صحة

التخلص من مقاومة الأنسولين Insulin


تحفيز البنكرياس - د. مازن السقا

بسم الله الرحمن الرحيم أهلا وسهلا بكم أينما تواجدتم وحلقة جديدة مثيرة للجدل ومثيرة للاهتمام أيضاً نقدمها لكم اليوم عن الأنسولين Insulin .

كثر الكلام عن الأمراض المزمنة وللأسف الشديد الأمراض المزمنة في تزايد وليست في نقصان.

السؤال الذي نطرحه اليوم: هل فعلاً لدينا هذه الأمراض المزمنة ؟ أم هي من صنع من؟

هذا السؤال قوي وجريء، وسوف نتطرق إلى جانب بسيط ولكنه مهم وبرأيي الشخصي هو سبب لأغلب الأمراض التي نعاني منها والظواهر المرضية.

مقاومة الأنسولين Insulin resistance

مقاومة الأنسولين Insulin resistance

هذا عنوان كبير جداً وسبب لأغلب الحالات المرضية التي تعاني منها البشرية.

ماهي مقاومة الأنسولين، هل تخص مرضى السكر؟ لا طبعاً، فقد قلت أنها مسؤولة عن أغلب الأمراض البشرية.

ليس الحديث مقصوراً على مرضى السكر، ولكن بالمناسبة أثناء الحديث سنكتشف كيف يحدث مرض السكر، وما هي جدوى هذه المستحضرات التي يتناولها المريض ولماذا أصبح مزمناً.

من أين تبدأ القصة

القصة تبدأ من عضو البنكرياس، هذا العضو مسؤول عن عدة وظائف منها إفراز الأنزيمات الهاضمة، وإفراز هرمون الأنسولين.

ونحن بصدد الحديث عنه الآن بالإضافة إلى تدعيمه للسلسلة الببتيدية. فهرمون الأنسولين يحفز بإشارة أثناء تناولنا لمادة سكرية، أو مادة للكربوهيدرات.

ويقوم هذا Insulin بمجرد وصول الإشارة أن يتتبع الجلوكوز ويعمل على حرقه، وبالتالي يصبح معدل السكر في الدم طبيعي.

وبعد ذلك تأتي إشارة إلى البنكرياس مرة أخرى أن يتوقف من إنتاج هذا الهرمون لأن العملية انتهت وتم الانتهاء من هضم السكر أو الوجبة

ولكن سرعان ما تأتي وجبة أخرى أو تأتي مضغة أخرى ويعطي إشارة من جديد وإفراز جديد وهكذا.

كيف يصاب الإنسان بالسكري من الدرجة الثانية

كيف يصاب الإنسان بالسكري من الدرجة الثانية

تكرار الوجبات وتكرار عملية المضغ وبأوقات متقاربة يؤدي إلى إشارات عديدة بالإفراز، ولكن نفقد إشارة التوقف، ويصبح بذلك البنكرياس في عملية إفراز مستمرة لهذا الهرمون.

حتى هذه اللحظة وبالرغم من الإفرازات العديدة حين نفحص معدل السكر في الدم نجده طبيعياً، لماذا؟

هنا تدخل السلسلة الببتيدية وتعطي كفاءة لهذا البنكرياس وتعطيه دعم لينتج باستمرار. ولكن إلى متى؟

سيأتي يوم يتعب فيه هذا البنكرياس، ويقل المجهود بالتدريج، فلنقل 10% حين يفحص الشخص معدل السكر في الدم يجده مرتفع قليلاً مثلاً 150، وهنا نقول أنه أصبح مريض سكر من الدرجة الثانية.

كيف يتطور مرض السكر إلى الدرجة الأولى

الحبوب التي يتناولها مجموعة سلفونيل يوريا ما هي إلا تغطية لهذا العجز 10%، ولكنها لا تعطي إشارة بالتوقف.

فيستمر هذا البنكرياس بالعطاء والتحفيز وإفراز هرمون الأنسولين وحين العجز تأتي هذه الحبة لتغطي هذا العجز.

ولكن سيتعب مرة أخرى ويزيد العجز فيصبح 20% ، فيضطر المريض أن يتناول حبتين ويكبر العجز مرة أخرى لأنه لم يعطى إشارة بالتوقف وتصبح الحبوب ثلاثة وأربعة.

هنا يستسلم البنكرياس، ويصبح بدون قدرة مطلقاً على إعطاء المزيد وهنا يتحول المريض من النوع الثاني إلى النوع الأول، ويضطر المعالج أن يعطيه الأنسولين .

في هذه اللحظة نسمع كلمات تدل على ما ذكر، خذ Insulin وكل ما تشاء، وهذه للأسف الشديد عبارة مدمرة للكبد و البنكرياس وجميع أعضاء الجسم.

هل إعطاء الأنسولين هو الحل؟

لم يحل الموضوع بل استعاض عن البنكرياس بعامل آخر، وعدنا لنفس المعضلة، وهي التحفيز بدون توقيف. هنا أصبحنا في عالم مقاومة الأنسولين، الإفراز المستمر دون توقف.

معنى ذلك أن جميع وظائف الجسم الفيزيولوجية قد تعطلت، لا يوجد عمل للهرمونات صحيح، ولا يوجد هضم صحيح، ولا يوجد حرق للدهون.

وبالتالي تبدأ البدانة وتبدأ السمنة والتكيسات على المبيض وتبدأ التكيسات على الرحم وتبدأ الدهون هنا وهناك لا سيما على الكبد، وتبدأ الاضطرابات الهرمونية تكثر.

توقف عن تناول السكر

توقف عن تناول السكر

يجب أن نعيد الإشارة للبنكرياس من جديد.

وظيفة البنكرياس هي هضم السكريات والنشويات، إذن، الراحة التي يجب أن نعطيها فعلياً لهذا العضو ليس مده بالسلفونيل يوريا وليس مده بجرعات الأنسولين .

ولكن يجب أن نريح البنكرياس بعدم إعطائه هذه المواد، وبالتالي نقول له توقف عن تناول السكر الأبيض، توقف عن تناول الخبز بجميع مسمياته وأنواعه وأشكاله وهكذا ضمنت أن تعطي البنكرياس إجازة.

إجازة البنكرياس هنا هو عدم تناولك السكر الأبيض والخبز.

البحث عن مصادر الطاقة البديلة

ذكروا أن خبز القمح أنه المنجد وهو الحل الأمثل، والألياف. ولكن هل الألياف موجودة فقط في خبز القمح؟ نجدها في العديد من العناصر.

هناك من يسمعنا الآن ويقول، الكربوهيدرات هي مصدر طاقة يا دكتور، أين سنذهب بمصدر الطاقة؟ والجواب هل مصدر الطاقة من الكربوهيدرات نأخذه فقط من الكربوهيدرات؟

هناك العديد من الخضروات تحتوي على الكربوهيدرات لا مانع أن نأخذها. مصادر الطاقة نأخذها من البروتين، أيضاً من الدهون.

وبالتالي لدينا الكربوهيدرات من مصادر أخرى غير النشويات مثل الخضروات ومصادر طاقة من البروتين ومصادر طاقة من الدهون.

إذن، حتى ننعم بصحة جيدة وحتى ننعم بعدم التعرض لكثير من الأعراض وتساؤلات عديدة منها عن تساقط الشعر أيضاً منها الصداع وتقلب المزاج واضطرابات القولون واضطرابات الكبد.

جميعها وكل ما خطر ببالك من أمراض لا بد أن يكون مقاومة الأنسولين هو السبب الرئيسي في هذا الأمر.

الحل ببساطة إعطاء إجازة للبنكرياس

كيف؟ امتنع عن السكر الأبيض والخبز بغض النظر عن اسمه ولونه وشكله، ابتعد عن النشويات ولو قليلاً. اعط البنكرياس إجازة من إفراز هرمون الأنسولين Insulin كما تأخذ أنت إجازة من عملك.

والله الشافي المعافي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى