الحياة والمجتمعتعليم

المثالية تقف بينك وبين النجاح

المثالية : في دورة جديدة لي إسمها الإنتاجية، دخلت في أعماق هذه المسألة ودرستها بعمق، وسألت نفسي سؤالاً وبحثت عن الجواب العلمي عليه

[ حتى إني ألفت فيه مقياساً يقيس عوائق الإنتاجية ]

فوجدت بالعلم أن الإنتاجية يعيقها خمسة أمور، وألف بها مقياس لو طبقتوه ستعرفوا ما هو العائق أو العوائق الذي يسبب عدم إنتاجيتكم.

المثالية هي العائق

المثالية هي العائق

لكن العائق رقم واحد عند معظم الناس هو المثالية ، يريد هذا الإنسان أن يكون مثالياً، مثالي في حياته وفي إنجازه.

الله يرضى عليكم لا تكونوا مثاليين.

  • أولاً

عندما أتعامل مع نفسي أولاً على أني لست مثالياً، أنا في فترة من حياتي، أيقظني منها هذا المرض الطويل ، أكثر من غيره.

  • ثانياً

كنت أعتبر نفسي صاحب إنجاز وعطاء ومهارات ونحوها. وكنت أكثر  قدرة من غيري، لكن علمتني الحياة وعلمني هذا التأمل، هو أنك أنت لست بمثالياً .

وهناك من هو أفضل منك بكثير، ليس فقط في التقوى والعلاقة بالله، حتى في المهارات والإنجاز ونحوها.

سيدنا موسى عليه السلام لما سأله قومه من أعلم الناس، قال: أنا. فعاتبه الله عز وجل، وهو أهم نبي في لك الزمان ومع ذلك ابحث عن الخضر وتعلم منه.

لا تدعي العلم

ذات الشيء هنا، وأنا متأكد هناك أناس  أفضل مني، هذا يعلمنا التواضع، عندما تنظر لنفسك أنك لست مثالي ستتواضع.

عندما أنظر إلى علمي وأني لا أعرف كل شيء، سأكثر من قول لا أدري.

يمكن أن أكون مخطئاً، شخص مثالي لا يقولها، لكن غير المثالي يكثر منها،لأنها حقيقة المسألة.

أكثر من  هذا وأعمق عندما أحاول أن أنجز، لا تكن مثالياً،

قصة حدثت معي

حدثت معي قصة عطلتني كثيراً، جلست في الكتوراه عشر سنوات، ولست نادماً عليها، لأنني كنت أثناء وجودي في أمريكا، وكل اسبوع أسافر للدعوة إلى الله عز وجل.

جزاها الله خيراً أم محمد صبرت علي هي وأولادي.

والعشر سنوات لم يكن سببها فقط الإنشغال بالدعوة ، وإن كان هذا بفضل الله عزوجل . لكن لها سبب آخر، أني كنت مثالي فعطلت إنجازي

كيف كتبت رسالة الدكتوراه

تعرفون برسالة الدكتوراه، خاصة في العلوم التطبيقية ولها منهجية خاصة، وأول ما نبدأ به هو الدراسات السابقة.

في العلوم التطبيقية لا نقم بعينة واستفتاء وكذا، هذا فيالعلوم الإنسانية، نحن نقوم بتجارب وتطبيقات وأدوات كمبيوتر إلخ.

الباب الأول هو الدراسات السابقة التي كتبت في الموضوع، والباب الثاني  هو ما هي منهجيتي في البحث.

فجلست حوالي تسع سنوات في البابين الأولين، وكانوا جميعاً خمسة أبواب. وذلك لأني كلما انتهيت من دراسة وجدت دراسة أخرى، كلما فكرت في منهج وجدت منهجاً أفضل.

وظللت هكذا، إلى يوم من الأيام، أحد اساتذتي سألني لم أطلت؟

فقلت له، قأجابني: يا طارق ما هكذا تكتب الرسالة. سألته: كيف تكتب؟ قال: تكتب كاملة.

قلت: لكنها ستكون خطأ وخرابيط، فقال لي كلمة: اكتبها زبالة، ثم قم بتنظيفها وتطهيرها، لأنك عندما تكون مثالياً لا تنجز.

كذلك في حياتنا ومشاريعنا، إذا كان كل إنجاز يجب أن يكون مثالي ، فلن ننجز، فاقبلوا نسبة 80% في النسخة الأولى.

ثم حسنوها وحسنوها مع الأيام، هكذا تنجزوا وتنجزوا أكثر.

لا يوجد مشروع ولا كتاب أخرجته وهو مثالي ، أنا أعرف أن هناك أخطاء، لكني أعرف انها قابلة للتصحيح في النسخ الأخرى.

لا تكونوا مثاليين، تنجزوا. وفقكم الله تعالى.

 المثالية ..

د.طارق السويدان


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى