الحياة والمجتمعتعليم

تنظيم الوقت وتنظيم الحياة


تنظيم الوقت : هل أنت شخص غير منظم، ولا تعرف كيف تحافظ على الترتيب وتنظيم حياتك، هل لديك على مكتبك أو في غرفتك، أشياء قد تركتها، لا ترتبهم ولا تستخدمهم حتى؟

هل أنت دائماً تواجه صعوبة بأن تجد شيئاً في المكان، وتبحث عنه باستمرار؟

هل أنت تحتفظ بمئات العلامات المرجعية، والليناكت المحفوظة، وستشاهدها لاحقاً، ولن تشاهدها أبداً؟

لو أنت هكذا، فأنا أحب أن تعلم أنه لا يوجد شخص يولد بمهارات وتنظيم بالفطرة، إنها أشياء يتم التعلم عليها من خلال خبرات الحياة المكتسبة.

أنت لو لم تتعلمها، فهذا شيء فمن العادي جداً أن تتعلمها، ليس من المفروض عليك أن تقضي بقية حياتك في فوضى، وتحاول أن تنجو منها بأعجوبة يوماً وراء يوم.

الفرق بين تنظيم الفوضى وعدم التنظيم

تخيل لدينا شخصان، شخص يحب تنظيم حياته والآخر غير منظم، هل تعرف أن أهم فرق بين الاثنين هو:

الإدراك

الأول مدرك لأهمية تنظيم أشياءه، عكس الثاني الذي يرى أن النظام غير مهم في حياته، وهو أمر عادي.

لو أنت تريد أن تنقل نفسك من الخانة الثانية إلى الأولى، ابدأ من هنا، فالفوضى عكس البراعة، فأنت كلما كانت حياتك في فوضى أكثر، كلما كانت فرصة أن تصل إلى نشاط بارع، ستكون أقل.

لا أحد يعرف أن يفكر بعمق وسط الازدحام، عندما تنظر إلى الموضوع بهذه الطريقة وتدرك قيمة تركيب وتنظيم الأشياء بهذا الشكل، سيولد لديك الرغبة.

رغبة قوية أنك تبدأ من اليوم، لكي تكون منظماً وتقلل الفوضى، وأيضاً من المهم أن تنتبه أنك لكي تحافظ على النظام وتحافظ على تنظيم حياتك، سيأخذ وقتاً وفكراً على المدى القصير، لكنه يوفر وقتاً وفكراً على المدى البعيد.

التعقيد

الشخص الغير منظم يكون معقداً، عكس الشخص الآخر، فالشخص المنظم يحب أن يبسط الأمور ويحب أن يبدأ بدايات بسيطة.

التعقيد في التنظيم سيولد تعقيد أكثر، لأنك ستنتظر وتفكر، وهذا سيجعل الأشياء تتراكم أكثر وأكثر، وكلما تراكمت فأنت ستغالي في تعقيدك، ففتراكم أكثر.

لكن أنت لو استطعت أن تتغلب على مسحة الكمال، وعرفت أنها تقلل من قدرتك على التنظيم، ستستطيع أن تساعد نفسك.

يعني لو أمامك أشياء كثيرة على مكتبك والموضوع هذا بالنسبة لك معقد، وسيأخذ منك وقتاً كبيراً، ولا تعرف ماذا تفعل.

بدل أن تفكر، من الممكن أن تبدأ بشيء بسيط، مثل الترتيب المتشابه مع بعضهم مثلاً، الأوراق مع بعضهم، الأقلام مع بعضهم، وبروية سيكون كل شيء منظم وببساطة، ويكون الوضع تحت سيطرتك.

عندما تشعر بالسيطرة هذه والانجاز بالذي فعلته، ستتشجع أكثر أن تكمل، لأن مزاجك أصبح أفضل.

الحالة المزاجية

الشخص الذي لا يحب تنظيم أشياءه، مقتنع بشيء واحد، هو أنه يجب أن ينتظر أن تكون حالته المزاجية جيدة، لكي يبدأ بالعمل على التنظيم.

لكن الشخص الآخر يعلم أن الوقت المناسب من الممكن أن لا يأتي أبداً، وبصرف النظر عن حالته المزاجية يرتب منزله.

هو أصلاً يستخدم النظام هذا لكي يحسن حالته المزاجية، وعندما ينظمها سيشعر بالإنجاز، وهذا سيجعل حالته أفضل.

لا ينتظر أن تكون حالته أفضل، لكي يبدأ بالعمل، فهو يفكر بعكس الشخص الأول.

ولكي تخلق لنفسك حافزاً بغض النظر عن حالتك المزاجية، الكسل والتسويف مثلاً، لديك طريقين:

اسأل نفسك

هل سيكون تنظيم الأمور بشكل ما في المستقبل، أسهل من القيام به الآن أم لا؟

في أغلب الوقت يكون لا، أفضل وقت للتعامل معه هو الوقت، والآن، فأنت لو أجلت الموضوع فالأشياء التي أمامك، ستتراكم فوق بعضها، وهذا سيجعل التعامل معها أصعب.

لو كل مرة تسأل نفسك هذا السؤال، بهذا سيساعدك أن تتشجع على أن تبدأ الآن.

حملة تنظيم لمدة 60 ثانية

فإذا كنت تشعر بالكسل، من الممكن أن تبدأ بالقيام في تنظيم لمدة دقيقة فقط لا أكثر، ليست كثيرة، هي مجرد دقيقة.

خلال هذا الوقت القصير ستجد أنك نظمت عنصرين أو ثلاثة، وستستغرب من سهولة الأمر، ويمكن أن تشعر بالحماس والانجاز من الذي فعلته، وسيساعدك أن تكمل.

قائمة ضبط توضيحية

ومن الفروقات بين الشخصين أيضاً، هي النظام والترتيب في ترتيب التنظيم، الأول يهتم بأن ينظم عملية الترتيب نفسها، عكس الثاني الذي يعالج الأمور بطريقة عشوائية.

الشخص المنظم يعلم أن ترتيب الترتيب مهم، فيفعل شيئين، عندما يكون معه أكثر من مهمة، فهو يرجح أن يبدأ بالمهمة الأصعب والأكثر تعقيداً.

لو أنه مثلاً يكره عملية تنظيف المنزل بالمكنسة، فيبدأ بها أولاً، هو لو تركها إلى النهاية، سيأتي في النهاية بعد أن فعل الترتيبات الأخرى في المنزل، سيجد أنه قد شعر بالتعب، فلا يفعلها.

والشخص المنظم يصنع قائمة لنفسه، يرتب بها الأشياء على حسب الأهمية، هو يعلم أن أي هدف يحتاج أن يفعله يجب أن يكتب، ويتقرر حجمه ويتحدد له إطار زمني محدد.

هو يفعل ذلك ليحمي نفسه من التدخل والكسل، القائمة لا تكون أقل من ثلاث بنود، ولا أكثر من 9 بنود، لو أقل من ذلك فلا تفعلها.

ولو أكثر من 9 ستشعر أن الموضوع كبير، فدعك في الوسط، وبمجرد أن تبدأ بالمهمة التي في القائمة، يجب أن تنتهي منها أولاً قبل الانتقال إلى التالية.

وعند استخدامك للبرامج الالكترونية لتنفيذ هذا التخطيط، فالبرامج تتجدد باستمرار، وتحتاج أن تلتزم بها.

هذه الأدوات معتمد عليك أنت، وليس العكس، هي تنبهك فقط لتعمل الشيء المفروض أن تفعله، لكن العمل المهم هو أنت، يجب أن تضغط على نفسك أن تحدثها وتلتزم بالذي تقوله.

الخوف من التخلص من الأشياء

فالشخص الغير منظم، شخص يخاف من أن يرمي الأشياء، عكس الأول المنظم الذي يكون لديه شجاعة الحذف والازالة.

من المهم أن لا تسمح للأشياء أن تتراكم، التراكم خطر، رتب الأشياء على حسب الأهمية، أترك الأشياء المهمة التي تستخدمها باستمرار فقط أمامك.

أما الأشياء المهمة ولكن لا تحتاجها بصورة دورية، لا تضعها أمامك، ضعها في الدرج مثلاً، ليكن هدفك هو الحصول على مكان واسع.

يعني حافظ على الأسطح فارغة دائماً، طاولة الطعام، المكاتب، كلما كانت الأماكن سطحها فارغ، لكما كان لديك القدرة على التحكم في تنظيم تدفق الأشياء في حياتك.

والأشياء الثالثة التي لا تكون مهمة، ولا تحتاجها في الوقت الحالي، فيجب التخلص منها، فلو راجعت الأشياء حولك، ستجد الكثير منهم ينتمي لهذه الفئة.

الوقت الذي ستقضيه في ترتيب هذه الأشياء والمكان الذي ستأخذه، الأفضل لك أنك تستخدمهم في شيء آخر.

ابدأ من الصفر

ولكي تحدد ما الذي سترفعه وتتركه، هناك تقنية من الممكن أن تستخدمها، وهي أن تبدأ من الصفر.

فعندما يكون أمامك فوضى، صندوق السيارة مليء وتريد ترتيبه، الأفضل لك أن تفرغه نهائياً أولاً، ثم تعيد تنظيم الأشياء فيه من الصفر، وهذا سيعطيك فرصة لتقييم احتياجاتك لهذه الأشياء.

تغلب على الفوضى التي تعم بيئتك

الشخص الغير منظم يرى أن الأولوية الأولى له هو تنظيم حياته أو عمله، لكن مكانه وبيئته ليسوا مهمين.

عكس الشخص المنظم الذي يعطي الأولوية الأولى لتنظيم مكانه، هو يعلم أن تنظيم أي شيء في حياته يبدأ من تنظيم بيئته، والمنطقة المحيطة به.

فكل يوم ليلاً مثلاً قبل أن يترك مكتبه، يرتبه فهذا أفضل له من أن يرتبه في اليوم الثاني، فعندما سيصل لليوم الثاني ويرى أن أغراضه الشخصية منظمة، سيشعر المزيد من الطاقة والحيوية، وسيتلقى دعم نفسي في بداية اليوم.

عكس لو دخل مكتبه في بداية اليوم ويجده في حالة ضخمة من الفوضى، سيشعره هذا بالانهاك قبل أن يبدأ.

لهذا لا تتعود أن تترك أكواماً غير مرتبه على مكتبك قبل أن تذهب.

وأنت عندما تعود إلى المنزل مثلاً، ضع الأشياء في مكانها عند وصولك مباشرة، لو مثلاً عائد من السفر، أفرغ حقائبك، وضع الملابس المتسخة في الغسالة، والنظيفة في الخزانة، وأوراق العمل على المكتب، لو لم تفعل ذلك، وأجلت هذا الموضوع حتى ترتاح، وانتظرت إلى اليوم التالي، ستجد أن ترتيب الحقيبة دخل مع ترتيب المنزل، وستشعر بالإحباط ولن تفعل شيئاً.

ومن المهم أن تخصص يوماً حسب ظروفك، وهذا يكون يوم النظام، تراجع به الأشياء، من الممكن أن يكون يوم الجمعة.

عندما يكون لديك نظام ثابت بالوقت واليوم المحددين، فأنت ستمنع نفسك من التراكم، وهذا لن يجعل عملية التنظيم مرهقة وصعبة عليك.

 

YouTube

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى