الشيفرة الرقمية الجيماتريا : في الأزمنة القديمة كانت كثير من اللغات خالية من رموز الأرقام، وكانوا يستخدمون الحروف الهجائية، فلكي تكتب رقم 1 تضع حرف الألف.
ونفس الموضوع في اليونانية والعبرية، ففي اللغة العبرية هنا كالشيفرة الرقمية الجيماتريا ، وهي أن كل حرف من أحرف اللغة العبرية الاثني والعشرين، له مقابل رقمي.
الشيفرة الرقمية الجيماتريا
أن الحروف مرتبة بطريقة، أبجد هوز حطي كلمن صعفس قرشد، أي أن حرف الألف يساوي 1، وحرف الباء 2 وهكذا، إلى الحرف العاشر الياء رقمه 10.
ثم حرف الكاف 20 في الشيفرة الرقمية الجيماتريا إلى حرف الصاد 90، ثم القاف والراء والشين والتاء 100 و200 و300 و400.
ولو كنت تريد أن تكتب 25 نأتي بالحرف 20 أي الكاف، والحرف قيمته 5 الهاء، وتضعهم قرب بعضهم البعض.
ولو فتحت الكتاب المقدس العبري، ستجد كل فقرة قبلها حرف، مثل الفقرة الأولى قبلها حرف الألف، أي أنهم يستخدمون الحروف للتعبير عن الأرقام، لأن اللغة العبرية ليس لها رموز مخصصة للأرقام.
وهذا الموضوع لم يكن معقد بالنسبة لهم، وكان طبيعياً لدرجة أنهم اخترعوا أنظمة تشفير، بناءً على المقابل العددي للأرقام.
مثل كلمة مصر، هناك حرف الميم والصاد والراء، نجمع قيمتهم الرقمية، فيكون هو المقابل العددي لكلمة مصر 42+90+200= 330.
فلو كنت جاسوساً وتريد أن تكتب رسالة مشفرة، أو أنك ذهبت إلى مصر، وتريد إخفاء كلمة مصر لأي سبب، تقول ذهبت إلى 330.
وطبعاً هناك عدة كلمات لها مقابل عددي، فلا أحد سيفهم أن المقصود هو مصر، لأنها مشفرة، وقد يكون المقصود هو قطارك، مثل جملة ذهبت إلى قطارك.
وقطارك مقابلها العددي 330 مثل كلمة مصر، وقد تشفر بطريقة ثانية، بدل كتابة ذهبت إلى 330 تقول ذهبت إلى قطارك.
والذي تصله الرسالةفي الشيفرة الرقمية الجيماتريا بناءً على الاحتمالات التي لديه، سيعرف أنك ذهبت إلى مصر.
حساب الجمل
هذه الطريقة اسمها حساب الجمّل، وهناك طريقة أخرى اسمها أتباش، وهي أن أول حرف من حروف الهجاء، يقابل الحرف الأخير أبجد هوز حطي كلمن صعفس قرشد.
أي أن حرف الألف يقابل التاء وحرف الثاني يقابل الحرف الثاني، طرق التشفير باستخدام الحروف والأرقام كانت معروفة منذ زمن.
الشيفرة الرقمية الجيماتريا والتوراة
الكتاب المقدس التوراة فيه أشياء مخفية ومشفرة بهذه الطرق، حتى أن اليهود أنفسهم تحدثوا بها في تفسيراتهم، وذكروا 32 معيار أو قاعدة لتفسير التوراة ومنها الشيفرة الرقمية الجيماتريا .
مثل النص: وملك شيشك يشرب بعدهم، وعند العودة لمرجع يهودي يترجم شيشك إلى بابل، وغيره يقول أن شيشك هي شيفرة المقصود بها بابل، وشيشك تكتب في العبرية ش ش ك.
ولو استخدمنا طريقة أتباش، فيكون الحرف المقابل للشين هو الباء، لأن الشين هي الحرف القبل الأخير، والمقابل هو الحرف الثاني والكاف المقابل لها حرف اللام.
وعند العودة إلى دائرة المعارف الكتابية، تجدها تقول عن شيشك، الأرجح أنها كلمة ملغوزة، تتكون من الحروف المقابلة من آخر الأبجدية.
وذكر التلمود أيضاً أمثلة مختلفة في العهد القديم، باستخدام حساب الجمّل أوالشيفرة الرقمية الجيماتريا ، والعهد الجديد نفسه استخدم التشفير في نص واضح وصريح.
في سفر الرؤيا رؤيا يوحنا الصفحة 13 فقرة 18، نجد أن هناك وحش سيأتي في آخر الزمان، ويضل الناس وأن هذا الوحش هو إنسان وعدده 660.
فلم يكتب اسم هذا الإنسان المضل، بل كتب المقابل العددي لاسمه، وبعض المخطوطات تقول 616 أو 666، ولنعد لتفسير أنطونيوس فكري لرؤية 13 و18 ستجده يقول:
كانت الحروف الأبجدية لها دلالات رقمية قبل اختراع الأرقام، وكان ذلك في اللغات اليونانية والرومانية والقبطية والعبرية، ويميز الحرف عن الرقم بوضع شرطة فوقه فيصير رقماً.
كان كل إنسان يقوم بحساب رقم اسمه، ولنأخذ مثالاً عن إنسان اسمه عادل، عندما يكتب اسمه في القبطية، يكون رقم اسمه 40، وهي طريقة تشفير اسمية.
والله يعطينا هنا دليلاً لاكتشاف شخص الوحش أو ضد المسيح، وذلك بأن نكتب اسمه باليونانية ونحسب أرقامه، فسيكون عدد اسمه 666 وهناك غيره من التفاسير.
والمهم هذا مثال واضح على الشيفرة الرقمية الجيماتريا بطريقة حساب الجمّل، وهكذا أثبتنا وجود التشفير في الكتاب المقدس التوراة، في العهد القديم والعهد الجديد.
يهود أعلنوا إسلامهم وكشفوا شيفرات في التوراة
ليس هناك أي طريقة لإنكار التشفير في التوراة وأدلته واضحة جداً، والمفاجأة أن هناك حاخامات كبار أعلنوا إسلامهم وكشفوا بعض التشفير، الذي يخفي نبوءة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة.
وهذا كلام أشخاص متخصصين تعمقوا بدراسة التوراة والتشفير فيه، ونذكر اثنان فقط أولهم من القرن الثاني عشر الميلادي، وهو الحبر صموئيل بن يهوذا بن أبون.
الحبر صموئيل المغربي
من مدينة فاس في المغرب، كان معاصراً لموسى بن ميمون اليهودي المشهور، ويحكي صموئيل بن يهوذا عن والده فيقول: أنه كان أعلم أهل زمانه بعلوم التوراة.
والحبر صموئيل بن يهوذا درس العبرية والتوراة وتفاسيرها والفقه اليهودي، وأتقنه في عمر 13 عاماً ودرس الرياضيات والهندسة والطب، وعاش في سوريا والعراق وإيران.
وأسلم بعد أن بلغ مرتبة عالية في العلم، واشتهر بين العرب باسم صموئيل بن يحيى المغربي، وألف عدة كتب منها إعجاز المهندسين.
كتاب بذل المجهود في إفحام اليهود
ألف صموئيل بن يهوذا كتاباً مهماً جداً اسمه بذل المجهود في إفحام اليهود، ويعرف اختصاراً بإفحام اليهود، وكان لاسلامه أثر كبير على اليهود.
حتى أن الفيلسوف اللاهوتي اليهودي سعيد بن منصور بن كمونة، ذكره في كتابه تنقيح الأبحاث في الملل الثلاث.
وقال: واستدل صاحب كتاب الإفحام الذي كان يهودياً فعاند اليهود وأسلم.
موضوع اسلام صموئيل بن يهوذا بن أبون، كان له صدى كبير بين اليهود، لدرجة أنهم لم يستطيعوا انكار ذلك أو تجاهله، وذكروه في كتبهم.
كتاب إفحام اليهود نشره مشيرا ليمان، وترجمه إلى الإنجليزية وطبع في المجمع الأمريكي للبحوث اليهودية في عام 1964.
وفي عام 1983 أعاد نشره الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي، ولكن هذه المرة كانت النسخة محققة.
أدلة عن إثبات نبوءة النبي محمد في التوراة
في كتاب افحام اليهود، يكشف الحبر صموئيل بن يهوذا بعض أدلة تحريف التوراة، ويتحدث عن النسخ في التوراة وأشياء أخرى كثيرة.
ولكن ما يهمنا الآن هو كلامه عن إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر عدة بنوءات صريحة، وكشف بعض أسرار التوراة بخصوص تشفير اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
نقرأ ما يقوله في الصفحة 115 حيث يقول تحت عنوان الإشارة إلى اسمه في التوراة : قال الله تعالى في الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة، مخاطباً إبراهيم الخليل عليه السلام.
وأما في اسماعيل فقد قبلت دعائك، ها أنا قد باركت فيه وأثمره وأكثره جداً جداً.
طبعاً هذا نص التكوين 17و20، والترجمة شبه مطابقة لترجمة الفاندايك، ويكمل ويقول: ذلك قوله نصاً بالعبرية:
وليشماعيل شمعي تخا هنى بيرخت أوتوا فريتي أوتو وهر فيتي أوتو بمُادمِاد
وكلمة بمُادمِاد، إذا عددنا حساب حروفها بالجمّل كان 92، وذلك يكون عدد حساب حروف اسم محمد صلى الله عليه وسلم فإنه أيضاً 92.
أي أن كلمة جداً جداً والتي هي بمُادمِاد، لو حسبت في حساب حروف الجمّل أوالشيفرة الرقمية الجيماتريا التي أثبتنا وجوده في العهد القديم والجديد، ستكون:
92 ومع حساب حروف محمد ستكون كذلك 92.
سبب تشفير اسم النبي صلى الله عليه وسلم
وسبب تشفير اسم محمد في هذا النص يجيب ويقول: وإنما جعل ذلك في هذا الموضع ملغزاً، لأنه لو صرح به لبدلته اليهود أو أسقطته من التوراة كما عملوا في غير ذلك.
فإن قالوا إنه قد يوجد في التوراة عدد كلمات مما يكون عدد حساب حروفه مساوياً عدد حساب حروف زيد وخالد وعمر وبكر، فلا يلزم من ذلك أن يكون هؤلاء أنبياء.
يتابع ويقول: أن الأمر كما يقولون لو كان لهذه الآية أسوة لغيرها من كلمات التوراة، ولكنا نحن نقيم البراهين والأدلة، على أنه لا أسوة لهذه الكلمات بغيرها من سائر التوراة.
وذلك أنه ليس في التوراة من الآيات ما حاز به إسماعيل الشرف كهذه الآية، لأنها وعد من الله لإبراهيم بما يكون من شرف اسماعيل، وليس في التوراة آية أخرى مشتملة على شرف لقبيلة زيد وعمر وخالد وبكر.
فهو يقول أن كلامهم قد يكون صحيحاً لو كان النص فعلاً فيه كلمة لها نفس رقم كلمة عمر، مثل النص الذي يتحدث عن اسماعيل وهذا غير صحيح.
نص ذكر اسم الرسول عليه الصلاة والسلام
لأن النص الذي يتحدث فيه عن اسماعيل يعطيه شرفاً كبيراً جداً ولا يوجد نص آخر له نفس المعنى.
يكمل ويقول: ثم إنه نبين أنه ليس في هذه الآية كلمة تساوي بمُادمِاد التي معناها جداً جداً، وذلك أنها كلمة مبالغة من الله سبحانه فلا أسوة لها بشيء من كلمات الآية المذكورة.
وإذا كانت هذه الآية أعظم الآيات مبالغة في حق اسماعيل وأولاده.
وكانت تلك الكلمة أعظم مبالغة من باقي كلمات تلك الآية، فلا عجب أن تتضمن الإشارة إلى أجل أولاد إسماعيل شرفاً وأعظمهم قدراً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وإذ قد بينا أنه ليس لهذه الكلمة أسوة بغيرها من كلمات هذه الآية، ولا لهذه الآية أسوة بغيرها من آيات التوراة فقد بطل اعتراضهم.
وهناك نقطة مهمة غير مذكورة في كلام الحبر صموئيل بن يهوذا ولكن قد ذكرها غيره من العلماء، وهي أنه في باقي الفقرة يقول عن إسماعيل وأجعله أمة كبيرة.
كلمة أمة كبيرة في العبرية هي غيغا دول، ولو حسبناها نجدها رقمياً 92 أي مساوية لكلمة بمُادمِاد، وكلمة محمد وكل هذا في فقرة واحدة فقط.
موقف علماء اليهود
موسى بن ميمون وهو واحد من أكبر وأهم أحبار اليهود على مر التاريخ، وله منزلة كبيرة بين اليهود، عاش في نفس زمن الحبر صموئيل بن يهوذا.
وحاول أن يرد على هذا الكلام فقال: ومما يجب أن تعلمه أن الاسم الذي يزعم الاسماعيليون، أي المسلمون، أنه مكتوب في التوراة ليس هو محمد بل إنه أحمد، وليس عدد بمُادمِاد مثل عدد هذا الاسم.
وموسى بن ميمون يريد أن يوهم أتباعه والمسلمين، أن النبي المبشر به في التوراة باسم أحمد وليس محمد، وأن كلمة أحمد لا تساوي بمُادمِاد.
ولكن كلامه غير صحيح، فنحن لم نزعم أن النبي مذكور في التوراة باسم أحمد، فهو كان يكذب حتى يدافع عن اليهودية وهذا يؤكد خبث اليهود.
ونلاحظ شيء مهم وهو أن موسى بن ميمون لم يجرؤ على انكار قاعدة حساب الجمّل أوالشيفرة الرقمية الجيماتريا .
ولم ينكر التفسير بهذه الطريقة لأنه يعلم أنها من صميم دينه ويعرف الأمثلة التي ذكرنها وغيرها.
الحبر عبد الحق الإسلامي المغربي
الحبر عبد الحق الإسلامي المغربي من أحبار سبتة في القرن الرابع عشر الميلادي، الذي ترك اليهودية وأسلم وعرف بالإسلامي.
وأسلم بعد أن درس التوراة وتعمق فيها، وتبين له بالأدلة القاطعة صحة الإسلام وصحة نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وله كتاب الجازمة على الرسالة الحاكمة، وله كتاب الحسام الممدود في الرد على اليهود، وفيه يتحدث عن نسخ شريعة الإسلام للشرائع السابقة، وينتقد اليهودية ويبين ضلالها.
ويتحدث عن منجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويعرض أدلة كثيرة على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال التوراة وغيرها من خلال التشفير.
كتاب الحسام الممدود في الرد على اليهود
يقول في صفحة 79 وما بعدها: اعلم أرشدك الله، أن حساب أبجد قاعدة من قواعدهم، وعليها مدار دينهم في فرائضهم وسننهم، وهذا ما لا ينكرونه قط لا بوجه ولا بحال.
وهنا يذكر أن حساب الجمّل هو قاعدة من قواعد التفسير والتشفير في اليهودية، ويعتمدون عليه كثيراً ولا ينكرونه وقد وضحنا ذلك سابقاً.
ويذكر أدلة كثيرة من حساب الجمّل أو الشيفرة الرقمية الجيماتريا على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول في الفصل الرابع:
يتبين فيه أن الله تبارك وتعالى بشّر أبانا إبراهيم عليه السلام وابن هاجر وهو إسماعيل، بخروج محمد صلى الله عليه وسلم، والنص في ذلك:
وليشماعيل شمعي تخا هنى بيرخت أوتوا فريتي أوتو وهر فيتي أوتو بمُادمِاد
وشرحه: ودعوتك لإسماعيل مقبولة، سأبارك فيه وأكثره وأنميه، ويخرج منه محمد عليه الصلاة والسلام.
ويدل على اسم محمد قوله بمُادمِاد، لأن عدده 92 واسم محمد كذلك، وهذا مما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم موجود في كتبهم، وهم ينكرونه لعنهم الله وأذلهم بين خلقه.
وهذه القاعدة قد قررنا أنها من قواعدهم وأصولهم، يبنون عليها فرائضهم في أكثر مسائل دينهم، وأنهم بدلوا ما كان من اللصوص في هذا المعنى حسداً منهم لعنهم الله وأذلهم.
وإن هم أرادوا نقض هذه القاعدة وقالوا: لا تستعمل في هذا المحل، قلنا لهم: تخصيصكم هذا المحل وما أشبهه بعدم الاستعمال تخصيص غير مخصص وهو باطل.
وهم دائرون بين شيئين، إما رفض جميع ما بنوا على هذه القاعدة، وإما استعمالها فيما ذكرناه، وأيما كان فهو محصن لمطلوبنا ومنتج لدليلنا.
اعترافات العلماء في دراسة التوراة
وهذه اعترافات علماء أفنوا حياتهم في دراسة التوراة وعلومها وعرفوا أسرارها وخباياها، فقرروا أن يسلموا لله رب العالمين.
لأنهم رأوا أن الكتاب له نبوءات مختلفة في درجتها لتكون الحجة واضحة وقاطعة، لذلك نجد القرآن يذكر أكثر من مرة أن أهل الكتاب خاصة اليهود يعرفون النبي محمد صلى الله عليه وسلم جيداً
(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)
حتى أن كثير من اليهود هاجروا إلى المدينة لينتظروا بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن عندما جاء النبي من العرب كفروا به وأنكروه حقداً.
إذ أنهم كانوا يقولون للمشركين، سيأتي منا نبي يحاربكم وينصرنا عليكم، ولكن عندما جاء النبي من العرب كفروا به (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).
المصادر
قناة البينة لمقارنة الأديان والرد على الشبهات – الشيفرة الرقمية الجيماتريا / YouTube
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com