حرب تكسير عظام .. الآلة التي تخشى امريكا أن تمتلكها الصين؟ (اشباه الموصلات) في عام 2018 اعطت الحكومة الهولندية ترخيص لشركة ASML العملاقة التي تصنع معدات أشباه الموصلات لتصنيع احد اجهزتها المتطورة لعميل صيني وهو شركة smic وهي اكبر شركة صينية لصناعة الرقائق او اشباه الموصلات في الصين،
بعد ذلك بدأت الزيارات والاتصالات في امريكا بين ادارة ترامب والحكومة الهولندية لتوقف عملية البيع فورا، بدأت الادارة الامريكية حينها حملة ضغط شديدة على هولندا لوقف البيع للصينين وهذا كان جزء من جهود امريكا لوقف تدفق التكنولوجيا على الصين وتحديدا منع بيع تكنولوجيا تصنيع الرقائق الهولندية ووصولها للايادي الصينة،
سافر وزير الخارجية الامريكية حينها ومسؤولين من وزارة الدفاع لمقابلة مسؤولين هولنديين وسافر فيما بعد رئيس وزراء هولندا وزار البيت الابيض وطلب حبنها ترامب منه بشكل صريح ومباشر وقف البيع وبقيت الاحوال على هذا الشكل لمنتصف 2019 عندما نجحت الضغوط الامريكية في منع البيع ولم تسافر الالة التي تقدر ب 150 مليون دولاؤ الى الصين واوقفت الحكومة الهولندية الترخيص ولم تجدده لحد يومنا هذا وتم حرمان الصينين منها
لما ياترى هذه الالة تحديدا اصرت امريكا منع وصولها للصين؟ وبتهمة ماذا قامت الشركة الهولندية بإلغاء البيع؟ والصينين كيف ردوا على هذا الفعل؟ وما اهمية اشابه الموصلات؟ ومن هم عمالقة صناعة اشباه الموصلات في العالم؟
سنجيبكم عن هذه الاسئلة في مقالنا هذا، في البداية أشباه الموصلات هي أدمغة الالكترونيات الحديثة وبالتالي هي مكون أساسي للأجهزة الالكترونية وستجدها موجودة في كل ماحولك أي شيء في قطاعات الاتصالات والحوسبة والرعاية الصحية والانظمة العسكرية الطاقة النظيفة مركبا فضائية وغيرها.
ستجد المكون الرئيسي فيه هو اشباه الموصلات وفي أي جهاز لاب توب او موبايل أو ساعة سواء جدارية او ساعة يد ، التكييف، التلفاز، الاضاءة، الثلاجة، المركبات، القنابل الذرية، الاسلحة اجهزة المشافي و المصانع … الخ جميع الاجهزة حولك تحوي أشباه الموصلات وبما انها موجودة في كل شيء فهناك صراع على تطويرها والوصول الى احدث الاجيال منها، أي أجهزة متقدمة أكثر في سرعتها وفي صغر حجمها وفي قدرتها على معالجة البيانات وفي كفائتها في العموم،
بدايتا من الاجهزة الالكترونية الاستهلاكية لحد المجالات العالية التقنية كالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وانترنت الاشياء والشبكات اللاسلكية المتقدمة والسيارات الكهربائية ذاتية القيادة
في امريكا في مجال اشباه الموصلات كانت سبب كبير في امتلاك اكبر اقتصاد في العالم واكثر التقنيات تقدما باختصار الذي سيتفوق في صراع اشباه الموصلات هو الذي سيكون الفائز في السنوات القادمة لذلك نسمع أرقام كبيرة الاقتصادات الكبيرة تضخها في البحث والتطوير الخاص بأشباه الموصلات، ارقام حرفيا بحجم اقتصادات دول،
حجم صناعة أشباه الموصلات حاليا يزيد كل سنة عن التالية ففي عام 2020 وصل الى 500 مليار دولار، الشركات المهيمنة على صناعة أشباه الموصلات في العالم وفقا لإيراداتها عام 2020 كالتالي:
- Samsong (كوريا الجنوبية)
- Intel (الولايات المتحدة الامريكية)
- Sky Hynix (كوريا الجنوبية)
- Tsmc (تايوان)
- Micron (الولايات المتحدة الامريكية)
- Qualcomm (الولايات المتحدة الامريكية)
- BROADCOM (الولايات المتحدة الامريكية)
- Texas instruments(الولايات المتحدة الامريكية)
- Toshiba (اليابان)
- NVIDIA (الولايات المتحدة الامريكية)
هذه اكبر عشرة شركات حققوا ايرادات خلال عام 2020 وهناك بعض الشركات المشهورة تليهم مثل MEDIATEK التايوانية وanalog devices و microchip الأمريكيتين وغيرهم اما لو وصلنا الى منطقة الشرق الأوسط سنجد أن الكيان الصهيوني من ابرز الدول المتطورة في مجال أشباه الموصلات واكبر مصنعي اشباه الموصلات في العالم لهم مصالح في الكيان الصهيوني مثل Intel و Texas instruments غير الشركات الكيان الصهيوني نفسها اما بالنسبة لوضع الشركات الصينية بالنسبة لكل ما ذكرناه الصين تقاتل قتال عنيف كي تصل بأسرع وقت وسنعود لهذا الموضوع لاحقا
نلاحظ ان هولندا تمتلك اهم واخطر شركة تكنولوجيا في العالم بأسره والتي جزء كبير من الناس اول مرة يسمعون باسمها وهي شركة asml فخر الصناعة الهولندية والاوروبية والعملاق الوحيد في العالم الذي احتكر صناعة شديدة الحساسية وهي صناعة المعدات التي تصنع أشباه الموصلات،
هي لا تصنع أشباه موصلات بل تصنع الآلات او المعدات التي تصنع اشباه الموصلات وبالتالي الزبائن لها عم عمالقة شركات اشباه الموصلات في العالم مثل Intel الامريكية و Tsmc التايوانية و Samsong الكورية الجنوبية، تعتبر شركة asml كحوت ضخم باعت معدات بأكثر من 12 مليار دولار في 2020 وهي المورد الوجيد في العالم للألات المصنعة للجيل الثاني من اشباه الموصلات المتطورة ولكن غير مسموح لها ان تبيعها للصين ، احدث الة من طراز EUV الممنوع على الصينين الواحدة منها تكلف حوالي 150 مليون دولار
شركة asml باعت منها خلال 2020 حوالى 31 ألة ولا واحدة منهم ذهبت للصين ، لكن الصين ثالث اكبر مستورد من الشركة بعد تايوان وكوريا الجنوبية فالشركات الصينية تستحوذ 18% من اجمالي مبيعات asml لكن من الآلات الاقل تقدما مثل طراز duv ليس احدث جيل
المعضلة هنا ان الشركات الصينية يستثمرون لمواكبة تكنولوجيا اشباه الموصلات الحالية والاجيال التي تعمل الان في حين ان المنافسين في تايوان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة يتقدمون بالفعل في الجيل القادم،
فهم يسبقون الصين بفارق كبير جدا لدرجة ان بيتر وينينك الرئيس التنفيذي ل asml من مدة قصيرة كان يتحدث عن ان الصين بوضع غير ملائم بسبب المدة التي تستغرقها بناء الخبرة لصناعة الرقائق أو أشباه الموصلات، والامر استغرق الدول الثلاثة التي قادت الصناعة التي هي كوريا الجنوبية وتايوان امريكا استغرق 40 سنة على الاقل كي تكتسب المعرفة وبالتالي من الصعب على أي شخص أخر اللحاق بالرقم، طبعا الصينين لهم رأي أخر بالذات من وقت الذي حصل مع شركة واون على مدار السنتين الفائتة،
اصبح التوجه في الصين من اكبر رأس الى اصغر رأس هو سرعة تحقيق الاكتفاء الذاتي من ناحية التكنولوجيا لأن الصين عندما تستورد تكنولوجيا من الخارج فستبقى راضخة للامريكان وحلفائهم وأصدقائهم، الصين تستورد أشباه موصلات ب 300 مليار دولار في السنة، تستورد اشباه موصلات أكثر مما تستورد النفط
أي دولة تستطيع الحكم على مستقبلها من حجم وشكل وارداتها، والصين تستورد كميات مهولة من أشباه الموصلات ونسبة كبيرة منها من شركات أمريكية مثل كوانكم ومالكوم فهي معتمدة على امريكا ولا تستطيع الاستغناء عنها رغم الصناعة المحلية وتقدمها، فتستورد مكنة من الجيل المتطور من دولة اخرى فيظهر الامريكان ويقفون بوجه البيع،
في ديسمبر 2020 ضمت أمريكا عملاق اشباه الموصلات الصيني smic الى القائمة السوداء بالتالي فقدت امكانية الوصول للمعدات الامريكية الصنع او حتى المعدات التي فيها مكون امريكي يزيد عن 25%
في السنوات الاخيرة بدانا نلاحظ عملية تسريع مفاجأة في البحث والتطوير والانتاج لاشباه الموصلات في الصين هناك ثلاث او اربع عمالقة تكنولوجيا صينين هم في طليعة جهود الصين لفصل نفسها عن اشباه الموصلات ومن خلفهم جيش من الشركات الكبيرة و المتوسطة والصغيرة،
لدينا مثلا تكتل شيغ واي يون كروب المدعوم من الدولة وهي شركة عملاقة تعمل في مجال اشباه الموصلات وتحتها شركات تابعة مثل يونوسوك، المهم ان هذه الشركة بنت مصنع لشرائح الذاكرة ب22 مليار دولار في مدينة ووهان الصينية، المؤكد ان الجميع يعرف هذه المدينة التي خرج منها فيروس كورونا
هناك تكتل اخر هو شركة واو هناك شركة تابعة لها تدعى HISILICON وهناك سرية وتكتم شديد على نشاطها ولدينا شركة تسمى CEC عملاق تكنولوجي ملك للدولة وواحدة من اكبر منتجي معدات الاتصالات المدنية والعسكرية في الصين وهناك شركات ضخمة لأشباه الموصلات ايضا،
مثل SMIC اكبر صانع لأشباه الموصلات في الصين والتي حاولت استيراد ألة الجيل الأحدث من الشركة الهولندية وهي أيضا وضعت في القائمة السوداء في امريكا كما قلنا وهناك شركة WILL SEMI التي وظيفتها الاساسية البحث والتطوير لأشباه الموصلات، وهناك NSIC الني تصنع وتوزع منتجات سيكيلون داخل في مراحل تصنيع اشباه الموصلات
هذه الشركات العملاقة هناك عشرات الشركات تحتها كلهم واقفون يقاتلون بتوجيه من الحكومة الصينية،
في شهر سمبتبر 2020 كشفت BLOOMBERG وفقا لاشخاص من الداخل عن خطط صينية لدعم كاسح لصناعة اشباه الموصلات المحلية لمواجهة الولايات المتحدة وهناك دعم واسع من خلال سياسات حكومية لتطوير اشباه الموصلات من الجيل الثالث خلال الخمس سنوات القادمة،
رئيس الصين اعلن عن ضخ 1.4 تريليون دولار لحد سنة 2025 لتطوير تقنيات تتراوح بين الشبكات اللاسلكية لحد الذكاء الاصطناعي وطبعا اشباه الموصلات تعتبر شيء اساسي لكل شيء بالتالي هي في قلب الطموحات التكنولوجية للصين، هذا الرقم الضخم غير 150 مليار تم ضخهم بالفعل بشكل مباشر في صناعة اشباه الموصلات،
هناك احتمل كبير جدا وليس بعيد على الصينين ان نشاهد عملاق صيني خلال السنوات القادمة، لكن المنافسة بين صناع اشباه الموصلات ليست ببسيطة حتى بينهم وبين بعضهم بعيدين عن الشركات الصينية، في 14 يناير عام 2021 قالت BLOOMBERG ان العملاق التايواني TSMC يتحرك كي يقضي على المنافسين كسامسونج وانتل وفي 2021 سيصرف اكثر من 23 مليار دولار كنفقات رأس مالية وهو اصلا كل ايراداته كانت حوال 38 مليار دولار وفي السنة الفائتة تم صرف 17 مليار دولار كل هذه الاموال يتم صرفها كي يتم تعزيز الهيمنة والصمود على القمة
اقرأ أيضاً… هل يصل سعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار قريبا؟ ومن هم حيتان العملة الافتراضية؟