تلوث الهواء بالغازات السامة والاحتباس الحراري ووصوله الى مستويات خطيرة كان لعدة سنوات محور قلق العديد من العلماء حول العالم.
لكن في الفترة الأخيرة لوحظ انحسار كبير في نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري في بعض المدن والمناطق الأكثر تأثراً.
نتيجة لانتشار فيروس كورونا الذي أجبر الناس على الحجر الصحي وحظر التجول قدر الإمكان ليسبب انخفاضاً في حركة السفر والتنقل.
أثر فيروس كورونا في نسب تلوث الهواء
قال باحثون أن النتائج الأولية لبحوثهم تشير إلى انخفاض نسبة غاز أول أكسيد الكربون بنسبة 50% عن العام الفائت.
كما انخفضت إلى حد كبير نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ولا يخفى على أحد أن الغازات السامة الملوثة للبيئة تنجم عن استخدام السيارات الكثيف وعمليات انتاج الطاقة والمعامل المختلفة.
وذلك بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي حالياً على مستوى العالم.
تلوث الهواء وأثر انخفاض نسب الغازات
وتوصل الباحثون إلى أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في جو نيويورك مثلاً انخفضت من 5 إلى 10%.
وهذا بالنظر إلى الدراسة التي أقيمت مع بداية تفشي وباء كورونا، حيث انخفضت حركة المرور في المدينة بنسبة 35%.
وهذه النسب تعد الأصغر منذ الأزمة المالية التي عصفت بالعالم قبل سنوات، لكن يخشى من عودتها للارتفاع بعد انتهاء الوباء.
أما نسبة غاز أول أكسيد الكربون الذي تنتجه محركات السيارات فقد انخفضت بنحو 50% في يومين من أيام الأسبوع الماضي.
وبحسب باحثين في جامعة كولومبيا فإن ذات الشيء يحدث في كل من الصين وإيطاليا بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا.
حيث سجلت في الصين انخفاضات كبيرة في نسبة غاز ثاني أكسيد النتروجين بسبب انخفاض استخدام الطاقة في الصين بنسبة 25%.
وهو تطور له علاقة بانحسار استخدام السيارات والنشاط الصناعي بشكل عام.
ومن المعروف أن ثاني أكسيد النتروجين من الغازات الملوثة الخطيرة علاوة على مساهمته في رفع درجات الحرارة.
أثر انخفاض حركة الناس
مع اتجاه حركة النقل الجوي نحو التوقف الكلي حول العالم، فمن المرجح أن تنخفض الانبعاثات الضارة في دول كثيرة.
بينما يزيد عمل ملايين الناس من بيوتهم واستخدامهم الطاقة الكهربائية للإضاءة والتدفئة والأعمال الأخرى.
هذا الانحسار في النشاط الاقتصادي سيؤثر على نسب غاز ثاني أكسيد الكربون لهذه السنة بأسرها وخاصة في نصف الكرة الشمالي.
وإذا استمر انتشار الوباء لا قدر الله لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر فسيشهد الكوكب انخفاضاً في الانبعاثات بشكل ملحوظ وأكيد.
بارقة أمل بعد انتهاء تلوث الهواء
إن انخفاض حجم الانبعاثات و تلوث الهواء على الأرجح سيكون حافزاً للحكومات لتركز جهودها على الإجراءات المتوفرة حالياً لخفض الانبعاثات.
ففي عامي 2008 و2009 بعد الأزمة المالية، ارتفعت نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 5% نتيجة ارتفاع استخدام النفط والفحم.
ورغم حاجة الدول لتحفيز اقتصاداتها بعد انحسار تهديد الوباء، فعلى الحكومات توخي الحذر وتجنب الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية ثانية.
رغم أن البعض يرى أن استمرار انتشار الوباء لفترة طويلة، قد يجعل الحكومات تمضي في العودة لتحفيز اقتصاداتها كالسابق مما يؤثر سلباً على البيئة.
يقول الأستاذ غلين بيترز من مركز البحوث الدولي لدراسات المناخ:
أظن أن موضوع المناخ سيأخذ موقعاً ثانوياً، ولا أعتقد أن إجراءات التحفيز في هذه الحالة ستعتمد مبدأ الطاقة النظيفة.
وقال: ولكن من الأمور التي تدعو للتفاؤل هي تعلم الناس سبل العمل عن بعد، والسماح لفترة ما لتطوير مجالات انتاج الطاقة الشمسية والطاقة المعتمدة على الرياح.
الأمر بيد الناس إذن، ليضغطوا على حكوماتهم لتتجه إلى مجالات الطاقة النظيفة والتخلص نهائياً من مشاكل تلوث الهواء .
شفى الله الجميع وأنجانا من الأوبئة.
المصادر
فريق ماكتيوبس
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com