الدكتور أحمد عبد الخالق يتكلم عن الفروقات بين طفل التوحد وطفل تأخر الكلام أو الحرمان البيئي.
هل فعلاً هناك فرق بين طفل التوحد والطفل الذي عنده تأخر في الكلام أو حرمان بيئي؟
هل هناك اختلاف بين الاثنين؟ أم لا يوجد؟ وكيف نفرق فيما بينهم؟
سنشرح الفروق الجوهرين بين الطفل التوحد وطفل تأخر الكلام والحرمان البيئي.
الفرق بين طفل التوحد وطفل تأخر الكلام
كيف يمكن للأم أن تفرق أن ابنها متأخر في الكلام أم أنه توحد؟
أولاً التواصل
أكبر مشكلة في التوحد هي التواصل فغالباً الفرق الجوهري بين طفل تأخر الكلام الذي لا يتكلم وطفل التوحد الذي أيضاً لا يتكلم هو التواصل.
هل هو يتواصل أم لا يتواصل؟ وهذا بدوره يحدد فعلاً إذا كان الطفل بمشكلة التوحد أو مشكلة تأخر في الكلام.
أول ما نبحث عنه في التواصل هو نظرة العين، الطفل الطبيعي الذي يتأخر في الكلام هو ينظر في العين عند التكلم معه يلتفت إليك يعرف اسمه إذا طلبت منه شيء يتواصل وينظر لك وأنت تتكلم معه.
يحاول الطفل أن يلفت انتباهك ويشير لك على شيء ويجدد النظر بك في حال نظرت إلى ما يشير للتواصل معه وتبتسم.
هو قادر على استخدام نظرة العين بشكل سليم، هو لا ينظر فقط ويبتعد، هو يتواصل معك في العيون ويبحث بعيونه على ماذا يريد وهل أنت تهتم به أم لا ويحاول أن يشد اهتمامك.
هذه الصفات توجد في الطفل الطبيعي المتأخر في الكلام، لكن في طفل التوحد عادةً نظرة العين بها مشكلة ممكن أن تكون كبيرة ويمكن أن تكون متوسطة.
متوسطة أي أنه ينظر لك بلمحة عين وينتهي، لكن لا يشد انتباهك ولا ينظر إليك ماذا تفعل لا يراقبك عندما تكلمه ينظر لك ثانية ويبتعد، هذه في الحالات المتوسطة.
لكن في حالات التوحد الأعمق، هو يكره نظرة العين، وعندما تحاول أن تنظر إليه يبتعد عنك ولا يريد أن ينظر لك.
ثانياً التفاعل.
دائماً نسمع من أم طفل التوحد وهو تعبير يقال من مجمل أمهات طفل التوحد تقول أنا لا أشعر بوجود ابني معي أشعر أنه متواجد بنفس الغرفة ولكنه كأنه غير موجود كأنه سرحان كأنه في مكان أخر تماماً.
وهذا وصف دقيق جداً لما يجري، طفل التوحد يحب أن يبقى لوحده لا يهتم بالناس إلا إذا هو يريد شيء، لكن إذا لا يريد شيء هو يفضل أن يبقى مع نفسه.
الطفل الطبيعي يحب التواصل، يشدك للعب معه، يجرك لتلعب معه بالكرة، إذا ضحكت له يضحك لك.
يكون بينكم حالة من الأخذ والرد، أنت تعمل رد فعل والطفل الطبيعي يعطيك رد فعل، فتشعر أن هناك علاقة، وأنت تشعر بها من عمر ستة أشهر.
لكن طفل التوحد تكون العلاقة محدودة لا يريد التواصل.
ثالثاً الإشارة.
وهي من الأشياء المهمة، عادة الطفل المتأخر في الكلام لا يتكلم لكنه يشير إلى الأشياء بإصبعه وتفهم ماذا يريد وتعطيه.
عند طفل التوحد الإشارة ضعيفة جداً جداً، طفل التأخر في الكلام يشير يؤكد ويعطي أصوات لتعطيه ما يريد وبعدها يمكن أن يبكي إذا لم تعطيه.
الإشارة وسلة مهمة يستخدمها الأطفال المتأخرين في الكلام ومن عندهم حرمان بيئي في التعامل معك، لكن طفل التوحد في المعتاد لا يستخدم الإشارة.
رابعاً تنفيذ الأوامر.
عادةً طفل التوحد تنفيذ الأوامر عنده صعب جداً، قد يكون هناك القليل من تنفيذ الأوامر عند طفل التوحد عالي الأداء يمكن أن ينفذ أمر أو أمرين ولكنه يكتفي بهذا القدر.
لأن العند يكون شيء أساسي وموجود عند طفل التوحد.
لكن الطفل المتأخر في الكلام، يمكن أن تطلب منه شيء يعطيك إياها، إذا طلبت منه أن يطعمك يطعمك، إذا لعب معك وقلت له أعطني يعطيك، طلبت منه أن يفتح الضوء يفتح، أعطني الروموت يعطيك.
حتى وهو لا يتكلم لكن يوجد تواصل وتفاعل بينكم.
خامساً علاقته بالأطفال.
وهي نقطة جوهرية جداً وأساسية، أغلب أطفال التوحد يكون لديه مشكلة كبيرة وهي أنهم لا يلعبون مع الأطفال.
لكن الطفل الطبيعي المتأخر في الكلام هو لا يصدق أن يرى طفل يركض لعنده ويلعب معه.
عند طفل التوحد عالي الأداء يكون الموضوع أبسط بقليل، فهو يذهب للأطفال ولكن لا يكون هناك تواصل.
طفل التأخر في الكلام أو الحرمان البيئي يركض ويلعب ويعطي ردود أفعال وتواصل يكون هناك تفاعل بين الطفلين.
سادساً استخدام الكلام.
وهي نقطة مهمة جداً ومن الأشياء القوية التي يمكن أن تفرق بين طفل الحرمان البيئي وطفل التوحد.
الطفل الطبيعي الذي مشكلة الحرمان البيئي أو تأخر في الكلام، تجده متأخر في الكلام لكن ليس لدرجة الصفر لا يتكلم أبداً.
ممكن أن تجد طفل عمره عامين ونصف ومتأخر في الكلام يقول هم بمعنى أريد الأكل با يريد أن يشرب باي يريد أن يذهب، هم ثلاث كلمات ولكن المهم أنه يستخدمهم.
لكن طفل التوحد لا يتكلم أبداً عدد الكلام صفر، لا يقول ماما.
وأيضاً في الكلام والكثير منهم يتكلم تجده يتكلم بغير طلباته، يقول أرقام يقول أحرف يشاهد صور وأشياء أمامه يقول أسمها لكن عند الطلبات لا يستخدم الكلام.
لكن بعد التدريب بشكل جيد يستخدم الكلام، هذه الصفات تكون في المرة الأولى قبل تدريب الطفل.
الطفل المتأخر في الكلام ولديه عدد من الكلمات القليلة التي يستخدمها في مكانها الصحيح ووقتها الصحيح هي علامة مهمة جداً لتثبت أن الطفل متأخر في الكلام ولكنه ليس طفل توحد.
سابعاً المقارنة بينه وبين أطفال سابقين
هي النقطة الأخيرة وعلى كل أم أن تعرفها وتحديداً إذا كان عندها أطفال سابقاً، المقارنة بين الطفلين.
قارني بين مراحل الطفلين ولاحظي أولادك الأكبر كيف كانوا وشاهدي الطفل الحالي تطوره.
أي أم لديها أطفال من قبل وطفلها وصل لعمر السنة والنصف يمكن أن تكتشف أن عند طفلها مشكلة، لا يمكن ألا تشعر بأنه مختلف والمشكلة ليست بالكلام.
لو جنبنا مشكلة الكلام وركزنا بنقطة الطفل يتواصل معنا بشكل طبيعي؟ لو وجدتي أن التفاعل والتواصل طبيعي وتشعرين بوجوده وله بصمة يكون متأخر في الكلام.
لكن لو الطفل لا يتفاعل ولوحده وسرحان دوماً يمكن أن تشكي في قصة التوحد وتبحثين عن مشورة هل فعلاً ابني عنده توحد أم لا؟
هذه تقريباً معظم الفروق الجوهرية بين طفل التوحد وبين الطفل المتأخر في الكلام أو طفل الحرمان البيئي.