابات في مدينة اسطنبول.

العنصرية أو كراهية الأتراك للعرب

هذه أكبر خرافة وأكذوبة جرى ترويجها عن الشعب التركي ولا وجود لها إطلاقاً.

إنما هناك فئة متطرفة علمانية قليلة، هذه الفئة تكره الإسلام، وبالتالي هي تكره العرب باعتبارهم يمثلون الإسلام.

فعندما يرون شخصاً عربياً، فهو من قوم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهم من جاؤوا بالإسلام، لكن هل التركي عنده مشكلة مثلاً مع السوداني؟ لا.

كان أخ سوداني يقول أنه سيأتي إلى تركيا وستكون هناك مشكلة معه بسبب ما يحصل مع العرب ونحوه، فقلت له ما لون بشرتك؟ قال: اسمر فقلت له: إذن أنت براءة لست ضمننا فلا تخف.

فلو الأتراك لديهم عنصرية، سيكون لديهم عنصرية مع الصومالين، والصوماليون موجودون بكثرة ظاهرة في تركيا. وهم أغنياء هناك.

هل سمعتم أن هناك مشاكل مع الصوماليين أو اعتداء أو كذا أو أي شخص من بلاد أفريقية، وهم كثر في تركيا؟ أبداً لا يوجد شيء من هذا في عقلهم.

فهذه الشريحة العلمانية المتطرفة هي تكره أردوغان وتكره الإسلام والمحجبات وتكره الأتراك المتدينين والنساء المتدينات.

ولديهم مشكلة مع الإسلام، فهم لا يكرهون العرب لأنهم عرق أو قومية أخرى، ليس هذا هو السبب.

ماذا بالنسبة للسوريين

السوريون لدى الأتراك مشكلتان معهم:

البطالة

المشكلة الأولى أن السوريون أوجدوا بطالة بين الأتراك، يعني لو أني أقوم بتغيير في شقتي سيقوم التركي بتحسينها بألف ليرة بينما العامل السوري سيقوم بنفس العمل بمائتي ليرة.

فأصبح هناك تزاحم على العمل، فأنت لو مصري وتعمل في شركة، وجاء مصري آخر، عرض أن يؤدي نفس العمل بسعر أقل، ستتضايق منه وتحصل مسألة معه.

المسألة ليست بين مصري ومصري، بل أن هناك شريحة تقول أنها فقدت عملها أو يعملون في عمل ما، وفجأة وجدوا أن السوريون يزاحمونهم وبعمالة أقل.

فتكون النتيجة مشكلة من المشاكل

التجنيس

الأمر الثاني مسألة التجنيس، فالعلمانيون لديهم تخوف شديد جداً من تجنيس السوريين.

لأنه يقول لو أنه جرى تجنيس السوريين، معنى ذلك أن حزب أردوغان سيضمن أن يبقى في الحكم دائماً.

لأن هؤلاء السوريون إسلاميون، وحتى لو السوري ليس بمتدين فهو ليس بعلماني، ولا يعرف ما معنى العلمانية ولا في عقله هذا الأمر.

عكس الذي جرى تدريسه في تركيا في المدارس عن العلمانية والعلمانية والعلمانية.

فالسوري حتى لو أنه لا يصلي، فلا يعرف ما هي العلمانية، وما تعني، ولا فصل الدين عن الدولة، ولا يفكر بهذه الأمور بتاتاً.

السوري حتى لو كان منحرفاً، فهو منحرف سلوكياً وليس عقائدياً. فهم يرون في موضوع السوريين تغيير للتركيبة السكانية في تركيا.

ويؤدي ذلك إلى تغيير المجموعة الحاكمة، أو يبقى نظام الحكم ويقطع الأمل أمام العلمانيين للوصول للحكم في تركيا، وهذه هي المشكلة الثانية مع السوريين.

لكن لا يوجد مشكلة مع السوريين أنهم من عرق آخر.

هل هناك عرق تركي خالص؟

وأحب أن أقول أنه طبعاً لا يوجد هناك شيء اسمه العرق التركي الخالص، فهذه خرافة. لأن الأتراك الخلص هم الموجودون في تركستان الشرقية في الصين.

وفي تركستان في وسط آسيا هؤلاء هم الأتراك الخلّص. لكن الأتراك الموجودون داخل تركيا هؤلاء خليط من القبائل التركية التي فتحت الأناضول والسكان الموجودون والعرب والأكراد.

وفي نفس الوقت سكان الشام والعراق ومصر، وكذلك سكان الجزائر، هؤلاء امتزجوا بالأتراك. نتذكر أن الأتراك كانوا يحكومون مصر منذ ألف سنة.

فهناك دول تركية متتالية، والجيش المصري الذي نفخر بانتصاراته هو بالأساس جيش تركي منذ عهد الدولة العباسية.

حتى عندما قام مسيحيو مصر بثورات، وقرروا أن يطردوا المسلمين، جاء الخليفة العباسي ومعه جيش تركي وأخمد ثورة النصارى في ذلك الوقت.

فلذلك حتى العامية المصرية هي تعريب للتركية: كيف حالك، عامل إيه، كويسين، كل هذه المصطلحات ليست عربية أصلاً، وليست فرعونية، هذه تعريب للكلمة التركية Neselsin ،Eyeim وهكذا.

فلذلك ما من شخص مصري أو سوري أو عراق أو في الشام أو في الجزائر، إلا وتجد أن له جد أو جدة تركية.

الجزيرة العربية

إنما الجزيرة العربية لا، وإن كان مكة والمدينة ممكن أن يكون فيها.، لكن الجزيرة العربية قبائل وهي قبائل محافظة على أسلوبها وانعزالها في الصحراء إلى آخره.

وحتى في الجزيرة العربية إسم تركي، تركي آل الشيخ، تركي الفيصل وغيره، من أين جاء إسم تركي؟

فلم يكن هناك أحد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في الصحابة ولا الدولة الأموية ولا العباسية أحد اسمه تركي.

معناه أن هناك أجداد لهؤلاء وأنهم جاؤوا من تركيا.

فآل سعود من أين جاؤوا؟ ولماذا يوجد في نسبهم إسم تركي؟ فهذا معناه أنه يمكن لا يكون اصلهم عربي أصلاً. وهذا موضوع آخر سنخصص له حلقة خاصة عن نسب آل سعود

أرجو مشاهدينا أن تكون الصورة قد وضحت وإلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى