دماغك تحت تأثير الاباحية – كتاب جاري ويلسون
أزمة الذكورة:
الذكورة حالياً في أزمة، الشباب مثلاً عرضة أكثر للفشل في الدراسة والتخلي عن رحلتهم في التعلم في سن مبكر أكثر من الفتيات، ونسبة النجاح منهم في الجامعات أقل من الفتيات
أيضاً الشباب يجدون صعوبة في إقامة علاقة عاطفية طويلة الأمد، وليس لديهم رغبة عاطفية في الزواج ولا تأسيس أسرة وتحمل مسؤولية والانجاب وحتى الاستقلال بحياتهم،
من اسباب هذه المشاكل إدمان الإثارة الناتجة عن الألعاب الالكترونية وغياب دافع قوي يفنوا فيه عمرهم ويخرجوا فيه طاقتهم، يعني لماذا نخرج ونكافح ونثبت ذاتنا نحن قادرون ان نحقق انجازات عظيمة من غرفنا؟.
كلما ننتهي من داء يظهر لنا داء أو ظاهرة جديدة منتشرة بين الشباب والرجال الذين تكون أعمارهم دون 40 سنة وهي ظاهرة العجز الجنسي وسببها الرئيسي إدمان الإباحية والذي يتعلق بأضرار جسدية و عقلية ونفسية وتشوه للذوق وتدمير للفطرة والحياة الزوجية أن لم يكن للأسرة ككل.
كيف تعرف هل انت مدمن أو لا؟ وهل هناك ضرر يعود عليك بالمشاهدة؟
افعل تجربة بسيطة، توقف عن المشاهدة لفترة من الزمن وقم بمراقبة نفسك ماذا سيحصل لك… هل هناك لا يوجد تغير وانت تستطيع ان تتوقف كما تقول بينك وبين نفسك؟ أو رجعت رغماً عن نفسك؟ حياتك فيها مشاكل نتيجة المشاهدة أو لا؟ وكن صريح مع نفسك.
عندما تختبر حقيقة الإباحية و تتعرف عليها وتعترف ان لديك مشكلة بها وتفهم انها عبارة تجارة و مجرد تمثيل وإثارة جنسية مصطنعة ومخالفة للدين والأخلاق، ستضع قدمك على أول خطوة في سلم التعافي. لكن عندما تتعامل انك قادر على التوقف في أي وقت أنت تريده ولا يوجد أضرار، فلا يوجد أي شيء سيتغير…
ماهي أضرار مشاهدة الاباحية؟
الإباحية لها أضرار كثيرة:
- إثارة الشخص بمغريات عاجلة وستجعله يفعل قيمة أكبر للشهوة عاجلة مقارنة بأي ارتباط طويل الأمد
- تكدير استمتاع واستجابته للمباهج الحياة اليومية وتجعله يبحث عن محاكاة الإباحية بمستوى الإثارة
- الانقطاع عنها ممكن أن يؤدي إلى آثار حادة ويجعل أقوى الشخصيات تعود لها مرة ثانية.
ببساطة فإنها تغير المزاج وتعمي القلب وتقلب الأولويات بدون وعي أو ادراك من الشخص.
أضرار مشاهدة الاباحية:
أن من أخطرها هي:
– إدمان على الإثارة المفرطة ولكي نفهم هذا الضرر علينا ان نفهم كيف تعمل الاباحية، الدماغ يوجد فيه دوائر عصبية تتحكم بالعواطف والانفعالات والحوافز والدوافع،
ويوجد عصب المسبب للرغبة وحافز لإقامة العلاقات الجنسية هو الدوبامين الذي يعمل بتنشيط الدوائر العصبية في وسط الدماغ اسمها دوائر المكافأة وكلما زاد أفراز الدوبامين زاد تزيد رغبتك بالبحث عن الشيء الذي تسبب بإفرازه من اجل ان تشعر بالمتعة،
ببساطة انت ترى اللذة في البحث وليس على اللذة و الكفاية نفسها، لذة البحث والمشاهدة والمكافأة التي تحصل عليهم من ورائها وبالتالي لن يكون هناك اشباع للرغبة.
فأول مرة ستشعر بلذة جديدة وتكرار ذلك وبالتالي سوف تقل الإثارة وذلك نتيجة هبوط الدوبامين فتقوم بالبحث عن الأشياء التي تعطيك نفس المستوى السابق من الإثارة.
والميزة الجديدة الموجودة في الإباحية وليست موجودة في الواقع هي التغيير المستمر والوجوه الجديدة وأجساد جديدة واختيارات جديدة وهكذا… هذا فخ الإباحية مستوى عالي من الإثارة فتعوّد والبحث عن نفس مستوى الإثارة في المشاهد الثانية
– الوقوع في دوامة الخزي سبب المخالفة الاخلاقية و الدينية والفطرية للمشاهدة يرتبط بها شعور بالذنب ينتج عنه شعور بالخزي وهذا الشعور بالخزي يكون بعد المشاهدة وليس قبلها ولا أثنائها لكن الشعور بالذنب لن يحل المشكلة لأن الجسم يفرز كميات زيادة من الدوبامين وكأنه يصرخ ويقول أجل أفعل هذا،
ويكون من السهل على مركز المكافأة في الدماغ المبالغة في تقدير قيمة المشاهدة والعائد منها، ويسجلها تحت بند مثير للغاية فهي مغامرة، وبالتالي الشخص لن يشعر بشعور الخزي لكن عندما ينتهي يقع في دوامة الخزي والندم على ارتكاب الذنب ويعود من جديد للمشاهدة والشعور بالخزي وهكذا.
– ربط اللذة بما يتم مشاهدته على الشاشة، تعود الدماغ على الإثارة فقط في هذه الظروف و أثناء مشاهدة هذه الامور تصيب الشخص بالعجز الجنسي في العلاقة الحميمية الطبيعية رغم ان هذا العجز يمكن أن بل يحصل للشخص أثناء المشاهدة،
وهو نتيجة اعتياده على هذا المستوى و ربطه للإثارة بالمشاهدة، لكن هذا العجز ممكن أن يذهب لوحده عند التوقف عن المشاهدة، يعني الامر محلول لو توقفت،
وهناك شيء خطير يفعله الاشخاص وهم غير مدركين خطورته وهو التأرجح على الحافة أو تعمد إطالة فترة الإثارة، فبدلا من المشاهدة بوقت طبيعي و الانتهاء بعدها الشخص يبقى مثار في مرحلة المشاهدة بدون أن ينهي لأطول فترة ممكنة كي يحافظ على المتعة
وهذا مرهق جدا لغدة البروستات ويسبب اضرار كثيرة ويجعل الشخص غير مهيئ لإقامة علاقة جنسية طويلة طبيعية مع شخص حقيقي لأن هذا السلوك غير متوافق مع البيئة التي يتم ممارسة العلاقة الحميمية فيها وهذا ينقلنا للنقطة الرابعة
– عدم القدرة على اقامة حميمية حقيقية، الاباحية فيها تجديد للأشخاص والتنقل ما بينهم وما يصاحب ذلك من لذة ومتعة بسبب الافراط في افراز الدوبامين،
فالشخص يكون يريد ان يزيد المعدل حتى يحس بالمتعة والراحة عندما مستوى الدوبامين يرتفع وهذا سيجعله لا يشعر بالاكتفاء مطلقا لأنه ليس هناك سقف للمتعة ويبقى اقل تقدير لشريك حياته واقل رضا عن علاقتهم،
العلاقة الحقيقية بعيد عن الاباحية يفترض فيها ان تقوم على طرفين اثنين فقط ويستمتع كل من فيهم بالأخر ويكتفي به وتمتد علاقتهم لكل مناحي الحياة وما فيها من مشاعر وعواطف
وهذا مالا يحصل مع الاباحية لأنها تعودك على نمط اثارة مصطنع وتجعلك تريد شخصيات متعددة تستطيع أن تغيير ما بينهم بضغطه زر ولما لا تجد ذلك في علاقتك الحميمية ستزهد فيها وتبدأ تبتعد عنها،
هذا غير تعويد نفسك على نوع معين من الاحاسيس التي تقودك لان تنتهي بسرعة لكن لو كانت الاثارة ناتجه بشكل مختلف مثل العلاقة الزوجية التي تعتمد على مراحل مختلفة ومتعاقبة و انت تعاني من التأخر بالقذف وهذا سيسبب مشاكل بالتأكيد.
1. التصعيد: الاباحية تلعب على مستوى التحفيز فوق الطبيعي، الشخص الذي لا يرى شيء لأول مرة سيحس بمتعة شديدة لكن سرعان ما هذه المتعة ستزول و الشخص يتعود عليها
ومن اجل ان يصل لنفس المستوى من الاثارة يبدأ سلسلة من التصعيد ويتجه لأنماط أكثر جرأة وفحش من الاباحية وممكن ان يفكر ان هذه ذروة طبيعية لكن هذا تغيير سطحي،
ولو توقف عن المشاهدة، تفضيله للأذواق الشاذة والمنحرفة سيتوقف تدريجيا، ولو استمر في المشاهدة سيستمر بالانحطاط وتفضيل الاذواق الشاذة هذا لو ما بدأ بممارستها أيضا.
2. نقطة استعادة السيطرة: التعامل السليم مع الاباحية يكون من خلال الاقرار بوجود الشهوة وحقنا فيها لكن وجوب تأجيلها لحين وضعها في مظهرها الطبيعي وهو العلاقة الطبيعية ولو تريد التعافي من اضرار الاباحية…
- فالخطوة الاولى لك هي الاعتراف بالمسؤولية، الاعتراف بمسؤوليتك عن إدمانك ومسؤوليتك عن تعافيك وعدم الاستمرار بإلقاء اللوم على زوجتك او اهلك او الظروف التي تمر بها،
- اما الخطوة الثانية ان تعطي دماغك راحة تامة عن كل انواع الاثارة الجنسية المصطنعة لفترة طويلة لا تقل عن شهور وتحول اهتمامك لأنشطة الحياة الحقيقية هذه الخطوة لها فوائد لكن اهمها: هل الاباحية هي السبب بالأعراض التي تعاني منها او هناك اسباب اخرى، لو لا يوجد مشاكل عضوية عندك فالتوقف عن مشاهدة الاباحية سيساعدك على:
- رجوع الدائرة العصبية المسؤولة عن المكافأة في الدماغ لطبيعتها وزيادة حساسيتها واستجابتها للمؤثرات الحياتية وليس للمؤثرات الجنسية فقط وبالتالي ستستطيع الاستمتاع بالأنشطة اليومية وتستمتع بعلاقتك مع زوجتك لو كنت متزوج ولا تثار من اقل شيء
- الحد من الدوائر العصبية التي استحدثها الدماغ بسبب مشاهدة الاباحية هذه الدوائر هي التي تلح عليك وتدفعك للاستمرار في هذا السلوك وتكراره ولن ترجع للسلوك هذا من جديد وبمرور الوقت سيختفي الالحاح اتاحة المجال لتقوية الروابط العصبية في الفص الجبهي للدماغ من اجل استعادة قوة الارادة والعزيمة
- اما الخطوة الثالثة للتعافي فهي مجاهدة النفس من اجل ان تبقى ثابته على قرارك، هذه الخطوة ممكن ان تأخذ منك شهور أو سنين يضعف من خلالهم تدريجيا نشاط الدوائر العصبية المستحدثة بفعل الادمان،
- لكن هنا ستتساءل أنك لو كنت قادر ان تتوقف عن المشاهدة وقادر تجاهد لم تكن تابعت هذا المقال، فأنت ربما تريد حلول بدون بذل مجهود،
- لكن ببساطة هذه الحلول الحقيقة ان تتوقف عن المشاهدة وتجاهد نفسك ولا يوجد حلول سحرية، وتذكر أنك من أجل أن تعيش أوقات سعيدة محتاج ان يكون لديك ارادة لتخطي الاوقات الصعبة ومجاهدة رغباتك
- الخطوة الرابعة: التواصل مع اشخاص حقيقين لا يفصل بينكم شاشة الكترونية وتبدأ تحس بالمتعة والسعادة بالتعامل معهم كي تصحى بك الرغبة بالحياة واقامة علاقة حقيقية و روابط عاطفية بينك وبينهم مبنية على المحبة والود،
- اجلس مع اهلك واصدقائك واقترب منهم ولو متزوج اقترب من زوجتك وابدأ حياة حميمية وعاطفية معها، غير العلاقة المزيفة التي كانت بينكم بسبب طاقتك التي كنت تضيعها في الاباحية ولو لست متزوج جهز نفسك للزواج
- الخطوة الخامسة ابدأ بعمل خطه وحدد مدة زمنية على سبيل المثال شهرين تتوقف بهم عن مشاهدة الاباحية، في هذين الشهرين اذهب للنادي واخرج مع اصحابك واقرأ عن الاباحية لتعرف كيف تسيطر عليها، استخدم الكمبيوتر للعمل فقط وبمواعيد محددة وهكذا.. هذه الخطة هي تجربتك الخاصة، لو محتاجة تعديل أو فشلت غيرها، ولا تقع على الأرض عند أول ألم.
دماغك تحت تأثير الاباحية – كتاب جاري ويلسون
- ما هو الذي يجب أن تحويه خطتك؟
التعامل مع الايحاءات المحفزة:
هذه الايحاءات هي العوامل الخارجية التي تجعلك تفكر في مشاهدة الاباحية أو اندفاعك لها كالصور العارية وبرامج التلفاز او الافلام او استحضار لقطات قديمة من الاباحية،
من أهم الايحاءات مثلا الضغط العصبي وعم القدرة على التعامل مع المشاعر فتلجأ للإباحية كمهرب، وكذلك في حالات الملل أو الوحدة او الشعور بالإجهاد، حتى تتعامل مع الايحاءات انت محتاج لتجهز شيئين:
أولا: قائمة بكل الاشياء التي ان تنجزها والتي تذكرك أن أهدافك كانت قيمة في أوقاتك العصيبة، مثل انك تريد ان تبقى شهرين بدون مشاهدة للإباحية، او انك من 40 يوم بدون اباحية، اكتب هذه الاشياء واحتفظ بها في مكان قريب
ثانيا: قائمة فيها انشطة مفيدة تبعدك عن خطر التحفيز كالاتصال بشخص او ان تترك الغرفة وتخرج للمشي وهكذا، وهناك شباب لاحظوا انهم لو تمكنوا من اشغال نفسهم والهاءها بما يصرفها عن الإيحاء المحفز لمدة عشر دقائق فتأثير الايحاء سيضعف وتمر الازمة بسلام،
وابقى حريص على التعامل مع الايحاءات بذكاء لأنها تكشف لك مواطن الخلل التي تحتاج ان تنتبه لها وتأخذ تدابير للتعامل معها، فلو تمسك الهاتف بالليل وهو مقفل هذا محفز لك ببساطة اترك الهاتف خارج الغرفة واقفل كل الاجهزة التي عندك واقرأ قليلا ثم نم.
دماغك تحت تأثير الاباحية – كتاب جاري ويلسون
كيف تكتشف هذه الايحاءات كي تعرف تتعامل معها؟
- كلما تحس برغبة اسأل نفسك ما لمشاعر التي احس بها؟ الساعة كم ؟هل هناك احد غيري؟ انا اين؟ ما لنشاط البديل لتلبية احتياجاتي الأن؟ وضع في خطتك أنه عندما يحصل هذا يجب أن أعمل هذا، وهذا سيجعلني احس بهذا
- اختر شريك للتعافي لو شعرت برغبة في المشاهدة تتصل به وتخرجوا سوية، ممكن حضور لقاءات لمدمنين مجهولين مثلا زيارة طبيب مختص لو الاباحية لها جذور كالاعتداء الجنسي في الماضي مثلا او التحرش
- التخلص من الضغوط والحرص على ضبط النفس والعناية بها، من اهم ما يمكن ان يؤدي لهذا ممارسة الرياضة التي تساعد على صرف النظر عن الرغبة الملحة التي تزيد إفراز هرمون الدوبامين
- الاستخدام المبكر للأدوات التي تعلمتها، وافضل وقت للتعامل مع الرغبة الملحة يكون باكرا قبل أن تشتد، اخبر نفسك ان هذه الرغبات ليس لها سلطان عليك واتركها حتى تتلاشى وعش حياتك يوم بيوم، وابدأ بوضع المهارات التي تعلمتها موضع التنفيذ، ضمن خطة للتعافي وبادر لإشغال نفسك بما ينفعها قبل ان تبدأ الرغبات بالسيطرة عليك وتحركك.
وأخيرا ضع باعتبارك أن الأمر سيأخذ مجهود ووقت لكن ليس امامك حلول ثانية سهلة فإبدا من الأن وحاول بكل قوة.