إسلامالحياة والمجتمع

صفات الإنسان السلبي والإنسان الإيجابي

من هو الإنسان السلبي وكيف يعبّر عن سلبيته؟ وكيف يصبح المسلم إيجابياً ويساعد في نشر الإيجابية؟

عندما يريد المتأسلم مدّعي الإيمان الهروب من مسؤوليته كمؤمن ومسلم يقول هذه مؤامرة في الغرب علينا إن سألته لماذا يضيع وقته على التلفزيون.

هل الغرب هو من أشعل التلفزيون وضبط تردد القناة وضبط وقتك على بداية الفيلم؟

وإن سألته لماذا أولاده لا يصلون؟ يقول مؤامرة الغرب علينا. ولماذا لا تتحجب امرأتك وبنتك؟ يقول أيضاً مؤامرة الغرب علينا.

يجعل الغرب شماعة لأخطائه فيتهرب ويريد أن يكون إنساناً سلبياً.

كيف تتغلب على الإنسان السلبي بداخلك

كيف تتغلب على الإنسان السلبي بداخلك

المؤمن إنسان إيجابي والسلبية لا تلد ولا تأتي بقائد ناجح أو ذو مسؤولية.

عندما خرج سيدنا موسى من مصر رأى أمة من الناس يسقون ومن دونهم امرأتان تدفعان قطيعهما فلا يخالط قطيع القوم.

قال: ما خطبكما؟ الشهامة تحركت لديه والنخوة والمروءة في قلبه الكريم، قالتا: لا نسقي حتى يصدر الرعاء.

أي لا نختلط بالرجل وأبونا شيخ كبير وهذه هي الضرورة التي ألجأتنا إلى الخروج. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل.

هذا الإنسان الإيجابي بعكس الإنسان السلبي الذي يمكن أن يقول:

هذه مؤامرة كونية عليكما كإمرأتين ضعيفتين، ما باليد حيلة فهذا عصر المؤامرة والقوم لم يرضوا سقاية قطيعكم.

لا، بل سيدنا موسى كان رجلاً إيجابياً، سقا لهما ثم تولى إلى الظل كي لا يحرجهما بما صنع من صنيع.

فلا تفعل معروفاً كأن تكون سبباً في تول ابن أحدهم وظيفة ما وكلما قابلته تسأله هل ابنك مرتاح في عمله؟

أراد موظف أن يهدي زميله فاشترى له مكواة. وكلما رآه يقول له قمصانك مكوية ما شاء الله. أليس هذا تذليلاً؟

الإسلام ونظرية المؤامرة

نظرية المؤامرة قد تكون موجودة، قد يكون هناك تآمر وتخطيط ولكن لا يعاب على الكاره للإسلام أن يخطط لهدم الإسلام.

فقد قال ربنا سبحانه وتعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون*

يريدون أن يطفئوا نور الله، هكذا يظنون، فلا تخف على الإسلام بل خف على نفسك.

أما نظرية المؤامرة أنت نفسك مؤامرة ضد الإسلام، عندما لا أرى الإسلام فيك فأنت مؤامرة عندما تفتن الناس.

تكون في المسجد ثم تخرج تحتال على خلق الله وتستولي على ميراث أخوتك البنات ولا تتق الله وتأكل حراماً وترتشي.

وسبحان الله العظيم لا إله إلا الله، والعياذ بالله.

أمر ليس طرفة بل هو مؤلم أن هناك موظف مرتشي يأخذ 100 دولار لينهي المعاملات فوضعوا له كاميرات مراقبة.

فجعل يأخذ في المعاملة 150 دولاراً حيث سيأخذ هو 100 و 50 للمراقب، فالمؤسسة كلها فساد في فساد.

والمؤامرة في ذلك أننا نحن من نصنع هذه المؤامرات لأنفسنا، والغباء هو جندي من جنود الله يسلطه على من يشاء.

هل قال الصحابة أن عبد الله بن أبي بن سلول يتآمر علينا أو قالوا أبو جهل؟ لا لم يفعلوا، بل ساروا في أرض الله وأقاموا دين الله سبحانه وتعالى.

يقول محمد إقبال: إن المؤمن الضعيف يتعلل بالقضاء والقدر والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره.

المؤمن القوي هو من يصنع الإيجابيات وليس بتصرفات الإنسان السلبي.

حتى في اللغة العربية، كقول الفاعل يجب أن يكون مرفوعاً وهو علم أكاديمي لكن القضية في البعد الثاني هو لم كان الصحابة مرفوعون قدراً لأنهم فعلوا

أما من يستورد الملابس والساعة والكاميرا فهو مفعول به، لو قطعوا النت عنا في يوم ما فماذا باستطاعتنا أن نفعل؟

قضية المؤامرة قد تكون موجودة لكن أتمنى ألا نكون نحن المتآمرين على دين الله.

فلو عززنا وأعزينا دين الله فالله سيعزنا بعزه. أما إذا تسولنا المعرفة من هنا وهناك وادعينا وجود مؤامرة تعوقنا فلا.

كلمة أخيرة

أقول وأنصح دائماً بان يجب أن لا نعود إلى الإسلام بل أن نتقدم نحو الإسلام.

لأن الإسلام ليس متخلفاً حتى نعود إليه بل نحن الذين تخلفنا عن الإسلام، لم نتخلف عن الغرب بل تخلفنا عن إسلامنا.

فنتقدم نحن وهو حتى يكرمنا الله سبحانه وتعالى.

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

المصادر

قناة الدكتور عمر عبد الكافي


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى