زيادة وزن الجسم : هل اكتسبت بضع كيلوجرامات أثناء الإجازة؟ لا ضير في ذلك.
من سيكترث إن تغير جسمك قليلاً؟ حسناً. أكره أن أخبرك بالتالي، ولكن زيادة الوزن لا تغير مقاس بنطالك فحسب، بل تؤثر على جسمك بطرق عديدة أكثر مما تتصورين.
كيف يؤثر زيادة وزن الجسم
وقد يظهر الكثير من هذا الضرر في غضون تسعين يوماً فقط، فعلى سبيل المثال:
زيادة وزن الجسم وتبلد حاسة الذوق
وهو أحد أول الأشياء التي تحدث لجسمك إن بدأت في الإكثار من الأكل، وفي الواقع قد يبدأ فعلياً في غضون الشهر الأول.
إذ يبدو الأمر متناقضاً بعض الشيء. لماذا ستأكلين أكثر إن فقدت إحساسك بالتذوق؟ دعيني أشرح الأمر لكِ.
أظهرت الدراسات أن السمنة تقلل مستقبلات الذوق بنسبة 25% وهذا يعني أن قضمة الشوكولاتة التي أكلتيها قبل شهر قد تكون قد أرسلتك إلى جنة السكر للحظة.
ولكنك تشعرين اليوم بالحاجة إلى تناول لوح الشوكولاتة بأكمله لتجربة نفس ذلك المذاق الغني. وهكذا تبدأ الإفراط الشريرة في الأكل.
الصداع النصفي المتكرر
نعم، هذا الصداع المؤلم للغاية والذي يجعل القيام بالمهام اليومية أمراً مستحيلاً تقريباً، قد يبدأ بسرعة بإفساد يومك بمعدل مرة واحدة في الأسبوع.
ولكن ينبغي أن أشير إلى أن السمنة لا تسبب الصداع النصفي على وجه التحديد، بل إنها أحد عوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوثه.
لذلك زيادة الوزن تعني أنك ستتعرضين بشكل أكبر لخطر المعاناة من آلام مزمنة أكثر من أي شخص آخر بوزن صحي.
وإن كنتِ عرضة للصداع، قد يكون من الأفضل لكِ استبدال المشروبات الغازية السكرية بكأس من الماء أثناء الغداء وملاحظة ما سيحدث، قد تفاجئك النتيجة.
ارتفاع الكوليسترول الضار
أصبحت كلمة الكوليسترول مرادفة تقريباً للسمنة وزيادة الوزن السريعة، ولكن الأمر ليس بتلك البساطة.
يحتاج جسمك في الواقع إلى الكوليسترول لبناء خلايا صحية، ولكن مثل معظم الأشياء في الحياة، الإكثار منه ليس أمراً جيداً.
وهذا يعني أن تناول تلك الأطعمة الدهنية اللذيذة بشكل منتظم للغاية، يؤدي إلى تراكم الرواسب الدهنية في الأوعية الدموية.
ومن ثم تنسد الشرايين مما يمنع قلبك من الحصول على كمية كافية من الأوكسيجين. كما أنه يتسبب في انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
بعبارة مبسطة يصبح خطر إصابتكِ بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أعلى بصورة خطيرة. أعرف أن ذلك البرغر لذيذ ولكن هل يستحق كل تلك المخاطر؟
زيادة وزن الجسم والاكتئاب والقلق
أظهر بحث وجود صلة قوية بين زيادة الوزن والصحة العقلية، ويتعرض أصحاب الوزن الزائد لخطر أعلى بنسبة 55% للإصابة بمرض الاكتئاب والقلق من أصحاب ال PMI الصحي.
يرمز PMI إلى مؤشر كتلة الجسم، والذي يقوم بشكل أساسي بقياس كمية الدهون في جسمك.
والأمر المحزن للغاية، هو أنه على الرغم من أن التأثير النفسي قد يطال الرجال أيضاً، إلا أنه أشد وقعاً على النساء. برأيك ما سبب ذلك؟
على أي حال مرة أخرى لدينا حلقة مفرغة في هذه النقطة، تشعرين بالحزن لذلك تلجئين للأكل للشعور بالسعادة ثم يزداد وزنك، وتشعرين بحزن أكبر بسبب ذلك، وهلم جراً.
صعوبات في الحمل
لا يرتبط مقاس محيط الخصر بالحالة العقلية السعيدة فحسب، بل قد تتسبب هذه الدهون الزائدة في الوقع بمواجهة صعوبات في الحمل إن كانت المرأة تحاول الإنجاب.
يؤدي مؤشر كتلة الجسم العالي إلى اختلالات هرمونية معينة تؤثر على بويضات المرأة وتتسبب بالعقم.
ومرة أخرى كما هو الحال مع الصداع النصفي، زيادة الوزن ليست الجاني الوحيد فيما يتعلق بموضوع محاولة الحمل الحساس، ولكن قد يكون عاملاً.
وحتى مع الرجال السمنة ليست جيدة للأعضاء التناسلية الذكرية أيضاً.
ألم العضلات
قد تؤدي زيادة الوزن إلى نقص في فيتامين D المعروف أيضاً بفيتامين أشعة الشمس، يحتاج جسمك إلى هذا الفيتامين بشدة حتى تتمكن عظامك من امتصاص الكالسيوم وزيادة قوتها.
كما أنه يساعد على منع أمراض المناعة الذاتية والألم المزمن، وكمكافأة يحارب فيتامين D الاكتئاب أيضاً.
في حال عدم وجود كمية كافية من فيتامين D في جسمك قد تشعرين بألم في العضلات في جميع أنحاء جسمك.
للأسف إن تناول مكملات هذا الفيتامين وقضاء وقت أكثر تحت أشعة الشمس لن يساعدك في هذه الحالة.
تقوم الأنسجة الدهنية الزائدة بتخفيف الفيتامين ولا يمتصه جسمك كما يفعل في العادة، لذلك لا يوجد حل سهل هنا.
يجب عليكِ خسارة الوزن الزائد لمساعدة جسمك على امتصاص هذا الفيتامين السحري الضروري للغاية.
زيادة وزن الجسم والنوم السيء
قد تتسبب السمنة في توقفك حرفياً عن التنفس عدة مرات أثناء النوم في الليل، تعرف هذه الحالة باسم انقطاع النفس أثناء النوم.
وتحدث عندما ينسد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم، مما يتسبب بانخفاض تدفق الهواء أو توقفه بالكامل.
أما بالنسبة لما قد يسد هذا المجرى فإنه دهون زائدة تضغط على القصبة الهوائية. لحسن الحظ يقوم الدماغ بإيقاظ الجسم عند توقف تدفق الهواء، ولكن هذا يعني نوماً متقطعاً طوال الليل.
يعزز النوم الجيد خسارة الوزن مما يعني أن قلة النوم قد تؤدي إلى اكتساب الوزن.
وتطل تلك الحلقة المفرغة القبيحة برأسها مرة أخرى، والأسوأ من ذلك هو أن نومك السيء قد يؤثر على نوعية نوم شريكك أيضاً.
الأمر هو أن ضيق الممرات الهوائية يؤدي في الغالب إلى الشخير العالي أيضاً.
وهكذا أي شخص يشاركك السرير قد يظل مستيقظاً طول الليل بفضل شخيرك، يبدو غير عادل بعض الشيء ألا توافقيني الرأي؟
الذهاب المتكرر إلى الحمام
ربما يجدر بك البدء في الانتباه إلى استراحات الحمام المتزايدة باستمرار، لأنها قد تكون إشارة على مرضٍ في الكلى.
ونعم، تظهر الأبحاث أن ذلك قد يكون مرتبطاً بالوزن الزائد. وجدت جامعة كاليفورنيا أن البدناء لديهم خطر للإصابة بفشل كلوي أكثر بسبع مرات من أصحاب الوزن الصحي.
ولا يعني هذا أنه يجب عليك العمل كثيراً لإنقاص وزن جسمك ليناسب مقاس صفر. لنكن واقعيين هنا، ولكنه سبب آخر للعناية بجسمك وصحتك.
تغيرات في حمضك النووي
ولدتِ مع جيناتك الخاصة، ولا يمكن تغيير ذلك، ولكن صدقي أو لا تصدقي قد يؤثر نمط حياتك على حمضك النووي.
على الأقل هذا ما اكتشفه علماء في مركز الأبحاث الألماني للصحة البيئية، ومن الممكن أن يؤدي هذا التغيير إلى ارتفاع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
ليس على الشخص فقط، بل على أطفاله أيضاً، وهذا مخيف بالتأكيد.
على الجانب المشرق بمقدورك فعل شيء حياله، ولكن سأسهب في الحديث عن ذلك بعد قليل.
زيادة خطر الإصابة بالسرطان
إن لم تكن كل تلك الأسباب كافة لإقناع الشخص بمحاولة عيش نمط حياة صحي أكثر، فربما سيقنعه التالي:
نعم توجد الكثير من أنواع السرطان الناتجة عن أشياء مختلفة، وليس مجرد العادات السيئة وخيارات نمط الحياة الضارة.
ولكن الحقيقة هي أن دراسات كثيرة أثبتت أن الخيارات غير الصحية قد تزيد خطر إصابة الشخص بالسرطان، واتباع نظام غذائي سيء ليس استثناءً.
لا تضمن زيادة الوزن إصابة الشخص بالسرطان، ولكنها تزيد فرص ذلك بشكل كبير.
زيادة وزن الجسم وحل بسيط للسمنة
والآن حان وقت الأخبار السارة وهو ليس سراً حتى. نعلم جميعاً كيفية التغلب على زيادة الوزن، هناك حل بسيط للسمنة وزيادة الوزن.
تناولي طعاماً صحياً وابدئي في ممارسة الرياضة، ولكن لا أقول بأنه يجب عليك تجويع نفسك أو الركض في ماراثون، الاستمتاع بالملذات المفضلة لديك من حين لآخر ليس جريمة.
ما عليك سوى تقييد نفسك بكميات أقل من السكر و الأطعمة الدهنية في الأسبوع، ومحاولة تناول المزيد من الفواكه والخضروات الطازجة بدلاً منها.
خدعة بسيطة أخرى، هي شرب كمية كافية من الماء. املئي معدتك بكأس من الماء قبل تناول وجبتك.
وإلى جانب خسارة الوزن، يحسن اتباع نظام غذائي صحي شعورك بشكل عام، ستستمتعين بطاقة أكثر ونوم أفضل ومزاج متحسن.
أما بالنسبة للتمارين الرياضية، ابدئي بخطوات صغيرة، لا تؤذي نفسك من خلال الضغط عليها بشدة، ابدئي بالمشي يومياً أو أخذ دروس يوغا للمبتدئين.
تنتج التمارين الرياضية وخسارة الوزن السيروتونين serotonin والذي يجعلك تشعرين بسعادة اكثر، لذلك لن تحبي شكلك في المرآة فحسب، بل ستشعرين بشعور أفضل أيضاً.
أضيفي إلى ذلك تأثيرات النظام الغذائي المتوازن المحسنة للمزاج ولا يمكن لأي أحد إيقافكِ. وهكذا يمكنك التحرر من حلقة زيادة الوزن السيئة والشعور بحيوية وسعادة.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com