أخبارالحياة والمجتمعحول العالممال وأعمال

الدولار الأمريكي عملة العالم

كيف أصبح الدولار عملة العالم ؟

هناك سلسلة لأمور غيرت العالم بالغلط.

هل تظن أن الدولار أصبح عملة للعالم بضغوط سياسية؟ لا كل شيء كان بالغلط

أي معاملة تجارية في العالم أي عملية بيع أو شراء اتخذت الدولار الأمريكية عملة أساسية لها، الدولار هو مركز الاقتصاد العالمي وعليه تحدد قيمة كل عملة.

لكن قبل عام 1944 لم يكن هناك ثمة عملة يعتمد عليها العالم، كانت المنافسة متساوية بين الجميع من يملك ذهب الذهب يحدد قيمته.

مؤتمر النقد الدولي لخطة الاقتصاد العالمي

مؤتمر النقد الدولي لخطة الاقتصاد العالمي

بعد الحرب العالمية الثانية أنهك الاقتصاد العالمي فكانت محطة إعادة إنعاش فندق Mount Washington في Bretton woods.

أقيم فيه مؤتمر دولي حضر ممثلين من 44 دولة بهدف إيجاد الاستقرار الاقتصادي للعالم بعد الحرب.

من هذا المؤتمر تم إنشاء صندوق النقد الدولي وكذلك البنك العالمي، وإقرار مؤسستين بهذه القدر يجب أن يكون من مؤتمر بالغ الاحترافية والإتقان ومن أناس في تمام عقلهم.

إلا أن الصفة الوحيدة التي يمكن وصفه بها أنه فوضوي فكانوا المحللون الاقتصاديون سكارة يحتسون الخمر بشراهة وقد خيف عليهم من التسمم من كثرة الكحول.

وكانوا لا ينالون أي قسط من الراحة فقد كانوا يعملون تحت ضغط حاد يصل إلى ثمانية عشر ساعة بلا توقف، حاملين هم كبير وهو إصلاح العالم.

عرف المؤتمر بكثر الرجال الذين يغمى عليهم وأصيبوا بالسكتات القلبية من شدة الإرهاق وآخرون أغرقه وجوههم بالدموع وهم منكبون على ركبهم.

تبديل العملة العالمية

كان الاقتصاد في انحدار قبل الحرب العالمية الثانية فقد سبق الحرب الكساد العظيم مما قاد الدول إلى أن تعرض على التداول الخارجي للحفاظ على مواردها الداخلية.

كما استغنى العالم عن معيار الذهب فحينها كانت عملة كل دولة مدعومة بمقدار محدد من الذهب وبعد التخلي عن هذا المعيار أصبح بإمكان الدول طباعة ما تشاء من عملتها.

وهذا ما حصل بالفعل، مما أدى في خلل في سوق التجارة في العملات فقد أصبحت العملات غير مستقرة ولم يستطع التجار أن يعرفوا قيمة العمل لعدم وجود عنصر مادي يدعمها.

كان الهدف الأساسي من مؤتمر (بريتون وود) هو إحداث الاستقرار في عملات العالم كي يتجه الناس مداولته مرة أخرى.

تصدر المؤتمر متنافسين أساسيين أولهما البريطاني جون كينز والأخر الأمريكي هاري وايت.

كان كينز من أشهر الاقتصاديين في ذلك الوقت فقد كان أحد المساهمين الفاعلين في حل أزمة الكساد الكبير في بريطانيا.

كانت تتمحور حوله التغطيات الإعلامية في فترة المؤتمر فيكاد لا يذكر اسم بريتن وود دون أن يكون مقرون باسم جون كينز.

أما وايت الأمريكي فكان بمثابة جندي مجهول لم يعرف أحد عنه الكثير إلا انه من أكثر الشخصيات كراهية كان يحتل منصب مساعد وزير المالية الأمريكي.

وعلى عكس كينز الذي ولد من أسرة أرستقراطية ولد وايت من والدين أجانب وقد عمل بجهد كي يصل إلى منصبه.

كان اقتراح كنز لإيجاد الاستقرار الاقتصادي هو صنع عملة جديدة مخصصة للمعاملات الدولية.

وتستخدم كل دولة عملتها المحلية داخل الدولة والعملة الجديدة للمعاملات الخارجية تكون هذه العملة بديلة عن الذهب.

السباق بين بريطانيا وأمريكا لحديد نوع العملة

فبدأ البريطانيون سابق لتسمية هذه العملة ومن الأسماء المقترحة كانت فنت جوني بنكس وبانت باندول وأسماء مختلفة، أما الاسم الذي وقع عليه اختيار كينز هو بانكور.

وكان من ضمن خططه أن يكون مقر هذه العملة في لندن لأن في ذلك الأمر مصلحة بريطانيا التي قد خسرت معظم مخزون ذهبها لدعم الحرب.

كان وايت يحمل نفس المنظور لكن عوض عن صنع عملة جديدة بديلة عن الذهب أراد أن تكون هذه العملة هي الدولار الأمريكي كعملة عالمية.

لم يطرح وايت الفكرة بوضوح بل حرصة على أن يكون الدولار جزء أساسياً من كل العملات والمعاملات الدولية وفي جميع الوثائق المقدمة.

أدرجة عبارة عملة موازية للذهب لتكون هذه العملة هي المخزون الأساسي للدول علماً أن الولايات المتحدة كانت تملك حينها ثمانين بالمئة من الذهب.

كان كينز يلتزم بمبادئ العمل البريطانية بوضوح بينما وايت كان أمريكياً نمطياً يستغل جميع الأغراض ويتلاعب بها كي تكون في صالحه.

مما كان كفيل ليشكل جو من التوتر بينهما، فكان يوجه كينز كلام متعجرف ووايت يقابله ببرودة واستهتار.

وكان خلال أحد الاجتماعات كنز منشغلاً في الطرف الأخر من الفندق في اجتماع يتناول تفاصيل البنك العالمي وكان يحل مكانه في اجتماع صندوق النقد الدولية تنس روبرتسون.

الذي وقع في شباك وايت حيث طلب أحد الاقتصاديين الهنود شرح عبارة عملة بديلة للذهب التي تكررت في جميع المستندات.

ليقدم روبتز المساعدة قائلاً لنفترض أن هذه العملة هي الدولار قام وايت بشكر روبنسون وأشار إلى أن المستندات سوف يتم تحويلها للجنة التدقيق.

كانت هذه اللحظة الذهبية التي ينتظرها وايت لحظة اقتراح أحد الاقتصاديين البريطانيين أن يكون الدولار عملة عالمية وهو العملة الموازية للذهب.

اعتماد الدولار عملة العالم

في تلك الليلة قامت لجنة التحقيق بمراجعة مستندات صندوق النقد الدولي المكونة مما يقارب 69 صفحة هذا لتغير كل عبارات (عملة موازية للذهب) إلى دولار أمريكي.

أصبح جميع مستندات المالية الجديدة تحتوي على عبارة دولار أمريكي مع الاتفاقية جديدة.

وأصبح على جميع الدول أن تدعم عملاتها بالدولار الأمريكي وعلى الدول أن تملك مخزون من الدولارات في حال تغير سعره، وأن تعرف كل دولة ما تعادل عملتها مقابل الدولار.

والانضمام إلى أي من المؤسسات الدولية التي بدأت في بريتون وودز على الدول دفع رسوم بعملة موازية للذهب أي الدولار.

بل إن مقر البنك الدولي، صندوق النقد الدولي أصبح في الولايات المتحدة.

كان وايت هو الوحيد الذي يعير الانتباه للنتائج التي تنتجها التعديلات البسيطة التي أدرجها في المستندات.

فلم يكن الحاضرون مدركين للتفاصيل الصغيرة التي خطط لها وايت فقد كانوا في عجلة عارمة في أمرهم.

لقد استغرق المؤتمر مدة ثلاثة أسابيع وكان الفندق على وشك النفاذ من الطعام والمستلزمات.

أما بنسبة لكينز الذي كان يراقب كل تحركات وايت بالمرصاد لقد كان منشغلاً في اجتماعات تعنى بالبنك العالمي.

وبعد الانتهاء من الاجتماع دارت شائعات بأنه أصيب بسكته قلبية مما أخر معرفته لما حبك وايت.

لم يتفاجأ بواقع استيلاء الدولار على الاقتصاد حتى وصوله إلى بريطانيا، رغم كل هذا لا يتذكر الناس هيري وايت على أنه الرجل الذي جعل الدولار الأمريكي عملة العالم.

بل يتذكرونه بما عرف عنه بعد أعوام فهو كونه جاسوساً سوفيتياً.

المصدر: اليوتيوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى