الحب
لنفرض لدينا رجل وامرأة متزوجين منذ قرابة الشهر والمسافة حاليا مابينهم قد اصبحت كبيرة وشرارة الحب التي كانت موجودة انطفئت، الحب هو نفسه لا يتغير لكن ما الذي حصل؟
هل الذي كان بينهم ما قبل الزواج فعلا حب واختفى أو كان شيء أخر، سنوضح في هذا المقال لأي زوجين مالاسس الجديدة التي يجب ان تبنى عليها حياة أي زوجين كثنائي يرغب ان يتعلم الحب ويعمل على استمراره من خلال سبع خطوات
سبع خطوات للحفاظ على رغبة الوجود مع بعض ورغبة تبادل الحديث والضحك مع بعض والحفاظ على شعلة الدفئ الصغيرة الموجودة بينكما
لكن قبل ذلك عليك ان تسأل نفسك سؤال هام اولا، لماذا نحن نتزوج من الاساس!
يجب عليك ان تعرف انت لماذا تتزوج من الاساس كي تستطيع تقييم زواجك وتستطيع الحفاظ على العلاقة قبل ان تتفكك
هذا المقال مبني على كتاب سبعة أخطاء يرتكبها الأزواج تقتل الحب…
أسباب الزواج كثيرة، الرجل والمرآة الذين بدأنا بهم مقالنا ممكن ان يكونا تزوجا لأي سبب من الاسباب التالية:
- الرغبة في بناء أسرة
- جعل العلاقة بينهما رسمية
- كي يشعروا بالدفء والامان
- كي يصلحوا اخطاء جميع العلاقات العاطفية السابقة لهم
- السبب الشائع حاليا للزواج، هو أن يشعر الشخص أنه قد تأخر عن الذين حوله
وهناك اسباب أخرى كثيرة، لكن أهم سبب من هذه الاسباب الرغبة في المتعة
رغم ان المتعة تعتبر مطلب مشروع وحق لكل شخص الا ان المشكلة ان حجمها يكبر بطريقة تعمي الطرفين عن النظر الى باقي نواحي الحياة الزوجية،
فيقوموا بدخول العلاقة بسرعة دون انتباه للشخص الذي يرتبطوا به ولا لأبعاد علاقتهم ولا لعوامل استمراريتها،
وعندما يجدوا المتعة تنكشف لهم أبعاد أخرى للزواج كانت غائبة عن تفكيرهم ويظهر لهم أمور لم تكن بالحسبان مثل أن الحياة الزوجية مثلا فيها ملل ومسؤولية والتزام وغيره
ويبدأوا بالسؤال ما الذي يجعلنا نستمر في العلاقة وتكون الردود الشائعة:
أنهم قد دفعوا تكاليف العرس والشقة والمهر والانفصال سيكون خسارة كبيرة، أو خوفا على مظهرهم الاجتماعي أمام الناس وخوفا من كلامهم أو أنهم بدأوا في علاقة ولا يصح أن ننهيها حتى لو لا يوجد بوادر توافق او تغيير أو أنه هناك أولا فيضطروا يستمروا من اجلها وليس لأنه هناك حب مابينهم
من الممكن ان يستغرب الزوجان عندما نخبرهم ان هذا الخطأ ممكن ان يصحح بشكل عادي بسبعة خطوات ستساعدهم على استرجاع الحب مع شريك الحياة والحفاظ عليه…
الخطوة الأولى: ان يكون لديك رغبة في نجاح العلاقة
حيث ان الكثير منن الازواج يفضلون العيش في مبدأ يوم بيومه أي أنا موجود اليوم في حياة أسرتي وممكن ان لا أكون غدا موجود والمهم ان يمر اليوم،
ينظروا بنظرة فردية وليس بنظرة الاسرة التي ممكن ان يكون فيها طرف ثاني معتمد عليه او طفل سيتأذى بغيابه ولا يحس ان هناك احد ما يحبه،
صحيح انه ليس مجبر على شيء لكن لا يصح ان يكون هناك طرف افعاله تعبر عن الحب والطرف الثاني افعاله واقواله تعب عن عكس ذلك فيجب على الطرفين ان يكونا مؤمنين بزواجهم وعلاقتهم ويرغبان فيها وباستمرارها وان تكون رغبتهم في التوافق والتقارب وحل الخلافات وإرادتهم في إنجاح الزواج أكبر من رغبتهم في التخلص من الارتباط لو أخطئوا بالاختيار والحب
الخطوة الثانية: اكتشاف المتعة
سواء المتعة مع بعض او متعة العادات التي يقوموا بها كل يوم او حتى متعة الجسد، المتعة في ذاتها ليست شيء سيء لكن ليس من الصحي ان تكون موجودة في كل لحظة من لحظات الحياة لأن الحياة فيها آلم وحب وخسارة وفوز ومساندة واحتضان ، إن اقتصار الحياة على المتعة فقط يعني وجود خلل فيها طوال ما المتعة غائبة عننا
فغياب المتعة يعتبر جرس إنذار للعلاقة وهذا معناه أنها في خطر، أنتم تحتاجون بعض المتعة لتكونا أكثر سعادة، هذه المتعة ممكن ان تخلق بأشياء بسيطة مثلا:
- استمتاعكم بوجودكم مع بعض، كأن تعود إلى منزلك وتجد زوجتك تنتظرك أو تكون سعيد بوجود الشخص الاخر ومشاركة الشخص الاخر لحياتك
- متعة التواصل مع بعض سواء بالكلام او باللمس، والكلام الايجابي وليس السلبي الذي يدور في حياتنا كل يوم
- متعة الحب والاستمتاع به وان هناك أحد ما يقدرك ويقبلك بعيوبك و انه لديك شخص يرغب بك وانت تبادله الود والتقدير وتميل له ويمبل لك وترغب فيه هو أيضا
- متعة رؤية أطفالك وهم يكبرون أمام عينيك ويشاركونك في حياتك
- متعة الوجود من أجل شخص أخر شخص تشاركه أفراحه وأحزانه ولديك فضول ان تعرف هو ماذا يحب كي تقوم به لأجله، خص تهتم به
- من المتع البسيطة متعة السعادة والفخر بالأشياء التي حققتوها مع بعض، لا تجعلوا الأولاد والمشاغل اليومية تلهيكم عن بعض، استمتعوا ولو بشيء واحد يوميا مع بعض
الخطوة الثالثة: وجود الاحترام
الاحترام هو الشعور الذي يدفعك إلى أخذ الشخص بعين الاعتبار، ببساطة الاحترام هو إظهارك الاهتمام للاخرين بشكل عام ولشريكك بشكل خاص
إظهارك للاهتمام بمشاعر الشريك واخذها بعين الاعتبار وانك انتبهت لما فعل ولمجهوده، الاحترام الشريك يعني معاملته بلطف كبير من خلال وضع نفسنا مكانه ونحن محتاجين في يومنا هذا لاحترام حقيقي وصادق، احترام شخصي وموجه لشخص محدد
باختصار التصرف مع شريك الحياة كما لو كنت تتصرف مع احد الجيران او المعارف لأنك لا تهتم بشكلك او بمظهرك مثلا مع شريك الحياة بحجة التعود لكن هذا يزيد من فرص التشاجر وانعدام الرغبة في الحياة،
هذه الاشياء البسيطة هامة جدا وتعبر عن الاحترام بدل اشكال عدم الاحترام التي تعودنا عليها مثل الاهمال، الذي يتم من خلال القاء مسؤولية عيوبنا الصغيرة والكبيرة على شريك الحياة، مثلا تأخرت على مواعيدك فتحمل شريكك المسؤولية كلها
او تضيع مفاتيحك مثلا فتلقي اللوم على شريكك أنه لم يعمل مكان توضع فيه المفاتيح بشكل ظاهر
الوحدة أثناء الزواج، فتجد الشخص لا يشارك الشخص الاخر في همومه ومشاكله وهذا يحصل بهدف حماية شريك الحياة وعدم إزعاجه بمشكلات لكن الحقيقية ان هذا نوع من الانانية
استغلال السلطة وسوء استخدامها خاصة مع الزوج وهذا لأن الاستبداد وادعاء معرفة كل شيء لا يخلق مناخ صحي قائم على الاحترام داخل الاسرة، واساسا الزوج ممكن ان يتمتع بالرجولة التامة وبذات الوقت يكون لطيف الذين يكملون بعضهم وليسوا عكس بعض ابدا
الخطوة الرابعة: احترام الذات
الاحترام المتبادل، الحب ليس عكسه الكراهية وانما التسلط هو عكسو لا أحد يجب أن يكلف حب الشيء من اجل ان يرضى شريك حياته عنه او ان يعيش ضمن دور محدد رسمه له شريك حياته ووضعه فيه ولا يستطيع الخروج عنه
جميعنا نحب التفاهم والتغيير بدون ان يفرض علينا اي احد اي شيء
أن نختار التصرف الصحيح ونختار التصرف بلطف واحترام للطرف الثاني حتى لو مررنا في ظروف سيئة لأننا اخترنا هذا الشيء وليس لأن أحد ما قام بفرضه علينا
أحيانا يكون شري الحياة شخص متسلط او مسيطر ويحب ان يخبر من حوله بماذا يفعلوا ويقوم بخنقهم بأوامره، استجابتنا له واستمرارنا في هذه العلاقة بشكل عام يعتبر عدم احترام لذاتنا،
عندما نبالغ في العطاء ولا نحترم احتياجاتنا ورغباتنا وامانينا ونكمل مع شخص لا يرى الا نفسه فهذه العلاقة ستنهار عاجلا ام أجلا، لو تريدون ان تحبوا بعضكم للأبد عليكم القيام بشيئين
الأول: حب الذات واحترامها مثل مانحترم الاخر
الثانية: ان نثبت وجودنا بهدوء
هذين الشيئين نستطيع معرفتهم من خلال :
- معرفة الذات بأن نحدد الاشياء التي تسمح بأن نكون منفتحين ونتعرف على نفسنا بعيد عن اي تأثير خارجي سواء كانت اصدقاء او نشاطات او علاقات ونبدأ بتنمية هذه الاشياء
- الاقتناع في أحقيتنا في السعادة وان يكون البذل متبادل
- التعبير بهدوء وصدق عن ما تعرفه عن نفسك من معلومات كي الشخص الثاني يفهمك ويعاملك بشكل سليم وهذا يعني ان تعطيه المفاتيح ستجعله قادر على فهمنا
- سماع شريك حياتك عندما يعبر لك عن تفتحه بدون ان تقاطعه او تحكم عليه او تفرض رأيك لأنك لن تحترم ذاتك إلا باحترام ذات غيرك وأيضا اعتبر ان ذاتك غير كاملة وان الذي يكملها بالنصف الاخر هو شريك حياتك بالتالي لن يكون هناك توازن الا بمراعاة متطلبات النصفين مع بعض
- التحدث عن الاحتياجات بدون توتر اي التكلم عنها بشكل منتظم كي لا تصلا الى درجة الانفجار بسبب التجاهل وعليكم فهم ان كل شيء يتغير بما فيه أحتياجاتنا ولو لم تتكلموا عنها بشكل جيد
ملخص هذا ان البوح بهدوء بحقيقة ما نشعر به هو أهم شيء في العلاقة
الخطوة الخامسة: معرفة كيف تكون حاضر
بعض الناس حضورهم يشبه غيابهم فلا يستمعون بما فيه الكفاية ولا يركزون، وتظهر أنانيتهم وحبهم لذاتهم في حين ان غياب اشخاص أخرين مليء بالحضور سواء باتصالهم او اهتمامهم او مكانتهم التي تركوها لما غابوا،
فعليك ان تكون موجود في الوقت المناسب في حياة شريك حياتك وخاصة عندما يكون هذا التواجد ضروري ومن المهم ان تتعلم كيفية التواجد مع شريك حياتك ومتى لأنه بدون ذلك لا يوجد اي علاقة جميلة وعميقة ستحصل وتستمر،
هناك طريقتين للتواجد:
- التواجد بشكل يومي، سواء كان تواجد جسدي بنظرة او تصرف او لمسة او بالاهتمام بحياة الشخص وتفاصيلها وسؤاله لو عن حدث واحد مهم في يومه
- اما طريقة التواجد الثانية تكون فيي المناسبات الاستثنائية والمهمة، في المرض والحزن وعند فقدان شخص مهم، في هذه الحالة منن المهم ان تكون حاضر في حياة الشخص، حتى لو كنت بعيد جغرافيا مثلا وإلا ستفقد مساحة كاملة من الحب والتقدير بسبب هذا الغياب الذي يؤدي الى سلسلة من خيبة الامل والضغينة صعب الشفاء منها
لتحميل الكتاب اضغط هنا
الخطوة السادسة: القليل من الكرم
عليك ان تضع في بالك لأن الكرم هو جوهر الحب وهو ما يدفعنا للعطاء، العطاء الذي من الممكن ان يكون بغير حساب والذي من الممكن ان يبقينا في علاقات خطرة للأسف علينا الهروب منها والابتعاد عنها
الكرم هو الذي يدفعنا الى بذل كل ما في وسعنا في سبيل اسعاد الشخص الذي نحبه لو تطلب هذا تغيير جذري في صفاتنا الشخصية وتحسين طباعنا من اجل القيام بأشخاص لم يكن باعتقادنا اننا ممكن ان نقوم بها في يوم من الايام
لو استطعنا فهم كرم الحب سنستطيع عيش علاقات فيها تصادم اقل وخيبة امل اقل، لدينا مثلا من الكرم الذي ممكن تقديمه، ان تقبل حقيقة ان لكل حب حدوده وانه لا يوجد حب مثالي سيجعل الشخص لا يخطئ ابدا ويكون حاضر دوما
الحب له حدود والاشخاص أيضا
تقبل هذه المحدودية سيساعدنا على احسان الظن بهم وتقبل نقصهم وعدم تحميلهم فوق طاقتهم فلو تقبلنا الاخرين على ما هم عليه هذا سيقودنا الى الشيء الثاني في الكرم وهو التخلي عن محاولة تغيير الاخر ودفعه الى ان يكون شخص ثاني أي ان تفرح بما تحب فيه وتقوم بصف نظرك عن الذي لا تحبه فيه والذي لا يمكن ان يتغير
الخطوة السابعة: التفكير في الحياة كثنائي
ثنائي لا يتواجه مع بعضه من اجل تحقيق هدف معين من اجل ان تكون الحياة عبارة عن منافسة و نزاع وخلاف لكن ثنائي يستمتع بالتناغم ويحيي ذكرياته الجميلة من جديد ويبحث عن نقط تفاهم كي يحمي علاقته من الانفصال
ثنائي يفكر بعقلية نحن وليس بعقلية الأنا ويعيش حياة مشتركة على مبدأ الحوار والمشاركة والتفاهم ويفكر قبل ان يأخذ قرار او ينظم شيء ما أنهم هم إثنين وليس واحد ثنائي ملتزم بعلاقته ويعرف انه غدا وبعد غد والسنة القادمة سيكون طرف بها
لتحميل الكتاب اضغط هنا
اقرأ أيضاً… الشخصية النرجسية – كيف تتعامل مع النرجسي – كتاب تعرية النرجسي
اقرأ أيضاً… طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد (كتاب) – مجتمع البهائم المطيع
اقرأ أيضاً… التعلم الذاتي | كيف تتعلم أي شيء بنفسك ؟ – ملخص كتاب : علم التعلم الذاتي
https://www.youtube.com/watch?v=_zO2EyWSoqs