تعد الخيول من أكثر الحيوانات ارتباطاَ بالإنسان منذ أن وُجد على الأرض، فللخيول دور بارز في تاريخ الحضارة الإنسانية و هي رمز ألفروسية والنّبل و الكرم.
وهي رفيق الإنسان في الحل والترحال، في الحرب و السلم و بالرغم من تطور وسائل النقل التي قللت من استخدام الخيول في التنقل إلا أن العلاقة التي تربط بين الحصان والإنسان لم تضعف.
فهو لا يزال يستخدم الخيول في الصيد و في السباقات وفي رياضة ركوب الخيل، ولا يزال الكثير من الناس يحرصون على اقتناء الخيول لجمال شكلها و طباعها اللينة اللطيفة مما جعلها بطلة الكثير من الأعمال الفنية و الأفلام وكتب الأدب.
جمال الخيول
تعتبر معايير الجمال من الأمور التي يختلف عليها الناس، فما يعتبره البعض جميلاً قد يراه آخرون عادياً، لذلك فمن الصعب الإجابة عن سؤال ما هو أجمل حصان في العالم.
بالرغم من أن الجميع يشيد بخصائص وجمال الخيول العربية التي نشأت منها معظم سلالات الخيول إلا أن الحصان الذي تم اختياره رسمياَ كأجمل حصان في العالم لم يكن حصاناَ عربياَ.
وأيضاً لم تجمع الآراء على حصان واحد، بل اعتبر البعض أن الحصان التركمانستاني من سلالة أكحل تيكي، الذي يُسمى الحصان الذهبي، هو أجمل حصان في العالم، بينما يعتبر البعض أن الحصان الأسود فريدرك العظيم من سلالة الفريزيان، هو الحصان الأجمل والأوسم في العالم.
الحصان الذهبي أكحل تيكي
انتشرت صور حصان أكحل تيكي في معظم وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تحمل عنوان أجمل حصان في العالم، و يعد حصان أكحل تيكي الشعار الرسمي لدولة تركمانستان، و ذلك لما يتمتع به من مواصفات محببة، فهو يتميز بالسرعة، والقدرة على التحمل، و الإخلاص، والذكاء.
الحصان فريدريك العظيم
ينتمي الحصان الأسود فريدريك العظيم الذي سمي بهذا الإسم تيمناَ بحاكم بروسيا في القرن الثامن عشر لسلالة فيريزيان، ويعيش حالياً داخل إسطبلات بيناكل فيريزيان في الولايات المتحدة.
يحرص الكثير من محبي الخيول على تلقيح أفراسهم من هذا الفحل للمحافظة على نقاء صفات سلالة فيريزيان التي تتمتع بمعطف ذي لون أسود، وشعر حريري كثيف، وجسم متناسق، وحجم كبير، كما أنها تتميز بالمزاج الرائع، والرغبة الدائمة في العمل، بالإضافة لطريقته المميزة في المشي.
الحصان العربي
تؤكّد الدّراسات الحديثة أنّ الحصان العربي هو وليد صحراء شبه الجزيرة العربية، وتتميز جميع سلالات الخيول العربية بخصائص و وصفات مميزة، فقد عاش أسلافها في المناطق الصحراوية القاسية فعملت الطبيعة على انتقاء الأقوى و الأجود و الأصلح.
وقد استكمل العرب ما بدأته الطبيعة فحافظوا على نقاء السلالات وحرصوا على عدم اختلاط السلالات ببعضها، فعملوا على اختيار كل من الفحول و الأفراس التي تحمل الصفات النقية لإنتاج أجيال متلاحقة تحمل جميعها الصفات نفسها، وبلغ من اهتمام العرب بالخيل أنهم خصصواً لها بعض مؤلفاتهم فأفردوا لها كتباً اهتمت بخلقها و أسمائها و أنسابها.
جمال الحصان العربي
تُعد الخيول العربيّة من أجمل الخيول في العالم، فهي تتميز بألوانها الجميلة و رشاقتها و تناسق جسمها.
فرأسها الصّغير يعلو رقبةً طويلةً تملؤها العضلات، وقصبةُ أنفها مقعرة، وجبهتها عريضة تسمح بتباعد العينين السوداوين اللامعتين، ولها أذنان قصيرتان نهايتهما حادة وحركتاهما متناغمة.
أما ظهرها فهو قصير متين العضلات، وذيلها عالٍ يتحرك برشاقة وجمال، كما أنّها تتميّز بصفاتِ نبيلة، مثل الإخلاص والوفاء لصاحبها، ويقظتها، وتحملها الجوع والعطش.
لديها قدرتها على التكيف مع ظروف الصحراء القاسية، بالإضافة إلى سرعتها الفائقة، ويعود جمال الخيول العربية وصفاتها الحميدة لحرص العرب على المحافظة على نقاء السلالات من العيوب والشوائب.
