الحياة والمجتمعحول العالم

تطور نظرية الدولة بين الماضي والحاضر


ديستوبيا عربي أروح لمين للأخوين نجار

مدخل لفهم نظرية الدولة : في الفيلم المصري طلق صناعي الذي عرض عام 2018 يذهب بطل الفيلم مع زوجته الحامل إلى السفارة الأمريكية في القاهرة ليقدم طلباً على فيزا لجوء.

لكن لسوء حظه يتم رفض طلبه للمرة الثانية بسبب نقص الموارد المالية، فيضطر البطل أن ينتقل للخطة باء.

وهي الإستفادة من وضع زوجته الحامل في الشهر التاسع وتشجيعها على أخذ محرض لتلد في السفارة، فيأتي المولود على أرض أمريكية ويحصل على الجنسية الأمريكية.

لكن الأمور لا تسير كما خطط، لذلك يضطر أن يسرق مسدس أمن السفارة ويهددهم بالسلاح ويأخذ منهم رهائن ليسمحوا لزوجته أن تظل لمدة نصف ساعة في حمام السفارة الأمريكية بينما تلد طفلها.

يتطور الأمور، ويتدخل السفير الأمريكي والأمن المركزي المصري ليحلوا مشكلة الرهائن، وخلال ساعات قليلة يستنفر جهاز الدولة المصري، ومن أعلى المستويات مروراً برئاسة الوزراء والأمن الداخلي.

حتى أن رئيس الوزراء المصري يحضر بنفسه، ويتم تسخير طاقات كبيرة ليتم إحضار سجل الرجل وعائلته وتتم مداهمة منزل حمويه، ويحققوا مع أمه ويعتقلون عديله المحامي الذي أوحى له بالفكرة.

والأخطر من ذلك أنهم يقومون بنشر مجموعة من القناصين حول بناء السفارة، ويجهزون لعملية اقتحام السفارة، وإنهاء عملية خطف الرهائن.

مفارقة نظرية عن فشل الدولة

وهنا لا يملك المشاهد إلا أن يلاحظ المفارقة الحادة، من جهة استماتة البطل لترك مصر والهجرة إلى أمريكا أو تسفير أولاده إلى هناك، ولو على حساب حياته.

وهذا يفضح ضعف الدولة بتأمين أساسيات العيش الكريم، وضمان مستوى دخل فرد لائق، والسعي للاحتفاظ بالكفاءات والطاقات الشابة، الذي يدفع الشباب للهجرة حتى لو قطعت رقبته.

ومن جهة أخرى يظهر في الفيلم أن ذات الدولة، التي فشلت بكل ما سبق، تحولت إلى آلة ذات جبروت وتمكنت من الاستنفار ومحاصرة السفارة.

وإتمام التحقيق الأمني مع عائلة الخاطف خلال سويعات وبشكل منظم وفعال، ونشر القناصين والاصطدام مع السفير الأمريكي حول من يجب أن يدير ملف الخاطف والتغلب عليه.

وهذا الشيء يجعل الدولة تظهر أنها ضعيفة لك وقوية عليك. أو بأحسن الحالات أنها تكيل بمكيالين.

بحيث تسارع دول كبيرة ومتطورة لدعم الغني بمليارات الدولارات إذا أفلس وحتى لو كان سبب الإفلاس هو سوء الإدارة. أما لو أنت فلست فيتم سجنك أو بأفضل الأحوال تلاحق قانونياً.

حلقة جديدة من ديستوبيا عربي: أروح لمين للأخوين نجار.

نشوء الدولة الحديثة

منذ بدايات نشوء ما يسمى بالدولة الحديثة في أوروبا منذ القرن السابع عشر حتى القرن العشرين، حاول علماء الاجتماع والسياسة وضع نظريات لفهم كيفية عمل هذا الجهاز.

ووضع معايير حول كيف يجب أن يعمل هذا الجهاز. وتراوحت النظريات من نظريات تعطي الكثير من القداسة للدولة، حتى نظريات ترى الدولة ككيان قمعي شرير تهدف إلى خدمة مصالح فئات معينة.

نظريات الدولة

نحن بهذه الحلقة سنحاول مراجعة نظريات الدولة وسنتناول خمس نظريات بالتحديد.

قبل البدء بعرض النظريات، لاحظ معي أننا نتحدث عن مفهوم الدولة وليس عن مفهوم النظام ولا عن مفهوم الحكومة.

حيث يعتبر مفهوم الدولة مفهوم أكثر ديمومة يأتي بعده مفهوم النظام ومن ثم مفهوم الحكومة.

فلنأخذ ألمانيا مثلاً: منذ أن توحدت الدولة الألمانية، مر عليها بضعة أنظمة وعشرات الحكومات.

نظرية دولة الملكية المطلقة Absolutist Theory of State

بدأ تطور الملكية المطلقة في بدايات القرن السادس عشر في حين الملوك الأوروبية كانوا يحاولون توطيد سلطاتهم ضد منافسين لهم.

الأول هو الإقطاعيون الذين كانوا يمتلكون مقاطعات شاسعة وأراضي واسعة وعسكر وفرسان وآلاف الفلاحين تحت إمرتهم.

الثاني هو الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تنافس الملك والسلطة المركزية بكل شيء حتى بفرض الضرائب.

ويعد الفرنسي جون بودان Jean Bodin و الانجليزي توماس هوبز Thomas Hobbes من أشهر منظري دولة الملكية المطلقة.

وبالنسبة لهما تتميز هذه الدولة باعتبار أن الملك هو الدولة، والدولة هي الملك، وأن الملك ليس موظفاً لدى الشعب، وهو مصدر التشريع وفوق التشريع.

والقوانين التي يصدرها الملك تكتسب صبغة دينية قوية لأن طاعة الملك من طاعة الله. وكما يوجد رب واحد في السماء يوجد مك واحد في المملكة.

وبنفس الطريقة التي لا يحتاج إليها الله للنصح أو لمشاورة أحد ليتصرف بمملكته، ذات الشيء يفعل الملك.

والملك لا يخطئ، فكيف سيخطئ وهو أصلاً يتصرف بتفويض رباني. وإذا ظننت أنه أخطأ فذلك بسبب قصور في تفكيرك، لأنه الملك يعرف مصلحة الدولة أكثر منك.

وإذا حدث ووقع الملك بخطأ ما فلا يجوز الخروج أو الاعتراض عليه، ويجب انتظار العقاب الإلهي إذا كان الملك مخطئ فعلاً.

وبهذا تكون هذه النظرية قد رفعت الملك إلى رتبة القداسة Divine Right of kings، فلولا الملك يصبح المجتمع غابة يأكل الناس فيها بعضهم البعض.

النظرية الدستورية للدولة Constitutional Theory of State

ظهرت أفكار هذه الدولة في القرن الثامن عشر بسبب الحروب والكوارث السياسية التي وقعت فيها الملكيات الأوروبية.

حيث ترسخت قناعة أن النصح والإرشاد والوعظ الديني هي طريقة كلاسيكية استخدمها كتاب كبار مثل ميكيافيلي و أراموس . غير كافية وغير مجدية لضبط نوازع النفس البشرية وخصوصاً في مواقع السلطة.

وأن آفات الحكم الفردي غير المضبوط لا تقل خطورة عن الفوضى وشريعة الغاب، ومن هنا بدأ البحث عن ضوابط وموازين على سلطة الملك.

لأن برأيهم الدولة يجب أن تمثل الصالح العام وليس شخصاً واحداً أو مجموعة أشخاص معينين، وهكذا تم تنشيط البرلمانات والمجالس.

وبدأت تتطور الأفكار بأن الدولة تنشأ بموجب عقد اجتماعي بين المواطنين يفوضون فيه الدولة بممارسة السلطة.

لكن هذا التفويض قابل للمساءلة والسحب عندما يقرر الأصيل، والذي هو الشعب، سحب الوكالة من الوكيل وهو الدولة، وظهر في هذا العصر مفاهيم فصل السلطات وسيادة الشعب.

وبدأت تظهر كتابات تطالب الدولة ليس فقط بحماية الملكية الخاصة، بل بضمان شيء من المساواة النظرية على الأقل بين المواطنين سواء كانوا من النبلاء أو من العموم.

ويعد الانجليزي جون لوك John Locke والفرنسي جان جاك روسو Jean Jacques Russo من أهم مطوري هذه النظرية للدولة.

وبهذه الفترة ظهرت أول الدساتير المكتوبة في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية المستقلة حديثاً، ومن ثم في فرنسا بعد الثورة الفرنسية وإعلان حقوق الإنسان.

النظرية الأخلاقية للدولة Ethical Theory Of State

نشأت هذه النظرية في ألمانيا كرد على أفكار الثورة الفرنسية، وكنتيجة للوضع السياسي في ألمانيا لأنها كانت عبارة عن دويلات صغيرة يحكم كل منها أمير.

يُعتبر الفيلسوف الألماني هيجل أشهر من طور هذه النظرية، ويعتبر هيجل أن النظرية الدستورية  للدولة تجعل الدولة خالية من الأخلاق، وتختزلها بشكل قانوني تعاقدي فارغ.

فالقانون قانون لا يوجد أخلاق ولا قيم، وبدلاً من ذلك يعتبر هيجل أن الدولة يجب أن تمثل روح الأمة ووحدتها وأخلاقها وقيمها، ويجب أن تكون رسالة سامية وأشمل من عقد قانوني بين المواطنين.

النظرية الطبقية للدولة Class Theory Of State

بدأت تتطور هذه النظرية مع تطور الصناعة وانتشار المصانع في المدن الأوروبية الكبرى، ويعد الألمانيان كارل ماركس Karl Marx وفريدريك إنجلز Friedrich Engels من أهم مطوري هذه النظرية.

لكن الفارق هو أنه لم يصف فقط طريقة عمل الدولة، بل كان يدرس كيفية تغيير الدولة ثم التخلص منها أساساً.

يقول ماركس إن رواية أن الدولة تمثل الصالح العام هي كذبة كبيرة، وأن العقد الاجتماعي الذي تحدث عنه لوك وروسو ليس إلا عقد يكفل حقوق أصحاب الملكيات.

وبالرغم من الحديث عن المساواة إلا أنه لا يضم العمال والمسحوقين، وأن في حقيقة الأمر أن الدولة هي نتيجة العلاقات الطبقية والصراع بين طبقات المجتمع من عمال ورأسماليين وغيرهم.

ففي المجتمعات الرأسمالية الصناعية المتطورة برأي ماركس الدولة هي عبارة عن أجير لدى الرأسماليين ومهمتها قمع العمال وإدارة مصالح رأس المال.

وأن كلام هيجل عن أن الدولة يجب أن تكون لديها رسالة سامية ما هو إلا خدعة تحاول الدولة إقناع الشعب بها ليصمت.

وطبعاً مساهمة عدة كتاب ماركسيين عن الدولة كثيرة ومتنوعة، وهناك من أيدها وهناك من نقدها.

النظرية النسوية للدولة Feminist Theory Of State

نقطة الانطلاق هنا هي المشاكل التي تعاني منها المرأة في المجتمع، ودور الدولة إما حلّها أو تأجيجها.

ولأجل ذلك كان محور الخلاف بين الحركات النسائية أنه هل من الأفضل دخول المرأة إلى جهاز الدولة أم العمل من خارجه لأجل التغيير.

الحركة الأولى هي Liberal Feminism

تقول هذه الحركة: صحيح أن الدولة منحازة إلى الرجل، ولكن السبب الحقيقي وراء ذلك هو  أن معظم طواقم الدولة مكونة من الرجال والمرأة غائبة تقريباً.

أما الدولة كأساس هي جهاز حيادي، وبالتالي الحل يكون بإدماج المرأة في جهاز الدولة بشكل كبير.

وأفكار هذه الحركة النسوية كانت ولا تزال مؤثرة في رسم بعض السياسات، مثل تشجيع المرأة على دخول الجامعات وتخصيص منح دراسية وتشجيع المرأة على دخول سلك الدولة والتدريس والبرلمان.

الجذرية النسوية Radical Feminism

هذا التيار يعتبر أن أنصاف الحلول غير كافية، وأن بعد عشرات السنين من استخدام التكتيك السابق لم يتحسن وضع المرأة أبداً.

لأن المشكلة ليس أن المرأة قليلة التمثيل في جهاز الدولة، وإنما المشكلة هو جوهر الدولة بغض النظر عن نسبة تمثيل المرأة فيها.

وهو جوهر قمعي أبوي ذكوري يهدف إلى تحقيق مصالح الرجال بالمقام الأول. والح أن يقوم العمل على التغيير الجذري من خارج جهاز الدولة.

دولة صديقة للمرأة

وهناك تيار ثالث يعتبر أن هناك بعض الدول نجحت بأن تكون دولاً صديقة للمرأة Women-Friendly Welfare States مثل الدول الاسكندنافية.

ويرى هذا التيار أن الدولة كانت تعمل كمحرك لتغيير حالة المرأة نحو الأفضل. خصوصاً فيما يتعلق بالمساواة وحق العمل والرعاية الصحية والأمومة ودمج المرأة بإدارة الشركات وغيرها.

نظريات أخرى

ما سبق كان تقديماً سريعاً لبعض نظريات الدولة، وهناك نظريات أخرى مثل:

النظرية التعددية Pluralist Theory.

النظرية المؤسساتية Institutional Theory.

النظرية الخضراء للدولة Green Theory.

تطبيقات نظرية الدولة في العالم العربي

نعود إلى الدولة في العالم العربي والعالم الثالث.

من الواضح أن أي من النظريات التي ذكرناها تنطبق كلياً على الدول العربية المعاصرة، فالدولة العربية المعاصرة تحتوي على أفكار أربعة من النظريات.

الأقوال والأفعال السياسية للدول  فيها ملامح من نظرية الحاكم المطلق، لكن في ذات الوقت إن اطلعت على دستور أغلب الدول العربية تجد أن الدولة قامت على أساس عقد اجتماعي.

وأن مهمة جهاز الدولة هو صيانة حقوق الأفراد وحماية حرياتهم والحفاظ على الملكية الخاصة وأمور أخرى قلناها عن النظرية الدستورية للدولة.

وحتى النظرية الأخلاقية موجودة لدى الدول العربية، ولو بمجال الأقوال على الأقل، إذ أن أغلب الدول العربية تعتبر نفسها موجودة لتأدية وظيفة حضارية أوتأدية رسالة سامية قومية أو دينية.

أما بالنسبة للنظرية الرابعة، النظرية الطبقية للدولة، فغالب الدول العربية لم تصل لمرحلة متقدمة من التطور الصناعي.

لكن بنفس الوقت تأثرت بعض الدول بما يسمى بالجمهوريات التقدمية والأفكار الطبقية، صحيح أن الجمهوريات باستثناء اليمن الجنوبي لم يعتبروا أنفسهم جمهوريات شيوعية.

إلا أنه في فترة الحرب الباردة كانوا يحاولون صبغة سياساتهم بصبغة اشتراكية ويطورون أقوالاً وأفعالاً عن الدفاع عن حقوق العمال والفلاحين والطبقة العاملة إلى آخره.

نظرية غرامشي

لفهم طبيعة الدولة العربية الراهنة والمفارقة التي تكلمنا عنها في الفيلم.

يعتبر المفكر المصري نزيه الأيوبي، وهو من أهم من كتب عن الدول العربية، مؤلفات الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي يمكن أن تقدم مساعدة كبيرة.

لأنه وفقاً للعديد من المحللين تنطبق كتاباته بدرجة كبيرة على الدول النامية والدول الصناعية المبتدئة.

يمكن أن نعتبر أن كتابات غرامشي تصلح لدول العالم الثالث مثل دولنا، يقول غرامشي: أن الدول الصناعية المتطورة يمكنها أن تهيمن وتفرض قوتها على المجتمع بطرق ناعمة.

مثل أجهزة الإعلام والمثقفين المقربين من السلطة، وبذلك تلعب الدولة دور المربي الذي يقنع المواطن بقبول حكم الدولة وبنظرة الطبقة المسيطرة على العالم وأن لا بديل له.

وهذا الكلام ينفع لو كانت تعامل المواطن كأنه من الدرجة الثانية، إلا أنها تؤمن له الحد الأدنى من حقوقه الاقتصادية.

وبذلك لا تحتاج الطبقة المسيطرة أن تلجأ لاستخدام القمع المباشر أو القوة العارية إلا في حالات نادرة.

عندما تقتنع أغلبية الشعب بذلك يمكن أن تعتبر الدولة قوية، ومترسخة في المجتمع ونفوس الأفراد، وقادرة على احتمال الهزات دون المغامرة باستخدام جهازها القمعي.

وحتى لو استخدمت جهازها القمعي يكون بشكل محدود جداً.

هذا النوع من الدول يسميه غرامشي الدولة المتكاملة Lo stato Integrale وهذا بسبب تكامل سيطرتها الأمنية والمادية والفكرية.

التطبيق في دول العالم الثالث

أما في دول العالم الثالث يقول غرامشي أن الدولة تفشل في الوصول إلى المرحلة المتقدمة، ويقصر دورها على أن تكون دولة قمعية بوليسية.

تسيطر على المجتمع باستخدام الجهاز القمعي لأنها تفشل في ترسيخ فكرة الدولة عند المحكومين. وهذا وفقاً لنزيه أيوبي يجعلها دولة شرسة لديها عضلات بارزة كما في الفيلم الذي رأيناه.

لكن في نفس الوقت ليست دولة قوية، بمعنى أنها لا تؤدي الوظائف الأساسية التي تؤديها الدولة المتقدمة.

مثل فرض وتحصيل الضرائب، التعايش مع وجود النقابات والمنظمات وغيرها من هيئات المجتمع المدني، واستخدام الدعاية لإقناع الشعب بصلاحية الدولة حتى بدون استخدام القمع.

وكاتب الفيلم يوضح ذلك عندما تحاول الدولة إقناع الخاطف بالخروج بالتي هي أحسن عن طريق إرسال طبيب ليخبره أن حالة زوجته الصحية سيئة.

وعن طريق المحامي الذي يخبره أن ابنه لن يحصل على الجنسية الأمريكية بهذه الطريقة. ويكون أداء الدولة غير مقنع والخاطف يكتشف الخدعة بسهولة.

وأصلاً مدير الأمن يظهر أنه يستخدم هذه الأساليب الناعمة بدون قناعة منه، وأن برأيه الحل الوحيد الفعال هو الاقتحام.

وبالمحصلة تحدث المفارقة التي نراها في الفيلم: دولة تعاني اقتصادياً وإدارياً ولا تستطيع تأمين تعليم يؤهل الشباب للدخول إلى سوق العمل.

ولا فرص عمل كافية ولا مستوى معيشي لائق لعدد كبير من الشعب، وإن قامت بتربية كفاءات لا تستطيع الاحتفاظ بهم بمغريات مادية أو بإقناعهم بقيم وطنية.

لذلك يصبح الشخص، مثل بطل الفيلم، لا يعرف ماذا يفعل ويجد أن الحل الأفضل بأن يهاجر ويترك بلده إلى أمريكا أو أستراليا أو أوروبا.

خاتمة

في نهاية الفيديو أحب أن أقول أن الكلام الذي قلناه هو عبارة عن مقتطفات عن موضوع نظرية الدولة.

فالموضوع طويل وهناك الكثير من الكتابات حوله، وبسبب ضيق الوقت فالمعلومات التي قلناها هي عبارة عن رأس الخيط.

ولم نتحدث بعد عن مساهمات مفكرين عرب عن نظريات الدولة ولا تطور هذا المفهوم في المنطقة. وأحب أن أشكركم على متابعة هذه الحلقة الدسمة والصعبة والمتعبة

إن شاء الله تكون المعلومة قد أوصلناها بأفضل طريقة ممكنة، وشكراً لدعمكم والى اللقاء في الحلقة القادمة من ديستوبيا عربي.

المراجع

Hay, C., & Lister, M. (2005). The state: theories and issues. Palgrave.

Carnoy, M. (2014). The state and political theory. Princeton University Press.

Vincent, A. (1987). Theories of the State. Basil Blackwell. 

الكتاب مترجم إلى العربية بعنوان “نظريات الدولة” دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع, 2002

Badie, B., & Birnbaum, P. (1982). Sociologie de l’Etat. Grasset.

الكتاب مترجم إلى العربية بعنوان “سوسيولوجيا الدولة” ترجمة، تحقيق: جوزيف عبد الله-جورج أبي صالح، منشورات مركز الإنماء القومي

Ayubi, N. N. (1996). Over-stating the Arab state: Politics and society in the Middle East. IB Tauris.

الكتاب مترجم إلى العربية بعنوان تضخيم الدولة السياسة والمجتمع في الشرق الأوسط، ترجمة أمجد حسين، المنظمة العربية للترجمة

Fishman, R. M. (1990). Rethinking state and regime: Southern Europe’s transition to democracy. World Politics, 42(3), 422-440.

King, P. (1974). The ideology of order. Allen & Unwin.

 Skinner, Q. (2009, January). A genealogy of the modern state. In Proceedings of the British Academy (Vol. 162, p. 325).

Macpherson, C.B. (2011), The Life and Times of Liberal Democracy, Oxford University Print (reprint edition).

جان جاك روسو، خطاب في أصل التفاوت و أسسه بين البشر، ترجمة بولس غانم، تدقيق عبد العزيز لبيب، المنظمة العربية للترجمة سنة ٢٠٠٩ 

جان جاك روسو، في العقد الاجتماعي أو مبادئ القانون السياسي، ترجمة عبد العزيز لبيب، المنظمة العربية للترجمة سنة ٢٠١١

Hegel, G. W. F. (2015). The philosophy of right. Hackett Publishing.

Marx, K. (2005). Early writings. Penguin UK.

Marx, K. (1977). Critique of Hegel’s’ Philosophy of right’. CUP Archive.

Engels, F. (2010). The origin of the family, private property and the state. Penguin UK.

Buci-Glucksmann, C. (1975). Gramsci et l’état. Pour une théorie matérialiste de la philosophie:. Fayard.

Femia, J.V. (1981) Gramsci’s political thought: hegemony, consciousness, and the revolutionary process

MacKinnon, C. A. (1989). Toward a feminist theory of the state. Harvard University Press.

Friedan, B. (2010). The feminine mystique. WW Norton & Company.

Kantola, J. (2006). Feminists theorize the state. Springer.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى