أخباررياضة

ريال مدريد و برشلونة Barcelona & Real Madrid  والعداء بينهما


قصة الكلاسيكو الأسباني

الصراع بين ريال مدريد Real Madrid  و برشلونة Barcelona: تخيل أنك أحد أقوى لاعبي كرة القدم في أوروبا.

وبدأت تلعب مع أحد أقوى النوادي العالمية مثل ريال مدريد في مباراتك الأولى مع فريقك الجديد. وإذا بك تفاجأ بالجماهير الغفيرة تردد هتافات تصفك بالحقير والخائن، مع عبارات الاستهجان والشتائم.

ليس ذلك فحسب، بل ويلقي عليك أحد الجماهير من المدرجات رأس خنزير، بالإضافة إلى قيام الجمهور برمي زجاج الخمر نحوك أثناء تنفيذك للضربات الركنية.

ربما يظهر هذا الموقف خيالياً وغير واقعي، لكن هذا ما حدث فعلاً للاعب كرة القدم السابق لويس فيغو من طرف جماهير فريق برشلونة Barcelona عندما بدأ اللعب مع فريق ريال مدريد Real Madrid  .

لكن ما السبب في ذلك؟ وما هو سبب العداء التاريخي في الكلاسيكو بين ريال مدريد Real Madrid  و برشلونة ؟

كيف بدأ هذا الصراع؟ ما هو سبب هذا العداء الكبير بين مشجعي الفريقين؟

إذا كنت تعتقد أن الصراع بين الريال والبارسا هو صراع بين ميسي ورونالدو، أو بين لاعب ولاعب آخر من بين الفريقين فأنت مخطئ.

لذلك إذا كنت من مشجعي أحد هذين الفريقين، أو إذا كنت بشكل عام مهتماً بمعرفة سبب العداء الشديد بين الفريقين فستجد الإجابة في هذه الحلقة، فرجة ممتعة.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أعزائي المشاهدين مرحباً بكم على قناة دنياي وديني ومعكم حيدر جبار.

التنافس بين مدريد Real Madrid  و برشلونة Barcelona

كلما كانت هنالك مباراة كلاسيكو ستجري بين فريقين ، إلا ونرى أن الإعلام العالمي يسعى للحديث عن هذه المباراة ونقل أخبارها وتحليل نتائجها .

الشيء الذي يجعلنا نتساءل، ما هو سبب هذا الاهتمام الكبير بمباريات الكلاسيكو التي قد تكون نتائجها في أغلب الأحيان تؤثر على مباريات الدوري المحلي في إسبانيا؟

لكننا نرى أن الاهتمام بها يكاد يصل للاهتمام بنهائيات بطولات أخرى عالمية.

لكن ما لا تعرفه عزيزي المشاهد، يا من تشجع أحد هذين الفريقين دون أن تعرف تاريخ العداء بينهما، هو أن الإسبان ينظرون إلى أن التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة يتخطى حدود كرة القدم.

هم ينظرون إلى الصراع بين الفريقين كصراع ثقافات، وليس فقط صراع لعبة، هو صراع بين الهوية الإسبانية القشتالية والهوية الكاتالونية.

بل الأمر أكبر من ذلك، هم ينظرون إلى الصراع كحرب تدور رحاها بين الخير والشر، إلى صراع بين نظام محتل وآخر يسعى إلى تحرير أرضه.

الشيء الذي يجعل مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد Real Madrid  و برشلونة Barcelona ، تعتبر من أعظم المنافسات في تاريخ كرة القدم، إن لم تكن من أعظم المنافسات في الرياضة على العموم.

فمباراة الكلاسيكو هي الأكثر مشاهدة في العالم، حيث يصل عدد مشاهديها إلى ما يقارب 650 مليون مشاهد.

تاريخ إقليم كاتالونيا

فإسبانيا كدولة ملكية عاصمتها مدريد ،وقد سمي نادي ريال مدريد نسبة إليها والريال تعني الملكي، وقد تم تلقيب الفريق بهذا الإسم نظراً لإنجازاته المتكررة في الكلاسيكو الإسباني، ودعم الحكومة الإسبانية له.

لكن ماذا عن فريق برشلونة الذي نسمع المعلقين الرياضيين ينعتونه دائماً بأنه فريق كاتالوني؟ أليس فريقاً إسبانياً فما معنى الكاتالوني إذن؟

عزيزي المشاهد، إقليم كاتالونيا هو منطقة تقع في أقصى شمال شرق شبه الجزيرة الأيبيرية، وقد كانت في يوم من الأيام تعتبر دولة لها سيادتها وثقافتها، ولديها كذلك لغتها الخاصة بها وهي اللغة الكاتالونية.

لكن الأمور تغيرت في 11 سبتمبر أيلول عام 1714، حيث غزا الملك فيليب الخامس تلك المنطقة وقام بضمها مع عدد آخر من الأراضي في شبه الجزيرة الأيبيرية.

فكونت هذه الأراضي كلها المملكة التي نعرفها اليوم باسم إسبانيا.

الجنرال فرانكو

ومدينة برشلونة تعتبر في ثلاثينيات القرن الماضي رمزاً للهوية الكاتالونية، قبل قيام الجنرال فرانسيسكو فرانكو، قائد القوميين المحسوبين على العاصمة مدريد، بانقلاب عسكري عام 1936.

ضد الجمهورية الأسبانية الكاتالونية التي كانت تحت حكم الديمقراطيين والاشتراكيين، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية إسبانية.

كانت نتيجتها انتصار الجنرال فرانكو، وتدمير مباني، ومن بينها جزء من استاد برشلونة، كما قام فرانكو باعتقال رئيس نادي برشلونة آنذاك جوزيب سوناو وإعدامه دون محاكمة بسبب المناداة بالانفصال عن إسبانيا.

كما فرض فرانكو عدم استخدام اللغة الكتالونية في وثائق النادي، ومنع رفع العلم الكاتالوني في الملاعب، ومن يفعل ذلك تصل عقوبته إلى حدود الخيانة العظمى.

وقد استمر الحال على ما هو عليه، ولم يتنفس أصحاب الهوية الكتالونية الصعداء إلا بعد وفاة الديكتاتور الجنرال فرانكو عام 1975.

مطالبين برفع أعلامهم مرة أخرى في الملاعب والانفصال عن السيادة القومية الإسبانية، ومنذ ذلك التاريخ بقي النزاع والصراع، بين إقليم كاتالونيا والحكومة المركزية الإسبانية التي تحتله.

وفي 27 من أكتوبر من عام 2017 أعلنت حكومة الإقليم من طرفها الأحادي الجانب، استقلالها عن إسبانيا.

وقد حصل نادي أف سي برشلونة على هذا الإسم نسبة لانتمائه إلى عاصمة الإقليم برشلونة كما يطلق عليه كذلك البارسا.

الهزيمة التاريخية 11 -1

لقد زرع الجنرال فرانكو شعور الكراهية بين الهوية القشتالية لنادي ريال مدريد Real Madrid  والهوية الكاتالونية لنادي برشلونة Barcelona.

وذلك من خلال تأجيج الوضع، واستخدام الكرة المستديرة لإذلال برشلونة ، وإثارة الجدل بدعم الحكومة الإسبانية لنادي ريال مدريد .

أحد أشهر المواجهات التاريخية التي دارت بين الفريقين، كانت عندما انهزم فريق برشلونة أما فريق ريال مدريد بنتيجة 11-1 وذلك عام 1943 في نصف نهائي كأس إسبانيا.

لقد عزى المراقبون وشهود العيان أسباب تلك الهزيمة إلى عاملين رئيسين:

العامل الأول التحكيم المنحاز

فقد كان الحكام يخافون من خسارة الفريق الملكي ريال مدريد Real Madrid  ، خوفاً من العقاب المحتمل الذي قد يناله من الجنرال الديكتاتور فرانكو، خاصة عند مواجهة الفريق الملكي بفريق برشلونة .

العامل الثاني ترهيب لاعبي نادي برشلونة

حيث يقال أن لاعبي نادي برشلونة رفضوا الاستمرار في لعب المباراة، بسبب الضغوط النفسية من الجمهور والحكام.

إلا أنه يقال أن الجنود دخلوا  إلى غرفة ملابس اللاعبين، لتهديدهم من أجل إكمال المباراة، وإبلاغهم رسالة نصها لا يجب أن تنسوا أنكم تلعبون بسبب سخاء النظام الذي غفر لكم نقصاً في الوطنية.

وذلك حسب ما أكد الكاتب جيمي بيرنر في كتابه صفقة ألفريدو دي ستيفانو السرقة المدريدية.

الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو

يعد الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو أحد أهم اللاعبين في تاريخ نادي ريال مدريد الإسباني، غير أن قصته مع النادي لم تكن قصة عادية.

ففي يوليو 1953 توصل ريال مدريد إلى اتفاق مع النادي الكولومبي الذي يلعب معه ديستفانو، من أجل انتقال اللاعب إلى صفوف الفريق الملكي.

لكن رغم ذلك لم يكن ريال مدريد الفريق الوحيد في الدوري الإسباني الراغب بنقل اللاعب إلى صفوفه، فقد سبق أن كان اللاعب الأرجنتيني دي ستيفانو محل اهتمام نادي برشلونة أيضاً.

حيث قام رئيس النادي الكاتالوني بالدخول في المفاوضات مع نادي ريفر بليت الأرجنتيني المالك الأصلي لحقوق دي ستيفانو، والذي أعار بدوره لاعبه للنادي الكولومبي.

وقد تم بالفعل توقيع عقد إنضمام دي ستيفانو إلى نادي برشلونة سنة 1953.

لكن فرحة النادي الكاتالوني لم تتم، حيث تبين بعد ذلك أن العقد كان باطلاً، لأن حقوق انتقال اللاعب إلى فريق آخر لم تكن في ملك الفريق الأرجنتيني.

وإنما تعود للنادي الكولومبي الذي يلعب ديستفانو في صفوفه ،وهنا استغل ريال مدريد الأمر ليبرم التعاقد مع نادي اللاعب في كولومبيا.

حيث قام بعد ذلك بإبلاغ الفيفا بحقيقة الموقف، وطلب الاتحاد الدولي من الاتحاد الإسباني فض هذا النزاع، وكانت النتيجة أن قام اللاعب بتوقيع لريال مدريد بدلاً من البارسا.

وهذا ما أثار حفيظة النادي الكاتالوني، وبعد صراع طويل قرر الاتحاد الإسباني أن يلعب النجم الأرجنتيني موسمين لكل فريق.

وهو ما وافقت عليه إدارة النادي الكاتالوني في البداية، قبل أن تقرر الاستسلام بعد أسابيع، وتبيع باقي حقوق اللاعب للغريم التقليدي.

الذي خرج فائزاً بكل شيء في المعركة التي لا يزال صداها يتردد إلى يومنا هذا، حيث يتهم النادي الكاتالوني نادي ريال مدريد بالسرقة وقلة الاحترام، وهذا ينقلنا إلى أزمة انتقال اللاعبين بين الفريقين.

انتقال اللاعبين بين فريقي ريال مدريد و برشلونة

لاعب كرة القدم شأنه شأن أي موظف، يسعى للحصول على أعلى سعر لقاء الخدمات التي يقدمها، خاصة أن العمر الاحترافي للاعب كرة القدم يكون محدوداً جداً.

فأغلب لاعبي كرة القدم يعتزلون اللعب وهم في الثلاثينيات من عمرهم، وبناءً عليه فإن لاعب كرة القدم لا يكون لديه في أغلب الأحيان انتماء وولاء لفريق الذي يلعب معه.

لأن العامل المادي يلعب الدور الرئيس في تحديد الفريق الذي سينتقل إليه اللاعب. فلاعبو كرة القدم في العادة ينتقلون للعب في الأندية التي تقدم لهم عروضاً مغرية.

لذلك فقد يصدف في كثير من المرات، أن ينتقل لاعب كرة قدم من برشلونة إلى ريال مدريد والعكس.

كأمثلة على ذلك رونالدو داليما، لويس أنريكيه، جوزيف لاميتيه، هؤلاء كلهم سجلوا في الفريقين في مباريات الكلاسيكو.

كما يعتبر الدانماركي مايكل لاودروب اللاعب الوحيد الذي فاز بنفس النتيجة للفريقين عامين متتاليين.

حيث تمكن من الفوز بخمسة أهداف عندما كان في فريق برشلونة Barcelona ضد ريال مدريد ، وفي العام التالي فاز أيضاً بخمسة أهداف مع ريال مدريد Real Madrid  ضد برشلونة .

أما أبرز هؤلاء فهو المهاجم البرتغالي لويس فيغو، والذي حدث معه الموقف الأكثر بشاعة في تاريخ المستديرة خروجاً عن مبادئ الرياضة.

لويس فيغو القصة التي لن تنسى

فيغو النجم البرتغالي الذي انتقل إلى برشلونة سنة 1995. لمع إسم البرتغالي لويس فيغو مع ناديه سبورتينغ لشبونة، ومنتخب شباب البرتغال. بعدما توج معهما بألقاب عدة، أبرزها كأس العالم للشباب عام 1991.

ما جعل العديد من أندية العالم تتهافت عليه للعب في صفوفها وفي مقدمتها أندية الكالتشيو الإيطالي والذي كان حينها اقوى دوري لكرة القدم في العالم.

فقام فيغو بتوقيع عقدين مبدأيين مع كل من يوفنتوس و بارما، ما جعل الاتحاد الإيطالي يتخذ قراراً صارماً بحرمانه من اللعب للأندية الإيطالية لمدة عامين.

فما كان من فريق برشلونة الإسباني إلا أن انتهز هذه الفرصة، وقام بتوقيع عقد مع فيغو لينتقل إلى النادي الكاتالوني، في صفقة تاريخية.

انتقال لويس فيغو إلى نادي برشلونة

فوجد فيغو في برشلونة بيته الثاني، إذ حقق مع نادي برشلونة Barcelona سبعة ألقاب في خمسة مواسم، ووصل تعلق الفريق وجمهور البارسا بفيغو بأن يجعله كابتن الفريق.

ومن بين العبارات التي ذكرها لويس فيغو، والتي توضح مدى الارتباط الذي كان بينه وبين البارسا، أنه قال ذات مرة:

حلمي منذ الصغر كان برشلونة، كنت أصلي كل يوم وليس يوم الأحد فقط لكي أنضم إلى هذا الفريق، أنا موجود فيه الآن، ولن أفرط بذلك أبداً.

لكن عندما اقترب صيف العام 2000 بدأ الشارع الكاتالوني يشتم رائحة أزمة داخل البيت البارساوي.

فرئيس النادي خوان غاسبارت يكثر الحديث عن الضائقة المالية التي يمر بها الفريق، في الوقت الذي يطالب فيه لويس فيغو برفع أجره السنوي بنحو مليوني دولار.

وبعد أخذ ورد ومفاوضات طويلة، استجاب النادي لطلب فيغو، ورفع أجره، ليخرج فيغو إلى العلن قائلاً: أنا لاعب برشلونة ولن أترك البارسا ما حييت وسأوقع العقد الجديد على بياض دون شروط مسبقة.

أثلجت كلمات فيغو قلوب عشاق البارسا، وطمأنتهم على نجمهم المحبوب، ولكن كان ذلك لمدة أسبوع واحد فقط .

انتقال لويس فيغو إلى نادي ريال مدريد

فبعد أيام قليلة فقط خرج المرشح لرئاسة ريال مدريد ، فلورنتينو بيريز بتصريح بدا أشبه بقنبلة نووية رمى بها في وسط العاصمة الكاتالونية.

حيث أكد أنه سيجلب لويس فيغو أحد أفضل لاعبي العالم في تلك الحقبة إلى ريال مدريد ، إن تمكن من الفوز في الانتخابات لرئاسته لفريق ريال مدريد Real Madrid  .

قلب هذا الوعد موازين القوى في الانتخابات المدريدية على نحو أشبه بالخيال، حيث لم تكن حينها لدى بيريز أدنى فرصة للفوز برئاسة النادي، وإذا به فجأة يفوز بالانتخابات بنسبة 91% .

انتظرت جماهير البارسا خروج رئيسها غاسبارت بتصريح، يدحض فيه أحلام بيريز أو مؤتمر للويس فيغو، يؤكد أنه من جديد متمسك بالقميص الكاتالوني. لكن لم يحصل شيء من ذلك.

ليفوز بيريز بالانتخابات، ويقدم فيغو بالقميص الأبيض الذي حمل الرقم 10 في الرابع من يوليو تموز عام 2000. وسط ذهول وغضب للشارع الكاتالوني، الذي طالب بإقالة غاسبارت بتهمة الخيانة.

قامت بعد ذلك مظاهرات غاضبة من جماهير البارسا أمام مقر النادي، فخرج الرئيس غاسبارت ليدافع عن نفسه. وليكشف أن فيغو قام بكسر العقد، من خلال دفع قيمة البند الجزائي المنصوص عليه في العقد.

المباراة التاريخية التي لا تنسى

وجاء موعد الكلاسيكو، وكانت المباراة التاريخية، حيث أول زيارة  لفيغو إلى ملعب الكامبنو بعد انضمامه إلى فريق ريال مدريد .

تلك المباراة التي أصابته بأزمة نفسية شديدة استمرت لأسابيع وأشهر وسنوات، بل استمرت إلى حد الساعة.

ففي وقت سابق أتاحت إدارة ريال مدريد الفرصة أمام فيغو لعدم لعب المباراة أو حضور مباراة  الكلاسيكو في الكامب نو أو أن يجلس إلى كرسي الاحتياط.

لكنه رفض وطلب مواجهة برشلونة ، وقد تم استقبال النجم البرتغالي بالحجارة والطماطم والبيض من قبل مجموعات بوكسيوس نويز المتعصبة على باب الفندق.

بعد ذلك انتقل لاعب الريال إلى الملعب، الذي بدا أشبه ببركان ثائر، وذلك قبل ساعتين من مباراة الكلاسيكو.

لم يشارك فيغو زملائه التمرينات الإحمائية إلا قبل دقائق معدودة، فتدرب بشكل خفيف، قبل أن يعاود الدخول لاحقاً لبدء المباراة وسط  أجواء مشتعلة وصافرات استهجان تصم الآذان.

حيث احتشد في الملعب أكثر من 90 ألف عاشق للفريق الكاتالوني في الكامب نو، حمل الكثير منهم لافتات، كتب على بعضها كلمات مهينة مثل الخائن، الحثالة، المرتزق.

في حين قام العديد من مشجعي البارسا بحرق صور فيغو على المدرجات، ورغم تقدم البارسا في تلك المباراة بهدفين، لكن ثائرة المشجعين الكاتالونيين لم تهدأ طوال الدقائق التسعين.

قام فيها مشجعو البارسا باستهداف لويس فيغو كلما كان  يتجه لتنفيذ ركلة زاوية، وذلك عبر رميه بقنينات زجاجية وعبوات المياه وغيرها الكثير من المواد الصلبة.

رأس خنزير ثمين

أما المشهد الأكثر رسوخاً في الذاكرة، فهو قيام أحد المشجعين برمي رأس خنزير إلى أرض الملعب أثناء محاولة فيغو تنفيذ ركلة ركنية.

وعلى فكرة فرأس الخنزير هذا موجود في أحد متاحف ألمانيا، وتحديداً في مدينة إسن حيث تم شراؤه بالمزاد العلني.

لم يتمالك فيغو أعصابه وصرح بعد تلك المباراة قائلاً، بأن جمهور برشلونة أغبياء. وتوعدهم بأنه سيرد لهم الدين في سانتياغو برنابيو، وأنه سينتصر عليهم.

وبالفعل وفّى فيغو بوعده، وسجل أحد هدفي فريقه في مباراة الإياب، التي انتهت بنتيجة اثنين مقابل صفر ليحرز الريال في ذلك الموسم لقب الليجا.

صراع لا ينتهي

إذن، كما رأينا أهم أسباب الصراع، كان صراعاً سياسياً، بدأ على الأرض قبل قرون، تحولت رحاه إلى المستطيل الأخضر.

وسيبقى الغريمان برشلونة Barcelona و ريال مدريد Real Madrid  في منافسة شديدة كل موسم داخل الملاعب المحلية والقارية، من أجل كسب ألقاب وبطولات.

وبعدما ينتهي الموسم، ينطلق الصراع بين الناديين من الملعب إلى أسواق انتقالات اللاعبين.

صراع يسعى فيه كل فريق لجلب أفضل النجوم للمساعدة على الحفاظ على الصدارة، وهزيمة الفريق المقابل.

فالريال يسعى للفوز ليؤكد لغريمه أن الملكي هو من ينتصر دائماً، في حين أن البارسا يسعى للفوز لأن فيه انتصار معنوي، على من يراه محتلاً لأرضه.

أما المشاهد العربي فيبقى مشجعاً مخلصاً إلى حد الموت لهذا الفريق أو ذاك، وهو يجهل تماماً طبيعة العداء والصراع الدائر بين قطبي الكلاسيكو.

أتمنى أن تكون هذه الحلقة  قد أعطتكم صورة جيدة حول أصول الصراع في الكلاسيكو بين برشلونة Barcelona و ريال مدريد Real Madrid  .

كان معكم حيدر جبار تحياتي لكم  وأراكم بإذنه تعالى في حلقة قادمة على قناة دنياي وديني والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى