كاميرا الموبايل
منذ حوالي الثلاثون عاما كانت كاميرا الانتاج التلفزيوني كبيرة جدا وهي كاميرا ميديا كام اس بي وكان وزنها 15 كيلوغرام تقريبا وأضف إليها البطارية التي تشبه جعبة الذخيرة، الكاميرا بحد ذاتها تشبه المدفع او الار بي جي و أكبر بكثير فتشبه جهاز مرعبا، كانت لا جاذبية فظيعة،
عندما تحضر كانت تأسر أنظار الحضور وكان مصور التلفاز ذا شأن بسبب بسيط أنه يمثل تلفزيون السلطة ويمتلك هذه الأداة التي أتت من التلفاز وشروط التوظيف كمصور في وحدة الكاميرا المحمولة كان لأنها تختلف عن كاميرا الاستديو:
أن يكون قوي البنية، صنديد، ذو حضور عضلي، يستطيع أن يحملها على كتفه فهي عشرين كيلو، وان يسير بها بثبات لذلك كانت مهنة مصور الكاميرا بالنسبة لفتاة غير متصورة أبدا، يرافق هذه الكاميرا في عملية الإنتاج جزيرة مونتاج وهي عبارة عن فيديو،
لكن هذا الفيديو كبير وزنه ثلاثون كيلو غرام، لا أحد يستطيع حمله ويحتاج اثنين أو ثلاثة من أجل إجراء عملية مونتاج بسيطة، أحدهما يعرض والثاني يسجل فقط من شريط لآخر،
ثم أصبحت الكاميرات تصغر مع الزمن إلى أن تم اختراع الموبايل، لم يكن متصور حينها أن يستخدم ككاميرا،
لكنه تطور كثيرا فأصبحت الكاميرات متاحة لكل الناس، فأصبح هناك اعتماد على كاميرات الموبايل في كثير من التقارير،
انتقلت السلطة من الاحتكار إلى يد العامة وانتقلت المعرفة بالإنتاج من جزيرة الانتاج التي كنت في السابق حين تدخلها تحس أنك داخل لمركبة فضائية،
علما ان التعامل معها بسيط جدا لكن كلها أزرار وعدادات باللون الأحمر أما الأن المعرفة لم تعد محتكرة، وسلطة استخدام الكاميرا لم تعد محتكرة لأن الكاميرا في بلادنا كانت منذ ثلاثين عاما تحتاج إلى موافقات أمنية لكي تظهر في الشارع أو تصور أي شيء، الأن لدينا الموبايل والمعرفة،
ممكن أن تشتري قطعة تدعى استبليزر (مانع اهتزاز) ثمنها 100$ وتستخدم في صناعة الأفلام المصنوعة بكاميرا الموبايل، الدقائق التي تشاهدونها في فيلم صنع على الموبايل قد تحتاج إلى ساعات من العمل وفريق من الفنيين لإنجازها،
يتم تصوير الفيلم بالموبايل كاملا وباستخدام مانع الاهتزاز في بعض المقاطع و بأبسط تقنيات وبإجراء عملية المونتاج التي ممكن أن تتعلموها على اليوتيوب.