في فيلم تراب الماس يضعون مادة سامة في الشاي ليس لها أي طعم ، يستخدمونها للتخلص من أي شخص يريدون الانتقام منه .
وبعد شهر تقريباً من تناول هذه المادة تظهر له أورام سرطانية على شكل كتل صلبة متجمعة على طول جدار المريء ومن ثم ينزف الشخص من كل مكان في جسمه إلى أن يموت .
تراب الماس أخطر سم في العالم
لو ابتلع أي شخص جزءاً صغيراً من تراب الماس أو البودرة الناتجة عن صناعة الألماس تتوزع جزيئات الماس على طول القناة الهضمية .
أي سُم في العالم يكون له آلية العمل ويكون له في بعض الأحيان مادة مضادة له توقف مفعوله و يتم إنقاذ الضحية من الموت .
إلا بودرة الماس فهي عبارة عن جزيئات حادة و صغيرة جداً ، كالسكين في حدتها وكالتراب في حجمها .
وبمجرد أن ترتكز في القناة الهضمية يصبح من الصعب جداً انقاذ الضحية سواء بمضاد أو أي دواء آخر .
وذلك بكل بساطة لأن جزيئات الماس بمجرد دخولها إلى الجسم تحتاج إلى تدخل جراحي ليتم استخراجها .
وحتى لو كان الطبيب جراحاً ناجحاً يريد إجراء العملية وإنقاذ الشخص فسيحتاج لإزالتها الجزيئات يدوياً .
لأنها وصلت للجهاز الهضمي بما فيه المعدة والأمعاء والمريء ، و تنظيف كل هذه الأعضاء حتى الوصول إلى الإصابة الرئيسية و إزالة جزيئات الماس جزءاً جزءاً هي عملية صعبة جداً .
خطورة تراب الماس
عنصر الماس من أقوى العناصر في العالم وأكثرهم حدة وصلابة ، وتواجد جزيئاته داخل أعضاء الجسم مع مرور الوقت سيمزقها تدريجياً حتى يتم تدميرها تماماً .
وهذا يحتاج من شهرين إلى ستة أشهر ، ومن هنا نتأكد أن حبيبات الماس هي أخطر أنواع السم الذي عرفته البشرية ، حيث لا يوجد سم ينافسه في قوته التدميرية القاتلة .
اعتقادات قديمة خاطئة
من الغريب أنه كان يوجد اعتقاد سائد في العصور القديمة بأن لدى الماس قدرة علاجية للأمراض المستعصية خصوصاً اضطرابات المعدة .
و طبعاً هذا الدواء لم يكن من السهل العثور عليه فقد كان علاجاً للطبقة الثرية فقط ، فكيف يكون علاجاً وهو سم مدمر ؟
لهذا بقي اعتقاداً خاطئاً لأنه كان عنصراً نادراً و نفيساً و غالي الثمن ، ولا يستطيع أحد أن يعثر عليه بسهولة لذا اعتقدوا أنه بالتأكيد لديه قدرات علاجية كبيرة .
ففي القرن السادس عشر توفي البابا كليمنت السابع في 25 سبتمبر 1534 بعد أن فشل الأطباء في علاج أمراضه عن طريق كمية هائلة من بودرة الأحجار النفيسة وكان من ضمنهم الماس .
و في أواخر القرن التاسع عشر كان المواطنون الأثرياء في الهند يستخدمون بودرة الماس كعلاج أسنانهم ، اعتقاداً منهم في قدرتها على علاج مشاكل الأسنان و التسوس .
و في القرن الثامن عشر لما تمت معرفة أن بودرة الماس مادة سامة و قاتلة ، حاول تجار الماس نشر هذه الفكرة .
لأن اللصوص في تلك الأيام كانوا يسرقون الماس عن طريق تناوله في الفم ويتمكنون من الهرب دون دليل عليهم .
و أكد التجار أيضاً على أن فكرة تناول كتلة كاملة من الماس تعتبر بنفس الخطورة تناول تراب الماس ، و لكن في الحقيقة أن الكتلة الكاملة لو ابتلعت دون تكسير ، ستخرج كما هي من الجسم عن طريق الشرج .
شظايا الماس المحطمة لديها قدرة جبارة على صنع ثقوب في أي مادة صلبة ، لهذا تستطيع بكل سهولة أن تمزق المعدة والأمعاء لأي شخص يتناولها .
استخدام تراب الماس في جرائم القتل
تم استخدامه في مختلف العصور كسلاح فعال للقتل في المجتمعات والثقافات ، فاستخدم كثيراً لأغراض سياسية للتخلص من المعارضين .
ففي فرنسا مثلاً كانت زوجة ملك فرنسا كاثرين دو ميديسي تستخدم السم لقتل أي معارض لها .
وفي سنة 1995 أقدم كاتب على تجربة غير رسمية لكي يثبت الآثار المميتة لمادة تراب الماس فطحن كتلة من الماس باستخدام جهاز وحولها إلى شظايا .
ثم فحص تراب الماس بالميكروسكوب فوجد أن جزيئاته تحتوي على حواف حادة و أسنان مدببة و تجويفات عميقة و فتحات غير منتظمة .
و في وقتها أثبت أن هذه الجزيئات على شكل نجمة محاطة بالحواف الحادة العنيفة جداً .
إن وصول الإنسان لهذا النوع من السموم واستخدامه في مختلف أشكال العنف والقتل يثبت أنه لا يوجد كائن في هذا العالم يمكن أن يكون خطر على الإنسان غير الإنسان نفسه .
المصادر
15.1.1 Mechanical Damage from Ingested Diamond
شاهد أيضاً:
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com