الانترنت الفضائي ومشروع ستارلينك وأقمار إلون ماسك الفضائية ..
هل مشروع ستارلينك الخاص بإلون ماسك السبب وراء شراء STC السعودية لحصة Vodafone مصر؟
يشاع أن ستارلينك ستقدم إنترنت بسرعة ألف جيجا في الثانية وستشعر بأنك ستطير من سرعته، وهنا خافت شركة فودافون وستخرج من الأسواق وبالتحديد مصر.
لا أعرف لماذا ربط الناس بين ستارلينك وبين الصفقة التي ستحدث بين فودافون مصر و STC السعودية.
الانترنت الفضائي بين الحقيقة والإشاعة
بعض الناس يتحدثون عن مشروع ستارلينك بشكل غريب وغير منطقي عن سرعات عالية وأسعار منخفضة وشيء من هذا القبيل.
وكل هذا الكلام خاطئ بشكل تام وليس له وجود حيث أنه لم يتم الإعلان عن هذه الأمور، ولا نعرف بعد إن كان سيكتمل العمل على ستارلينك أم لا.
فهل الشركة ستقدر على تقديم هذه الخدمة فعلاً أم لا، وهل ستتخطى العواقب الكثيرة التي أمامها؟
ورداً على كثير من التساؤلات فإن شركة فودافون الأم تمر بأزمات مالية وليس هذا سراً وهناك خسائر فادحة في السنوات الخمس أو الست الأخيرة.
وهذا يجعل الأمر طبيعي أن فودافون وهي شركة استثمارية تريد أرباحاً وعندما تخسر بشكل متوالٍ فيجب أن تلجأ إلى خطط أخرى للاستثمار.
وهذا دفعها إلى الخروج من بعض الأسواق مثل نيوزيلندا ومالطا ومصر وخلال سنتين سيخرجون من الهند وخصوصاً بعد النتائج الكارثية التي حدثت في الهند.
ما هو مشروع ستارلينك و الانترنت الفضائي
اليوم سنتحدث عن موضوع الإنترنت الفضائي ومشروع ستارلينك، وما هو هذا المشروع وما الذي سيفعله؟ هل هناك منافسين؟
ما هي توقعات الأرباح؟ وما أعداد المشتركين؟ وهل هناك مشاكل يمكن أن يتسبب بها هذا المشروع وما هي؟
أسئلة كثيرة سأحاول الإجابة عليها، ومن وجهة نظري أرى أن المعلومات التي سأخبركم بها معلومات مهمة على الأقل نأخذ نبذة عنها.
أقمار الانترنت الفضائي و مشروع ستارلينك
Space x تريد إطلاق إثنا عشر ألف قمر صناعي إلى الفضاء ليحصل الناس على الانترنت الفضائي المنزلي السريع.
وأركز على كلمة إنترنت منزلي لأن بعض الناس يقولون أن الانترنت الفضائي سيصل إلى الموبايل مباشرة.
وهذا الكلام ليس دقيق حالياً لأن جوالاتنا غير مجهزة بهذه التقنية والمفروض أن نركب مستقبل إشارة على أسطح المنازل.
ومن ثم نستقبل الإشارة من الفضاء وندخل الإنترنت في المنزل ومن ثم نقوم بإنشاء شبكة في المنزل لتوزع على الجوالات وهذا صعب قليلاً.
مشروع ستارلينك بدأ منذ عشر سنوات لكن التنفيذ الهندسي بدأ من عام 2015 وتكلف 10 مليار دولار وبدأ بالفعل إطلاق الأقمار الصناعية عام 2018.
ووصل عدد الأقمار الصناعية إلى 242 قمر يدورون في مدار منخفض.
الانترنت الفضائي والمدارات حول الأرض
خارج الكرة الأرضية هناك المدار العالي على بعد 34 ألف كيلومتر، والمدار المتوسط على بعد 20 ألف كيلومتر والمدار المنخفض من 160 إلى 1900 كيلومتر.
كل منطقة من هذه المدارات له استخدامات معينة ولكي نحصل على إنترنت سريع واستجابته سريعة فالمفروض أن الأقمار الصناعية تكون في المدار المنخفض.
وهذا ما فعله إلون ماسك حيث أطلق الأقمار الصناعية على ارتفاع 550 كيلومتر عن سطح الأرض.
وخلال الخمس سنوات القادمة يكون قد أكمل إطلاق الإثنا عشر ألفاً كاملة.
ما هي الإستجابة السريعة في مشروع ستارلينك
الإستجابة السريعة تعني أنه مثلاً عند الاتصال بأحد على الإنترنت لا يحدث تأخر بالاتصال أو في المحادثة كما يحدث حالياً.
حيث يحدث تأخير لثانيتين أو ثلاثة في الاستجابة من جهتي الاتصال.
ولكي يبدأ هذا المشروع في العمل سيبدأ تشغيل الانترنت الفضائي بعد إطلاق ثمانمائة قمر صناعي، وهذا يمكن أن يحدث خلال بضعة أشهر.
وذلك لأن معدل إطلاق صواريخ Falcon 9 هو صاروخ كل أسبوعين، وكل صاروخ يحوي ستين قمراً صناعياً.
كم قمر صناعي موجود حالياً في الفضاء
منذ عام 1957 إلى 2018 تم إطلاق 8378 قمراً صناعياً وليس كلهم يعملون، بل يوجد حالياً 2200 تقريباً قمراً نشيطاً والباقي خاملين في مكانهم كخردة.
أي أنه خلال 63 سنة تم إطلاق 8300 قمراً وخلال خمس سنوات قادمة سنطلق 12 ألف قمر صناعي آخر.
وهذا ليس كل شيء، فإن إلون ماسك يريد إطلاق 30 ألف قمراً صناعياً آخر وهذا يصل بالرقم إلى 42 ألف قمراً سيصبحون جميعاً في الفضاء ومن شركة واحدة.
وهناك أيضاً شركات منافسة بدأوا بإطلاق أقمارهم مثل One Web و Amazon وشركات أخرى كثيرة بدأت تحاول النزول في المنافسة.
فلا يريد الجميع الجلوس ومشاهدة إلون ماسك وجيف بيزوس يتقاسمون الانترنت الفضائي ومكاسبه على بعضهما.
وعلى رأس هذه الشركات الزعيم الذي لا يدع أحداً مارك زوكربيرج مالك الفيسبوك.
ما هي متلازمة كيسلر
عند بحثي في هذا الأمر فكرت في نفسي أليس رقم أربعين ألفاً كبيراً جداً؟ وأن كل شركة ستطلق مثلاً أربعين ألفاً.
وإن كان هناك خمسة أو ستة شركات هل سنجد 200 ألف قمر صناعي أليس كثيراً؟
لكن الإجابة التي وجدتها أن لا مشكلة، فالفضاء واسع لكن المشكلة الكبيرة وهذا تحد ضخم جداً لو حدث أن اثنان من هذه الأقمار تصادما.
فسينتج من هذا التصادم حطام، وهذا الحطام سينتج عنه قطع كبيرة وصغيرة وسينتج عنه قطع لا يتعدى حجمها عقلة الإصبع.
والخوف كله من هذه القطع الصغيرة لأنها ستكون سرعتها كبيرة جداً فيمكن أن تصطدم مع أقمار أخرى وتدمر باقي الأقمار.
وكلهم يبدأون بالاصطدام كالدومينو، ولو حدث هذا اعتبر أنك حبست في الكوكب وأنك تحتاج من يخرجك منه.
وهذا ما توضحه متلازمة كيسلر حيث أن كيسلر كان أحد علماء ناسا الذي توقع حدوث مثل هذا الأمر عام 1978.
بأن حطام الناتج عن التصادم سيستمر ويؤدي إلى تصادمات أخرى وستصبح الأرض محاطة بشلالات من الحطام الذي سيمنع إطلاق أي رحلات إلى الفضاء بعدها.
وستقلل بشكل كبير وحتى تمنع إطلاق أي أقمار صناعية جديدة، ولو زاد الموضوع عن حده فنحن فعلاً حبسنا في الكوكب.
ولن تحصل على أي خدمات من الفضاء مثل بث القنوات التلفزيونية ولا GPS ولا ملاحة ولا توقع لدرجات الحرارة والمناخ.
وسنجد دماراً شاملاً على كل شيء نستفيد منه بسبب الفضاء.
ما العمل في مشكلة الحطام الموجود حالياً
علماء الفضاء حالياً يتتبعون الحطام ويعملون له جداول كاملة بأعداد وأحجام ويعرفون إلى حد ما كل القطع الكبيرة.
فالقطع التي حجمها 10 سنتيمتر تقريباً عددها أكثر من 13 ألف قطعة ويعرفون أين أماكنهم.
وهناك أكثر من مائة ألف قطعة يعرفون أماكنها حجمها من 1 سنتيمتر إلى 10 سنتيمتر.
أما عدد القطع التي أقل من 1 سنتيمتر وهي المخيفة تقدر حالياً ب 166 مليون قطعة وهذه القطع لا أحد يعلم عنها شيئاً.
وحتى نفهم هذه النقطة أكثر ومدى خطورتها فيمكن تشبيه الأمر فعندما تقود سيارتك بسرعة عالية ويصطدم بالزجاج حجرة صغيرة فهي كفيلة بأن تكسر الزجاج أو تشرخه.
وفي الفضاء التأثير مضاعف ومميت فإن أصابت حجرة صغيرة لا يتعدى قطرها سنتيمتر واحد فإنها تصنع تجويفاً ضخماً.
والسرعات في الأعلى تقدر بعشرين ضعف سرعة الرصاصة على سطح الأرض فالأمر خطير جداً.
حلول التخلص من الحطام الفضائي
الحل الأول هو معرفة أماكن الحطام وتجنبها.
والحل الثاني الذي قدمه إلون ماسك أن أقماره الصناعية بعد انتهاء مدة صلاحيتها بعد خمس سنوات يوجه القمر نفسه إلى المجال الجوي للأرض.
فيحترق ويختفي بالتالي لن يكون هناك أقمار صناعية عديمة الجدوى في الفضاء. بالإضافة إلى ظهور شركات لاحقاً ستكون مختصة بتنظيف الحطام.
الحطام لا ينتج عن تصادم أقمار صناعية فقط، بل إن وقود الصواريخ يؤدي إلى بعض التفاعلات فينتج منها بعض القطع الصغيرة في الفضاء وهذه يمكن أن تسبب كوارث.
وحتى طلاء الصواريخ يمكن أن يسبب الكوارث ففي عام 1983 قشرة دهان لا يتجاوز حجمها 0.2 ميليمتر اصطدمت في الزجاج الأمامي لمكوك وأدت لشرخ كبير.
وهي لا يمكن حتى رؤيتها، فما بالك بالأحجام الأكبر من ذلك من الحطام ما الذي يمكن أن تسببه.
الحطام يولد حطاماً أكثر
وفكرة اصطدام قمرين ببعضهما أمر غير مستبعد وحتى لو قال إلون ماسك أنه سيقدم نظاماً منظماً فلا يستبعد ذلك.
في عام 2009 حيث عدد الأقمار لم يكن كثيراً، اصطدم القمر الصناعي الروسي كوزموس بالأمريكي إيريديوم بشكل رهيب وسببا عدداً كبيراً من الحطام.
وهناك تقديرات وصلت إلى أن الحطام وصل عدده إلى 3000 قطعة وهذا العدد الذي استطاعوا تتبعه، لكن هناك أعداد أكبر من ذلك غير قابلة للتتبع.
المشكلة أن التصادم سيستمر بعمل تصادم آخر وآخر حسب نظرية كيسلر وسيستمر بالتصادم وتوليد حطام أكثر وهكذا.
تأثير الأقمار الصناعية على الرصد الفلكي
وهي نقطة سلبية سيشعر بها أصحاب المراصد الفلكية الموجودون على الأرض ويراقبون حركة النجوم والكواكب.
فالأقمار الصناعية التي ستكون في الفضاء وبهذا العدد وبالقرب من سطح الأرض ستسبب ضعفاً في وضوح الرؤية للمراصد الفلكية.
فحركة الأقمار الصناعية التي صعدت تشوه الصور الفلكية الحالية فما بالك بصعود 242 قمراً آخر أو لو صعد 40 ألف أو 120 ألف قمر.
وحتى أن كثيراً من العلماء اعترضوا على مشروع ستارلينك وتسببوا بمشاكل عدة مما دفع إلون ماسك إلى أن يتواصل معهم.
ليصلوا لبعض الحلول التي تقلل من مشكلة إعاقة الرؤية بالنسبة للعلماء، لكن ما تزال هناك مخاوف من هذا الأمر.
الهدف من الأقمار الصناعية الكثيرة
عندما تبحث في سيرة إلون ماسك وشركاته التي ينشئها ستجد أن الهدف الرئيسي من المشاريع الكثيرة هي أن تخدم المشروع الرئيسي.
وهو الوصول إلى المريخ بالشكل الذي يريده في النهاية وهو استعمار الكوكب وإنشاء عالم جديد.
ونقلاً عن كلامه مع CNBC أن هذه المشاريع هي محاولة لتوليد المزيد من الأرباح التي تخدم هدفهم الأساسي وهو الوصول إلى المريخ وإنشاء مدينة كاملة هناك.
Space X بالأرقام
معظم ربح شركة Space X يأتي من إطلاق الصواريخ لأنها تعتبر من أفضل الشركات في هذا الأمر فهي تقدم التكلفة الأقل.
فالصاروخ ينطلق ويعود ثانية ليقوم بمهمة أخرى دون خسارة الكثير عدا الوقود، لذلك معظم ربحها يأتي من هذا الأمر.
وسوق إطلاق الصواريخ كله حجمه لا يتجاوز 5 مليار دولار حالياً، منهم 2 مليار دولار حصة Space X.
فالإيرادات 2 مليار دولار رقم قليل ليستخدم في التطوير وصنع صواريخ أكبر تذهب إلى المريخ.
وبالتالي بدأ إلون ماسك باستغلال ميزة صعود وهبوط الصواريخ بسهولة وتكلفة أقل بأن يرفع أقمار صناعية بشكل كبير جداً وبالتالي ينشئ شركة إنترنت.
التوقعات تذهب إلى أن إيراداته من مشروع ستارلينك ستتجاوز 10 مليار دولار بعد خمس سنوات من الآن وهناك حديث عن فصل ستارلينك عن Space X لتصبح شركة منفصلة.
ويصبح لها اكتتاب في البورصة ومستثمرون أكثر وأرباح أكثر وبالتالي هذا سيخدمه في هدفه الرئيسي وهو صنع صاروخ وتطويره ليذهب إلى المريخ.
الشكل الآخر من الدعم الذي سيجده إلون ماسك في مشروعه الرئيسي هو أن كلما أنشأ مشاريع جانبية ناجحة كلما زادت ثقة المستثمرين في Space X وإلون ماسك.
وبالتالي سيكون هناك استثمارات وضخ لأموال أكثر في المشاريع الأساسية.
وهذا كان توضيح لبعض الأفكار المنتشرة وتوضيح فكرة مشروع ستارلينك و Space X وما يحدث حالياً وما المشاكل التي تحدث فوقك التي يجب أن تعلمها.
وكل واحد منا يبدأ بالبحث أكثر ويفهم أكثر لأن الموضوع مخيف ويجب أن نعلم به كلنا.
المصدر يوتيوب قناة اقتصاد الكوكب / الانترنت الفضائي
المصادر
Elon Musk says SpaceX Starlink internet satellites are key to funding his Mars vision
https://www.youtube.com/watch?v=Qd3suMNNIVs
https://www.youtube.com/watch?v=giQ8xEWjnBs
This Is How Elon Musk Can Fix The Damage
Do you know how many satellites are currently orbiting around the Earth?
Facebook, SpaceX, OneWeb Race to Provide Satellite Internet Service
What Could SpaceX’s Starlink Service Be Worth?
Spacexs satellite internet service could warrant a 30 billion valuation
Human heritage is at risk if spacex starlink satellites saturate big telescopes say astronomers
Why SpaceX’s Starlink Will Have ‘Disastrous’ Effects, According to Astronomers