قالوا عن الكبر أنه نوع من أنواع الغباء الفكري، لأن المتكبر يبني خيريته على غيره بناءً على معادلة فكرية خاطئة.
فهو يعتقد أن القبيلة س أفضل من القبيلة ص فيتكبر عليها ويعتقد أن الغني أحسن من الفقير فيتكبر على الفقير.
ويعتقد بأن الذي لديه جمال في الجسم أو الفكر أفضل من الذي لديه أقل جمالاً بتلك الصفات، فيتكبر عليه.
ويعتقد أن الجنسية ألف أفضل من الجنسية باء أو جيم أو دال فيتكبر على الشعوب وعلى جنسيات بأكملها.
وكلها معادلات خاطئة وبالتالي هو نوع من أنواع الغباء الفكري، لأنك تبني أنك أفضل من غيرك على فكرة خاطئة.
لماذا الكبر خلق سيء
حتى المسلم عندما يتكبر على غير المسلم معتقداً أنه أفضل منه، هناك خلل فكري لأننا لا نعرف الختام.
فقد يختم لهذا المسلم بأن يرتد ويكفر وقد يختم للكافر بالإسلام.
والكبر بالمناسبة هو أول ذنب ذكر في القرآن لأنه ذنب إبليس عندما عصى الله ولم يسجد لآدم وكان السبب الكبر
وبرر إبليس فعله قائلاً (خلقتني من نار وخلقته من طين) فنظر نظرة دونية إلى الطين واعتبر النار أفضل من الطين.
ولكن من قال ذلك، فهي معادلة مغلوطة وغباء فكري من إبليس، فالطين له فوائده والنار لها فوائدها.
فالمتكبر يأتي بمكبر مزيف ويكبر حجمه عن حجمه الطبيعي. ولذلك صفة الكبر هي لله فقط لا يشاركه فيها أي بشر.
بخلاف باقي الصفات مثل الغفور والودود والرحيم فتلك قد تكون صفات عند البشر.
لذلك صفة المتكبر هي فقط لله لأن الله سبحانه وتعالى أكبر من أي شيء وأي تخيل نحن نتخيله عنه.
وبذلك نفهم الحديث الشريف: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
لأنه يتصف بصفة هي من المفروض فقط لله سبحانه وتعالى، وهذا كان الفرق بين تعامل إبليس مع الذنب وآدم عليه السلام مع الذنب.
فإبليس عندما أذنب عاند وتكبر وآدم عندما أذنب تاب واستغفر.
ولذلك قالوا: رب ذنب أورث ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً
كيف يكون الكبر من الطاعة
والكبر يكون من الطاعة عندما يختال الشخص على الناس عندما يقدم خيراً لهم فيظن أنه أصبح ولياً وهذه مصيبة.
فلو أذنب أحدهم وشعر بأنه ذل أمام الله وانكسر هذا أفضل من قيام الليل والشعور بأنك أفضل خلق الله وعباده وتتكبر عليهم.
وتلك واحدة من الحكم من الذنوب، فيجب عندما يقوم شخص بذنب أن يرى حجمه الطبيعي ولا يتكبر ويختال على البشر.
علاج التكبر
علاج الكبر هو إخراج المعادلة التي جعلته يتكبر على البشر ثم يحللها وينسفها ويمسحها من دماغه.
وتكرار كلمة الله أكبر، فكلما شعر الشخص بأنه تكبر ووثق بنفسه يجب أن يتذكر بأن الله أكبر.
وأخيراً الإكثار من تذكر وضعك على فراش الموت، فعندها ستكتشف حقيقة ضعفك كإنسان.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com
