الآدابالحياة والمجتمع

الفرق بين الرجال و النساء


لا أعرف إلى أي درجة يعتبر ما سأقوله معروفاً، هنا في دول اسكندنافيا ولكن، أكبر الفوارق في العالم بين الرجال و النساء ، في الطبائع والاهتمامات، هي في اسكندنافيا.

وقد تزايدت تلك الفوارق نتيجة لسياسة المساواة الصارمة التي تتبعونها، ماذا يعني ذلك؟

يعني أنه كلما كانت دولتك تميل لمساواة الجنسين أكثر، زادت الفوارق في الشخصية بين الرجال والنساء.

كيف تقيس ذلك؟ كيف تعرف ذلك؟

لقد طور علماء النفس أساليبهم في قياس الشخصيات، خلال الثلاثين عاماً المنصرمة، بنماذج إحصائية متطورة جداً.

والطريقة هي أن تعرض على الرجال والنساء اختبارات موثقة ودقيقة، تختبر بها ميولهم وشخصياتهم، وتفعل ذلك في جميع أنحاء العالم، مع عشرات الآلاف من البشر، في عينات تشمل العديد من البلدان.

ثم تنظر إلى الفوارق بين الرجال والنساء، ثم ترتب وتصنف ذلك حسب درجة الثراء، ودرجة المساواة الاجتماعية المفروضة.

وما ستجده هو أنه كلما زادت المساواة في المجتمع، زادت الفوارق بين الرجال والنساء.

لماذا تعتقد أن ذلك يؤدي إلى زيادة الفوارق؟

لأن هناك سببان فقط للفوارق بين الرجال والنساء، الأول ثقافي، والثاني بيولوجية أو جسدي، وإذا قمنا بتضييق الفوارق الثقافية، فإننا بذلك نوسع الفوارق بيولوجية.

أعرف أن الجميع مصدوم من سماع هذا، الحقيقة أن هذه ليست أخبار صادمة، فالعلماء أدركوا هذا قبل مدة، لا تقل عن خمسة وعشرين عاماً.

وقد تكررت خلال الشهر الماضي ثلاث مرات في ثلاث عينات متفرقة، بما في ذلك مجلة ساينس، التي تعتبر أفضل مجلة علمية في العالم، دون منافس، والتأثير ليس صغيراً بل هو تأثير هائل.

متشابهون ومختلفون؟

في المتوسط الرجال يهتمون بالأشياء والنساء تهتم بالبشر، وهذا في الواقع أكبر اختلاف سيكولوجي نفسي نعرفه بين الرجال والنساء.

ثم على الرغم من أن الرجال والنساء متشابهين بشكل عام، إلا أن الحالات القصوى هي التي يظهر فيها الفارق.

فمثلاً حتى تصبح مهندساً، ومن الواضح أن ليس كل شخص يصبح مهندس، يجب أن تكون لديك نزعة مزاجية معينة، لكي تصبح مهندساً، يجب أن يكون اهتمامك بالأشياء أكبر بكثير من اهتمامك بالبشر.

ومعظم من يمتلك هذه الصفة هم من الرجال، أما إذا أردت أن تصبح ممرضاً، فإن عليك أن تهتم بالبشر أكثر بكثير، من اهتمامك بالأدوات، ومعظم من يمتلك هذه الصفة هم من النساء.

وهذا يؤدي إلى اختلافات في الخيارات المهنية، وهي بالمناسبة اختلافات كبيرة جداً، في دول اسكندنافيا، خصوصاً في مجال الهندسة والتمريض.

هي اختلافات سببها الأكبر بيولوجي ولا يمكن أبداً تقليصها بالهندسة الاجتماعية، لا تتغير بمؤثر خارجي مثل التعليم مثلاً، وهذا ليس شيئاً سيئاً، يجب أن نسأل أنفسنا

ما هو الغرض من بناء مجتمع يقدم أقصى حدود المساواة في الفرص؟

أحد الإجابات هو لتوفير القدر الأكبر من المساحة للاختيار الحر، وإذا زادت مساحة الاختيار الحر، فإنك أيضاً تزيد حدة الاختلاف بين الرجال والنساء، لذلك لا يمكن الحصول على الأمرين معاً.

هل هي مسألة خلافية بين العلماء؟

يجب أن نفهم أنها ليست مسألة خلافية بين العلماء المطلعين، نحن نعرف هذا الكلام منذ 25 سنة، وهو تأثير معاكس لم يتوقعه أحد.

البيانات تشير إلى أن نتيجة السياسات التي تروجون لها، هي زيادة الفوارق بين الرجال والنساء، سياساتكم لا تفعل ما تريدون منها أن تفعله.

كلامي لا يعني أن التوجه نحو المساواة هو أمر سيء، ولكن نسبة هائلة من المساواة تم تحقيقها، ليس بواسطة القوانين الاجتماعية، وإنما بالتكنولوجيا والاختراعات.

التطورات التي ساعدت النساء في الحياة

القصة التي يتم تلقيننا إياها الآن هي: حتى ستينات القرن العشرين، حينما طورت النساء عقائدهن الداعية للمساواة.

كان الرجال قد قيدوا النساء، لكنهن نهضن وتحررن أخيراً، لكن الحقيقة هي أنه تقريباً منذ عام 1895 وما بعده، حدثت سلسلة من الثورات التكنولوجية، كانت قوية جداً في تأثيرها.

وقد سمحت للنساء بأن يتقدمن ويتحررن من القيود، التي كانت تؤخرهن في السابق، موانع الحمل هي أحد تلك الاختراعات، المرافق الصحية بكافة أشكالها، تطور السباكة وتوصيل المياه، كان له دور ضخم.

الفوط الصحية كان لها دور ضخم أيضاً، وكذلك المناديل المعقمة، كل هذه الاختراعات تم تطويرها، فسمحت للنساء بالتقدم بمعوقات بيولوجية أقل.

حينما أتحدث عن قضايا تتعلق بالجنسين الرجال والنساء، واختلافاتهم الشخصية، فإني أتحدث في الحقيقة في واحد من مجالات تخصصي، أنا أعرف الكتابات العلمية المتعلقة بذلك، وهي تقول ما قلته لكم بالضبط.

وكما ذكرت أيضاً لقد تم تكرارها ثلاث مرات خلال الشهر الماضي، لقد جاء في عدد من جريدة لندن تايمز، وقال أن النتيجة المكتشفة بأن الفوارق بين الرجال والنساء، بزيادة سياسات المساواة.

هي الآن من أقوى النتائج المكتشفة ثباتاً ومتانة، في تاريخ علم الاجتماع، فيمكنكم أن تفهموا هذا الكلام بالطريقة التي تعجبكم، ليس في الأمر أي متعة شخصية بالنسبة لي، كل ما في الأمر أنها الحقيقة.

 المصدر : يوتيوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى