الحياة والمجتمعتقنيةحول العالمصحة

الذكاء الاصطناعي والمستقبل AI and The Future


حلقة برنامج أسمار وأفكار مع عبد الكريم العوير

موضوع الحلقة الذكاء الاصطناعي المستقبلي Futuristic AI: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

مشاهدينا الكرام أهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم أسمار وأفكار، نتناول في هذه الحلقة موضوعاً شغل الأوساط العلمية في الغرب والآن يتسرب للأوساط الثقافية والعلمية في العالم العربي.

موضوع الذكاء الاصطناعي المستقبلي، ويحدثنا عن ذلك زميلنا الأستاذ عبد الكريم عوير فليتفضل مشكوراً.

الأستاذ عبد الكريم عوير ومؤتمر الذكاء الاصطناعي AI

بسم الله الرحمن الرحيم، بداية شكراً جزيلاً للأستاذ محمد حامد الأحمري على هذه الدعوة شكراً جزيلاً لكم جميعاً.

كنت قبل أسبوعين في الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر تنظمه جامعة سنغلاريتي Singularity University ، حول الذكاء الاصطناعي  AI.

المؤتمر كان لمدة ثلاثة أيام، شاملاً كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي AI و Machine Learning تعلم الآلة وBlockChain البلوك تشين ومستقبل الوظائف ومستقبل العمل بعد ظهور الروبوتات.

فالمجال واسع جداً سأحاول اليوم أن أختصر في نصف ساعة، وسأنقل ما شاهدته هناك، وما اطلعت عليه خلال ذلك المؤتمر.

بداية سنغلاريتي يونيفيرستي Singularity University واحدة من أهم الجامعات العلمية التي تقدم تخصصاً حقيقياً في هذا المجال الذي يتكلم عن كل التنبؤات المستقبلية في مجال العلوم.

لديهم موقع باللغة الإنجليزية اسمه Futurism يسلط الضوء على كل ما يتوقع حدوثه في المجال العلمي، والموقع ترجم للغة العربية بشكل مباشر بمبادرة تبنتها حكومة دبي في فترة سابقة.

علاقة الذكاء الاصطناعي AI مع إنترنت الأشياء Internet of Thing

هذه القطع التي نلبسها سواء كانت على شكل ساعات أو أجهزة للجري وغيرها، وتنقل حركتنا الحيوية بشكل مباشر إلى خوادم ضخمة تقوم بتحليل هذه البيانات ضمن الذكاء الاصطناعي AI .

الذكاء الاصطناعي في الطب

في بداية المؤتمر قام أحد الأطباء وقال كلمة في افتتاح المؤتمر أن المجال الطبي حتى اللحظة لم يتغير بشكل كبير خلال الخمسين سنة الماضية.

نلاحظ أنه دخلت أجهزة كثيرة معقدة، أصبح لدينا MRI ونحوه، لكن طبيعة المشهد هي واحدة، هو أن الطبيب يقدم نفس العمليات بأدوات مختلفة أكثر تطوراً، لكن المنظومة واحدة.

ثم أنهاها بكلمة قال أن الرعاية الطبية في أمريكا وعموم الغرب هو ليس Health Care وإنما Sick Care. الذي يذهب إلى المستشفى هو الإنسان المريض، ويذهب إلى المستشفى ليتعالج.

لكن لا يوجد أحد منا حياته الصحية جيدة يذهب إلى الطبيب يقول له أنا حياتي الصحية جيدة، وأريد أن أبقى بهذه الصحة، وأن أعيش على هذا النمط طوال حياتي، فما الذي علي فعله؟

ومن هنا انطلق المؤتمر بهذه العقلية، ما الذي نريده من النظام الصحي وما الذي نريده من التطور التقني أن يصنعه للنظام الصحي تحديداً؟

زراعة الأعضاء البشرية

في البداية تحدثوا عن زراعة الأعضاء، الأعضاء البشرية وغيرها، وهذا المجال واسع جداً في الغرب، يتكلمون اليوم ليس عن زراعة الأعضاء وإنما تشكيل أعضاء الإنسان.

أن تطبع طباعة بشكل معين 3D Printing طباعة ثلاثية الأبعاد لأعضاء من خلاياها الأصلية، وبالتالي لا يقوم الجسم برفض هذه الخلايا.

وهنا استوقفتني تجربة جميلة جداً، سأذكرها لأنها في الحقيقة تجربة باعثة على الأمل بشكل كبير.

شاب عربي التقيته في اسطنبول، قبل سنتين، كان قادماً من كندا ليلقي محاضرة في تركيا.

وكان يتكلم عن أن لديه فكرة أن يأخذ جزء من العضلات وينميها في المختبر لتكون عضلات كاملة تستطيع القيام بنفس الوظائف الحيوية لعضلات الجسم.

وكان يتكلم بهذا الكلام قبل سنتين، الناس لم  تأخذ الأمر بجدية بالشكل الكافي، عاد إلى كندا وذهب إلى أمريكا، وافتتح شركة صغيرة هناك لتطوير الأبحاث في هذه الجزئية تحديداً.

عندما قابلته في هذه الزيارة وكان متحدثاً في المؤتمر ويعرض أين وصلوا، الرجل يتكلم عن عضلة متكاملة تم تطويرها بالمختبر من خزعة أخذت من عضلة سابقة وتم البناء عليها وطباعتها 3D .

ثم وضعوها ضمن محاليل معينة وأجروا عليها الكثير من الاختبارات. فنشاهدها بشكل مباشر، يعطيها صعقة كهربائية فتتحرك، تتحرك بنفس الطريقة الموجودة فيها عضلاتنا في أجسامنا الحالية.

عدد الشباب العربي الذين كانوا موجودين هناك عدد لا يستهان به كمحاضرين وليس فقط متلقين، قابلت شباب من مصر ومن ليبيا ومن المغرب الكل يجمعهم هذا الهم ولديهم كل الإمكانيات في ذلك الأمر.

العلاج المخصص

وأهم ما يتحدث عنه الذكاء الاصطناعي AI في الوقت الحالي هو تخصيص الطب لأشخاص بعينهم.

على سبيل المثال، عندما أحدنا يؤلمه رأسه فأول ما يلجأ إليه حبة بانادول، فهل من المعقول أن حبة البانادول هذه والتي يعتقد حسب بعض الإحصائيات أن الإنسان العادي يستهلك منها 70 حبة في العام.

هل يعقل أن حبة البانادول هي الحل الشافي لكل الملايين من البشر بنفس الطريقة؟ أم أن الأشياء بشكل متفاوت؟

هذا السؤال كان سؤالاً كبيراً، وبدأ العلماء يبحثون عن إجابات له، ووجدوا أنه يمكننا أن نخصص الدواء حسب تطبيقات معينة أن نخصص الدواء لأشخاص محددين.

مثل أن يرتدي أحدهم بعض المجسات على جسمه خلال السنة، مثل ساعة أبل على سبيل المثال. يرتديها خلال السنة.

وفي هذه الفترة نستطيع أن نفهم طبيعته الحيوية والبيولوجية وكيف يتحرك وينام ومتى يأكل ومتى يعطش وترسل المعلومات إلى خوادم معينة تقوم بتحليل كل نشاطاته الحيوية.

فإذا أصابه صداع على سبيل المثال، لا يقوم بأخذ الدواء المطلوب وإنما يلجأ إلى المستوصف القريب، ويعطيهم الكود الخاص به ويخبرهم أن رأسه يؤلمه.

فيعطوه حبة دواء ملائمة لطبيعته تحديداً ولم ينطبق عليه من معلومات، وحبة دوائه لا تصلح لغيره، وإنما مخصصة بشكل كامل له.

تطبيق تنظيم النوم

اليوم على سبيل المثال، هذا الشيء بدأ يكون موجوداً، فأنا استخدم على جوالي نظام لمساعدتي على النوم بشكل جيد، فهذا التطبيق اسمه Sleep Cycle تطفئ جوالك وتضعه بجانبك بطريقة معينة وتنام.

يقوم التطبيق بدراسة وضعك خلال النوم، في بدايته يخبرك أن تنام وحدك بدون شريك، الآن يخبرك حتى لو كان هناك معك شريك كزوجتك مثلاً يستطيع أن يفصل وأن يميزك وأنت نائم وليس شريكك.

ويقوم بتحليل كل المعلومات الخاصة بك أثناء نومك من خلال الموجات السمعية التي ترسل إلى الجوال، يعرف بالضبط متى نمت وكم مرة  تقلبت، وهل أنت منزعج في نومك أم كان نومك جيداً؟

هل كنت تحلم أم لم تكن تحلم، فيعرف عنك أدق التفاصيل، وإن ضبطه على وقت للاستيقاظ، سيوقظك في الفترة التي قبل الوقت عندما تكون في أخف درجات النوم.

لأنه لو أيقظك في أعمق درجات النوم ستوقف المنبه ولن تستيقظ، بل هو يختار اللحظة المناسبة حتى يوقظك فيها. ويبدأ بموسيقى هادئة. فتستيقظ عليها. وفعلياً جربته لفترة كان مريح للغاية.

معالج كمبيوتر ناسا ومعالج جوالي

ضرب مثال جميل، أريد أن أنقله، كان يتكلم المحاضر على أن أجهزة الجوال التي في أيدينا اليوم، مستوى المعالج الذي فيها يفوق بقدرته قدرة المعالج الذي أنزل نيل أرمسترونج على القمر أول مرة.

هذا الكمبيوتر الوحدة الرئيسية في ناسا NASA والذي كان عبارة عن عمارة، اختصر تقريباً في معالجات الجوال الحالي.

فيقول هذه الجوالات ليست قادرة فقط على أن تعطينا الوقت أو أن تصلنا بشخص معين، بل هي قادرة على تحليل ما هو أبعد من ذلك.

تخيلوا لو أن نفس هذه القدرات أوصلت إنساناً إلى الفضاء وأنزلته على القمر، فما الذي تستطيع هذه الجوالات أن تفعله اليوم في كل ما يتعلق بالجانب الصحي والنفسي أو غيره.

على سبيل المثال، تكلمنا على مراقبة النوم، لكن اليوم هناك أجهزة صغيرة توصل على الجوال وتستطيع أن تقيس بها درجة حرارة ابنك وبالتالي الجهاز يسجلها عنده في سجل يومي.

ويراقب كمية الماء والطعام الذي تتناوله عن طريق الأجهزة التي تلبسها في يدك وغيرها، ويراقب كل المعلومات الحيوية. هذا يعطي بعد فترة الأطباء القدرة على تشخيص حالتك قبل أن تصل إلى المستشفى.

يتوقع أن اليوم من المفروض أن يكون في المدينة خمسين أزمة قلبية، والمفروض أن يصلوا إلى المستشفى في أوقات معينة.

يتنبأ الجهاز لو تم وصل بالشكل الذي تحدثنا عنه عما سيحدث اليوم، من خلال جمع كل هذه المعلومات عن كل الناس في المدينة وتحليل سلوكياتهم وتحليل كيف سيتحرك هؤلاء الناس.

وبالتالي سنعرف أن المستشفى الفلاني ستصله عشرين أزمة قلبية اليوم، وفلان ستحصل له شيء في الكلى، وفلان في كذا، بالتالي الدور على المستشفيات سيتقلص بشكل كبير جداً لو تم تفعيل هذا الأمر.

برامج الفحوصات الجلدية

في تجربة قمت بها في بريطانيا قبل فترة، وهي تجربة عجيبة حقيقة، المشاكل الجلدية التي تظهر والتي تسبب سرطان الجلد مثلاً.

كانت الحكومة البريطانية قد طرحت على الكثير من الناس أن يذهبوا إلى أطباء GP ويخبروهم أن لديهم مشكلة يجهلونها في الجلد، ويتوقع أنها سرطان.

وانتشرت بشكل كبير جداً، فطلبوا من المخترعين حل هذا الموضوع، انطلقت مبادرات كثيرة جداً فجاء أحدهم بتطبيق على الجوال تستطيع أن تأخذ صورة المنطقة التي تغير فيها لون الجلد لديك.

والجوال لديه 300 ألف صورة مخزنة لكل ما يمكن أن يتعرض له الجلد من أذى، فيقارنها مباشرة وخلال دقيقة واحدة يعطيك النتيجة، ويخبرك إن كان لديك سرطان أو مجرد حساسية.

وهذه قلصت الاعتماد على الأطباء بنسبة كبيرة جداً، وقد جربت هذا البرنامج بنفسي في فترته التجريبية ونسبة الصواب فيه بلغت 97%.

فهو صادق لحد كبير، لكن تبقى مشكلة أخلاقية في طرحه، فلو كان طبيباً وسألته ما هذا، سيفحصك، فلو عرف أنه سرطان سيتكلم مع شخص من أسرتك حتى يدعمك نفسياً قبل أن يخبرك أن لديك شيء ما.

لكن عندما تتعامل مع تطبيق فإنه يعطيك نتيجة أنه سرطان، أي أن الموضوع مؤذي من الجانب النفسي.

شركات التأمين و الذكاء الاصطناعي AI

من استغل هذا؟ شركات التأمين. أخذت شركات التأمين الموضوع بشكل تجاري جداً فقالت أنها قادرة للوصول إلى طبيعة هؤلاء الناس.

في الماضي كان يتم التفريق بين الناس في سعر التأمين على الصحة، والناس الذين ليس لديهم مياه صالحة للشرب بشكل كافي. أو المناطق الأكثر فقراً يكون التأمين فيها أغلى من مناطق الأغنياء.

الآن بدأوا يحسبونها بشكل مختلف، فإذا كان الشخص كسولاً ويأكل كل يوم من ماكدونالدز ويشرب كولا من الحجم الكبير، فهذا معرض للإصابة بسكتة قلبية أكثر من الشخص الرياضي بمراحل.

فكيف أحاسب الإثنين بنفس الطريقة؟ فبدأت بعض شركات التأمين تشترط على من يقوم بالتأمين لديها أن يلبس السوار لتحسب عدد خطوات المشي.

وبعد كل شهر إذا كان يمشي في اليوم 10 آلاف خطوة فما فوق، يخصم من التأمين 10% وإن مشي 15 ألف فما فوق، يخصم من التأمين كذا.

حتى أن أحدهم يضحك، ويقول أنا أتبرع أن ألبس أساور الجميع وأسير فيها لكم والنصف بالنصف من التوفير، وهذا واحد من الأشياء مما تستغله الرأسمالية بشكل جميل.

التحكم بالروبوت عن بعد

أيضاً تجربة لطيفة جداً جربتها هناك ، وإن كانت على 4G وهم يبشرون فيها بشكل أكبر في 5G ، وهي قضية أن تتحكم بروبوت في مكان آخر. المهم أن نصل إلى هذه المرحلة.

وقد تم تجربتها في الصين، الحكومة الصينية تقول أنها نجحت، لكن الكثير من الآراء الغربية تقول غير ذلك، وهي إجراء عملية جراحية في الدماغ لجراح غير موجود أصلاً مع المريض في نفس الغرفة.

يضعون المريض ويخدروه وروبوت يقف فوق رأسه ويخرج الأطباء، والطبيب موجود أصلاً في غرفة أخرى وحتى في بلد أخرى.

ويجري العملية الجراحية عبر الإنترنت بكل تفاصيلها، والعملية كانت معقدة جداً لدرجة كانت في جزء من الدماغ.

الحكومة الصينية تقول أن هذا نجح، ولكن هي مسألة وقت أن ينجح الآن أم فيما بعد، هو سينجح بشكل أو بآخر.

أنا جربت التجربة على روبوت يحمل قطع ويوصلها من مكان إلى آخر، وأنا جالس في غرفة في المؤتمر، وأعطوني JoyStick كما التي للألعاب.

وتحكمت بذراع روبوتي في مدينة أخرى يحمل شيء من مكان ويوصله إلى مكان آخر، والكاميرا تصور حركتي بالضبط كيف نقلته من كذا إلى كذا.

وفعلياً تستطيع أن تصل بدقة عالية جداً ونسبة الخطأ فيها بسيطة جداً، وهذه في المستقبل القريب سيكون لها امتدادات مختلفة تماماً.

طباعة الأعضاء الحيوية

اليوم زراعة الأعضاء بها مشكلة، بأن تجد المتبرع الصحيح في الوقت الصحيح، وزمرة الدم والكثير من العوامل، ومن ثم الجسم يعاني لفترات طويلة جداً لأن هذا الجسم الغريب عليه وكذا.

فلماذا لا نأخذ خزعة من الحبل السري منذ ولادة الطفل، ونقوم بتنميتها في المختبر بطريقة آلية ثم نطبع منها ما يحتاجه الشخص خلال الفترات القادمة؟

كتب في الذكاء الاصطناعي

في كتاب هوموديوس Homo Deus للكاتب يوفال هراري Yuval Harari كتب في هذا المجال وتعمق فيه بشكل كبير جداً، والكتاب لم يترجم بعد، لكن تعمق في هذا المجال بشكل عجيب.

فيقول قد نصل في مرحلة من المراحل أن المستشفيات تختلف وظيفتها بشكل كلي، فيصير الشخص أول ولادته يأخذون الخزعة وينمونها وكل عشرة سنوات يغير أعضاؤه الداخلية بشكل كامل.

أو ما يرى التالف منها بشكل أساسي، مثل الكبد المتضرر بنسبة 10%، الطحال تضرر بنسبة 5% فنزيل الطحال ونضع الطحال الجديد ويخرج الإنسان من المستشفى إنساناً جديداً كأنه ولد البارحة.

فتصبح المستشفيات هي عبارة عن مشالح لقطع الغيار تأخذ وتركب قطع جديدة.

رأي الكاتب في الحياة والموت

يتنبأ الكاتب في هذا الكتاب أن يطول عمر البشر إلى 150 سنة على الأقل، لأنه لا يوجد سبب آخر بالنسبة له، وهو ملحد بالتالي وجود الله عز وجل والموت بسبب القدرة الإلهية منعدم عنده.

فهو لا يجد سبباً للموت، فأحد أسباب الموت اليوم هو ضعف في القلب أو ضعف في أحد الأعضاء يسبب ضعف الجسم، لكن لو أنهينا هذه المشكلة فسيكون مثل اللقاح.

كان متوسط أعمار الناس في الستينات والسبعينات ثلاثون أو أربعون سنة، اليوم الناس تعيش حتى السبعين، والمائة سنة لم تعد معمرة، وحتى الأمم المتحدة تحسب فوق المائة هو المعمر.

ما الذي يمنع إذا غيرنا كل الأعضاء الداخلية لشخص معين، أن يقودنا هذا لإطالة حياته وبالتالي نقترب خطوة أخرى من الخلود؟

فهو يأخذ الموضوع بشكل أكبر قليلاً فيقول عن إعادة الموتى، Reverse Engineering في بعض الخلايا أقاموا عليها بعض التجارب لإعادتها لشبابها واستهلك ذلك وقتاً كثيراً. فهو يتحدث عن تجديد الشباب.

منع الموت

يحكي أنه قد نصل في لحظة من اللحظات، وهذا ما زال في الخيال، لكنه الهدف التالي للبشرية التي تعمل عليه، أنها تمنع الموت أو تعيد من ماتوا إلى الحياة مرة أخرى.

وهذه الفكرة نشأت عليها شركات كثيرة بالمناسبة، تتفق مع أشخاص ويدفعوا أموالاً بأن يجمدوهم بالنتروجين لمائة سنة، ويقولون خلالها نعدكم أننا سنجد حلاً للموت، ونعيدكم للحياة في اللحظة المناسبة.

تعرف الآلة على الحالة النفسية البشرية

بقي شيء، وهذا كان سؤالاً كبيراً في المؤتمر. وهو سؤال عملي يشغل الأوساط العملية بشكل كبير، وهو قدرة الآلة على التعرف على الحالة النفسية.

علماء النفس، يقولون أنه لا يستطيع للنفس البشرية أن يفهمها إلا نفس بشرية شبيهة بها. أو على الأقل روح.

ويستشهدون ببعض الكلاب أو الحيوانات التي تشعر أنك متضايق أو حزين أو فرحان، فتفهم حالتك النفسية، لكن لا يستطيع أحد أن يفهم حالتك النفسية إلا أن يكون بشراً تقول له المشكلة التي أنت فيها.

في إيطاليا وجدت شركة إيطالية وذهبت لزيارتهم في روما، وقد عملوا على هذا الموضوع من خلال كاميرا، مثل كاميرا الكمبيوتر العادية.

يستطيع جهاز الكمبيوتر الخاص بك أن يتعرف على مزاجك اليوم إن كان متضايق أم فرحان أو حزين، ويعرف من خلال جدولك أين كنت مثلاً كنت في اجتماع مع مديرك وعدت متضايقاً.

مباشرة بمجرد جلوسك أمام الشاشة وعرف أنك متضايق، سيضع بعض الموسيقى لك هادئة ومرحة حتى يخفف عنك، وقد جربتها ولو بشكل تمثيلي.

فقد جلست أمام الكمبيوتر وكنت أضحك، فقال لي أن اليوم مزاجك جيد ووضع موسيقى مرحة وكان يتفاعل الجهاز معي بهذه الطريقة.

وبعد قليل عدت إليه وكنت عصبياً وصرخت أمام الجهاز، فقال لي حافظ على هدوئك والعصبية خطر على صحتك، وكذا.

فهذا التفاعل مع الآلة سيكون تفاعلاً مختلف جداً، وهذا يقودنا إلى سؤال فلسفي يطرح: ما دامت الآلة ستكون قادرة على التعرف على حالتك النفسية، وتتفاعل معها، ليس فقط التعرف عليها بل تتعامل معها.

هل هذا يخلق للذكاء الاصطناعي حالة نفسية خاصة به أم لا؟

وإذا خلقت له حالة نفسية خاصة فيه، أي إذا أصبح الروبوت في لحظة من اللحظات يشعر كما نشعر، هل يجوز لنا في لحظة من اللحظات أن نغلق هذا الروبوت ونطفئه؟ نسحب عنه الكهرباء؟

الذكاء الاصطناعي و تطبيقاته في مجال الطاقة

كان من ضمن المؤتمر، عدا المجال الصحي كان المجال الطاقة ومشاريع الطاقة. وهو أكثر مجال حيوي في الغرب بسبب الطلب على الطاقة بشكل كبير.

ودائماً هناك تهديدات على صادرات وواردات النفط، ونحن في منطقة نفطية وندرك ذلك أكثر من غيرنا، أي أنه هناك تهديد دائم على مصادر النفط، ودائماً هناك بحث عن مصادر جديدة للطاقة.

التقرير الذذي صدر عن الجامعة كان يتكلم أنه في 2050 سيكون 60% من العالم يأخذ طاقته من مصادر متجددة.

لكن المشكلة الأساسية والتي ما تزال قائمة هي عدم قدرة أشكال الطاقة الحالية على توفير طاقة كافية في كل الأوقات.

على سبيل المثال، في الصباح مع شروق الشمس تجد الخلايا الشمسية تعمل بشكل جيد، في الليل تتوقف تماماً لكن في الليل تشتد الرياح، فيمكن تعويضها بالرياح.

وقد بدأت شركات تعمل تحديداً في مجال الذكاء الاصطناعي AI في هذا المجال تحديداً، بدأوا يدمجون ما بين هذه الشبكات.

ويتكلمون عن شبكات هجينة Hybrid تقوم من تلقاء نفسها بإنزال الخلايا الشمسية وإبراز المراوح وما إلى ذلك، لمحاولة الوصول إلى توازن في هذا الجانب.

الذكاء الاصطناعي و تطبيقاته في مجال الزراعة

كان مجالاً لطيفاً لأنه لا نتوقع أن يتدخل الذكاء الاصطناعي AI في الزراعة بشكل مباشر.

لكن هناك شركة إيطالية زرتها عندما كنت في روما يتحدثون على شريحة نضعها على كل شتلة ولو كانت شتلة بقدونس، نضع عليها شرائح معينة لترسل كل المعلومات الحيوية المطلوبة للجهاز الخادم.

وكل شتلة يتم التعامل معها بانفراد، فيستطيع الروبوت القائم عليها أن يعرف أن هذه الشتلة لن تكون بنفس قدرة غيرها، فإما أن يغير مكانها أو أن يزيد الاهتمام بها حتى يوازن بينها وبين غيرها.

وهذه جزئية صغيرة في هذا المجال، لكن اليوم نتكلم عن أجهزة تزرع مئات الآلاف من الأشجار عن طريق طائرات درونز صغيرة.

ترسل رصاصات على الأرض تحوي شتلات قابلة للزراعة والحياة، ونتكلم عن ملايين الأشجار يمكن زراعتها بهذه الطريقة خلال أشهر قليلة

اليوم يتحدثون عن موضوع الأمازون، أن كيف يمكننا إعادة تشجير منطقة الأمازون من خلال الذكاء الإصطناعي أن نعرف كل شجرة أين كانت في السابق ونزرع شجرة جديدة في نفس المكان بدلاً عنها.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الخيري

وهذا مشروع أعمل عليه الآن مع شركة في تركيا، الموضوع أخذ قفزات مختلفة تماماً. واحدة من أكثر المشاكل التي تواجه أي مؤسسة خيرية هي تحرك مجموعات اللاجئين في المخيمات وغيرها.

كيف يخرجون من المخيم، إلى أي مخيم سيخرجون في حال تعرضه لمشكلة؟ إلى أين سيتوجهون؟ هل المنطقة التي سيتوجهون إليها صالحة أم لا؟ وأين نقيم المخيم؟

هذه أسئلة دائماً موجودة وموجودة بكثرة. فبدأت شركات من خلال المسح بالأقمار الصناعية لبعض الأماكن أن تعرف إن كان أنشئ مخيم في مكان ما، سيحتاج لكذا وكذا من الأدوات.

لكن يمكن أن يكون المخيم على بعد 2 كيلومتر من هذه المنطقة، فيكون أفضل ويكون له موارد من مياه وغيرها بشكل أفضل.

الاستعانة بالأقمار الصناعية

هناك قصة لبعض المخيمات في شمال سوريا، يتحرك الناس بطريقة صور الأقمار الصناعية تبين أن المخيمات كانت تتغير بشكل كبير جداً والناس ترحل إلى منطقة لا يوجد فيها أي شيء.

وفعلياً لن يستطيع أحد أن يفسر الموضوع، حتى جاء شخص Data Scientist فنظر إلى الصور وكان المشروع حينها مع القنصلية السويدية في اسطنبول.

فنظر للصور وقال الأرض لونها أسود، والكمبيوتر لم يستطع معرفة لماذا المنطقة لونها أسود بهذا الشكل، فاكتشفوا أن المنطقة كان بها آبار بترول.

ولما خرجت منها داعش، والآبار كانت قريبة جداً من الأرض، فالناس استوطنت هناك لتأخذ ما فاض من البترول ليبيعوه.

أحياناً حتى الإنسان لا يمكنه أن يحلل بشكل سريع، لكن تستطيع التكنولوجيا أن تحل فيها أشواط كبيرة جداً.

طباعة المنازل

المنازل في المخيمات مكلفة وبناؤها يستغرق وقتاً كبيراً جداً، لذلك المخيمات تبقى خيماً لسنوات، وشركات كثيرة بدأت تعمل على منازل تطبع من الخرسانة بشكل بيت جاهز خلال ساعتين فقط.

وأنا شاهدت هذه الأجهزة تعمل في إيطاليا وبريطانيا والاختبارات عليها، والحقيقة أنها مذهلة.

فالآلة بحجم أكبر من غرفة تنصب على أربع أرجل ويكون فيها مضخة تضخ الاسمنت لتبني الجدران الاسمنتية تصمد بشكل جيد في غضون ساعتين أو ثلاث.

مشاكل الذكاء الاصطناعي

دائماً مع كل تطور علمي يبدأ البحث عن مشكلات هذا التطور العلمي

من أكثر الأشياء التي قرأت عنها في هذا المجال كان التساؤل:

ماذا لو كان لديك روبوت طاهي واحتاج أن يطبخ لحماً ولم يجد لحماً الثلاجة وكان لدى الجيران قطة أو كلباً كيف سيفكر هذا الروبوت ويتصرف حيال ذلك؟

هذا السؤال على الرغم من بساطته لكنه يطرح فعلياً فلسفة عميقة جداً في هذا الموضوع، أنه كيف ستتعامل الروبوتات مع الكائنات المحيطة لها؟

ليس فقط الإنسان وإنما كل أنواع الكائنات؟ وكيف سيكون التفاعل ما بيننا وبينها؟

الشيء الآخر هل البشر فعلياً قادرين أن يتحملوا هذا النوع من التطور؟ اللامتناهي والسريع بشكل كبير جداً ؟

الحكومة البريطانية مثلاً والاتحاد الأوروبي طلبوا من شركات التقنية بشكل واضح أن يخففوا سرعة انطلاقهم، لأن القوانين التي نحاول أن نسنها مجرد أن نسن القانون يتعدونهم إلى موضوع آخر.

فلا نستطيع مواكبة التطور الذي هم فيه من ناحية القوانين وبالتالي تزيد الجرائم الالكترونية وغيرها لأنه لا يوجد قوانين تستطيع أن تحكم هذا الأمر.

فالسؤال الدائم هل سيستطيع الإنسان أن يلحق بالتكنولوجيا التي يحاول أن يطورها أم أن هذه المعادلة هي غير سليمة منذ البداية؟

الذكاء الاصطناعي و مستقبل الوظائف

أعلنت وكالة الأنباء الصينية أنها استطاعت كتابة ما يقارب 5 آلاف خبر كتبها روبوت بشكل كامل.

يأخذ منشوراً للرئيس الصيني ويحلله، ويقول أعلن الرئيس الصيني أن بلاده وصلت إلى المجال الفلاني، ويكتب الخبر، ومن ثم يعطيك خلفية عن الرئيس الصيني وخلفية عن الموضوع.

فهذه أخبار يمكن لها أن تخرج ويتناقلها الناس. وذهبوا خطوة أكبر من ذلك بأن قاموا باستعمال الذكاء الإصطناعي بخوارزميات معينة صمموا أشخاصاً يتحدثون فيقدمون نشرات الأخبار.

فلست محتاجاً بعد ذلك لمحرر النشرة ولا للمذيع الذي يلقي النشرة، فيمكن أن يلقي النشرة روبوت ويتفاعل معه.

هناك مجموعة من الكتب كتبها الذكاء الاصطناعي AI ، وهي كانت عبارة عن روايات، فوجدوا أن من الإشكاليات المنطقية فيها هي أن هذه الروايات تحمل معلومات، وتحمل كلمات كثيرة جداً.

لكنها لا تحمل في داخلها أي نوع من أنواع الروح، تخلو من الإبداع بشكل كلي. وفيها الكثير من التكلف في الكلمات، كمصطلحات يستخدمها شكسبير في لحظات لم تعد مستعملة في وقتنا الحالي.

ولكن أهم شيء يلفت الانتباه أنها ليس لديها القدرة على الفضول، وهذا ما يميز الانسان بشكل كبير، فالإنسان فضولي بطبعه، يذهب إلى المريخ ويغوص في المحيطات، من باب الاستكشاف.

الذكاء الاصطناعي و الأخلاقيات

جدلية هل هذا التطور العلمي الكبير اليوم والذي وصلنا فيه إلى أن نستغني عن بعض البشر لصالح الروبوتات. كيف سنتعامل معه؟

لأن ما يقال أن الروبوت سيعمل بدل الإنسان، وبالتالي الإنسان سيقوم بعمل أفضل ويفكر في أشياء أخرى أكثر أهمية من القيام بالعمل الروتيني الذي يستطيع الروبوت أن يفعله.

الجدلية هي ما يمكن أن يزعج، هو من يقوم بالغالب بالأعمال الروتينية هم الفقراء ومتوسطي الدخل وهؤلاء ليست لديهم الإمكانيات المالية ليذهب ويتعلم الشيء الآخر الذي لا يستطيع الروبوت القيام به.

ولا نريد في لحظة من اللحظات أن يصبح كل الناس مبرمجي ربوتات، أو أن يعملون أكثر من الروبوت.

مداخلات وأسئلة

شكراً جزيلاً أستاذ عبد الكريم، بارك الله فيك على هذه الإطلالة على موضوع الذكاء الإصطناعي من جوانب مختلفة.

ولا شك أنها فتحت شهية أساتذتنا الحضور للسؤال والاستطلاع والإدلاء بطرفهم عن الذكاء الإصطناعي ومع هذه الآلة التي يبدو أنها تسعى تدريجياً لتحتل مواقعنا.

على بركة الله نبدأ المداخلات:

محمد حامد الأحمري

شكراً جزيلاً على هذه الإطلالة عن الذكاء الاصطناعي AI  والتعليق الطريف عن الأستاذ الذي قال علق قبل أن يأتي روبوت ويعلق مكانك.

المهم منذ فترة عرضنا كتاب عن مستقبل العقل وكان في الكتاب نقاش عن الروبوتات طويل، يتحدث عن أضرارها وفوائدها ومستقبلها إلى آخره.

لكن لفت انتباهي الحديث عن قدرة الإنسان مستقبلاً وقدرة عقله أو أجهزة تركب في رأسه أن تؤثر على الآخرين. فما الجديد في هذا الموضوع؟

عبد الإله المنصوري

لدي سؤال عن الذكاء الإصطناعي هل هو ذكاء اصطناعي أم ذكاء إنساني؟ وفي النهاية هو صناعة إنسانية. أصبح الإنسان رهينة لها.

الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر في الأربعينات أو الخمسينات من القرن الماضي والإنسان لم تصل تقنيته في مستوى ما يوجد عليه اليوم من وضع إنساني وعملي وتقني.

تحدث عن أن الإنسان أصبح أسيراً لتقنية. فما بالنا اليوم بعد ستين أو سبعين سنة. أسيراً لماذا؟

هل الإنسان هو أسير التقنية أن التقنية أسيرة الإنسان في النهاية كلنا نملك بطاقة ATM فإذا انطفأت الكهرباء نصبح أسرى لهذه التقنية. وهذا قبل عشرين سنة.

إبراهيم الدويري

أعتقد أني قرأت في كتاباً لعلي عزت بوجوفيتش أن الجهاز مهما وصل إليه من الذكاء فإنه لا يستطيع أن يقول شعراً.

فالحقيقة أنه يمكن للأجهزة أن تتحول إلى أجهزة مساعدة مسهلة للحياة تحل بعض الإشكالات الطبية.

لكن كينونة الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى ( وكرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى وعلى حسن صنيعه.

القضية الثانية التي أشار لها في الكتاب هراري معالجة الموت وإطالة العمر، طبعاً من الناحية الشرعية الأصولية ذكر الله تعالى في سورة الرحمن الكثير من الآلاء والنعم للإنسان.

فبأي آلاء ربكما تكذبان، إلى أن قال: كل من عليها فان، فالإنسان بطبعه يخاف من الموت، فقالوا ما هي النعمة التي ذكر الله سبحانه وتعالى في إنهاء الإنسان وموت الإنسان.

فقالوا: من نعم الله سبحانه وتعالى أنه الأجيال لا تتكاثر بهذه الأشياء لأن يكثر تراكم الحقوق، فلو أن جدك الأول ما زال حياً وما دونه كلهم موجودون.

مصطفى عبد الباسط كريدي

أشكر المتحدث عن هذه الإطلالة الجميلة والمتنوعة حول الذكاء الإصطناعي ، وأود أن أضيف حول الذكاء الإصطناعي واللغة، أو اللغة إذا كانت هي مرادف للإنسان، لأن الله عز وجل كرم الإنسان بالأسماء.

فهم اللغة

بالنسبة للذكاء الاصطناعي كان التحدي الكبير له هو أن يفهم اللغة ثم يعبّر. قديماً كانوا يتخيلون أن القضية هي قضية خوارزميات تركب في هذا الروبوت ويعمل.

لكن بعد ذلك واجههم أن هذه الخوارزميات لا تفيد كثيراً، والآن الأبحاث اللغوية ترتبط بالذكاء الاصطناعي وتحديات الأسلوب كثيراً.

فكانوا يعتقدون أن كل تمثل ذهني له خوارزمية معينة يمكن أن نعبر عن الحالة الذهنية بخوارزمية، والعكس أيضاً. لكن يبدو أن هذا لم ينجح معهم.

النظريات اللغوية

بعد ذلك بدأت النظريات اللغوية المتعلقة بالحاسوب و الذكاء الإصطناعي تتنازل عن كون التمثل الذهني أن يمثل بخوارزمية.

فمثلاً جون سيرل بدأ يقول أن هناك أشياء يمكن أن تمثل بخوارزميات نسميها Exploit أي القول الصريح، وهناك أشياء تلميحية لا تفهم إلا في المحيط وهنا التحدي بالنسبة  للذكاء الاصطناعي AI.

التداولية

بعد ذلك أيضاً في ما يسمى التداولية، وجدوا أن أكثر الأقوال تحتاج إلى سياق يفهم، أحياناً من الشعور أو من النظر وهي لست بالخوارزميات.

التداولية المعرفية بعد ذلك عندما علوم العقل والمعرفة وصلوا بتعقيد أكثر وهو التحدي الكبير أمامهم كيف أن هذا الجهاز الصناعي يفهم بالطريقة الإنسانية، سواء عما يعبر عنه أو ما يستقبله.

فالخوارزمية إلى الآن لا تخدم كثيراً في هذا المجال ويبحثون عن كيفية عمل الذهن البشري وحسبي بحثي في هذا الشأن لم يصلوا إلى إجابات شافية.

نظرية الملائمة Relevance

هذه النظرية تدعي أن الذهن لا يعمل بطريقة الخوارزميات إطلاقاً، سواء في الاستقبال أو في الإرسال، وبذلك هم فتحوا أسئلة كبيرة ويحاولون الإجابة عليها. وشكراً جزيلاً.

رياض المسيبلي

الشكر للأستاذ عبد الكريم على الإطلالة النادرة، الذي طرحته اليوم يشكل السلاح خارج موضوع الذكاء الإصطناعي وخارج المقالات العلمية.

فماركس لولا دخول البشرية في العصر الصناعي والثورة الصناعية ما كان يستطيع أن يشكل نظريته التي قلبت العالم بعده.

فالإشكالات الفلسفية الفكرية التي تنشأ من مثل هذه المواضيع، هي التي لها الأثر البليغ في حياة الناس. وأنت طرحت الكثير منها.

القدرات الشابة العربية

الشيء الآخر الذي لفت نظري خارج الموضوع نوعاً ما ومتصلاً به من جهة أخرى، هو هذا الشباب العربي الذي وجدته هناك وكأن بلدانه طاردة له.

وهذا شيء محزن أن هذه القدرات والكوادر لا نستطيع أن ننتفع بها في بلداننا وهذا أمر يعود بشكل كبير إلى وجود الحرية في قسم من الأرض وانعدامها في قسم آخر.

إذا لم تكن هناك حرية فابحثوا بأي إبداع كائناً من كان، سواء علمي و أدبي أو غير ذلك.

كتاب The Shallows

أتذكر من الأشياء التي دخلت فيها بالموضوع كان قبل عشر سنوات كتاب لرجل اسمه نيكولاس كار سماه The Shallows السطحي أو الضحل.

الكتاب لم يترجم إلى الآن بل ترجم له كتب أخرى ليست بذات الأهمية، وكان يتكلم عن أثر الإنترنت في حياة الناس، وما هي التبعات التي سيصنعوها في المستقبل.

وقدم بمقدمة بعضها علمية عن ما سماه Brains Plasticity مطواعية الدماغ وأن الأمر الذي كان لحدود القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين أن الدماغ كتلة جامدة  وليس فيها المطواعية التي اكتشفها.

خاصة مع تطور علم الأعصاب Neuroscience وغيرها في الخمسين سنة الماضية، خاصة في بداية الألفية الثالثة.

تجارب مثيرة

وتكلم عن تجارب كثيرة كان بعضها مثيرة جداً، مثلاً يذكر أن الإنسان الذي فقد طرفاً من أطرافه فبدلت له يد صناعية أو قدم صناعية مع مرور الوقت إذا طرقته بشدة على هذه اليد يشعر بالألم.

مع أنها لا صلة لها من ناحية التركيب بجسد الإنسان لكن الدماغ اعتبرها عضواً من الجسم وتعامل معها على هذا الأساس.

تكلم عن موت بعض الخلايا، ثم توسع أقسام من الدماغ على حساب الخلايا الميتة حتى لا تضيع هدراً.

ففسر مثلاً أن الأعمى لديه قدرة على الحفظ لأن الخلايا المسؤولة عن النظر مجاورة للخلايا المسؤولة عن السمع فيموت هذا الجزء فيفكر الدماغ أنه يجب ألا يهدر فتتوسع خلايا السمع وتكون مساحتها أكبر.

سائقي التكسي أجروا عليهم اختبارات رسوم دماغية، فاكتشف أن سائق التكسي قبل Navigation يجب عليه حفظ الأماكن.

والسائق الذي يقود التكسي أربعين سنة في شوارع لندن الجزء المسؤول عن الذاكرة أوسع بكثير من الرجل العادي أو حتى سائق التكسي لمدة خمس سنوات.

هذه المطواعية أدخلت العلوم والتصور عن الدماغ في مداخل جديدة جداً، لكن يبقى في الأخير أن هذه الأشياء ستطرح أسئلة أخلاقية فلسفية خطيرة جداً.

ولا أدري هل تنور لنا الموضوع من النواحي الأخلاقية هل كتب في الموضوع؟ هذا سؤالي وشكراً جزيلاً لك.

عبد الله لحبيب

شكراً جزيلاً للأساتذة الكرام، وشكراً على هذه المداخلات التي بعضها لا يخلوا من طرافة وأسئلة.

جئت اليوم وفي ذهني أن أشتكي من أن الروبوتات كانت ستفقد شرطة المرور وظائفها. والآن أخرج وأكاد أتيقن أن مفسري الأحلام سيفقدون وظائفهم حتى قبل أن يتطور الذكاء الاصطناعي AI .

بسبب هذه البرامج التي تحلل نوم الإنسان وتعطيه بيانات أنه يحلم ويمكن مستقبلاً أن تفسر هذه الأحلام. الذكاء الاصطناعي 

بالنسبة لنا في العالم العربي نواجه مشكلة مركبة، فهي في الغرب اليوم يتحدث فيها عن فقدان بعض الوظائف ومشاكل ستواجهها الحكومات في التقنين.

لكننا في العالم العربي مازلنا نستورد هذه الجوانب السلبية من هذه التكنولوجيا التي تشغل أوقاتنا وربما لا تكون مفيدة كثيراً لصحتنا إنما تدمر ذاكرة الأطفال وتدمر كثير من الملكات.

فهل يمكن للأستاذ أن يقدم فكرة عما في العالم العربي من محاولات استقدام للنافع من هذه التكنولوجيا حتى يخخف من الضرر؟

الفقهاء كانوا يتحدثون ويتناقشون حول زراعة أعضاء الإنسان، واطلعت على بحث حول زراعة قلب غير المسلم للمسلم أو زراعة قلب المسلم لغير المسلم وبعض الإشكالات النفسية والشرعية حول هذا.

إذا تطورت الصناعة وتحدث عن إحياء الموتى مع أن الموضوع ما زال بالنسبة لنا خيالاً، فماذا سيقول الفقهاء عن إحياء الموتى ومحاولة إطالة أعمار البشر؟ الذكاء الاصطناعي 

إجابات الدكتور عبد الكريم العوير

فيما يتعلق باستيراد التكنولوجيا، يقال أن الطفل الذي ينشأ وهو يعرف كيف يستخدم الكمبيوتر، سيكون أسهل عليه أن يتعلم برمجته في المستقبل من أبوه الذي طرأ عليه الكمبيوتر في وقت لاحق.

ونفس الشيء الطفل على الأيباد، وهو صغير سيكون قادراً على التعامل مع هذا الكائن أفضل منا نحن الذين سيطرأ علينا في  وقت لاحق.

فربما ليست بذلك السوء في النهاية وإن كنا نحن مستهلكين لهذه التكنولوجيا، لكن في لحظة ما سنكون قادرين على إعادة استخدامها.

وأنا اعتقد أن المناخ الذي فيه حرية يبدع فيه الناس، وذكرت عدداً كبيراً من الشباب العرب قابلتهم هناك كانوا متحدثين رئيسيين في المؤتمر الذي يدعى إليه أعتى القوم.

ولدينا حالات كثيرة لشباب برزوا في اليابان وغيرها، وأعتقد لو توفر في لحظة ما مناخ الحرية لاستطاعوا أن يصنعوا شيئاً مهماً جداً.

جهاز التحكم الدماغي

بالنسبة للسؤال هل يؤثر ما يلبسه الإنسان في رأسه على إنسان آخر، حقيقة هذا الموضوع من الممكن أن يدرس.

أعطونا تجربة بسيطة لتحريك روبوت فقط من خلال التفكير، فألبسوني قبعة عجيبة ووصلوها بأذني ووضعوا روبوتاً أمامي، وقالوا تحكم بالروبوت بالاتجاهات.

كان يستجيب الروبوت إلى 50 إلى 60% من الأوامر، وكنت أفكر بعقلي أن يسير إلى الأمام دون أن ألفظ شيء وكان يتحرك وهذا بذاته شيء رهيب.

تفسير الأحلام

بالنسبة للأحلام استطاعوا أن يسجلوا جزء من حلم، وهذا ما يزال في بداية الأمر وأن يتعرفوا على المواد الأساسية التي كانت في الحلم. وهذه الأمور موجودة وعليها دراسات كثيرة وستغير طريقتنا للأحلام.

وهذا كان السؤال هل الأحلام مجرد خيال تتخيله في عقلك أم هو فعلياً وظائف حقيقية للعقل ويدخل فيها تقاطعات كثيرة، من مثل الاسقاط النجمي وغيرها وهذه قضية شائكة.

هل الذكاء الاصطناعي اصطناعي أم بشري؟

في النهاية الإنسان هو الذي يصنع هذه الخوارزميات التي تقود إلى هذا الذكاء الاصطناعي AI .

لكن من الجميل من الروبوت الذي طورته Google ليتعلم لعبة GO وهي لعبة من أصعب اللعبات التي يلعبها الإنسان ويفوز فيها.

الجميل في ذلك الاختبار أنه أحضروا كمبيوتر خادم عادي تقليدي ليلعب هذه اللعبة، مع خادم وضعوا فيه آخر ما توصل إليه العلم من ذكاء صناعي وتواجهها مع بعض.

فالخادم الحديث لم يكن يعرف أي شيء عن هذه اللعبة ولا حتى قوانينها، وبدأ يلعب مع خصمه ويخطئ، وبدأ يتعلم من أخطائه.

واستمرت محاولات كثيرة بعشرات الآلاف من المرات حتى استطاع أن يتغلب على خصمه الكمبيوتر.

فنحن لسنا نتكلم عن آلة تتعلم من إنسان، نحن نتكلم عن آلة تتعلم من آلة وتستفيد من أخطائها وتجاربها السابقة وتبني عليها أحكام للمستقبل.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

هذا أمر آخر لأننا يمكن أن تبقى الآلة تتعلم من تصرفاتها، ويمكن أن تصل إلى مرحلة من المراحل تعتقد أن الإنسان هو الخطر على الأرض.

بالنهاية لديك 7 مليار إنسان يستهلكون ثروات هذه الأرض، فلو أن هناك روبوت يفكر سيتخذ قراراً بإزالتهم ويترك بقية المخلوقات لتنعم بحياة أفضل.

فهذه واحدة من المشاكل المدمرة في المستقبل.

خاتمة

شكراً بارك الله فيك.

أشكركم والسلام عليكم إلى لقاء جديد في حلقة قادمة من برنامج أسمار وأفكار عن الذكاء الاصطناعي AI  والمستقبل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الذكاء الاصطناعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى