مال وأعمال

الملاذ الآمن في الأزمات الاقتصادية

أصبحنا نسمع مصطلح الملاذ الآمن Safe Haven بشكل كبير. فما هو هذا الملاذ وماذا تعرف عنه؟

ونسمع كثيراً تكهنات بدخول الاقتصادات بمرحلة الكساد الاقتصادي الذي سيضرب العالم نتيجة اغلاقات الاقتصاد التي سببها فيروس كورونا.

ما هو الملاذ الآمن

ما هو الملاذ الآمن

بدايةً، الملاذ الآمن هو أدوات مالية تحافظ على قيمتها أو حتى تزيد قيمتها خلال فترات تراجع أداء الاقتصاد.

فعند حصول أزمة اقتصادية أو وضع اقتصادي خطير، يحاول المستثمر اللجوء للملاذات الآمنة للحفاظ على أمواله.

فيبحث عن الحفاظ على أمواله أو الربح في الأزمات، ويتوقع لاستثماره أن يحتفظ بقيمته أو يزيد في أوقات اضطراب السوق.

يعود سبب تسمية الأصول بالملاذ الآمن، لأنها توفر الأمان عندما يسيطر الخوف وعدم اليقين وعدم الاستقرار الاقتصادي على الوضع السائد.

فالمستثمر أو من يملك النقود عندما يشعر أن الوضع الاقتصادي سيء، فيشتري أدوات مالية ويتوقع أنها لن تفقد قيمتها.

أو حتى يمكن أن تربح لو حصلت الأزمة الاقتصادية. وهذا يشمل أي أداة استثمارية مربحة في الأزمات أو بدون الأزمات.

أدوات الملاذ الآمن

الأدوات الاستثمارية كثيرة، بعضها أصول مثل العقارات والمزارع والأراضي، أو معادن كالذهب، أو عملات كالدولار الأمريكي والفرنك السويسري والين الياباني.

وأدوات استثمارية كالسندات وبعض الأسهم.

الأصول

الأصول كالعقارات والمزارع والأراضي، وسعرها متفاوت يختلف من دولة إلى آخرى بالارتفاع أو الانخفاض، لذلك فالحكم عليها غير مُطلق تماماً.

يمكننا القول أن العقارات على سبيل المثال هي التي تأتي بالدخل السلبي وهو الدخل بدون جهد.

المعادن الثمينة

وهي أدوات لها معيار عالمي، فالذهب طبعاً هو الملاذ الآمن الأشهر تاريخياً، فهو إما يحافظ على قيمته السعرية أو يرتفع.

كالوضع الحالي، فمع الخوف من حصول أزمة اقتصادية، ارتفع الطلب على الذهب منذ بداية العام 2020 مع تفشي فيروس كورونا.

ووصل سعر أونصة الذهب إلى 1751 دولاراً وهو أعلى سعر لها منذ نوفمبر 2012.

وللعلم فإن صناديق الاستثمار المتداولة للذهب بلغت حيازتها أعلى مستوى تاريخي لها بنهاية مارش آذار.

فقد بلغت 23 مليار دولار صافي مشتريات الصناديق خلال الربع الأول وهو الأعلى على الإطلاق.

وعلى سبيل المثال أيضاً ارتفع الذهب بنسبة 165% من عام 2008 حتى عام 2011 بعد أزمة الرهن العقارية.

لذلك يُعتبرالذهب شكلاً من أشكال التأمين ضد الأحداث الاقتصادية السلبية.

الأسهم الدفاعية

يقصد بالدفاع بأنها تستطيع الصمود في الأزمة، وتكون في القطاعات الدفاعية.

على سبيل المثال حالياً مع أزمة الإغلاق، فإن شركات المرافق والرعاية الصحية والتكنولوجيا والسلع الاستهلاكية يمكن أن تكون الأفضل للاستثمار.

فهذه الشركات العاملة في قطاع الدفاع فرصتها في المحافظة على قيمها في أوقات عدم اليقين أعلى من غيرها من الأسهم نظراً للطلب عليها من قبل المستثمرين.

والسندات الأمريكية تقدم عائداً ثابتاً وقت الاستحقاق، فالمستثمرون يلجأون للسندات لأن الفوائد التي تقدمها الحكومة الأمريكية أرباحها مضمونة تقريباً.

فقد ارتفعت السندات 50% منذ عام 2008 حتى عام 2011.

العملات

العملات

نبدأ بالدولار الأمريكي فهو العملة التي ترتبط فيها الكثير من العملات، وهي عملة الاحتياط الرئيسية في العديد من الدول.

والدولار يُعتبر ملاذًا افتراضياً للشركات التي تواجه حالة من عدم اليقين بشأن العملة المحلية، فتلجأ لتحويل أموالها إلى الدولار الأمريكي.

نظراً لكونه عملة الاحتياط العالمية وعملة الصفقات التجارية الدولية. وقد صعد الدولار بنسبة 23% منذ عام 2008 إلى 2011.

بالنسبة للفرنك السويسري فكما هو معروف نظام سويسرا المالي يُعتبر تاريخياً من أكثر الأنظمة استقراراً في العالم.

حيث تتمتع سويسرا بصناعة مصرفية آمنة ومستقرة، وسوق رأسمالية منخفضة التقلب، ومستوى معيشة مرتفع وبطالة منخفضة، وأرقام إيجابية بالميزان التجاري.

كما أن استقلالها عن الاتحاد الأوروبي يجعلها محصنة بشكل كبير ضد أي أحداث سياسية واقتصادية سلبية تحدث في منطقة اليورو.

والاحتياط السويسري من الذهب يدعم قوة الفرنك السويسري.

وكما هو متعارف فإن العديد من أصحاب رؤوس الأموال أو الأثرياء يعتبر سويسرا دولة آمنة للإحتفاط بأموالهم.

وملاذاً ضريبياً يستفيدون من ميزاته الأمنية العالية والخدمات المصرفية. وقد صعد الفرنك بنسبة 37% مقابل اليورو من 2008 حتى 2011.

الين الياباني هو عملة ثالث أكبر اقتصاد في العالم، كما أن الين يُعتبر ثالث أكثر العملات تداولاً على مستوى العالم.

وبكل تأكيد متوسط معدل الفائدة اليابانية منخفض جداً، بالإضافة إلى أن اليابان دولة لديها فائض في الميزان التجاري.

والأسواق المالية اليابانية ذات سيولة عالية. وهذا يجعل اليابان وجهة آمنة لأموال المستثمرين. وقد صعد الين مقابل اليورو 40% من 2008 حتى 2011.

العملات الرقمية

مع نهاية أدوات الملاذ الآمن، يمكننا طرح سؤال وهو هل يُمكن إضافة العملات الرقمية إلى قائمة الملاذ الآمن ؟

فقد ظهرت البيتكوين في آخر الأزمات العالمية التي هي أزمة الرهون العقارية عام 2008 وأزمة الديون السيادية الأوروبية عام 2009.

أحد الأسباب التي تجعل المستثمرين يثقون بالعملة الرقمية عدم وجود بنك مركزي مُسيطر على العملات الرقمية.

فهل يا ترى يمكن إضافة العملات الرقمية كملاذ آمن؟

خاتمة

يجب أن نعرف في النهاية أن الملاذات الآمنة التي تحدثنا عنها ليست مضمونة مثل كل التجارات بشتى أنواعها.

فلا يمكن ضمان أن يحافظ الملاذ الآمن على قيمته خلال فترات تقلبات السوق، لكنه يملك تاريخ سابق بالحركة الآمنة.

لذلك يمكن الرهان عليه، وما يشكل الملاذ الآمن يتغير بمرور الوقت.

فمثلاً إذا كان أداء قطاع اقتصادي بأكمله ضعيفاً ولكن أداء شركة داخل القطاع كان جيداً، فيمكن اعتبار مخزونه ملاذاً آمناً.

وأنت كمستثمر عليك العمل بجدية عند البحث عن استثمار في الملاذات الآمنة، لأن الأصل الذي يعتبر ملاذاً آمناً في الانكماش.

قد لا يكون بالضرورة استثماراً جيداً عندما ترتفع الأسواق، فالتوقيت مهم بل مُهم جداً.

المصادر

قناة يلا اقتصاد


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى