سيكولوجية الجماهير، تعد دراسة سيكولوجية الجماهير من الأقسام المهمة التي يوليها علم النفس عناية خاصة، ويدرسها بشكل مستفيض ليلخص من خلالها الى الوسائل والتقنيات التي يتشكل بها الرأي العام،
وكيف تقاد الجماهير وتوجه بطريقة من الطرق، ويعد غوستاف لوبون من الأوائل الذين أفردوا لهذا الفرع المعرفي دراسة خاصة من خلال كتابه المشهور سيكولوجية الجماهير
وقد حاول من خلال هذا التتبع وهذه الدراسة فهم النفسيات التي تتحرك من خلالها الجماهير وطرق تفكيرها والطرق التي تتأثر بها وتتحرك بناء عليها
سيكولوجية الجماهير بقلم غوستاف لوبون، تعني كلمة جمهور بمعناها العادي تجمعا من الافراد اي مهما تكون هويتهم القومية او مهنتهم او جنسهم،
من الناحية النفسية الأمر مختلف تماما، فالجمهور يقصد به تكتل من البشر، يمتلك خصائص جديدة مختلفة جدا عن خصائص كل فرد يشكل هذا الجمهور، بحيث يصبح هذا الجمهور خاضع للوحدة العقلية للجماهير
إن روح الجماهير هي تلك الروح التي تذيب الشخصية الواعية للأفراد وتوجه مشاعرهم وأفكارهم في مجال واحد، ذلك ما أن يتشكل الجمهور النفسي،
حتى يكتسب خصائص عامة ومؤقتة لكنها قابلة للفرز والتحديد، والعجيب في هذه الروح التي تشكل روح الجماهير هو أيا تكن نوعية الأفراد الذين يشكلون هذا الجمهور، وأيا تكن انتماءاتهم او انماط عيشهم، فإن مجرد تحولهم الى جمهور ينزع عنهم هذه الخصائص ينزع عنهم الروح الجماعية
وهذه الروح الجماعية تجعلهم يفكرون ويشعرون بنفس الطريقة، وهكذا نلاحظ الى اي مدى يكون الفرد المنخرط في الجمهور مختلف عن الفرد المعزول عنه
الفكرة: الجماهير تحرك روح الجماعة وليس روح الفرد
حينما يتحول الفرد الى عنصر في الجماعة تذوب كل المميزات الشخصية والعناصر المكونة للفرد في انعزاليته لذا تتسم عواطف الجماهير واخلاقها بمجموعة من المميزات لعل أبرزها سرعة انفعالها وخفتها فالشخص داخل الجماعة مقود من قبل اللاوعي، فالإنسان هنا لا يتصرف الا على هوى التحريض والاثارة فهو لا يستخدم دماغه
كما ان هذه الجماهير في غالبيتها ساذجة لأنها تصدق كل شيء يقال لها دون تفكير او تروي، فالجمهور سارد باستمرار على حدود اللاشعور ويتلقى بكل طيبة خاطر جميع الاقتراحات والاوامر ولا تقف عواطف الجماهير عن هذا الحد بل تتعدى ذلك الى تضخيم كل شيء مهما كان بسيطا فالعواطف التي تعبر عنها الجماهير تتميز بطابع مزدوج.
فمن جهة هي عواطف مضخمة ومن جهة أخرى هي عواطف مبسطة وهذا ما يدفع الجماهير الى ان تكون مستبدة اتجاه الأخر المختلف عنها، فالجماهير لا تعرف الا العواطف البسيطة والمتطرفة لذا فهي لا تتسامح مع المخالف ابدا
الفكرة: للجماهير عواطف خاصة وأخلاقيات تنزع بها نحو التطرف والتشدد
أيا تكن الافكار التي توحى للجماهير او تحرض عليها، فلا يمكنها ان تصبح مهيمنة إلا بشرط ان تتخذ هيئة بسيطة جدا، لما كانت البساطة هي السمة الغالبة على تفكير الجماهير فإن الافكار التي تكون مقبولة وجب ان تتعرض الى تغيير كامل حتى تكتسب شعبية وقبولا لدى العناصر المكونة للجمهور
ولهذا ليس دوما منطقية الافكار هي التي تؤثر في انتشارها او قبولها من فئات واسعة من الناس لذا عندما تنغرس فكرة ما في نفوس الجماهير فإن ذلك يجعل اقتلاعها امرا صعبا او غير ممكن
وهنا تصبح الفكرة اكثر قوة مما يجعل مقاومتها امرا صعبا تنتج عنها سلسلة من النتائج والانعكاسات وقد نقول ان الحجج العقلية في بعض الاحيان قد تنفع في اقناع الجمهور الا ان تأثيرها يبقى تأثيرا خفيفا اذا ما قارناه بغيرها، لان وجهة النظر المنطيقة تكون تأثيراتها جدا متدنية بالمقارنة مع غيرها اللتي تستهدف العاطفة
الفكرة: الجماهير تتحرك بالعاطفة أكثر من العقل والمنطق
يتحرك الجمهور وينشئ عقائده نتيجة مجموعة من العوامل التي تحدد أراء الجماهير وعقائدها وهذه العوامل يمكن تقسيمها الى قسمين رئيسيين وهما:
- عوامل بعيدة
- عوامل قريبة
العوامل البعيدة : مثل العرق والتقاليد الموروثة فالجماهير كائن عضوي وككل الكائنات العضوية لا يمكن تغيره إلا بواسطة التراكمات الوراثية البطيئة،
أما العوامل المباشرة فمنها الشعارات فمخيلة الجماهير تتأثر بالصور بكل خاص وكذلك قوة الكلمات مرتبطة بالصور التي تثيرها والكلمات التي يصعب تحديد معانيها بشكل دقيق
هي التي تمتلك احياننا اكبر قدرة على التأثير ومنها الاوهام، فالشعوب تتجه نحو الاوهام كما تتجه الحشرة نحو الضوء فمن يعرف إيهام الجماهير يصبح سيدا لهم ومن يحاول قشع الاوهام عنهم يصبح ضحية لهم
الفكرة: تتشكل عقائد الجماهير بناء على مجموعة من العوامل
رابط تحميل الكتاب هنا
اقرأ أيضاً… كتب رائعة ستغير تفكيرك في ٢٠٢٢ – اليك افضل سبعة كتب
اقرأ أيضاً… ابق قويا 365 يوما في السنة – ديمي لوفاتو – ملخص و كتاب
اقرأ أيضاً… ١٣ شيئا لا يفعلها الأقوياء نفسيا . كيف تصل إلى الصلابة العقلية ؟ ( كتاب )
https://www.youtube.com/watch?v=IDbR07OGCB4