حرب Gamestop.. كيف تلقى أباطرة وول ستريت صفعة من صغار المستثمرين؟ في معظم انحاء امريكا تعتبر شركة gamestop مجرد مكان لشراء لعبة فيديو، ديناصور عمره 37 سنة كان على وشك الانقراض مثله مثل معظم المتاجر التي مازالت تبيع منتجاتها في محلات او متاجر تقليدية ومؤخراً كانت تمر بوقت عصيب بسبب انتقال مبيعات العاب الفيديو إلى الانترنت
وايضا جاء فيروس كورونا وزاد جراحها لأن الناس كانت تبتعد عن المتجر وفجأة الشركة أصبحت محور حديث العالم، ارتفع سعر اسهمها من بضعة دولارات في عام 2020 إلى أكثر من 350 في الايام التي فاتت و القيمة السوقية اقل من 200 مليون دولار الى اكثر من 25 مليار دولار
واصبح هذا الارتفاع الكبير في سعر السهم محل اهتمام لجميع الناس وصولا الى مكتب الرئيس الامريكي جو بايدن، المدهش ان هناك مجموعة من كبار المستثمرين الذين من المفترض انهم يعتبروا من اذكى المستثمرين في العالم تم الاقتناص منهم في هذه القصة وبعضهم قد خسر كل ما يملكه، مليارات الدولارات اختفت في لحظة ونزيف الخسائر لم يتوقف هنا
من هؤلاء الناس اللذين خسروا؟ ومن فعل هذا بهم ؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا
من حوالي 33 عام وتحديدا في عام 1988 امريكا كلها كانت تتابع التحيات التي بدأتها الجهات التنظيمية مع ملك السندات الذي هو واحد من اعظم المستثمرين في تاريخ وول ستريت مايكل ميلكن الذي تم اتهامه بالتلاعب والاحتيال المالي وسبب ذهول الناس حينها هي صرامة جهات التحقيق مع ميلكن والمتورطين مع في نفس القضية، وكان حينها المحامي العام الامريكي رودي جولياني و هو نفسه محامي الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب
كان جولياني صارم جدا في التحقيقات لدرجة انه طارد ميلكن ومن معه في كل مكان وكان يحقق معهم في بيوتهم ومكاتبهم ووصل الأمر لأن يعتقل بعضهم داخل مكاتبهم وفي النهاية أخذهم أمام المحكمة وجهز لهم قائمة اتهامات طويلة
مايكل ميلكن تم سجنه بسبب هذه القضية ل22 شهر ودفع اكثر من مليار دولار غرامة وتم حظره من ممارسة أي نشاط في سوق المال مدى الحياة وليس فقط ذلك، ايضا تم تفكيك شركته وحينها لم يكن هناك تسامح او تساهل مع هذا النوع من الجرائم،
لكن بعد مرور 25 سنة على هذه الحادثة ظهرت قضية جديدة شبيهة لها على الساحة لكن هذه المرة كان المدعي العام الامريكي بريد برارا يحقق مع المستثمر الامريكي الشهير ستيفن كوهين مؤسس صندوق التحوط capital advisers الذي تم اتهامه بالتداول بناء على معلومات داخلية،
والتحقيقات بقيت مع ستيف كوهين الذي كان يعتبر واحد من اذكى المتداولين في جيله من 2013 الى 2016 ولكن من حسن حظه أن جهات التحقيق لم تكن صارمه معه بشده مثل ميلكن، انتهت التحقيقات معه الى منعه من الاشراف على أي صندوق في السوق لمدة عامين
وفضل ستيفن كوهين مختفي عن الساحة بشكل كبير لحد ما اسمه عاد للتداول بكثرة بين الناس في الاسابيع الاخيرة، مجموعة من المتداولين الهواة تكاثروا عليه وعلى مجموعة أخرى من أصحاب الصناديق الكبيرة في وول ستريت وخسروهم مليارات الدولارات في عدة ايام
و هذه القصة بدأت بأن الصناديق ذهبت وتراهنت بأموال كبيرة على تراجع سهم شركة في السوق الامريكي تدعى جيم ستوب وكان من مصلحتهم انه السهم يبدأ بالتراجع لكن مجموعة من المتداولين الهواة الموجودين على موقع ريديت قرروا ان يجمعوا بعض ويقوموا بمقلب بستيفن كوهين ومن معه
وهو انهم يشتروا اسهم بكميات كبيرة كي يرتفع سعره وبالتالي يخسر كل الذي راهن على هبوط سعره، كوهين ومن معه راهنوا على هبوط السعر ببساطة قاموا ببيعه على المكشوف وهذا معناه في البورصة أنك تذهب وتستلف سهم من صاحبه وتبيعه في السوق بسعر اليوم ومن ثم السهم عندما ينزل سعره تعود لشرائه وتعيد السهم لصاحبه وتأخذ الفرق
الصناديق الكبيرة اقترضت الاف الاسهم بأسعار أقل من 18 دولار على امل ان سعر السهم سينخفض ويكسبون من فرق السعر كما وضحنا
وهنا بدأت دعوات لشراء السهم دفعه للارتفاع وتلقين اباطرة وول ستريت درس لن ينسوه ابدا واستجابت جيوش من المستثمرين الافراد وبدأ سعر السهم يتحرك للأعلى،
تطبيقات شبه مجانية لتداول الاسهم مثل تطبيق روبن هود ساعدت في دخول ناس لأول مرة يستثمرون في البورصة أنهم يشتروا سهم gamestop وسعر السهم بقي يزداد خلال ايام قليلة من أقل من 18 دولار للسهم لقرابة 400 دولار وحيتان وول ستريت قرروا ان يشتروا السهم بأضعاف ثمنه كي يرجعوا الاسهم التي اقترضوها وتكبدوا خسائر بمليارات الدولارات.
شركة s3 partners الخاصة بالبيانات المالية قالت من فترة قريبة أن تحليلاتها وجدت أن البائعين على المكشوف خسروا أكثر من 23 مليار دولار في gamestop في هذا الشهر وكان واحد من ابرز الخاسرين هو ستيفين كوهين من خلال صندوقه point 27 والذي يدير الوصول بقيمة 19 مليار دولار،
هذا الصندوق قد خسر 15% حتى الأن بسبب الفخ الذي نصب له وكلما الاشخاص الذين على الانترنت يشترون سهم كلما السهم يرتفع وكلما خسائر الصناديق تزيد وبما ان لايوجد سقف للسعر الذي يمكن ان يصل له السهم فلا يوجد سقف لخسائر الصناديق التي بعضها اقترب من الافلاس كصندوق MELVEIN capital…
الذي خسر اكثر من 3 مليار دولار والحل الوحيد كي تخرج الصناديق من الورطة ان يتراجع صغار المستثمرين عن شراء الاسهم بكثافة ويبيعون الاسهم التي معهم كي ينخفض سعر السهم،
لكن هم أخذين هذا الموضوع بشكل جدي وهذا دور منصة التداول الشهيرة روبن هود التي هي اشهر منصة للتداول الالكتروني في العالم وتدخلت كي تقوم بانقاذ الصناديق من خلال وضعها لقيود على تداول سهم gamestop
وحدت بشكل كبير على قدرة المستثمرين على بيع وشراء سهم gamestop وهذا جعل سعر السهم ينخفض اكثر من 40% وهذا كان خبر جيد بالنسبة للصناديق ولكن القصة لم تنتهي هنا، بعد ذلك بعدة ساعات المتداولين قاموا بريمونتادا مثيرة جدا للاعجاب…
اقرأ أيضاً… الصراع الخفي.. لماذا ضمت أمريكا شركة “شاومي” الصينية للقائمة السوداء؟