الآدابالحياة والمجتمعالعناية بالذاتتعليمحول العالم

برنامج التربية الجنسية للأطفال في أوروبا


الدكتور موريس بارجي يحذر من خطورة تعليم الجنس للأطفال

هل تعلمون أن التربية الجنسية التي سنتحدث عنها مبرمجة من الحضانة وفقاً لوزارة التربية الوطنية؟

أنا طبيب كنت رئيساً لمصلحة الطب النفسي للأطفال لمدة 35 سنة، أستاذ مشارك في سيكولوجية الأطفال، وأتكلم اليوم باسم مجموعة من المختصين في الطفولة.

لنرسل تحذيراً، متخوفون جداً مما ينتظر الأطفال والمراهقين، إذا لم نتحرك.

في البداية واستباقاً للانتقادات القادمة، أشير الى أنني ملحد وأنه لا علاقه للدين بالمسألة، بل لحماية النمو العاطفي للطفل.

وأضيف أنه بين عامي 1971 و1973 أجريت عمليات الإجهاض طوعياً من أجل فرض الأمر الواقع قبل النقاش البرلماني حول قانون الإجهاض.

هل تعلمون أنه في بعض الصفوف الابتدائية بعمر 10 سنوات نخبر الأطفال بأنه ستكون لديهم علاقات جنسية في المستقبل؟

هل تعلمون أنه على موقع onsexprime وتحت رعاية وزارة الصحة موجه للقصر ابتداءً من الصف الخامس أي بعمر 12 سنة؟ ونعرض على القصر أن يتكلموا عن أول علاقة جنسية لهم؟

هل تعلمون أنه في بعض الصفوف، نعلم المراهقين والمراهقات نصوصاً ومشاهد جنس بالغة التفصيل؟ دون الأخذ في الاعتبار بما قد يسببه؟

كيف وصلنا إلى هذا الحد؟

تعميم برامج التربية الجنسية

في مارس 2017 أعلنت وزيرة الصحة تعميم برامج التربية الجنسية، ابتداءً من أكتوبر 2017 أي بعد بضعة أشهر. فما الذي يتضمنه هذا البرنامج؟

يتضمن جزئين:

الجزء الأول يتضمن معلومات ضرورية مثل الوقاية من الأمراض التي تنتقل عبر الجنس والحمل المبكر، الاستعمال المحتمل لموانع الحمل والإجهاض دون موافقة الأهل، وتتضمن أيضاً المساواة بين الجنسين.

وحول واقع أن لا يكون أي توجه جنسي موضع تمييز سوى البيدوفيليا التي هي بالتأكيد مدانة.

نساند كلياً هذه الإجراءات لكن الجزء الثاني يعرض النمو العاطفي لدى الأطفال للخطر،

هذا البرنامج فرضته الهيئات الأوروبية وهو إلزامي.

في فرنسا، لا يمكن لأي والد أن يعفي ابنه بحسب النصوص الدولية لمنظمة الصحة العالمية من هذه التربية الجنسية لا بد أن تبدأ بين 0 و 4 سنوات.

وينبغي أن نشرح للأطفال العادة السرية بهذا السن المبكر، ونشرح للأطفال من 6 الى 9 سنوات ما هو القذف. هذا ما يحدث فعلاً في بعض الصفوف.

تغيير النموذج الفكري

حسب المعايير الأوروبية في التربية الجنسية يجب تقديم تفسيرات للأطفال قبل أن يكونوا في سن لطرح أسئلة حول الموضوع.

تتساءلون على الأغلب هل ما أقوله صحيحاً؟

كانت لدي نفس ردة الفعل المتشككة هذه عندما نقل لي زملاء هذه المعلومات، ثم ذهبت بنفسي للتحقق من ذلك، وأستطيع أو أؤكد لكم أن كل هذا صحيح.

هو ما يطلق عليه المروجون لهذا البرنامج اسم تغيير النموذج الفكري، وتعني التحدث مع الأطفال منذ الصغر عن الجنس كمرادف للمتعة والنماء الذاتي.

مع الإشارة إلى أن ذلك سيحدث بكياسة، في حين أستطيع أو أؤكد لكم أن الواقع غير ذلك في كثير من الأحيان.

وأننا نتلقى شهادات من أطفال ومراهقين تعبر عن انزعاجهم واشمئزازهم، من هذا التعليم الجماعي والذي يعتبرونه متطفلاً جداً.

مخاطر برنامج التربية الجنسية

هذا البرنامج يتضمن عدة مخاطر رئيسية، بدايةً يتطفل بشكل صادم في إيقاع النمو العاطفي للطفل، القصد من صادم هو القول بأن بعضهم يعانون بعد هذا التعليم.

لماذا لا ننتظر الطفل حتى يطرح أسئلة حول الجنس في اللحظة التي يشعر فيها بالحاجة إلى فعل ذلك؟ لماذا لا نترك الجنس في حيز الخصوصية؟ لأنه مسألة خاصة بامتياز.

أليس للأطفال حياء؟ لماذا يشعر بالغون بالحاجة لأخذ موقع البادئ بالإغراء؟ ومن الواضح أن الإدخال المبكر للمعلومات التقنية مخاطرة تفصل الجنس عن الحياة العاطفية.

إذن لنترك الأطفال بسلام. لكن هناك المزيد.

نظرية الجندرة

هذا البرنامج يتضمن أيضاً نظرية الجندرة، أي الفكرة التي تقول أن هويتنا الجنسية صبي أو بنت، ذكورية أو أنثوية، هي بناء اجتماعي غير مرتبط بجنسنا البيولوجي.

إذن بما أن هويتنا الجنسية مرتبطة بطريقة تربية أطفالنا، الفتيات يلعبن بالدمى والصبيان رعاة بقر، يجب أن نخرج من هذه النماذج ونفككها.

بهدف وأقتبس منهم ( جعل الطفل يندمج مع حرية اختيار نموذجه الجنسي )، هذه المرحلة بالذات التي يتماهى فيها مع نماذجه العائلية إما إلى والده أو والدته.

يتعلق الأمر إذن بمهاجمة عملية الانتماء والنسب، يمكن للطفل أن يختار إلى أي جنس يريد أن ينتمي.

هذه النظرية المشكوك فيها لا تملك أي أساس علمي، هذه الإيديولوجيا التي تدعو للمساواة ليس من أجل الحقوق الأساسية، لكن بين الجميعن تريد نفي كل الفروق بين الهويات الذكورية والأنثوية.

هذا المشروع الذي يريد فصل الطفل عن التربية العائلية، من أجل تقديمه كتربية أو بالأحرى غسل دماغ من قبل الدولة، هو رمز للوظائف الشمولية. تذكروا التاريخ. لكن هناك المزيد

هل البيدوفيليا لم تعد جرماً

في النصوص الدولية المفروضة علينا، لا يوجد أي تحديد للجنس الذي يمنع تحته إقامة علاقة جنسية مع قاصر.

العبارة الغامضة التي تتكرر دائماً، هي أن النشاط الجنسي يرتبط بالقدرات القابلة للتطور لدى الأطفال.

يمكن إذن أن ننزلق بسهولة نحو فكرة أنه حسب هذه القدرات يمكن للطفل أن يكون راضياً، وهذا يعني أن إغواء طفل من قبل بالغ بدون عنف جسدي، كما هو الحال في كثير من الانتهاكات الجنسية سيكون حتماً بالتراضي.

وندرك من هنا أن الهدف من تنبيه الطفل الى الجنس في أبكر وقت ممكن، كما تقترح ذلك التربية الجنسية،

هي طريق مفتوح مباشرة نحو البيدوفيليا.

كيف أمكنت أقلية فرض هكذا برنامج على أغلبية الجمهور؟ من هي اللوبيات التي خلفها؟ لماذا سمحت جمعيات آباء التلاميذ الرئيسية بترسيخ هذا الواقع؟

هل يجب إنشاء جمعيات آباء جديدة أكثر اهتماماً بالمستقبل العاطفي للأطفال؟

بحسب ما هو مفروض الآن برنامج التربية الجنسية يشكل تدخلاً حقيقياُ في الحياة الخاصة، تطفل على التربية العائلية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى