قصائد ام كلثوم وعبد الحليم و نجاة – احمد فاخوري
الكثير من القصائد اشتهرت وغناها مطربون كبار لكننا لا نعرف قصة هذه القصائد، هل يجب علينا أن نعرف قصتها؟ مثلا قصيدة الاطلال للدكتور ابراهيم ناجي التي تقول :
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
وهي أغنية جميلة غنتها ام كلثوم وقصيدة طويلة مؤلمة جدا، ما قصة هذه القصيدة؟ قرأت أربع روايات عن قصة هذه القصيدة منها أن الدكتور ابراهيم ناجي كان يحب فتاة فأرسلها إلى فرنسا للدراسة وبعد أن اصبحت هناك ومر على ذلك أشهر بعثت له برسالة تقول له فيها أنا لا أحبك وقد أغرمت بأخر فانكسر قلبه وكتب هذه القصيدة،
رواية أخرى تقول أن الدكتور ابراهيم ناجي كان يحب فتاة من الحي وغاب عنها وغابت عنه ثم تم طلبه للإسعاف بالمصادفة فذهب ليقوم بتوليد امرأة فاكتشف أنها هي فكتب هذه القصيدة وكان يبكي، الرواية الثالثة تقول أنه كتبها في حب ممثلة مصرية تدعى زوزو حمدي الحكيم وهي قالت انه جاء لمعاينتها وكتب لها وصفة طبية ولكنها وجدت القصيدة على ظهر الوصفة الطبية بعد أن غنتها ام كلثوم اكتشفت أنه كتبها لها، قصيدة أخرى:
لا تكذبي..
إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة ٍ فأنكر وادَّعى
إني رأيتكما .. إني سمعتكما
عيناكِ في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ
ويداكِ ضارعتانِ
ترتعشان من لهفٍ عليهِ
كتبها كامل الشناوي ويقال أنه كتبها لنجاة الصغيرة المطربة الرائعة التي كان يحبها ولكنها لم تكن تحبه فاتصل بها وكان يجهش بالبكاء ويرتعش صوته وألقاها على مسامعها في الهاتف ولم تقاطعه لكنه بعد أن انتهى من القصيدة قالت له: (حلوة…تنفع أغنية)
قصيدة ثالثة هي، أنا وليلى:
مـــاتت بمحـــراب عينيك ابـــتـــهـالاتي
واستسلمت لــريـــــاح الـــيأس رايـاتي
جـفـت عـلـى بـابـك الـمـوصـود أزمـنتي
ليلى ومــا أثـــمــــرت شيئاً نــداءاتـــي
عامان مـــا رف لـــي لحـــن على وتـر
ولا استـفــاقــت عــلــى نــور ســمـاواتــي
كتبها المرواني لكن يقال أنه كان فقيرا وأحب فتاة فتزوجت أخر مؤثرا ،السؤال هنا قلما يكتب الشاعر قصيدة واقعية حدثت معه وغالبا ما يتخيل موقفا وهذا من حق الشاعر فهو صاحب الخيال، هل يجب أن نعرف قصة القصيدة كي تكتسب رونقها
أم أننا إذا عرفنا قصة القصيدة سنخسر الخيال الذي نحن فيه؟ القصيدة من حقنا…هل من حقنا أن نتخيل قصة لها؟ أم هي من حق الشاعر وقصتها هي قصة الشاعر الذي كتبها! الا اذا كانت القصيدة تحمل قصتها بذاتها!